اداب التعامل مع الاخرين التي يجب علينا جميعًا تطبيقها في محيط الأسرة أو داخل بيئة العمل والأماكن العامة أيضًا، بل. يتم غرسها في نفوس الأجيال الجديدة حتى يعيش المجتمع في رقي وتحضر، لذلك تابعونا في السطور التالية لمعرفة مزيد من التفاصيل حول آداب التعامل.
اداب التعامل مع الاخرين
هنالك بعض الآداب التي تحكمنا عند التعامل مع الآخرين والتي تهدف إلى رقي السلوك الإنساني وترك أثر طيب في نفس الطرف الآخر، فنجد مثلًا:
إلقاء التحية
يعتبر إلقاء التحية هو أحد أهم الآداب التي يجب على الشخص التحلي بها، وذلك من خلال المصافحة بالأيدي يصاحبها بشاشة الوجه مع إظهار الإهتمام أو الترحاب لاسيما إذا كان الشخص مارِ على جماعة من الأصدقاء أو الجيران، بحيث يبدأ الشخص بكبار السنّ أولًا أو الشخصيات الهامة، كما يفضل إلقاء التحية أيضًا عند محادثات الهاتف او وسائل التواصل الاجتماعي.
التحدث بلباقة
فن انتقاء العبارات هو أحد أهم الآداب التي يجب على الشخص مراعاتها عند التعامل مع الآخرين، حيث يستطيع الشخص كسب محبة أو عداوة الأشخاص المحيطين به من خلال اختيار كلمات عذبة ورقيقة تطرب الآذان، مثل “أسعدني وجودك” إذا كان يتواجد في منزلك أو “اعلم كم أنت شخص طيب القلب لكن هذا الفعل أغضبني” إذا كنت ترغب في معاتبته على فعل ما مع تجنب العبارات القاسية أو الجارحة.
إمعان النظر
خطأ شائع يقع به كثير من الأشخاص وهو تجنب النظر إلى الطرف الآخر، حيث يجعله يشعر بعدم الاكتراث أو الاهتمام من جانبك؛ وبالتالي يؤثر سلبًا على الطرف المقابل، كما إنه في حال التحدث مع أكثر من شخص فإنه يجب أن يتم تبادل النظرات معهم بصورة متساوية؛ حتى تحصل على محبتهم.
الإنصات إلى الآخرين
يعتبر الإنصات الجيد أحد أهم الأدوات التي يرتكز عليها الحوار الناجح أو التواصل مع الآخرين بصورة أكثر رقي، بحيث يتبادل أطراف الحديث وفي نفس الوقت يستمع بإنصات إلى وجهة نظر الطرف الآخر مهما كانت مغلوطة أو غير صحيحة، فإن المقاطعة وعدم الاستماع باهتمام يفقد جزء كبير من محبة الطرف الآخر.
قد يهمك: أذكار السفر وآدابه
كيف اتعامل مع الاخرين في المدرسه؟
تعتبر المدرسة أول المجتمعات التي ينغرس بها الطفل في سنواته الأولى؛ لذا فإنها تحتاج من الوالدين بذل مجهود أكبر لكي يتم احتواء الأطفال وتعليمهم القيم والمبادئ الأساسية، فنجد مثلًا اداب التعامل مع الاخرين في المدرسة كالآتي:
- احترام الوقت من خلال الالتزام بمواعيد الفطور وارتداء الملابس كذلك الذهاب إلى المدرسة وحضور الطابور الصباحي، حيث أن الانضباط والالتزام بالوقت يعتبر سمة المجتمعات المتقدمة.
- الحفاظ على نظافة الجسم والملابس وكذلك نظافة المدرسة من خلال منع إلقاء القاذورات في الفناء أو الشارع، أي يتم تدريبهم على نظافة المكان حولهم حتى لو كان ملكية عامة.
- تجنب تناول الطعام في أوقات غير مناسبة لذلك مثل الحصص الدراسية.
- احترام الممتلكات العامة والخاصة، حيث يهمل كثير من الآباء والأمهات غرس تلك القيمة في نفوس أبنائهم، لذا نجد كثير من الطلاب يفسدون المقاعد أو الجدران المدرسية.
- عدم التلفظ بعبارات بذيئة مع الأصدقاء أو التعدي على حقوق الآخرين تحت مسمى الحرية، حيث أن حرية الشخص تقف عند حريات الآخرين.
- المشاركة الإيجابية في الأنشطة المدرسية، بحيث يتم تنمية وتشجيع روح التعاون والانتماء داخل المدرسة ومساعدتهم على تحمل المسؤولية وتنمية حسّ المبادرة داخلهم.
آداب التعامل مع الآخرين في الإسلام
أما عن اداب التعامل مع الاخرين في الإسلام نجدها كالآتي:
الاعتراف بالخطأ
يجب أن يتحلى المسلم بالتواضع وأن يعترف بخطئه، حيث أن الإصرار على الخطأ كفيل بأن يجعل الطرف الآخر يضمر الكراهية في نفسه، كما إنه يزيد حدة الكِبر داخلك، بينما نجد الاعتراف بالخطأ يساعد على تقليل حدة الغضب أو الضغينة في نفس الطرف الآخر.
النصيحة في العلن فضيحة
يظنّ البعض أن تقديم النصيحة للطرف الآخر هو صميم الإسلام، لكن إذا كانت النصيحة تتم أمام الملأ أو تسبب الإحراج فقد تأتي بنتائج عكسية، لذا يجب أن ننصح الآخرين على انفراد إذا استدعى الأمر.
التكبر والغرور
إياك والغرور أو التكبر على الآخرين، فنجد نهى القرآن الكريم في عدة مواضع عن التكبر والغرور وعقوبة ذلك، فنجد مثلًا الآية 18 من سورة لقمان “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” حيث يتسبب الغرور بزيادة الفجوة بين الأشخاص والشعور بالدونية من جانبهم.
تأنيب الآخرين أو الانتقاد الساخر
يعتبر اللوم أو الانتقاد الساخر أحد أهم الأخطاء التي يقع فيها كثير من الأشخاص عند التعامل مع الآخرين ظنًا منهم أن ذلك يعلمهم ويصوب أخطائهم، لكن على العكس ذلك يدفعهم إلى مزيد من الكراهية، كما نجد ذكر ذلك في القرآن الكريم من خلال قوله تعالى “يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ” صدق الله العظيم.
آداب التعامل مع المسنين
بالنسبة إلى آداب التعامل كبار السن، يجب أن يتم التعامل معهم على نحو خاص؛ وذلك مراعاةً لظروفهم الصحية والنفسية، فنجد مثلًا أهم اداب التعامل مع الاخرين كالآتي:
التعامل بأدب واحترام
يجب أن يتعامل الشخص مع كبار السن مهما كانت علاقته بهم بأدب واحترام، وذلك من خلال مراعاة نبرة الصوت بحيث تكون هادئة، مع تجنب الصراخ أو التأفف من طلباتهم مهما كانت مزعجة.
طلب المشورة
يسعد كثير من كبار السن عند تقديم النصيحة للأجيال الجديدة، بحيث يشعرون بالحكمة والقدرة على العطاء مهما تقدم بهم السنّ، فنجد كثير من الأشخاص يتجاهلون نصيحة الكبار بحجة اختلاف الأزمنة أو عدم وجود لغة تواصل بينهما.
حمل الأمتعة أو تقديم المساعدة
يجب أن يتم عرض المساعدة على كبار في حمل بعض الأغراض الثقيلة أو تقديم المساعدة في صعود الدرج أو تحضير الطعام أو شراء بعض المستلزمات؛ فذلك من شأنه تعزيز أواصر المحبة والمودة بين الطرفين.
الاستماع إلى تاريخ العائلة
يفضل كثير من المسنين سرد بعض القصص التاريخية أو بعض المواقف المتعلقة بتربية الأبناء قديمًا بحيث تجعلهم يشعرون بالحنين واستعادة الذكريات؛ ومن ثم تقوية الروابط الأسرية أو العائلية.
قد يهمك: تعرف على ما هو الابتلاء وما الحكمه منه
آداب التعامل مع الفقراء والمساكين
أما عن آداب التعامل مع الفقراء والمساكين يجب أن تعتمد على تقديم المساعدة المالية أو توفير الطعام إذا كان في استطاعة الشخص، كما يمكن توفير بيئة اجتماعية مناسبة لهم من خلال التواصل مع إحدى دور الرعاية، بالإضافة إلى التواضع معهم وعدم التعالي أو التعامل معهم بصورة فظّة تجعلهم يشعرون بالدونية.
خلاصة القول، يجب أن يتم غرس اداب التعامل مع الاخرين في نفوس الأطفال منذ نعومة أظافرهم بحيث يتم التعامل بها وتطبيقها في شتى مجالات الحياة، حتى تقل الفجوة بين الأجيال ويسود الحب والمودة في المجتمع.
قد يهمك:
