Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تاريخ

حكاية فتنة خلق القرآن وكيف انتهت، وما قصة أحمد بن حنبل معها؟

في عصر الخليفة المأمون، ظهر ما يسمى بـ “فتنة خلق القرآن” وتسمى أيضا “محنة خلق القرآن” فقد مر الإسلام بالكثير من المحن على مر تاريخه، وفتنة خلق القرآن وهي فتنة ابتدعها الجهم بن صفوان الترمذي من المعتزلة، واقتنع بها الخليفة المأمون، حتى أنه أمر بعزل القضاة الذين لا يصدقون بها، ولا يعملون على أساسها، ونشر هذا الرأي في كل مكان، لكنه لم يلقى قبول العلماء وعلى رأسهم أحمد بن حنبل.

ما هي فتنة خلق القرآن

فنتهى خلق القرأن هي فتنة قديمة، وترجع إلى “يوحنا الدمشقي”، والذي قال “إن كان القرآن غير مخلوق فهو أزلي، وكذلك عيسى عليه السلام لأنه كلمة الله، وإذا كان مخلوق فإنه منفصل عن قدسية الله، مثل بقية المخلوقات الموجودة على الأرض.

ما معنى القرآن مخلوق

القول بخلق القرأن يعني أن الله سبحانه وتعالي قد أوجدالقرأن بعد عدم، مثله مثل باقي الخلائق، مما يؤدى إلى انقاص من اعجاز القرأن الكريم، وعدم قدسيته، ويجعل من كل شخص له الحق في تأويل القرأن الكريم، تعالى الله عن هذا علوا كبيرا.

تاريخ نشأة محنة خلق القرآن

فتنة خلق القرأن الكريم

مع بداية ظهور المعتزلة، بدأ ما يسمى الآن بعلم الكلام، وكان ظاهر المعتزلة يقول أنهم جماعة تدرس العقيدة، لكن الحقيقة أنهم هم من أدخل الفكر المنتشر في البلاد المفتوحة للإسلام، وبدأت المعتزلة في تغير تفسير النصوص القرآنية وفق ما يقتضيه العقول البشرية، على الجانب الآخر قدمت مدرسة أهل الحديث ما نقل عن النبي وصحابته عن العقل.

لقد بدأ المعتزلة في نفي صفات الذات الإلهية تدريجيا، فقد نفوا صفة القدم، ومن هنا بدأت قصة فتنة خلق القرآن،بالنسبة للمعتزلة لا يمكن يخلق غير الأزلي شئ اذلي، لكن بالطبع هذا غير دقيق اطلاقا، وبدأت الحكاية منذ عام 218 هجري، أو 833 ميلادي.

أحداث القصة 

بالإضافة إلى ما سبق أعلاه، كان الخلايفة المأمون يحاول فرض بعض آرائه الفلسفية على المجتمع المسلم وقتها، وهذا كان أحد أسباب نشوة المحنة، بالإضافة إلى ذلك،كان المأمون ترسل محققين إلى الأئمة ليسألهم، هل القرآن مخلوق أم لا؟، لكن إجابة هذا السؤال كان يتبعها عواقب شديدة، مع الرغم من هذا إلا أن أغلبية الطوائف وقتها جاوب اجابة واحدة مفاهميها، أن القرآن كلام الله المنزل على عبده محمد صل الله عليه وسلم، وأن علم القرآن أنزل ،لكن نزوله محدث، إذا فهو غير مخلوق.

كان يريد المأمون فرض رأيه بطريقة أو بأخرى، وكان يفصل معارضي رأي خلق القرآن،ويسجنهم، حتى أنه كان يجلد من يعارضه، ويعارض فتنة خلق القرآن، ولا زال الحال كما هو عليه حتى بعد وفاة المأمون، ومجيء المعتصم بالله والواثق بالله، حتى انتهت الفتنة مع مجيئ المتوكل على الله في عام 861.

رأي المعتزلة في فتنة خلق القرآن الكريم

إن فتنة خلق القرآن هي من أخطر الفتن، واغمض المسائل التي حدثت للإسلام في عصر الدولة العباسية،والدولة الأموية، وكما سبق، فإن المعتزلة ممن ابتدعوا هذه الفتنة، وبدأ الأمر للمعتزلة حينما أقروا أن العقل هو الطريق الصحيح لتفسير النص الديني،وجاء زعمهم بأن القرآن مخلوق تطبيقا لرأيهم بأن العقل أولى.

بعد أن تكلم المعتزلة عن صفات الله بما لا يصح، وقرروا فيها ما لا يمكن تصديقه، اتجهوا إلى الأفعال الصادرة عن تلك الصفات،ومن أولها القرآن الكريم، وهو العمود الأساسي في الشريعة الإسلامية، ومع الرغم أنهم اعتمدوا على العقل اعتمادا كليا عند ذمهم بأن القرآن مخلوق، إلا أنهم استدلوا ببعض الآيات الدينية التي تقوي حجتهم.

بقول المعتزلة عن القرآن الكريم أنه يحوي نصوصا متعارضة، ونصوص الوعد والوعيد،ونصوص روحانية ونصوصا أخرى دنيوية في أن واحد، وأنه لا يمكن التشكيك في ما أنزل من عند الله،وجب استعمال العقل لتفسير ما أنزل من الله تعالى، وقالوا أن القرآن هو مخلوق من الله أنزله على نبيه محمد صل الله عليه وسلم، ليرشدنا به، لكن المعتزلة بهذا القول ينفوا الإعجاز عن القرآن الكريم،وكونه معجزة النبي محمد صل الله عليه وسلم.

لأن كون العقل عندهم يرفض كل ما لا يقبله في النصوص الدينية، هذا ينفي إعجاز القرآن، وأنه لا يمكن الإتيان بمثله، في القرآن الكريم أعظم من أن يقارن بالعقول البشرية، ولا يمكن للمعتزلة التسليم بأنه كلام الله، لأن حينها لا يمكن مقارنته بالعقل.

يمكن مقارنة الخلاف الواقع في زمن فتنة خلق القرأن، بخلاف واقع في يومنا هذا، تجد أن هناك من يقولون أن القرآن الكريم اعجازإلهي صالح لكل زمان ومكان،وهناك آخرون يربطون القرآن الكريم بزمان نزوله،ومكانه وهو الجزيرة العربية،وهي كلها تندرج تحت الجرب السياسية على الإسلام، وأصحاب القول الثاني لا يسلمون للمعنى الظاهري للآيات كما هو الحال مع أصحاب الرأي الأول.

رأي أهل السنة في مسألة خلق القرآن الكريم

رأي أهل السنة في محنة خلق القرأن

يقول أحمد بن حنبل صاحب المذهب الحنبلي، “والقرآن كلام الله، ليس بمخلوق، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله عز وجل ووقف ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق: فهو أخبث من الأول، ومن زعم أن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي، ومن لم يكفر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم” وهذا ما يسير عليه مذهب أهل السنة والجماعة،  

وقال الإمام ابن ابى العز “وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن كلام الله غير مخلوق” 

إذا فإن مذهب أهل السنة واضح تماما، والقرأن عندهم هو كلام الله،وليس بمخلوق،وهم من بدأو والتصدي للفتنة التي ابتدعها المعتزلة ساندهم فيها الجهمية، لكن انتهت المسألة،على أن القرآن ليس بمخلوق وانتهى الجدال فيهامن وقتها

الرد على فتنة خلق القرآن

لا يمكن الرد على البدع والفتن بفتوى متفرقة، أوكلمة هنا أوهناك، لكن الرد على الفتن عامةوالبدع خاصة، يحتاج إلى طلب علم مبدئي لذلك، مع الرغم من هذا إليك أدله قرأنية تدل على أن القرأن كلام الله، وليس بمخلوق.

أولا : قال تعالي (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)الأعراف/ 54.

والإستدلال بهذه الأية من جهتين

  • أن الله تعالي فرق بين الخلق والأمر، والقرينة هنا تقضي توكيد التفريق بينهما، فالخلق هو ما خلقه اللهت عالي مثل السماوات والأرض، والأمر هو كلام الله تعالي.
  • أن الأمر يأتي قبل الخلق، والخلق لا يكون إلا بالأمر، قال تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس/ 82)، فلو كان الأمر خلقا لأحتاج إلى أمر، والأمر يحتاج إلى أمر، وهاكذا إلى ما لا نهاية، وهذا باطل في حق الله تعالى

كيف انتهت فتنة خلق القرآن

عندما تحدث الذهبي عن الإمام أحمد بن حنبلا، تحدثى عن انتهاء فتنة خلق القرأن، فقال أن أحد مشايخ أهل السنة الكبار، ناظر الضلال ابن أبي دؤاد من المعتزلة، فأفحمه، ولما رأي الخليفة الواثق بالله هذا، تراجع عن قوله بخلق القرأن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لا تنس أن هذا الاعلانات هي الداعم الوحيد لكي نستمر