حديث

وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

عندما نتحدث عن أشرف خلق الله لا يكفي سطور وكتب للحديث عن حياة أو وفاة النبي محمد، الحديث من هذه اللحظة عن وفاة النبي محمد صلى الله وسلم عليه يجعلني في خشوع وأنا أكتب الآن، لا يوجد أي شعور أجمل من أننا نتذكر نبينا محمد  ونتحدث عن لحظة مفارقته لأمتنا.

فقدت الأمة الإسلامية آخر الأنبياء وخاتم المرسلين، بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم اهتزت له الأبدان وسارت الدموع دماً على رحيله، كيف كانت تلك الساعات الأخيرة من حياة النبي؟ وما هي الدروس التي حملتها الأمة من هذا الرحيل العظيم لِرف مخلوقات الله؟ في هذا المقال، نستعرض تفاصيل مؤثرة ومهمة عن وفاة رسول الله ﷺ وتأثيرها العميق على العالم الإسلامي.

وفاة النبي بالهجري

اختلاف العلماء في تحديد التاريخ الدقيق لوفاة النبي محمد ﷺ، مع التأكيد على أن وفاته كانت يوم الاثنين من شهر ربيع الأول، وهو ما يكاد يكون موضع إجماع، ومع ذلك، تختلف الآراء حول تحديد اليوم ضمن الشهر، وتوضح المصادر المختلفة ما يلي:

يرى ابن إسحاق والجمهور أن وفاة النبي محمد ﷺ كانت في الثاني عشر من ربيع الأول، وهو التاريخ الأكثر شهرة واعتمادا عند معظم المسلمين.

يرى موسى بن عقبة، الليث، الخوارزمي، وابن زبر أن النبي ﷺ توفي في بداية شهر ربيع الأول، تحديدًا مع ظهور هلال الشهر.

بحسب أبي مخنف والكلبي والسهيلي، فإن الوفاة وقعت في اليوم الثاني من ربيع الأول، وهو رأي يعتبره بعض العلماء أقرب للصحة.

ورد في حديث عند البزار عن ابن مسعود أن الوفاة كانت في الحادي عشر من رمضان، ولكن هذا الرأي نادر وغير معتمد.

متى توفي الرسول بالميلادي

توفي صلى الله عليه وسلم يوم 8 في شهر يونيو المواق سنة 633 ميلادي، في هذا اليوم كان أسوأ يوم في تاريخ الأمة الإسلامية، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما رأيت يوما قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم).

من تاريخ هذا اليوم أظلمت الحياة بأكملها ولا يوجد بها نور منذ وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كلما أتذكر نبينا محمد يبكي قلبي خشوعا وإجلالا له وعندما أقرء عن وفاة النبي أعرف من هذا اليوم أن الحياه بعدة ليست حياة، فاللهم اجعلنا من الذين أنعمت عليهم بصحبة نبيك محمد ﷺ في جنات النعيم، اللهم ارزقنا شفاعته يوم القيامة، واجعلنا ممن يشربون من حوضه الشريف شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.

مرض النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته

مرض النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من جنازة بقيع فقد بدأ المرض أن يتمكن منه، فكان يلازمة صداع شديد لا يحتمل وكان يضع عصابة علي جبينه لتخفيف الألم وكان يصلي بها في المسجد من شدة الألم.

منذ وقت مرضه طلب النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى عند أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقبل وفاته واحتضاره قالت عائشة والنبي مائل علي كتفيها ( إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته).

مشهد احتضار موت النبي قبل أيام من وفاته

قبل وفاة النبي بخمس ايام اشتد عليه المرض وبدأ وقت احتضار النبي صلى الله عليه وسلم، فارتفعت حرارته، لكنه أحس ببعض الخفة ودخل المسجد مستعينا بالعصابة التي كانت على رأسه، جلس النبي صلى الله عليه وسلم وقتها على المنبر كعادته وخطب بالمسلمين وصلى بهم، فهو كان أشد الحرص علي القيام بصلاته والصلاة بالمسلمين.

ظل النبي ﷺ يصلي بالمسلمين حتى يوم الخميس، قبل أربعة أيام من وفاته، في صلاة العشاء من نفس اليوم، اشتد عليه المرض لدرجة أنه لم يستطع الخروج للصلاة، كان النبي ﷺ حريصًا على متابعة أحوال الصلاة وسأل مرارا إذا كان المسلمون قد صلوا، حتى مع شدة مرضه، حاول النبي ﷺ القيام للصلاة بنفسه بعد الاغتسال ثلاث مرات، لكنه كان يُغمى عليه في كل مرة بعد الوضوء، فأمر أبو بكر أن يصلي بالمسلمين، فقد صلى أبو بكر سبع عشر صلاة في حياة النبي.

اللحظات الأخيرة قبل وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

مرت اللحظات الأخيرة على احتضار ووفاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كنت لحظات وتحمل الكثير من المعاني وقتها، في صباح يوم الاثنين، كان المسلمون يصلون صلاة الفجر في المسجد تحت إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، النبي ﷺ كشف ستارة حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، ونظر إلى الصحابة بابتسامة مشرقة، وكأنها رسالة طمأنينة وحب الخير لأمته.

وفي وقت الضحى وقت الظهيرة دعي النبي ابنته فاطمة فكان يحبها حبا شديد فاسر إليها مرتين المرة الأولى بأنه سيلتحق ويرحل الى الرفيق الأعلى مما جعل هذه الكلام يبكيها، ثم أسر اليها مرة ثانية وأخبرها أنها أول اللاحقين له من أهل بيته، وبشرها بأنها سيدة نساء العالمين، مما جعلها تضحك رغم حزنها.

وودع النبي أحفاده الحسن والحسين وزوجاته واوصاهم خيرا لمعاني الوفاء والإخلاص، فكانت كلماته الأخيرة لهم تطمئنهم بعد رحيله.

طلب النبي صلى الله عليه وسلم السواك واستخدمه، مما يعكس اهتمامه بسنة الطهارة حتى في أشد لحظات مرضه، بعد أن فرغ من السواك، رفع يده أو إصبعه نحو السماء، ونظر إلى السقف، وبدأ يدعو الله بكلمات خاشعة، قائلاً: اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى”، كرر طلب الرفيق الأعلى ثلاث مرات.

وبعد أن أتم دعاءه، مالت يده، وفاضت روحه الطاهرة بسلام إلى بارئها، مودعا الدنيا بأجمل صورة من الذكر والخشوع.

غُسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم

بعد وفاة النبي محمد أفضل النبيين صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة في كيفية غسلة أما بثيابة أو من غيرها، فجاءتهم علامة من الله أن يغسلو رسول الله وعليه ثيابه ففعلوا ذلك تنفيذا لما أمروا به.

قام علي بن أبي طالب، العباس بن عبد المطلب، وولده الفضل وقثم، وأسامة بن زيد، وشقران مولى النبي ﷺ بغسل النبي بثيابه وكانو يصبون الماء عليه وكان رائحته كالمسك مااطيب راحته وهو ميتا.

أين دُفن النبي؟

احتارت الصاحبة أيضا في المكان الذي يُدفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أبو بكر الصديق أن النبي قال “ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض”، فحُفر قبره في المكان الذي توفي فيه داخل حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها، حيث دفن في حفرة مرتفعا شبرا واحد عن الأرض.

صلاة المسلمين على النبي بعد وفاته

صلى المسلمون على النبي ﷺ فرادى، الرجال أولا ثم النساء والأطفال، ثم نزل إلى قبره علي بن أبي طالب، الفضل وقثم ابنا العباس، وشقران، ومعهم أوس بن حولي الأنصاري الذي طلب الإذن بالمشاركة.

وصايا النبي قبل مماته

وصي النبي على وصايا قبل وفاته حتي ينصلح حال الأمة وحال المسلمين جميعا من بعده، فقد أوصى النبي ﷺ الصحابة بالاهتمام بالأنصار، إذ وصفهم بأنهم كانوا عماد دعوته وداعمها الأساسي، داعيا إلى تقدير المحسن منهم والتجاوز عن المسيء.

أوصى بطرد المشركين من جزيرة العرب حفاظا على نقاء الدين وتوحيد العبادة لله وحده، حذر أيضا النبي ﷺ المسلمين من تحويل قبره إلى مسجد، كما فعلت بعض الأمم السابقة مع قبور أنبيائهم.

دعا النبي ﷺ المسلمين إلى حسن الظن بالله، وخاصة عند الموت، مؤكدا أهمية الثقة برحمة الله ومغفرته، كانت الصلاة من أهم وصاياه النبي، وكررها حتى في لحظاته الأخيرة، مؤكد على مكانتها العظيمة في الدين.

أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤيا الصالحة هي ما تبقى من مبشرات النبوة، وهي وسيلة يستأنس بها المؤمنون.

حال الصحابة والمسلمين بعد وفاة النبي محمد

اهتز المسلمين والصحابة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعشش الحزن قلوبهم واهتز قلوبهم لرحيل سيدنا محمد، فكانوا في حالة من عدم التصديق لموته، فعندما رأي سيدنا أبو بكر حالهم هذا، طلع وخطب في الناس ليعيد لهم توازنهم، وقال: “من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”، ثم قرأ الآية: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ…)، مذكرًا الأمة بحقيقة أن النبي ﷺ بشر قد أتم رسالته، وأن العبادة لله وحده، كانت كلماته سببا في تهدئة المسلمين وتثبيتهم في هذه اللحظة الصعبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى