مقالات عامة

معركة اليرموك أسبابها ونتائجها

معركة اليرموك ليست مجرد حرب قامت بين المسلمين وطرف آخر، أو غزوة انتصر فيها جيش الإسلام مُحققًا انتصار جديد يُضاف إلى قائمة الانتصارات، ولكنها نقطة تحول تاريخية ليس فقط في تاريخ الإسلام والمسلمين، وإنما في تاريخ العالم أجمع، فتُرى ماهي معركة اليرموك، وأين كانت ومن هم أطرافها وماهي أحداثها، وماهي النتائج التي ترتبت عليها، كل هذه المعلومات سنحاول سويًا تغطيتها خلال سطور مقالنا هذا.

معركة اليرموك

وقعت معركة اليرموك في العام الخامس عشر بعد الهجرة الشريفة، وكان ذلك في خلافة الإمام عمر بن الخطاب، وقد مر على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أعوام.

وقعت معركة اليرموك في وادي اليرموك مكانه دولة الأردن في الوقت الحالي، كان جيش المسلمين يُقارب ال ٤٦٠٠٠ جندي  بقيادة خالد بن الوليد بينما كان عدد جنود الروم بقيادة ماهان يصل إلى ٢٧٠٠٠٠.

قد يهمك: بعض الدروس المستفاده من غزوه حنين والطائف

أسباب معركة اليرموك

بعد الفوز الساحق لجيوش الإسلام في معركة أجنادين عام ١٤ هجرية وسيطرتهم على أجزاء كثيرة ومهمة من بلاد الشام مثل حمص وبعلبك وبصرى ودمشق والبلقان والأردن وأجزاء كثيرة من فلسطين.

شَعُر بعدها هرقل إمبراطور الروم بالخزي بعد ما حصل المسلمون على هذه الأجزاء من أرضه فأراد أن يقوم بفعلة ما يُعيد بها الماء إلى وجهه ويعيد أمجاد الروم بعد أن كشف المسلمون زيفها بانتصاراتهم المتتالية، فماذا فعل لهذا الأمر؟

قام بحشد جنوده وإعداد جيش في منتهى القوة من حيث العدة والعتاد ومهارة المقاتلين، توجه به من حيث يُقيم في إنطاكية متجه إلى بلاد الشام.

كان وقتها أمور المسلمين بدأت في الاستقرار هناك وكان على كل بلد قائد منهم فنجد على حمص أبي عبيدة بن الجراح في حمص وخالد بن الوليد في دمشق وشرحبيل بن حسنة في الأردن وعمرو بن العاص في فلسطين.

وصلت أنباء حشد هرقل إلى المسلمين وكان أول من تلقى هذا الخبر هو عبيدة فجمع رجال المسلمين للتشاور في الأمر فاجمعوا على رأي حكيم، ألا وهو انسحاب جيوش الإسلام مما اقتنصوه من بلاد الشام، وعليهم بالتجمع في مكان قرب بلاد الحجاز، وإرسال طلب المدد من الخليفة عمر بن الخطاب من المدينة المنورة.

عسكر المسلمون وقائدهم عبيدة في بادئ الأمر في دمشق وبينما هم في معسكرهم إذ بجنود الروم تتجاوزهم وذلك بعد نزولهم بحمص وانطلاقهم منها، فإذا بهم ينطلقوا ناحية الجنوب.

فطن حينها رجال المسلمون إلى حيلتهم وهي حصارهم، فتحركوا من دمشق متجهين إلى الجابية ليلتحم بهم رجال عمرو بن العاص في انتظار إمدادات عمر بن الخطاب.

ولكن بعد ذلك خشيوا من انضمام باقي جيوش الروم في الشام وإنطاكية إليهم، وأن يقطعوا عليهم الطريق بينهم وبين البلقاء والمدن القريبة من الحجاز، ويمنعوا الإمدادات التي سوف تأتي إليهم، ولذلك جاء القرار الحاسم بالخروج من الجابية والتوجه إلى اليرموك، وهنا قامت معركة اليرموك.

أسباب معركة اليرموك

أحداث معركة اليرموك

بعد أن فصلنا الأسباب وراء معركة اليرموك سنتحدث عن ماذا حدث هناك في ميدان المعركة، حيث بدأت معركة اليرموك بتقسيمة تاريخية لخالد بن الوليد الذي تخلى له أبي عبيدة تخلي الكرام عن القيادة، حيث قام بتقسيم الجيش إلى كتائب كل كتيبة تضم من ٦٠٠ إلى ١٠٠٠ رجل.

وقسم الكتائب إلى ما يُسمى أعشار فكان على كل عشر رجال ما يطلق عليه عريف، أما على كل مائة من العرفاء قائد أعشار، وعلى كل عشرة من قائد الأعشار أي ١٠٠٠ رجل كان هناك قائد الكردوس.

ليُبهر خالد كعادته قواد الجيوش ومؤرخين المعارك بهذا التقسيم للجيش، ببراعته وحنكته كقائد للجيوش التي لا يُشق لها الغبار على مدار التاريخ الإسلامي.

فجعل هذه الكتائب من أبناء القبيلة الواحدة وجعل قائدها واحد منهم وهو الأكثرهم شجاعة وإقدام، وصل عددها إلى ٣٦ قام بعد ذلك بتقسيمها إلى ميمنة بقيادة عمرو بن العاص وميسرة بقيادة يزيد بن أبي سفيان أما القلب فكان قائده أبي عبيدة بن الجراح.

بينما كان جيش الكفار في مقدمته المتنصرين من أهل الإسلام بقيادة جبلة بن الأيهم وميمنة بقيادة قورين وميسرة بقيادة ابن قناطر وقلب يقوده الديرجان.

واصطفوا في عشرين صف في يوم شديد الضباب بشكل مُخيف ولكن الله كان أنزل سكينته على جنود الإسلام.

ابتدأ هجوم الروم بجند كثيف فحرص خالد على ثبات المسلمين في هذه اللحظات الحاسمة حتى لا يهتز الجيش فكانت قوة إيمانه أكبر دعائم رجاله، فسمع أحدهم يقول ما أكثر جيش الروم فرد قائلًا بل ما أكثر جيش المسلمين فما الكثرة إلا بالنصر والتمكين، وانطلق أبو عبيدة ومعاذ بن جبل يُشجعون في الرجال ويحثونهم على الثبات.

استطاع الروم في بادئ الأمر هزيمة الميمنة حتى انكشفت وكذلك الميسرة، ولكن ظل القلب ثابت واستمر القتال حتى أُنهكت الروم ليظهر خالد بعبقريته مرة أخرى بجنود من المسلمين لم يجعلهم يشاركوا ليظلوا بقوتهم كاملة لهذه اللحظة فتفاجأ الروم بهم بعد أن خارت قواهم وباشتراكهم حُسمت المعركة لجانب المسلمين.

وذلك بجانب جنود الله مثل الضباب الشديد الذي جعلهم لا يرون جيدًا وتساقط آلاف منهم وتهاووا في هاوية عميقة، أدت إلى موت عدد كبير من الجنود.

قد يهمك: الدروس المستفادة من غزوة الطائف ونتائجها

نتائج معركة اليرموك

ترتب على معركة اليرموك المباركة العديد من النتائج أبرزها الآتي:

  • انتصار المسلمين نصر ساحق عزيز على أهم وأقوى أعدائهم.
  • هزيمة الروم هزيمة ساحقة ووقوع خسائر رهيبة لجيشهم ودولتهم وفقدهم لأمهر الجنود خلال المعركة.
  • خروج هرقل النهائي من المنطقة وقوله مقولته التاريخية” وداعًا سوريا لا لقاء بعده فلا مكان لرومي فيكي بعد الآن فنعم البلد أنت ولكن للعدو وليس للصديق”.
  • استقرار المسلمين بشكل لا رجعة فيه في بلاد الشام، فقد قاموا بعدها باستكمال فتح بلادها حتى أصبحت جميعها تحت اللواء الإسلامي.
  • انطلاق جيوش الإسلام لفتح بلاد أخرى وزيادة الزحف الإسلامي فقاموا بفتح مصر وبلاد الشمال الإفريقي.
نتائج معركة اليرموك

الأسئلة الشائعة 

هناك الكثير من التساؤلات التي تم تداولها بخصوص معركة اليرموك على النحو التالي:

هل انتصر خالد بن الوليد في كل معاركه؟

نعم فقد خاض ما يزيد عن مائة معركة وقد انتصر فيها جميعًا.

من هو الصحابي الذي فقد عينه في معركة اليرموك؟

هو أبو سفيان وذلك بعد أن كان فقد عينه الأولى في حُنين ففقد الثانية في اليرموك ليُصبح بعدها ضريرًا.

ماهي المعارك التي انتصر فيها المسلمون؟

انتصر المسلمون في الكثير من المعارك على رأسها بدر وحُنين ومؤتة والطائف والقادسية وعين جالوت.

معركة اليرموك من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام بوجه الخصوص والعالم بوجه العموم، وبفضلها وفضل رجالها خضعت بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا إلى الإسلام، وارتفعت أصوات آذان صلوات المسلمين من المآذن حتى زماننا هذا، فجعلها الله سبب لنشر نور دينه إلى المنطقة بأكملها، لذا كان من الأمور الطيبة المعرفة التفصيلية بكل ما يخص هذا المعركة الجليلة.

قد يهمك:

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وما هي أول غزوات الرسول

بطل غزوة خيبر من هو؟ وماذا تعرف عن غزوة خيبر؟

غزوة الخندق سبب حدوثها ونتائجها والدروس المستفادة

من الذي جهز جيش العسره من ماله الخاص؟ ومتى كانت غزوة العسرة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى