مبطلات الصيام قد يجهل بعضها الناس مما يُعرض صيامهم للفساد بدون علمهم، ولذلك يجب على كل مسلم المعرفة الجيدة لما يُبطل صيامه حتى لا يقع في مثل هذه المحظورات، فمن الممكن أن تكون هناك بعد الأمور التي التبست على الناس أو لا يعرفونها على الإطلاق أنها تجعل الصيام غير مقبول، ولهذا السبب سنحاول خلال مقالنا هذا التعرف بشكل جيد على كل ما يتعلق بمبطلات الصيام، وخاصة أننا نقترب من شهر رمضان المعظم.
مبطلات الصيام
مبطلات الصيام هي على النحو التالي:-
- دخول الطعام أو الشراب إلى الجسم بشكل مُتعمد.
- التقيؤ عن قصد فمن حدث له هذا الفعل عن غير تعمد منه لا يبطل صومه.
- النفاس فمن أنجبت ولو قبل المغرب بدقيقة ونزل منها دم النفاس، وكان ذلك نتيجة للولادة بطل صومها، أما إذا نزل المولود جاف ولم ينزل دم فالولادة في حد ذاتها مفسدة للصيام.
- من مبطلات الصيام عند البنات خروج دم الحيض من المرأة ولو كان قبل المغرب بلحظات.
- من مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين الجماع بين الزوجين، فإذا حدث التقاء بين الختانيين، فقد بَطل الصوم وعلى الزوج والزوجة وفي بعض الآراء الزوج فقط صيام شهرين متتابعين ككفارة أو إطعام ستين مسكين.
- الإنزال فعند نزول المني من الرجل أو المرأة بسبب الشهوة، فنتيجة لذلك يجب إعادة صيام اليوم، ولكن إذا كان نزول المني بدون شهوة عند النوم أو اليقظة فلا يُفسد الصوم.
- الجنون والإغماء فإذا تم الإغماء من الفجر إلى المغرب حدث الفساد، ولكن إذا ما فاق خلال اليوم يعود لاستكمال صيامه، لكن النوم لا يُبطل.
- السُكر أي شرب الخمر.
قد يهمك: حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام وما هي مبطلات الصيام؟
الصيام في الإسلام
معنى الصوم في اللغة هو الإمساك عن شيء ما قد يكون طعام أو شراب أو كلام أو حركة أو غير ذلك.
ولكن في الشريعة الصيام هو الركن الثالث من أركان الإسلام، ويعني الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح منذ الفجر وحتى المغرب.
وقد يكون فرض كصوم شهر رمضان أو سنة مثل الإثنين والخميس من كل أسبوع والثلاث أيام القمرية من كل شهر.
قد يكون الإنسان ممسك عن أكله وشرابه وعلاقته مع الزوج أو الزوجة ولكن صيامه باطل لوقوعه في ما أبطله كما ذكرنا سابقًا.
أحاديث عن مبطلات الصيام
ورد عن رسول الله العديد من الأحاديث تُفصل مبطلات الصيام وتوضح أحكام كل أمر منها كما يلي:
فالبنسبة للجماع بين الأزواج فورد أنه رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يا رسول الله، هلكت، وقعت على امرأتي وأنا صائم”. فأمره عليه السلام أن يؤدي الكفارة، فيعتق رقبة (يحرر عبدا) أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينا.
فتعزر الرجل بفقره فأحضر له النبي وعاء مملوء بتمر وأمره أن يُطعم فقير، فأخبره أنه أفقر أهل المدينة فضحك عليه الصلاة والسلام وأمره بأن يُطعم به أهله.
وفي حديث قدسي”يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”.
وبالنسبة للتقبيل فهو غير مُبطل رُوي عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، أنّه قال: (هشَشتُ فقبَّلتُ وأَنا صائمٌ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ صنَعتُ اليومَ أمرًا عَظيمًا قبَّلتُ، وأَنا صائمٌ قالَ: أَرأَيتَ لو مَضمَضتَ منَ الماءِ، وأنتَ صائمٌ قُلتُ: لا بأسَ بِهِ، قالَ: فمَهْ).
وكذلك صحّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهو صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهو صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ).
وبالنسبة للقيء قال(مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ).
أما عن الحيض كمُبطل للصيام فعن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).
مفطرات الصوم عند الشافعية
لم يختلف سرد الشافعية للسابق من مبطلات الصوم ولكن زادوا عليها الردة فالارتداد عن دين الله يُفطر الصائم وقد أجمعت على ذلك جميع المذاهب، وقد تضمن ما فصلوه عن هذا الأمر أن الجوف هو الأمعاء أو المثانة أو الدماغ.
فتبريد الجسم بالماء على سبيل المثال لا يُفطر على الرغم مما ترتب عليه من تبريد للجسم، وذلك لأنه لم يدخل الجوف والذي تضمن عندهم الحلق والبلعوم.
وكذلك وضع دِهن على البطن لأنه دخل إلى الجسم عن طريق التشرب فإنه لا يُفطر.
ولا يُشترط عند الشافعية أن يكون ما دخل الجوف مادة مُغذية ولكن إذا كان تراب أو حشرة أو غير ذلك، فإنه من المُفطرات طالما أن نية التعمد كانت مُتوفرة.
وفي حالة دخول شيء الجوف بسبب عدم التحكم كالأمطار مثلًا فإن ذلك يُفطر، ولكن إذا كان عن عمد فسد الصوم.
قد يهمك: هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام؟
هل المذي يبطل الصيام؟
قد يتساءل البعض هل المذي من مبطلات الصيام وللإجابة على هذا التساؤل يجب بداية التعرف على ماهية المذي.
فقد يختلط الأمر على البعض بين المذي والمني، فالمذي يخرج بسبب شهوة وهو ماء لزج ولا يحدث بعده فتور، ولكن المني يحدث بعده فتور.
أما عن حكمه بالنسبة للصيام فبعض أهل العلم أفتى بأنه يُبطله إذا كان عن تقبيل أو لمس أما في حالة نزوله عقب إطالة نظر فإنه لا يُبطِل، وفريق آخر أفتى بأنه غير مُبطل على الإطلاق أيًا كان سببه.
والجدير بالذكر أن المذي يتطلب الطهر منه الوضوء فقط وليس الاغتسال، فروى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (كنتُ رجلًا مَذَّاءً، فأمَرتُ رجلًا أن يَسأَلَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لمكانِ ابنتِه، فسأَل فقال: توضَّأْ واغسِلْ ذكَرَك).
وهو قد ينزل من المرأة أو الرجل ولهما نفس الحكم الاثنين على حد السواء.
قد يهمك: هل الترجيع يبطل الصيام؟ وما هو حكم الاستفراغ عمدًا؟
الأسئلة الشائعة
توجد العديد من التساؤلات حول مبطلات الصيام على النحو التالي:
ماهي الأمور التي لا تفسد الصيام؟
الاكتحال ورش الوجه بالماء والحجامة عند بعض الأراء والغسيل الكلوي، واستياء الصائم أو سوء سلوكه.
هل التقبيل والحضن يبطل الصيام؟
لا يبطل إذا تيقن من عدم الإنزال، ولكن في حالة نزول السائل المنوي يُبطل.
هل الفكرة العابرة تنزل المذي؟
في الغالب لا.
مبطلات الصيام أمور لا يجب أن يغفل عنها أي مسلم، وذلك حتى لا يقع في محظور عدم صلاح صيامه لأي سبب دون علمه فالصيام فريضة ومن أهم أبواب القبول عند الله لذا كان من الضروري التعرف الجيد على هذا الأمر.
قد يهمك:
هل تركيب الرموش حرام؟ وحكم تركيب الرموش للزّوج
حكم الاكل على جنابه وحكم الأكل عاري
نواقض الوضوء عند المالكية والشافعية وابن عثيمين
هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء؟ وفضل صيام الست من شوال
