مبطلات الصلاة ومكروهاتها

مبطلات الصلاة هي كل فعل أو قول أو عزم يفسد الصلاة فيجعلها غير مقبولة ومجزأة، فلا يسقط بها الفرض عن المكلف ولا تقبل منه، وتبطل لتحقق أحد الأسباب التي تخل بها، مثل أن يترك شرط من شروط صحتها أو أركانها، فما هي الأمور المبطلة للصلاة.
ما هي مبطلات الصلاة؟
مبطلات الصلاة المتفق عليها هي كما يأتي:
- الكلام الأجنبي: يقصد به الكلام الذي لا يتعلق بالصلاة من ذكر وقرآن، وقد اتفق الفقهاء على بطلانها وعدم قبولها إن تعمد المصلي الكلام، ولكنهم اختلفوا في الكلام سهوًا هل يبطل أم لا.
- الأكل والشرب: يبطل الصلاة حتى ولو كان قليلًا أو سهوًا ونسيانًا، إلا في حال ابتلاع الطعام الذي يتبقى بين الأسنان فإنه لا يبطلها.
- العمل الخارج عن الصلاة: وهو العمل المتعمد الكثير والمعروف بأنه ليس من أفعال الصلاة، مثل الكتابة والإشارة، أما العمل القليل مكروه غير مبطل.
- من مبطلات الصلاة الضحك: بشرط أن يسمع المصلي صوت ضحكه أو يسمعه غيره.
- ترك القبلة: بأن يتحول المصلي عن القبلة أثناء الصلاة، فيدير صدره لغير القبلة دون عذر.
- الحدث: ويدخل فيه الحدث بنوعيه الأكبر والأصغر أثناء الصلاة، كإخراج الريح والحيض.
- أن تنتقل نجاسة إلى المصلي: سواء كانت ظاهرة على الجسم أو مكان الصلاة أو الملابس.
- انكشاف العورة في الصلاة.
قد يهمك: واجبات الصلاة وأركانها وشروطها
عدد مبطلات الصلاة
يختلف العلماء في عدد مبطلات الصلاة، وقد عد العلماء مبطلات أخرى متفق عليها، منها أن يتعمد المصلي المأموم أن يسبق الإمام، فيسجد قبل الإمام، وهو لم ينوي مفارقة إمامه، فإن نوى أن يفارق الإمام ويصلي منفردًا جاز له أن يسبق ويتم صلاته.
كما يبطلها أيضًا وجود الماء بعد التيمم، بحيث إذا لم يجد المصلي ماءًا للوضوء أو كان هناك ما يمنعه من استخدام الماء، فتيمم ثم في أثناء الصلاة زال المانع أو حضر الماء، وأصبح قادر على الوضوء، ولم يكن وقت الصلاة سينتهي إن ذهب ليتوضأ، فإن صلاته باطلة ويجب أن يتوضأ.
وأيضًا من مبطلات الصلاة تغيير نية الصلاة بعد البدء فيها من فرض لفرض آخر أو من نافلة لفرض، مثل أن يبدأ الصلاة بنية أداء فريضة الظهر أو نافلة، ثم يغير النية إلى أداء صلاة العصر أثناء الصلاة، أما إن غيّر النية من فرض إلى نافلة أو من نوافل لأخرى لم تبطل الصلاة.

حديث عن مبطلات الصلاة
لم يرد في السنة النبوية حديث جامع لكل مبطلات الصلاة، بل من المبطلات ما وردت في الأحاديث النبوية ومنها ما أقره وعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بفعله وتقريره.
ولم تكن الصلاة في أول عهد فرضها على المسلمين يحرم فيها الحديث بينهم، حتى جاء التشريع الإسلامي بتحريم التلفظ فيها إلا بالذكر والقرآن، ويدل على ذلك ما ورد في الحديث على لسان معاوية السلمي عن واحدة من مبطلات الصلاة حيث قال:
بينما أنا أصلي مع رسول الله ﷺ إذْ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثُكْلَ أُمِّيَّاهْ، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجلعوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكتُّ، فلما صلى رسول الله ﷺ فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كَهَرني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).
قد يهمك: الصلاة الناريه ما هي؟ وما صيغتها وحكمها؟
أركان الصلاة
أركان الصلاة هي عمادها، فإن ترك المصلي ركنًا أو أو أحدث به خللًا أو زاد ركنًا بطلت، وأركانها وفرائضها كالآتي:
- تكبيرة الإحرام.
- نية الصلاة: ويجب أن تصاحب تكبيرة الإحرام.
- الوقوف لأداء الصلاة: فلا يجوز التكبير وبدء الصلاة بالجلوس إلا إن عجز المصلي عن القيام.
- قراءة سورة الفاتحة: فترك الفاتحة يوجب إعادة الركعة إن أدرك تركها قبل إتمام الصلاة، ويبطل الصلاة إن أتمها دون الفاتحة.
- الركوع.
- الرفع من الركوع.
- الاعتدال واقفًا بعد الركوع.
- السجود مرتين بكل ركعة.
- الجلسة الأخيرة مع التشهد.
- التسليمة الأولى: وهي لختم الصلاة، أما التسليمة الثانية فالأرجح أنها سنة وليست فرض أو ركن.
- زيادة ركعة أو ترك ركعة عن علم وتعمد لا عن جهل ونسيان.
مكروهات ومبطلات الصلاة
مكروهات ومبطلات الصلاة يختلفان اختلافًا واضحًا، لأن ما يبطلها هو ما لا تصح الصلاة بسببه ولا تجزئ، أما مكروهاتها فهي ما تصح بها وتجزئ ولكن مع الكراهة.
ومكروهاتها هي قصد ترك سنن الرسول صلى الله عليه وسلم التي فعلها في صلاته، أو القيام بأفعال زائدة في الصلاة لم يفعلها الرسول، مثل قراءة آيات بعد سورة الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة، وسننها كثيرة، البعض من العلماء قد زادها عن خمسين سنة.
ومن سنن الصلاة قراءة آيات من القرآن بعد فاتحة الكتاب، ورفع اليدين بحذو الأذنين عند تكبيرة الإحرام، ودعاء الاستفتاح بعد التكبيرة، وتكبيرات الانتقال من ركن لركن آخر، والتأمين بعد سورة الفاتحة، والتسبيح في الركوع والسجود، والاستعاذة والبسملة والخشوع.
فكل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مما لم يرد في باب الأركان والفرائض هو من سنن الصلاة وتركه من مكروهاتها.
ويدخل في المكروهات أيضًا صلاة الجائع إن حضر الطعام، وصلاة من يدافع رغبة التبول والغائط، وصلاة في موضع مجاور لنجس أو ملبس ينافي عظمة الله تعالى، وكل ما من شأنه أن يذهب الخشوع في الصلاة.
قد يهمك: معجزات قيام الليل وفضل الصلاة فيه

أسئلة شائعة
في باب الصلاة يرد تساؤلات مشهورة من أسئلة عن مبطلات الصلاة، ومنها ما يأتي:
كم عدد الحركات التي تبطل الصلاة؟
الحركة الخارجة عن الصلاة تبطلها، ولكن إن كانت حركة غير ظاهرة وغير متعمدة فلا تبطلها، كأن يمسح عن وجهه شيئا، أو يزيح من أمامه طفلا وما شابه، ولكن إن زادت تلك الحركات زيادة واضحة بطلت الصلاة.
من هم الذين لا تقبل صلاته أربعين يوما؟
قد لا تقبل الصلاة من العبد في حالة شرب الخمر، فإن شرب المسلم الخمر ثم أفاق من سكره وصلى فصلاته صحيحة، ولكنها لا تقبل منه، أما إن صلى قبل أن يفيق من سكره فصلاته باطلة.
أخيرًا الصلاة هي عبادة متضمنة أفعال وأقوال محددة متعبد بها لله، وتبدأ بالتكبير، وتنتهي بالتسليم، ومبطلات الصلاة هي كل ما خالف صورتها التي عليها فرضت وبها نعبد الله، لذا يعد تعلم فقه الصلاة فرض عيني على كل مسلم.
قد يهمك:
كل ما تريد معرفته عن الصلاة على النبي فضلها وصيغتها وبركتها وفاوائدها وكيفيتها
سنة العصر | فضلها وعدد ركعاتها
شروط صلاة القصر عند المالكية والشافعية والحنابلة