ليلة النصف من شعبان… الإجابة عن جميع التساؤلات

بعد أسابيع تَهِلً علينا ليلة النصف من شعبان، ولذلك سنجيب في هذا المقال علي أكثر الأسئلة شيوعاً حولها.
ليلة النصف من شعبان
توقيتها
ليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان و تبدأ مع مغرب اليوم الرابع عشر وتنتهي مع فجر يوم الخامس عشر من شهر شعبان، فهي ليلة تسبق اليوم الخامس عشر من شعبان.
حدث في مثل هذه الليلة
وفي الليلة الخامسة عشر من شهر شعبان تم تحويل القبلة من بيتِ المقدس إلي بيت الله الحرام، وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة.
أسماء ليلة النصف من شعبان
تسمي ليلة الخامس عشر من شعبان بعدّة أسماء وهم ليلة البراءة، ليلة الشفاعة، الليلة المباركة، ليلة الإجابة، ليلة القِسمة، ليلة الدعاء.
صحة أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان
وأما عن الأحاديثِ التي وردت في فضل ليلة النصف من شعبان فقد ذكر الشيخ مصطفي العدوي “أن الأحاديثَ التي وردت في شأنها ضعيفة الأسانيد”.فـ ليلة الخامسة عشر من شعبان لم يأت فيها حَديث وصل إلي درجة الصحة، يوجد بعض الأحاديث حسنها بعض من العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح حديث في ليلة البراءة.
ولا يجوز قول كتابة الآجال والأعمار تكون في ليلة النصف من شعبان، وعلي هذا، فإنه لا يجوز إحيائها أو صيام يومها أو حتي تخصيصها بأية عبادة.لكن لا حرج في إحياء هذة اليله بإعتبارها كغيرها من الليالي دون تخصيصها.
حكمً قيام و صيام ليلة النصف من شعبان
أما عن حكمِ صيام ليلة النصف من شعبان فذكر العلامة ابن العثيمين أنه لا يصام ليلة النصف من شعبان في خصوصه لإن ذلك لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يرد عن النبى ﷺ فهو بدعة، وذكر أيضاً أنها ليلة لا تمتاز في شئ بل هي كغيرها من الليالي.وذكر العلامة ابن العثيمين ايضاً أن تخصيص هذة ا ليلة بقيام، هي بدعةًً ايضاً لإنه لم يرد عن الرسول ﷺ ذلك.ويجوز صيام يوم النصف في حالة الإعتياد علي صيام يوم وفطر يوم أو صيام الإثنين والخميس إن وافقت ليلة النصف إحداهما، أو صيامه علي أنه أحد الأيام البيض.
دعاء ليلة النصف من شعبان
أما عن إختصاص دعاء لـ ليلة النصف فهو أمرًً لم يرد عن نبينا الكـريم صلوات ربي وسلامه عليه، ومن الخاطئ تخصيص تلك الليلة بـ دعاء مخصص أو حتي قراءة سورة معينة، مثل قراءة بعض الناس لسورة “يس” ثلاث مراتٍ، وبعد كل قراءة الدعاء بدعاءٍ مختلف، فهذا ليس بهدي النبى صلي الله عليه وسلم ، بل إنه بدعة وقال رسولنا الكـريم: ” خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”، أخرجه مسلم في صحيحه. زاد النسائي بإسناد حسن: “وكل ضلالة في النار”.
والدعاء الذي يقوم بتوزيعه بعض الناس مكتوب ومطبوع في مختلف البلاد إنما هو دعاء لا أصل له، فهو خطأ.
حكم الإحتفال بـ ليلة النصف
ومن البدع التي إنتشرت بكثرة بين الناس هي الإحتفال بـ ليلة النصف من شعبان، وتخصيصها بـ الصوم وليس هناك دليل يًعتمد عليه لهذا، وحتي ايضاً الأحاديث الواردة عن فضلها بعضها ضعيف لا يجوز الإعتماد عليه، والبعض الآخر موضوع،وذكر الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه “لطائف المعارف ” أن الاحتفال بـها ليس له أصل صحيح .وملخص ما ذكره ابن رجـب الحنبلي رحمه الله، أنـه صرح أن الإحتفال بـ ليلة المباركة لم يثبت عن النبى ولا عن الصحابه رضى الله عنهم شئ في هذه الليلة، وقد قال رسولنا الكريم ” من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد” وهذا إن دل علي شئ فإنما يدل علي إنكار البدع والتحذير منها، وغيره من الأدلة الدالة علي انكار البدع.
ولو كان تخصيص احدي الليالى بشئ من العبادة جائزاً لكنت ليلة الجمعة أولي من غيرها، وذلك لحديث أبي هريرة – رضى الله عنه – أنَّ النبى ﷺ قال:”خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه أُدْخِلَ الجنةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعه”.
وثبت عن رسول الله ﷺ الإحتفال بـ شهر شعبان بأنه يكثر مِنْ الصيام فعندما سًئلتُ عائشةَ رضي اللهُ عنها عن صيامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالت: كان يصومُ حتى نقول: قد صام، ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أرَه صائماً من شهرٍ قطُّ أكثرَ من صيامِه من شعبانَ، كان يصومُ شعبانَ كلَّه، كان يصومُ شعبانَ إلا قليلاً). ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1156، صحيح.
بدع في ليلة النصف من شعبان
وردت عن بعض المسلمون أعمال لا تصح في شعبان وبالتحديد في ليلة البراءة ومنها:ما يقوم به بعض الناس مِن أداء عدد ركعات معينة في ليلة النصف من شعبان.وايضاً من البِدع المنتشرة بكثرة بين معظم الناس هي قراءة سورة “يس” ثلاثة مرات والدعاء بدعاء مخصوص بعد الإنتهاء من كل قراءة.
ومما ورد ايضاً عن بعض الناس في هذة ا ليلة صلاة البراءه وهي عبارة عن تأدية مئة ركعة في ليلة الخامس عشر من شعبان، وصلاة ست ركعات بإعتقادها بنيل العمر الطويل ورفع البلاء والكرب.ومن البدع ايضاً إعتقاد بعض الناس بأنها هي ليلة القدر، وايضاً صنع الطعام والشروع بتوزيعة علي الفقراء والمحتاجين.
حكم صيام النصف الثاني من شعبان
لقد ورد عن رسولنا الـكريم صلوات ربي وسلامه عليه، نهيه عن البدء في صيام شهر شعبان من منتصفه لقوله ﷺ “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” لكن لو وصله بصيام بعض النصف الأول جاز له ذلك. وايضاً فلا يجوز صيام آخر الشهر من بابٍ أولي.
وبالطبع يخرج عن هذا النهي من كانت عادته صيام الإثنين والخميس، أو صيامً يومٍ وفطر يوم. أو كان عليه نذر صيام أو كان عليه قضاء من شهر رمضان السابق.
خلاصة ا ليلة
وخلاصة القول عن هذة ا ليلة ، وإنتشار البدع في تلك الليلة بشكل كبير، كما ولا يجوز الإحتفال بـها ، وذلك لإن هذا ليس بهدي النبي لإن هذا لم يرد عن سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم.وكما ولم يرد عن النبي تخصيص دعاء ليلة النصف من شعبان.وأما عن الأحاديثِ التي وردت في فضل ليلة النصف من شعبان فـهي ضعيفة الأسانيد.