كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ يشغل بال الكثير من المقبلين على الزواج حتى يستطيعون بدء حياتهم الزوجية بطريقة صحيحة، خاصةً أن أول شهور في الزواج تكثر بها المشاكل بعض الشيء لأن كل طرف في العلاقة لا يزال يحاول التعامل مع الآخر بطباعه ويحتاج كل منهما فترة كي يتطبع بطباع الآخر، لذلك سنجاوب في هذا المقال عن كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ في ضوء السيرة النبوية الشريفة.
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟
تتمركز إجابة سؤال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ في توصية الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالنساء خيرًا، حيث قال:
“استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرًا”.
وليس ذلك فقط بل منذ بداية الإسلام وكان الله ورسوله ينصران المرأة في أكثر من شيء، من بينها أن أعاد الله سبحانه وتعالى إليها حقها المسلوب في الميراث، وساوى بينها وبين الرجل في كل الحقوق والواجبات الخاصة بالعبادات.
والرسول صلى الله عليه وسلم سوف يظل قدوتنا الحسنة في طبيعة التعامل مع الزوجة، فهو أكثر شخص على دراية تامة بمشاعر الزوجة وأحاسيسها، لدرجة أنه قال للسيدة عائشة رضي الله عنه “إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عني غضبى، أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب إبراهيم”.
وتحدث الكثير من الفقهاء عن كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ وفيما يلي نعرض لكم طبيعة علاقته مع زوجاته وطريقة تعامله معهن جميعًا.
قد يهمك: وفاة الرسول وصايا النبي قبل وفاته
يقدر تقلباتهن المزاجية
وضح لنا الحديث السابق كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ حيث شرح لنا أنهن مخلوقات من ضلع أعوج، والمقصود به الجزء الأعلى من هذا الضلع هو العقل.
وإذا أراد الرجل تقويم هذا العقل انقلبت محاولاته ضده، لكن الرسول متفهم لهذا الاعوجاج ويريد من الرجال أن يعاملوهن على اعوجاجهن بلطف ولين إلا فيما يغضب الله.
يستشيرهن
ومن جوانب إجابة سؤال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه اعتمد على أسلوب الشورى في حياته بشكل عام، حتى أنه كان يستشير زوجاته رضوان الله عليهن في أقل الأمور.
ومن أمثلة ذلك أنه استشار أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية وذلك حينما أمر الصحابة بذبح الهدي وحلق الرأس فأبوا عن فعل ذلك لأنهم كانوا منهكين ولم يأتوا إلى مكة، فاستقبلته أم سلمة حزينًا وقالت به “أخرج يا رسول الله فأحلق وإنحر” ففعل ذلك وخلفه جميع أصحابه.
يعبر عن حبه دائما
عبر النبي صلوات الله وسلامه عليه عن حبه لزوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فقال لها “كنت لك كأبي زرع لأم زرع”، ويقصد من ذلك أنه مثل أبي زرع بالنسبة لها في محبته ووفائه، حينها ردت عليه السيدة عائشة وقالت “بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع”.
يأكل معهن
كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يأكل مع زوجاته، فكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تحكي لنا موقفًا من مواقفها مع الرسول فتقول:
“كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في، وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع في”.
والمقصود بكلمة “العرق” هنا هو العظم الذي لا يزال عليه بقايا من اللحم، والمقصود بالفعل “أتعرق” أي أتناول من هذا العضم ما فيه من بقايا بأسناني، وهو ما نطلق عليه نحن “أقرمش”.
يساعد أهل بيته
من بين وسائل كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ أنه لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم مجالًا لنثر البهجة في نفوس زوجاته إلا وبذل فيه أقصى جهده لإسعادهن، ومن هذه المجالات هو القيام على خدمتهن.
فعندما تم توجيه سؤال إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عما كان يفعله الرسول في بيته كان ردها “كان في مهنة أهله”.
وكذلك قالت في حديث آخر “كان بشرًا من البشر، يُخيط ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه”، أي أنه لم يترك فرصة لراحتهن إلا وقد استغلها أحسن استغلال وأسعد قلوبهن.
يحافظ على حقوقهن
وبالإضافة إلى ما تم ذكره من نقاط حول كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟، ففي يوم من الأيام نشبت مشادة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فسألها عمن ترضاه ليكون حكمًا يحكم بينهما وذكر لها اسم وهو أبو عبيدة بن الجراح.
إلا أنها رفضت ذلك وقالت أنه لن يكون عادلًا فقال لها وماذا عن عمر، فأخبرته أنها تخاف منه، فقال لها في النهاية أبيها أبي بكر الصديق، فوافقت.
لا يتأفف منهن
لم يتأفف الرسول صلى الله عليه وسلم من زوجاته وهن في فترة الحيض، فعلى سبيل المثال كانت السيدة عائشة تسرح شعر الرسول وهي حائض ولم يتأفف منها على الإطلاق بل كان يتكئ على حجرها في هذه الفترة بكل أريحية، وبذلك نكون انتهينا من إجابة سؤال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته.
قد يهمك: كل ما تريد معرفته حول النبي محمد صل الله عليه وسلم
كيف كان الرسول يدلع زوجاته؟
كذلك اعتاد الرسول صلى الله عليه وسلم على ذكر زوجاته بأسماء رقيقة غير أسمائهن، فعلى سبيل المثال كان يقول للسيدة عائشة رضي الله لها “يا عائش، يا عائش هذا جبريل يُقرئك السلام”.
وليس ذلك فقط بل كان يناديها أيضًا باسم “حميراء”، وكلمة حميراء عبارة عن كلمة حمراء لكن مصغرة، ويريد منها معناها وهو أنها “بيضاء”، وهناك الكثير من المواقف الأخرى التي توضح كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ وينادي أسمائهن.
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل زوجاته؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس حبًا لزوجاته، حتى أنه كان يقبلهن وهو على وضوء وهذا ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها “أنَّ النبيَّ كان يُقَبِّلُ بعضَ أزواجِه ، ثم يُصلِّي ، ولا يتوضأُ”.
فهو لا يعتبر القبلة شيئًا ناقضًا للوضوء حتى لو كان بشهوة إلا في حالة إن خرج منه شيء في حينها كان عليه أن يعيد الوضوء مرة أخرى.
وهذا بالنسبة إلى الرجل والمرأة على حد سواء، لذلك فللنظر إلى حياة الرسول ونتعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ والبعد عن التشدد الديني الخاطئ.
مواقف الرسول مع غيرة زوجاته
إن من الصعب أن يتحمل الزوج غيرة زوجته عليه ويتفهم شعورها هذا، إلا أن رسولنا الكريم قد فعلها منذ سنين طوال وهناك مواقف كثيرة توضح لنا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته أثناء غيرتهن؟.
ومن أبرز هذه المواقف ما يرويه لنا أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في يوم من الأيام يجلس عند إحدى زوجاته فقامت إحدى أمهات المؤمنين بإرسال إناء به طعام إليه.
حينها لم تجد زوجته شيئًا تفعله من شدة غيظها وغيرتها إلا أن ضربت يد الخادم فسقط الإناء وانفلق إلى نصفين، فقام الرسول بجمع النصفين ثم جمع فيه الطعام مرة أخرى بكل هدوء وهو يقول “غارت أمكم”.
فحبس الخادم إلى أن أحضر إناء آخر سليم وأعطاه لمن كسر إنائها وبرر ذلك وقال “إناء بإناء”، أي أن الغيرة لا يجب أن تفسد أشياء الناس ومن يفسد شيئًا عليه إصلاحه.
فكان الرسول على دراية تامة بأن الغيرة عبارة عن تلاعب من الشياطين برأس الزوج والزوجة لتنغص عليهما حياتهما، ويحكي لنا موقفًا آخرًا ويقول أنه خرج من عند أم المؤمنين السيدة عائشة في ليلة من الليالي فغارت عليه وعندما رأى حالها قال:
“مالك يا عائشة أغرت؟، فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقد جاءك شيطانك؟ قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم”.
قد يهمك: كل ما تريد معرفته عن الصلاة على النبي فضلها وصيغتها وبركتها وفاوائدها وكيفيتها
هل كان الرسول يطعم زوجته؟
إن من ضمن إجابة سؤال كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟ أنه كان يطعمهن الطعام بيده، حيث جاء ذلك في الحديث الشريف الذي يقول فيه “وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك”.
ويشير هنا إلى أن حتى مجرد اللقمة التي يرفعها الزوج إلى فم زوجته صدقة له يؤجر عليها من الله سبحانه وتعالى، وليست فقط تؤثر على القلب والعلاقة الزوجية وتحسين مزاج الزوجة.
محمد صلى الله عليه وسلم الزوج
إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج المثالي والنموذج الأمثل للزوج الطيب الصالح الذي يحسن معاشرة زوجته ويعبر عن حبه لها ولا يخجل من تدليلها على الإطلاق.
وقد ذكرنا أكثر من موقف يؤكد كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته بلين وحب ويعدل بينهن جميعًا دون أن يظلم واحدة منهن، إلا أن قلبه كان يميل دومًا إلى عائشة رضي الله عنها.
حتى أنه كان يتفهم غيرتهن عليه صلوات الله وسلامه عليه، ويجبر بخاطرهن جميعًا، لذلك علينا أن نقتدي به ونتخلى عن الشخصية الذكورية التي فرضتها علينا الثقافة الغربية ونعود إلى ديننا الإسلامي الحنيف ونتعلم منه حسن معاشرة الزوجة بما يرضي الله.
تعامل النبي مع عائشة
حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته لم يحبه زوج لزوجته في الدنيا أبدًا، وقد تحدثنا باستفاضة عن كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟.
لكن حبه للسيدة عائشة رضي الله عنها كان مختلف عن سائر زوجاته الأخريات، فكان يدللها ويداعبها خاصةً أنها كانت صغيرة في السن، وهناك الكثير من المواقف التي توضح ذلك.
ومنها الموقف الشهير الذي نعلمه جميعًا وهو سباقه معها حينما كانا في سفر وحينما تسابقت معه فازت عليه، لكن في مرة أخرى قد كسبت وزنًا زيادة فاستطاع الرسول الفوز عليها في هذه المرة وقال لها “هذه بتلك”، أي أنهما أصبحا متعادلان الآن.
وكان الرسول يصرح بحبه لها في كل وقت وعندما سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه الرسول “أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها”.
كذلك قضى النبي فترة مرضه الأخيرة كاملة في بيتها واستأذن من بقية زوجاته فأذنَّ له بذلك، وقضى آخر أيامه في بيتها إلى أن صعدت أنفاسه الأخيرة إلى الله سبحانه وتعالى وهو في حجرها.
وكانت السيدة عائشة أكثر زوجات الرسول غيرة عليه صلوات ربي وسلامه عليه وذلك لأنه كان يلاطفها في كل وقت، ولهذا كانت تغار كثيرًا من زوجاته الأخريات.
وبذلك ننتهي من مقالنا بعد أن بينا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته في كثير من المواقف سواء أكان في وقت الحيض أو عند الغيرة أو في مساعدتهن في البيت، وغيرها من المواقف الكثيرة التي حاولنا اختصارها قدر المستطاع حتى تكون لديكم صورة واضحة حول جانب بسيط من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قد يهمك:
زيد بن حارثة مولى النبي .. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن
من الذي جهز جيش العسره من ماله الخاص؟ ومتى كانت غزوة العسرة؟
من فوائد وفضائل الصدقة اليومية وصدقة السر على الميت والمجتمع
من هم الصحابة العشرة المبشرون بالجنة بالترتيب واسمائهم