كيفية قيام ليلة النصف من شعبان وفضل هذه الليلة

كيفية قيام ليلة النصف من شعبان وعلى وجه الخصوص أنها قد اقترب موعدها من الأمور التي يبحث عنها كثير من المسلمين، فهي ليلة البركة والفضل التي غيّر الله فيها قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وقد اختلف العلماء في كيفية قيام ليلتها، سنقوم بعرض الآراء المختلفة بخصوص هذا الشأن خلال مقالنا هذا.
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان؟
بالنسبة لكيفية قيام ليلة النصف من شعبان فهناك جدل بين العلماء حول هذا الموضوع، فالبعض ذكر أن النبي قامها وأوصى بذلك فقال “إذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا”.
وكذلك ماورد عن السيدة عائشة عن كيفية قيام ليلة النصف من شعبان إذ قالت “فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لِي : ( أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ ) ، قَالَتْ : قُلْتُ : ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ).
فمن الواضح هنا قيام الرسول بإحياء الليلة والصلاة فيها وذِكْر الله، بل ذهب جزء من العلماء إلى التجمع لإحيائها في المساجد مثل علماء الشام فكانوا يلبسون ويتكحلون ويتزينون ويقوموا هذه الليلة بالذهاب إلى المسجد والتجمع مع المسلمين للاحتفال بها.
وعلى جانب آخر تناول علماء آخرون أعمال ليلة النصف من شعبان بالإنكار التام لأي شعيرة بعينها تُقام في هذه الليلة، مثل تخصيص ليلها للقيام أو الذكر وذلك مثل ابن باز ففيما ذكر أن النبي لم يقمها على الإطلاق وأن ما ذُكر في حقها كما قال أحاديث ضعيفة.
قد يهمك: فضل ليلة النصف من شعبان وموعدها
متى ليلة النصف من شعبان؟
بعد أن ذكرنا آراء العلماء حول موضوع كيفية قيام ليلة النصف من شعبان، قد يتساءل أحدهم عن موعدها بالتحديد ومتى تبدأ ومتى تنتهي.
تبدأ ليلة النصف من شعبان منذ غروب يوم ١٤ من الشهر ذاته، ثم تنتهي بطلوع فجر يوم ١٥، وعلى المسلم استغلال هذه الساعات في ذكر الله قدر المستطاع وقراءة ما تيسر من القرآن، والاستغفار والصلاة على رسول الله.
فهي ليلة مغفرة ورحمة وعليه كذلك البعد عن الشحناء والبغض والحقد والكره حتى يتقبل منه الله صالح أعماله فقال رسول الله بخصوص هذا الموضوع “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ”.

أسرار ليلة النصف من شعبان
خلال تناولنا لكيفية قيام ليلة النصف من شعبان يجب أن نكون على دراية بما تحتويه هذه الليلة المباركة من أسرار.
فهي بحق تستحق ما أُثير حولها من جدل على مدار القرون، فالحدث التاريخي الذي حدث خلالها ألا وهو تغيير القبلة، بجانب أنه كان إرضاء لرسول الله الذي كان غير راضٍ داخليًا عن أن تكون القبلة تجاه بيت المقدس فقال الله تعالى عن هذا “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.
كان ينطوي كذلك على اختبار لمدى ثبات المسلمين بعده، فقال الله بخصوص هذا “سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.
وكذلك قوله تعالى (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم).
قد يهمك: فضل شهر شعبان وأحكامه
صوم يوم البراءة
خلال بحثي عن كيفية قيام ليلة النصف من شعبان، وجدت أن هذه الليلة لها العديد من الأسماء، ومن ضمن هذه الأسماء البراءة والليلة المباركة قالت في ذلك السيدة عائشة “يسح الله الخير سحاً في أربع ليالٍ، منها ليلة النصف من شعبان” والقسمة والتقدير قال عن ذلك عطاء بن يسار أنه يُكتب من شعبان إلى شعبان أسماء الموتى، فيكون الرجل في فُجر وانكباب على الدنيا وهو مكتوب اسمه من ضمن الأموات.
وليلة الإجابة فرُوي عن ابن عمر أنها واحدة من خمسة ليال يستجيب الله فيها الدعاء، وكذلك ليلة الشفاعة والغفران والعتق من النيران، فماذا عن صومها كما ذكرنا كيفية قيام ليلة النصف من شعبان وفضائل يوم البراءة، فهل صومها سُنة أم واجب؟
هو بالطبع ليس واجب والبعض قال أنه سُنة عن النبي فعن علي ـ رضي الله عنه ـ مرفوعًا ـ أي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيه الغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألامُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر”.
ولكن بعد العلماء قال أن صيامها على وجه التحديد لم يرد عن النبي وضعَف الأحاديث الواردة في ذلك، وقالوا أن النبي صام شعبان على وجه العموم وخصص فقط الأيام القمرية للصيام.
قد يهمك: حكم صيام شهر شعبان وفضل ليلة النصف من شعبان

الأسئلة الشائعة
توجد العديد من التساؤلات بخصوص كيفية قيام ليلة النصف من شعبان كالتالي:
هل هناك دعاء خاص بليلة النصف من شعبان؟
لم يوجد دعاء مُخصص ولكن من الطيب الدعاء بخيري الدنيا والآخرة للنفس والأزواج والأهل والأولاد.
متى يبدا الدعاء في ليلة النصف من شعبان؟
منذ غروب الشمس وحتى طلوع الفجر فعلى المسلم الاستغفار والإكثار من ذكر الله والدعاء بما يُحب.
هل حدثت أحداث هامة في شهر شعبان غير تغيير القبلة؟
نعم فقد فرض الله الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام في اليوم الثاني من شهر شعبان.
كيفية قيام ليلة النصف من شعبان وماذا قال العلماء في هذا الشأن كان من الأمور التي وفقنا الله في مناقشتها، لما في هذه الأيام والليالي من نفحات وبركات لا يختلف عليها أحد فعلى كل مسلم التعرض لها لعله يصيبه رِضا الله وحينها قد فاز الفوز العظيم.
قد يهمك:
ليلة النصف من شعبان… الإجابة عن جميع التساؤلات
لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم