كفارة الافطار في رمضان وحكم الإفطار ناسيا

كفارة الافطار في رمضان من الأمور التي تعج بها محركات البحث قبل دخول الشهر الفضيل، فقد يحدث ظرف ما لأحدهم يضطره أن يفطر في نهار رمضان وفي بعض الأحيان يكون دائم وليس طارئ، فيظل الباقي من حياته لا يستطيع الصيام، لكن ما هي الحالات التي أباح الله لها الإفطار؟ وهل تختلف كفارته في حالة عن أخرى؟ وماذا عن من فطر مُتعمدًا أو فعل ما يُبطل صيامه عن قصد أو غفلة، كل هذه التفاصيل سنحاول تغطيتها خلال هذا المقال.
ما هي كفارة الافطار في رمضان؟
صيام شهر رمضان فرض على كل مسلم وهو الركن الثاني من أركان الإسلام فقال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، وعند إفطار يوم أو أكثر من الشهر فعلى المسلم كفارة عن هذه الأيام، ولكنها تختلف من حالة لأخرى.
فكفارة الإفطار في رمضان بعذر مثل الحيض والنفاس وكذلك كفارة الإفطار في رمضان للحامل في حالة خافت المرأة على نفسها أو على جنينها، هو القيام بإعادة صيام هذه الأيام مرة أخرى قبل رمضان التالي.
وفي حالة أتى رمضان ولم يتم صيام الأيام التي تم الإفطار فيها كاملة، فبجانب الصيام هناك كفارة على كل يوم قدَرها العلماء فيما يُعادل في زمننا هذا 750 جرام من الطعام يتم إخراجها صدقة لوجه الله.
أما بالنسبة لكفارة إفطار يوم في رمضان للمريض فهي تختلف حسب نوع المرض فإذا كان مرض ليس دائم بل وعكة صحية أو عملية جراحية أو ما شابه فإن عليه القضاء عند الشفاء، ولكن في حالة كان المرض عِضال لا شفاء منه مثل بعض مرضى السكر والضغط والاكتئاب عندها فإن على المريض أن يُطعم مسكين عن كل يوم واستند العلماء في هذه الفتوى إلى حديث رسول الله «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».
وبعض العلماء أفتوا أنه يجوز إخراج قيمة الإطعام على هيئة نقود فيما يُعادل وجبتي إفطار وسحور مُشبعتين.
قد يهمك: حكم صيام أيام التشريق عن قضاء رمضان وفضل أيام التشريق
حكم الإفطار في رمضان
بعد أن تعرفنا على كفارة الافطار في رمضان من الطيب أن نكون على دراية بحكم من قام بالإفطار، وهذا يختلف من حالة إلى أخرى فعلى سبيل المثال الحائض والنفساء والحامل التي يُمثل الصوم خطر عليها أو على من يسكن رحمها فالإفطار هنا واجب وفي حالة الصيام فهو باطل وغير مقبول.
وأما في حالة المرض فهو مُستحب ورخصة من الله لعباده قال رسول الله” إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه”.
وعند السفر فمن المُفضل عند أهل العلم كذلك الإفطار ولكن بوجود بعض الشروط مثل أن يكون السفر لغرض حلال، وأن تكون مدته مثل مدة صلاة القصر، وفي حالة الإقامة أن لا تزيد عن مدة صلاة القصر أيضًا، وكذلك أن يكون المسافر قد تجاوز بلدته.
أما حكم من أفطر في رمضان عمدا فبعض الفقهاء أفتوا أن عليه التوبة إلى الله من هذا الإثم العظيم وقضاء هذا اليوم في وقت لاحق، ولكن كان هناك رأي آخر أن هذه الفعلة لا تكفيها صيام السنين المتبقية من عمر فاعلها لعِظمها.
فقال مثل هذا الكلام الشيخ علي جمعة في فتواه عن هذا الأمر مُستندًا إلى رأي الإمام الشافعي عندما قال أن من أكل أو شرب عن عمد في نهار رمضان لا يكفيه صيام الدهر، وفي السابق إجابة أيضًا لتساؤل هل يغفر الله لم أفطر في رمضان عمدًا.
قد يهمك: فضل العشر الاوائل من رمضان

كفارة الصيام في القرآن
وردت أحكام كفارة الافطار في رمضان في العديد من المواضع في القرآن الكريم على النحو التالي:-
قوله تعالى” أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
يشرح فيها المولى الحالات المسموح لها بالإفطار وطريقة الكفارة عن هذا الإفطار بالقضاء أو الإطعام وكلما زاد المسلم في عدد المساكين زاد إحسانه.
وكذلك الوارد في قوله تعالى “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.
تناول سبحانه في هذه الآية عُذر المرض والسفر وهذان العُذران يُبيح الله فيهما الفطر خلال الشهر الفضيل.
قد يهمك: فضل العشر الأواخر من رمضان وفضل ليلة القدر
لمن تدفع كفارة الصيام
كفارة الافطار في رمضان من الممكن أن يتم دفعها لعدة جهات مـختلفة منهم التالي:-
- يجب أن يكون من يُخرج له كفارة الافطار في رمضان مسلم الديانة.
- عدة مساكين أو مسكين واحد من الممكن إعطائه القيمة كاملة.
- الأقارب ممن لا يُلزم النفقة عليهم فلا يصح إخراج الرجل أو المرأة الكفارة للأبوين أو أطفالهم.
- من الممكن إخراجها إلى الأخ أو الأخت ضعفاء الحال.
- من الممكن كذلك إخراجها للجمعيات الخيرية التي تُنفق على الأيتام والمحتاجين.
- من الجائز كما أفتت دار الإفتاء أن توضع قيمة الكفارة في أحد الصناديق الموجودة في المساجد بغرض مساعدة الناس.
ومن الجدير ذكره أن أهل العلم ذكروا في فتواهم أن كفارة الافطار في رمضان يجب إخراجها لصالح أشخاص لا بُنيان فلا يجب إخراجها على سبيل المثال لبناء أي شيء حتى لو كان الغرض الخير.
وذكر أهل العلم كذلك أنه من الجائز إخراج كفارة الافطار في رمضان في بلد غير التي يسكنها من يقوم بالإخراج، فإن كان في بلد غني أهلها فيجوز إخراجها لبلد مُسلمة أخرى أهلها في حاجة.
قد يهمك: حكم الإفطار في رمضان للمسافر للسياحة بالطائرة وبالسيارة

الأسئلة الشائعة
توجد الكثير من التساؤلات بخصوص كفارة الافطار في رمضان على النحو الذي سوف نقوم بسرده:
ماحكم من أفطر في نهار رمضان وهو ناسيًا هل عليه كفارة؟
ليس عليه شيء وصيامه صحيح وعليه إكمال صيام اليوم وفي بعض أقوال العلماء أنه أطعمه الله وسقاه.
ماهي الأمور الغير مُفطرة والتي يلتبس حكمها على الكثيرين؟
من هذه الأمور حقن العضل والوريد الغير مُغذية والمعطرات والبخور فكان الغالب يظن أنها من المفطرات وهذا غير صحيح.
ماحكم من أتى عليه رمضانات عديدة دون أن يُخرج كفارة الافطار في رمضان؟
لا تتضاعف الكفارة ولا يزيد مبلغها ولكن تظل في رقبته حتى يقضيها، ومن الواجب الإسراع بقضائها بقدر الإمكان وعدم التأخير في مثل هذا الأمر.
كفارة الافطار في رمضان ونحن على مقربة من قدوم الشهر الفضيل كان من الموضوعات الواجب تغطيتها بشكل مفصل، فعلى كل مسلم المعرفة الجيدة بها وبكيفيتها حتى يقوم من عليه كفارة بالقيام بها قبل الدخول في الشهر، فهي بمثابة الدين الذي يظل في رقبة الإنسان حتى يقضيه، فنأمل من الله أن نكون قد غطينا هذه الجزئية بشكل جيد ومُبسط.
قد يهمك:
حكم القرقيعان في رمضان لكبار العلماء
فضل الصدقة في رمضان وأشكال الصدقة
ماحكم التهنئه بالعشر الاواخر من رمضان
صلاة التهجد في رمضان كم ركعة وما فضلها؟