قصة يأجوج ومأجوج من القصص التي طالما سمعنا عنها منذ نعومة الأظفار، وأن يأجوج ومأجوج كانوا يعيشون في وقت ما وأنهم اختفوا بفاعلية مُحددة، وقيل كذلك أن ظهورهم مرة أخرى من علامات يوم القيامة، ما مدى صحة هذا الكلام؟ وما هي قصة يأجوج ومأجوج بالتفصيل؟ هذا ما سنحاول تغطيته في مقالنا هذا.
قصة يأجوج ومأجوج
تم ذكر قصة يأجوج ومأجوج في الكتب المُقدسة للثلاث ديانات الإسلام والمسيحية واليهودية، فتم ذكرها في كتاب العهد القديم والجديد وكذلك في القرآن الكريم.
تدور أحداث قصة يأجوج ومأجوج حول قوم في أرض ما اختلف العلماء عن مكانها، هؤلاء اشتهر عنهم الشر والأذى وأنهم ينشرون الفساد في الأرض، وكانوا كثيرون العدد حتى قيل أنهم بعدد حبات رمل البحر.
ما سلم من آذاهم أحد جاورهم، رُوي أن الناس ذهبوا لملك عادل يُدعى ذو القرنين يستيجرون به من أذاهم فسألهم المعونة لبناء سد يُحاوط به هؤلاء القوم فلا يخرجون من مكانهم أبدًا وحدث ذلك بالفعل فعاونوه لبناء هذا السد الذي سيحتجزهم حتى اقتراب يوم القيامة فيكون خروجهم من وراءه من علامات الساعة.
ومما ورد في قصة يأجوج ومأجوج كذلك أنهم يظلوا يحفرون في هذا السد كل يوم، حتى يكادوا أن يهدموه كله فيقول أحدهم فلنستريح ونُكمل غدًا، فيأتي الغد وقد أعاد الله السد إلى هيئته الأولى، ويستمر هذا الوضع حتى يأذن الله لهم بالخروج.
وقد يتساءل البعض عن ماذا يفعل يأجوج ومأجوج بالناس عند خروجهم من خلف السد، فأجاب أهل العلم أنهم سيعودون لعهدهم القديم في أذى خلق الله ويستمرون في ذلك حتى يتحصن الناس منهم ويصيبهم الغرور والكبر فيُلقون بأسهم إلى السماء فترجع إليهم عليها آثار دم فتنة من الله، فيقولون أهلكنا أهل الأرض والسماء، ثم يهزمهم الله بعد ذلك بديدان تخرج من خلف رؤوسهم فتقتلهم حتى تصير جثثهم طعام لدواب الأرض للدرجة التي تُصيبها بالسِمنة.
قد يهمك: قصة هاروت وماروت
صفات يأجوج ومأجوج
الوارد في صفاتهم أنهم صغيري الأعين، وأصحاب جبهة عريضة ووجوه كثيرة اللحم مستديرة، وأنوف قصيرة وأرنبة غليظة ويصنعون نعالهم من الشعر أو أنهم يُطيلون شعرهم حتى يبلغ الكعب عند موضع النعل.
قال في ذلك رسول الله(لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة).[١] وفي رواية: (صغار الأعين، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة).
وفي باب الأنساب ذُكر أنهم من نسل يافث بن نوح حيث أن يأجوج من نسله، أما بالنسبة للتساؤل الذي قد يَرد وهو هل يأجوج ومأجوج من البشر؟ وإجابته هو نعم فهم من بني آدم عليه السلام.
سد يأجوج ومأجوج
هذا السد الذي منع عن البشرية في هذا التوقيت أذى هؤلاء القوم والذي قام ببنائه ذو القرنين، وقد استخدم في بنائه النحاس والحديد.
وفي فترة الحكم العباسي رأى هارون الواثق رؤية أن هذا السد قد هُدم وبدأ يأجوج ومأجوج في الخروج فشعر بفزع رهيب ورأى أن يُرسل بعثة استكشافية لتبحث عنه وتتأكد من أنه مازال على وضعه.
فبعث رجال يقودهم سلام الترجمان للقيام بهذا الأمر، وبعد أيام طوال ومات من مات من رجاله استطاع الوصول للسد وذلك بعد أن رأى قرى مما أهلكها يأجوج ومأجوج ووصف السد بأنه عملاق حجزهم بين جبلين وحفر له ٣٠ ذراعا وطوله في حدود ٥٥ متر وأنه على هيئة باب عملاق وعليه من الخارج قفل ضخم.
وكان ملك هذه البلاد في هذا الحين قد أوقف عليه ثلاث رجال بمطارق يطرقون على السد ثلاث مرات في أوقات مختلفة خلال اليوم، فيسمعون لهم صوت ويُعلمونهم أن للسد حراس.
أما عن مكانه على وجه التحديد فهو ناحية المشرق البعض قال أنه ناحية الترك والبعض الآخر أنه ناحية أرمينيا وأذربيجان وقيل من آخرون أنه هو سور الصين العظيم، ولكن على سبيل اليقين لا أحد يعرف أين مكانه.
قد يهمك: أين يقع سد يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج في الإسلام
تم ذكر قصة يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم بشكل مفصل وذلك على وجه التحديد في سورة الكهف فقال الله تعالى :
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)).
وتم ذكرها كذلك في كثير من الأحاديث الشريفة فعن رسول الله”ويبعَثُ اللَّهُ يأجوجَ، ومَأجوجَ، وَهُم كما قالَ اللَّهُ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فيمرُّ أوائلُهُم على بُحَيْرةِ الطَّبريَّةِ، فيَشربونَ ما فيها، ثمَّ يمرُّ آخرُهُم فيَقولونَ: لقد كانَ في هذا ماءٌ مرَّةً، ويحضر نبيُّ اللَّهِ وأصحابُهُ حتَّى يَكونَ رأسُ الثَّورِ لأحدِهِم خيرًا مِن مائةِ دينارٍ لأحدِكُمُ اليومَ، فيرغَبُ نبيُّ اللَّهِ عيسى وأصحابُهُ إلى اللَّهِ، فيُرسِلُ اللَّهُ عليهمُ النَّغفَ في رقابِهِم”.
يأجوج ومأجوج بالانجليزية
قد يحتاج قطاع من الناس ترجمة بعض المصطلحات الواردة في القرآن والسنة إلى اللغة الإنجليزية وفي حالة البحث عن قصة يأجوج ومأجوج وكيفية كتابتها بالإنجليزية نجد أنها كالتالي Gog&Magog.
قد يهمك: المسيح الدجال القصة كاملة ولماذا لم يذكر في القرآن؟
الأسئلة الشائعة
هناك الكثير من التساؤلات بخصوص قصة يأجوج ومأجوج منها على سبيل المثال:-
لماذا لا نرى سد يأجوج ومأجوج؟
لا يوجد مانع عقلي أو شرعي من رؤيته وعند البحث عنه في أرجاء الأرض من الممكن العثور عليه.
كم يبقى ياجوج وماجوج في الأرض؟
سبعة سنوات
قصة يأجوج ومأجوج من قصص القرآن التي تحمل في طياتها عِبر للماضي وعلامات للمستقبل فقصة يأجوج ومأجوج للاطفال والكبار واجب معرفة كل تفاصيلها وهذا ما نتمنى أن نكون قد قمنا به.
قد يهمك:
كم لبث يونس في بطن الحوت؟ وما هي قصة يونس في القرآن؟
قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن
قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام
قصة النبي دانيال بالتفصيل وعلاقته بتفسير الأحلام
