مقالات عامة

قصة موسى عليه السلام مع فرعون والسامري وقتل القبطي

قصة موسى عليه السلام تحتل الصدارة أمام أكثر القصص التي تكررت بشكل كبير بين آيات القرآن الكريم، وهي مجموعة من القصص وليست قصة واحدة فقط بل تبدأ قصة موسى عليه السلام منذ ولادته ثم صراعه مع فرعون وجنوده وصحبته للخضر عليه السلام، وغيرها من التفاصيل الأخرى سوف نخرج منها بالكثير من الفوائد والعبر فتابعوا قراءة الفقرات إلى النهاية.

قصة موسى عليه السلام

لأن الكثير منكم يريدون معرفة قصة موسى عليه السلام، سوف نعرضها لكم كاملةً ولكن قبل أن نبدأ في ذلك علينا التحدث عن كليم الله.

إنه نبي الله موسى عليه السلام الذي ولد في ظل ظروف عصيبة مرت بها بنو إسرائيل في عهد الطاغية فرعون، فقد ولد في وقت كان قد أصدر فرعون قرار بذبح كل طفل ذكر يولد لأنه قد تبين له أن نهايته سوف تكون على أحد منهم.

ومن الجدير بالذكر أن سيدنا موسى يعود نسبه إلى سبط لاوي بن يعقوب، أي أنه من ذرية سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام جميعًا.

ووفقًا للمعلومات التاريخية فكان يعيش موسى بين القرن الـ15 والـ16 قبل الميلاد في مصر التي قدم إليها جميع بنو إسرائيل في عهد سيدنا يوسف عليه السلام.

وقد خصه الله سبحانه وتعالى بمكانة عظيمة بين الرسل، فهو النبي الذي تم ذكره في القرآن الكريم كثيرًا وقد خصه الله عز وجل بالكثير من المعجزات.

منها أن جعله كليم الله وأنزل عليه التوراة وفلق له البحر لينجيه من فرعون وجنوده وجعل من عصاه ثعبان ضخم كان له النصرة على سحرة فرعون.

وكما ذكرنا من قبل فإن قصة موسى عليه السلام ليست واحدة فقط بل لها فروع كثيرة ولذلك سوف نخصص لكل واحدة منها فقرة خاصة بها نتناولها بالتفصيل في الفقرات القادمة.

قد يهمك: حكيم بن حزام أين ولد وما هي قصة إسلامه

ما هي السور التي ذكرت فيها قصة موسى عليه السلام؟

تم الإشارة إلى قصة موسى عليه السلام في 15 سورة من القرآن الكريم، وهذه السور هي “الأعراف، هود، يونس، طه، الشعراء، المؤمنون، القصص، النمل، إبراهيم، الزخرف، الإسراء، النازعات، الدخان، المائدة، البقرة”.

أما عن عدد تكرارها في الآيات فهو 131 مرة في أكثر من موضع، نذكر لكم بعض منها على النحو الآتي:

  • “وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ”.
  • “وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”.
  • “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ”.
  • “ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ”.
  • “وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ”.
  • “إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُون”.

وتكرار قصة موسى عليه السلام إلى هذا الحد بالطبع له حكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى وحده، لكن العلماء اجتهدوا في تفسير ذلك واستخلصوا بعض الأهداف التي من الممكن أن تكون هي السبب في هذا التكرار على النحو الآتي:

  • طرحها للصراع بين الكفر الأكبر وهو إنكار أن الله سبحانه وتعالى هو خالق الخلق والحقيقة التي يكذبها الكافر وهي التوحيد بالله.
  • كونها تحتوي على كثير من الدروس المستفادة والعبر التي سوف نستفيد منها إذا أمعنا النظر إليها.
  • فيها مواساة لرسولنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لأن موسى قد عانى كثيرًا من قبله وعلى الرغم من ذلك صبر حتى تحقق نصر الله في نهاية المطاف.
ما هي السور التي ذكرت فيها قصة موسى عليه السلام؟

قصة موسى عليه السلام مع فرعون

إن قصة موسى عليه السلام مع فرعون بدأت منذ ولادته، فقد أمر فرعون حينها بأن يتم قتل جميع الأطفال المولودة من الذكور في عام وتترك أحياء في عام آخر، وكان من نصيب سيدنا موسى عليه السلام أنه ولد في العام الذي يقتل فيه الذكور.

فلم تعرف أمه ماذا تفعل حيال ذلك إلى أن أوحى الله سبحانه وتعالى لها بأن تضعه في تابوت وتلقيه في النهر وذهب المفسرون إلى أن هذا النهر هو نهر النيل.

وطمأنها الله أنه سوف يعيده إلى حضنها مرة أخرى فقط عليها أن تثق به عز وجل وسوف يجبر قلبها، وعندما ألقته أم موسى في النهر بدأ في السير مع الأمواج إلى أن وصلت به إلى قصر فرعون.

فرأته امرأته آسيا رضي الله عنها التي وضع الله سبحانه وتعالى حب موسى في قلبها فطلبت من زوجها فرعون أن يبقيه معهما ويتخذاه ابنًا لهما يكن بجوارهما في كبرهما.

فوافق فرعون لكن أبى موسى أن يرضع من ثدي جميع النساء، إلى أن أرسلت أمه الحقيقة أخته إليه لتعرف ماذا حدث له فرأت أنه لا يريد الرضاعة من أي امرأة فنصحت آسيا بأن تطلب العون من امرأة ما وكانت هي أمه فعاد إلى حضنها مرة أخرى بعد أن ألقته في فم السبع.

قد يهمك: قصة عبد الرحمن بن عوف .. أغنى أغنياء قريش

قصة موسى وقتل القبطي

ونتحدث الآن عن قصة أخرى وهي قصة موسى عليه السلام مع القبطي الذي قتله، حيث أنه في يوم من الأيام ذهب موسى عليه السلام إلى المدينة ولكن في توقيت متأخر من الليل فلم يجد سوى رجلين يتقاتلان.

وكان أحدهما من بني إسرائيل والآخر من القبط فطلب الذي هو من بني إسرائيل العون من موسى عليه السلام فما كان له إلا ليساعده فوكزه فمات وفي الواقع لم يقصد هذا موسى لكن الوكزة أودت بحياة القبطي على الفور وسقط قتيلًا.

حينها صعق موسى مما فعل وذهب إلى ربه ليتوسل إليه كي يتوب عليه معترفًا بذنبه وأنه فعل ذلك لأنه كان شديد الغضب ولم يستطع تمالك نفسه فقبل الله توبته وغفر له فعلته ولم ينتشر هذا الخبر لأنه كان في وقت راحة الجميع ولم يره أحد.

لكنه انتظر ما سوف يحدث له إلى أن وجد الشخص نفسه الذي طلب منه العون في المرة السابقة وهو يقاتل شخص آخر قبطي فحاول أن يصلح بينهما دون أن ينصر أحدهما على الآخر فقال له القبطي هل تريد أن تقتلني مثلما قتلت القبطي السابق.

ونصحه رجلٌ بأن يغادر المدينة تجنبًا لانتقام الناس منه على إثر فعلته السابقة وذهب بالفعل إلى مدين حينها قال الله تعالى “فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّب قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِين”.

قصة زواج سيدنا موسى عليه السلام

واستكمالًا لـ قصة موسى عليه السلام مع القبطي وبعد أن ذهب إلى مدين هربًا من عقاب ناصري القبطي، نزل إلى مكان كان الناس يجتمعون فيه من أجل السقاية وكان من بينهم فتاتين كانتا تنتظران. 

فذهب إليهما موسى عليه السلام ليسألهما عن سبب وقوفهما هكذا فقالتا له أنهما ينتظران السقاية لأن والدهما كبير في السن ولا يستطيع أن يفعل ذلك فساعدهما موسى وسأل الله سبحانه وتعالى ما سأل.

وعندما عادت الفتاتان إلى أبوهما وقصا عليه ما حدث لهما طلب من واحدة منهما أن تخبر موسى أنه يريد رؤيته لشكره وهذا ما حدث بالفعل إلى أن طلبت إحدى الفتاتين من أبوهما أن يستأجر موسى للسقاية. 

ولكنه لم يملك المال لهذا قدم له عرضًا وهو أن يتزوج إحدى بناته مقابل العمل معهم لمدة 8 سنين وممكن أن يزيدها عامين آخرين فوافق موسى وعندما انتهت هذه الفترة عاد إلى مصر مرة أخرى لتبدأ قصة موسى عليه السلام مع الله وتكليفه بالدعوة.

قد يهمك: سبب فتح مكة ..قصة فتح مكة ونقض قريش لصلح الحديبية

قصة حديث موسى مع الله

ونتحدث الآن عن قصة موسى عليه السلام مع تكليم الله له، حيث أنه عندما عاد موسى عليه السلام إلى مصر لم يجد نارًا فذهب للبحث عنها أثناء الليل لوقت طويل إلى أن رآها عند جبلٍ فذهب إليه وترك أهله إلى أن سمع صوتًا ينادي عليه ويكلمه. 

وكان هو الله سبحانه وتعالى صاحب هذا الصوت وأخبره بذلك وأنه قد اختاره كي يدعو الناس إلى عبادته ويرشدهم إلى طريقه ويحذرهم من عذاب يوم القيامة اليوم الذي سوف ينال فيه المؤمن أجر عظيم والكافر عقاب أليم.

وسأله الله عن عصاه فقال له أن يستخدمها في رعي الأغنام وأشياء أخرى فأمره أن يلقيها على الأرض وعندما ألقاها تشكلت في هيئة ثعبان كبير حينها خاف سيدنا موسى كثيرًا.

فطمأنه الله وأعادها إليه على هيئتها السابقة وأمره أن يدخل يده في جيبه ويخرجها وما إذ فعل ذلك وجدها بيضاء ولها نور ساطع وأدخلها مرة أخرى فعادت إلى هيئتها الأولى.

وكل هذه المعجزات أيد الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام بها كي تعينه على ما هو قادم إليه من مواجهة فرعون الطاغية ويدعوه ليوحد بالله ويؤمن به، لكنه طلب من الله أن يشد أذره بأخيه هارون وقد كان.

تلخيص قصة موسى عليه السلام مع السحرة

والآن نخوض رحلة أخرى مع قصة موسى عليه السلام مع سحرة فرعون، حيث أنه بعد أن أعلم موسى عليه السلام ما حدث له لأخيه هارون توجها إلى قصر الفرعون فأعطاهما إذنًا بالدخول وما أن بدأ موسى في دعوته إلى توحيد الله والإقلاع عن ظلم العباد.

بدأ فرعون في مهاجمتهما وأبى أن يخضع لله سبحانه وتعالى واستهزأ بهما واستصغرهما وقص عليه حكايته الأولى معه وقصة موسى عليه السلام مع القبطي الذي قتله فحاول موسى الدفاع عن نفسه وأخبره أن ذلك لم يكن عن قصد منه.

وسأله عن ربه فقال إنه الله مالك الملك وهو من خلق الأكوان فكذبه واتجه إلى قومه وقال أنهما مجنونان، لكن موسى لم يصمت وأظهر له المعجزات التي أيده الله بها حينها تعجب فرعون وسأل قومه عن رأيهم فيما رأوا فقالوا له أنه ساحر.

فأمر فرعون بجمع السحرة ليستشيرهم فيما حدث وهل هذا سحر حقًا أم شيء آخر فأكدوا له أنه سحر وأنهم قادرون على هزيمته مقابل عوضًا كبيرًا منه فوعدهم بذلك فرعون وبدأ الجميع في الاستعداد للمواجهة الكبرى وتبدأ الآن قصة موسى عليه السلام مع السحرة.

وعندما ألقى موسى عصاه قضت على سحر الساحرين وبدأ الكثيرون في الخضوع له والإيمان برب العالمين ولكن هذا أثار غضب فرعون وأمر جنوده بصلب كل من آمن به وأمر الوزير هامان ببناء قصرًا شاهق الارتفاع كي يرى الإله الذي يحدثه عنه موسى.

وبدأ الكثيرون في اتباع دعوة موسى عليه السلام حتى أنه عندما أمر فرعون بقتله ادعاءً منه أنه يحمي قومه من هذا الساحر وقف أمامه الكثير من المؤمنون ودافعوا عنه فتراجع عن فكرة القتل وظل يخوفهم منه وتمادى في طغيانه.

إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم أكثر من ابتلاء مثل الجراد واحتباس المطر والطوفان والجراد وغيرها، فأراد موسى أن يغادر مع من آمن بالله وبه ليلًا لكن فرعون علم ذلك ووقف لهم بالمرصاد هو وجنوده.

إلى أن وصلوا إلى البحر فلم يجدوا إلا الدعاء وكانت المعجزة الكبرى أن فلق الله البحر لهما وعبر جميعهم إلا فرعون ومن تبعه وغرقوا بالكامل.

قصة موسى عليه السلام والسامري

وبعد ما حدث كل ما سبق من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وجنوده، بدأ المؤمنون في المطالبة بوجود إله يستطيعون رؤيته فأخبرهم أن الله سبحانه وتعالى هو من أنجاهم من ظلم فرعون وهو من أيده بكل هذه المعجزات.

وعندما أراد موسى رؤية الله أخبره عز وجل أنه لن يتحمل ذلك وسوف يثبت له هذا بتجليه للجبل فإذا استقر رآه وعندما تجلى الله تهدم الجبل ولم يبق منه أي شيء فصعق موسى من هول ما رأى واستغفر ربه وعاد إلى قومه يدعوهم إلى الله ويعلمهم الأحكام الواردة في التوراة.

وغادر موسى عليه السلام قومه 40 يومًا لكن كان في تأخيره هذا منبعًا لشك الكثيرين فظن غالبيتهم أنه لن يعود لتبدأ قصة موسى عليه السلام مع السامري، فحينها ظهر رجل يسمى “السامري” ادعى أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إليه أن يصنع عجلًا من الذهب سيكون هو الإله وسوف يعبدونه.

وكانت هذه فتنة لهم وعندما أراد هارون أن ينصحهم لم يستجيبوا له، وعندما عاد موسى ووجد ما حدث ذهب إلى السامري ليستفسر عن سبب ما فعله.

فقال له أنه قد أبصر ما لم يبصر به بنو إسرائيل فحرق موسى العجل وأخبر السامري بعقابه في الدنيا والآخرة ومن هنا تنتهي قصة موسى عليه السلام مع السامري.

قصة موسى عليه السلام والبقرة الصفراء

وبعد ذلك تأتي قصة أخرى وهي قصة موسى عليه السلام والبقرة الصفراء، حيث لقى أحد بني إسرائيل مصرعه وكان رجل ثري لم يكن له لا قريب ولا ولد حينها أتى القاتل إلى سيدنا موسى ليساعده في معرفة من قتله.

فسأل موسى الناس عما إذا كان يعرفون شيئًا أم لا عن هذه الحادثة فأوحى الله إلى موسى أن يذبح بقرة بمواصفات معينة كان عمرها متوسط ولونها أصفر ولم تستخدم في السقاية أو للعمل في الأرض وليس فيها أي عيب وعندما وجدوها ذبحوها وضربوا المتوفي بعظمها وهنا تحدث الميت بأمر الله عن قاتله وهو أحد أقربائه.

قد يهمك: قصة حرب الفجار في الجاهلية التي شهدها النبي قبل البعثة

قصة موسى عليه السلام مع الخضر

ونتناول الآن قصة أخرى وهي قصة موسى عليه السلام مع الخضر، فأثناء ما كان يخطب سيدنا موسى عليه السلام في الناس سأله أحد الحضور عما إذا كان هناك شخص أعلم منه في الأرض أم لا.

حينها أجاب موسى بالنفي فتوجه الله سبحانه وتعالى إليه بالعتاب وأخبره أن لا علم إلا بعلم الله وأنه يوجد من يتجاوز علمه علم موسى فأراد موسى أن يعرف هذا الشخص كي يتعلم منه ويستزيد.

فقال له الله عز وجل أنه عبد من عباده يجلس عند محنة البحرين وأمره أن يأخذ معه حوت وبمجرد فقدانه له سوف يجده في المكان الذي فقده فيه.

وبالفعل ذهب موسى مع خادمه يوشع بن نون وعندما طال الطريق جلسا عند صخرة وفقدا حوتهما عندها واستكملا مسيرتهما إلى أن أدركا أنهما قد فقدانه عندما أحسا بالجوع.

فعادا إلى الصخرة ووجدا عندها الخضر عليه السلام وألقى موسى عليه التحية وطلب منه أن يأذن له بأن يصطحبه في طريقه كي يتعلم منه فما كان للخضر إلا أن يحذره من كثرة الاستفسارات والتسرع وعدم الصبر لكن موسى وعده أنه لن يفعل ذلك.

وفي البداية ركب كل منهم السفينة ولم يطلب منهم أصحابها أجرة الركوب، بعدها بدأ الخضر في إتلاف أجزاء منها فتعجب موسى مما يفعله لكن الخصر ذكره بأن يصبر وإلا تركه وشأنه.

فاعتذر منه موسى واستكملوا رحلتهم إلى أن رأى الخضر غلامًا فقتله على الفور هنا لم يتمالك موسى نفسه وتعجب من أمر الخضر وكيف يقتل هذه النفس البريئة فأعاد الخضر تذكيره بوعده له.

وفي النهاية ذهبا إلى قرية طلبوا من أهلها طعامًا لكنهم رفضوا ذلك لأنهم كانوا في غاية البخل لكن الخضر قد وجد جدارًا أوشك على الانهيار فبادر بإصلاحه فلم يقبل هذا موسى.

ونفذ صبر الخضر وتوشك قصة موسى عليه السلام مع الخضر على الانتهاء، فقال له الآن آخر طريقي معك وأخبره حكمة ما فعل، وقال له أن السفينة كانت سوف يأخذها حاكم ظالم وأصحابها مساكين لذلك جعل فيها عيوب حتى لا يأخذها منهم.

وتحدث عن الطفل الذي قتله وقال أنه سوف يتسبب في شقاء والديه وأن الله سوف يرزقهما بولد آخر أفضل منه، وبالنسبة إلى الجدار فقد بناه لأن به كنز مدفون تركه والدان لطفليهما قبل أن يتوفاهما الله وأصلحه لهما حتى يأخذانه عندما يكبران حتى لا يأخذه منهم أهل القرية وإلى هنا تنتهي قصة موسى عليه السلام مع الخضر.

ماذا نستنتج من قصة موسى عليه السلام؟

نستنتج من قصة موسى عليه السلام أن الله لطيف بعباده وهو صاحب المعجزات وإذا أراد شيئًا لن يعجزه عن فعله شيء في الأرض ولا في السماء مهما بلغ طغيان فرعون فالله سبحانه وتعالى أهلكه ومن معه.

كذلك تعتبر قصة موسى عليه السلام أكبر دليل على أن “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيئًا وَهُو خَيْرٌ لَكُم” وهذا بالنسبة إلى قصة موسى عليه السلام مع سيدنا الخضر فمهما بلغ الهم والكرب علينا أن نعلم بأن الله له حكمة وأنه يدبر لنا جزاء صبرنا العوض الجميل.

ونستنتج أيضًا أنه يجوز أن يخطب الرجل لابنته ولا حرج في ذلك وقد فعلها الرجل والد الفتاتين حيث طلب من موسى عليه السلام أن يتزوج إحداهن.

كذلك توضح لنا قصة موسى عليه السلام مع القبطي ضرورة التحكم في النفس وعدم الوصول إلى درجة الغضب الشديد لأنها تورث الندامة ويستغلها الشيطان ويفرح بها لما يحدث فيها من أشياء تغضب الله سبحانه وتعالى.

كذلك تبين لنا استحباب التوسل إلى الله في الدعاء بأسمائه الحسنى وقد فعلها من قبلنا نبي الله موسى عليه السلام الذي خاطبه بأكثر من صفة واسم لله جل جلاله.

وتبين لنا قصة موسى عليه السلام أيضًا ضرورة المسكنة والافتقار لما عند الله والتذلل في الدعاء والتوسل إليه لدرجة البكاء، وهنا يعلن العبد أنه الفقير والله الغني الذي بيده ملكوت كل شيء والقادر على الرزق.

وتوضح أهمية الأخذ بالأسباب والسعي في أرض الله، فإن لم نجد رزقّا في بلد ما علينا أن نحاول البحث في مكان آخر وعلى الله التوفيق والسداد.

والشيء الأهم في قصة موسى عليه السلام هو ضرورة التمسك بالعقيدة وبالإيمان بالله سبحانه وتعالى مهما زادت الهموم ومهما أصيبنا من فتن الدنيا الزائفة لأن الله يختبرنا ونسأله ألا يختبرنا في ديننا لأنه أمر في غاية الشدة ويقع فيه الكثير.

ماذا نستنتج من قصة موسى عليه السلام؟

كيف مات سيدنا موسى

هناك أكثر من رواية توضح لنا كيف مات سيدنا موسى عليه السلام؟ منها ما تفيد بأن الله سبحانه وتعالى قد أنزل إليه ملك الموت وعندما رآه صفعه وفقأ له عينه فعاد إليه الملك وأخبره عن عدم رغبته في الموت.

حينها أعاد الله إليه بصره وأمره أن يعود إليه ليخبره بأنه إذا وضع يده على ثور سينمو له بكل شعرة عام زيادة في عمره فقال له وماذا بعد قال له الموت، حينها اختار الموت.

وهناك أكثر من رأي في هذه الرواية يقول أحدهم أن موسى لم يعرف ملك الموت لأنه عندما حضر إليه كان في هيئة رجل اقتحم منزله دون إذن منه فدافع موسى عن نفسه ولطمه وفقأ له عينه وهو رأي أبي بكر بن خزيمة.

وهناك رأي آخر يقول إن الأنبياء يخيرهم الله سبحانه وتعالى بين الموت والحياة وعندما أتى ملك الموت إلى موسى لم يفعل ذلك فعاقبه موسى وعندما عاد إليه ليخيره بين الموت والحياة اختار الموت وهذا في رأي القرطبي.

أما بالنسبة إلى رأي الإمام البغوي فيقول إنه في يوم من الأيام مر موسى بجماعة من الملائكة وكانوا يجهزون قبرًا في غاية الجمال وكان به خضرة كثيرة فتساءل عن صاحب هذا القبر فأخبروه أنه لشخص كريم على الله وأخبروه أنه له فوافق سيدنا موسى ونام فيه ومات.

وبوصولك إلى هنا تكون قد انتهيت من قراءة مقال قصة موسى عليه السلام كاملةً بداية من يوم ولادته إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، ونخلص من جميع ما سبق من معلومات أن الطريق إلى الله يحتاج إلى صدق نية وإخلاص عبادة وإيمان، والعقيدة القوية هي التي تأخذ بيد صاحبها إلى بر الأمان بعيدًا عن كل هذه الابتلاءات القوية.

قد يهمك:

قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام

قصة صالح عليه السلام

قصة إدريس عليه السلام 

قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى