قصة فرعون كاملة

قصة فرعون من القصص التاريخية التي يوجد بها عبرة لكل متكبر ومختال كفر بوجود الله عزل وجل، فجاءت قصتة وهي تحكي كيف كان فرعون متكبر على عبادة الله تعالى وشركة بالله، فكان يقول لقومه بني إسرائيل أنا ربكم الأعلى، وكان لا يؤمن بوجود أي اله غيره ممكن أن يقود قومه، فكان أشد العذاب لقومه، اليوم سنحكي قصة فرعون وكيف هلك عندما وقف أمام دعوة سيدنا موسى عليه السلام.
حياة فرعون قبل مجيء سيدنا موسى
فرعون كان ملك مصر في هذا الوقت فكانت مصر مكونة من الأقباط وهم كانوا أهل فرعون والنص الأخر بني إسرائيل، كانوا يعيشون تحت حكم فرعون في وضع مُهين، ويُعاملون كعبيد، فكان شديد التعذيب لأي شخص يخالف أوامره، فكان المتحكم في كل شئ ولا يؤمن بوجود قوة وسلطة أعلي من قوته.
تفسير حلم فرعون
في ذات يوم في إحدى الليالي، رأى فرعون حلمًا مزعجًا: نار جاءت من جهة بيت المقدس (فلسطين اليوم)، وأحرقت بيوت الأقباط في مصر، لكنها لم تمس بني إسرائيل، فاحتار فرعون في تفسير هذا الحلم لانه كان يشعر أنه هو المقصود بالهلاك، فدعا إليه السحرة والكهنة حتي يفسرو له هذا الحلم، فقالو له إن الحلم يعني أن غلاما سيولد من بني إسرائيل وسيكون السبب في زوال حكم فرعون واستيلائه على المُلك لدل منه.
الأمر الذي أصدره فرعون بعد تفسير منامه
بعد رؤيته لهذا الحلم قلق فرعون وانتابه الخوف من أن يأتي غلاما يأخذ منه قوته وسلطته التي يتملكها، فصدر أمرا بأن أي غلام ذكر سيولد سيتم قتله منذ ولادته، ظل يقتل أي ذكر يولد ولم يقتل أي أنثى، حتى لاحظ الأقباط بأن هذا القتل قل من عدد الرجال الموجودة ببني إسرائيل الكبار يموتون ولن يوجد صغار، حتي يقومون بجميع الأعمال البدنية، ومن هنا أصدر فرعون قرار أخر عن قتل الأطفال الذكور في عام ويتركهم في عام أخر.
ولادة موسى عليه السلام
وُلد هارون أخو موسى عليه السلام في العام المحرر بعدم قتل أي طفل، ووُلد موسى رضي الله عنه في العام الغير مسموح بولادة أي ذكر، فعندما ولدت أم موسى عليه السلام سيدنا موسى أخاف عليه من قتله من قبل فرعون وجنوده الطاغين، فجاءها منادي من ربها بأن تضع سيدنا موسي في تابوت خشب وتلقيه في النهر وسيعود إليك مرة أخرى إلي حضنك سالم معافي، ذكر الله تعالي في سورة القصص “فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”، وذُكر أيضا في سورة طه “إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ”.
فوجدو جنود فرعون وأخذه فرعون وكان يريد أن يقتله ولكن أصرت زوجة فرعون آسية بنت مزاحم أن يتخذوا من هذا الولد ابنا ويقومون بتربيته معهم، فوافق فرعون.
فتتبعت أخته مكانه ولم يرضى سيدنا موسى عليه السلام أن يرضع من أي مرضعة ودلت أخته على أمها وبالفعل جاءت أم سيدنا موسي وقامت هي بإرضاعه.
حياة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون
تربى موسى في بيت فرعون كابن لهم، مما وفر له حياة مليئة بالترف والعلم والقوة، مع أنه كان من بني إسرائيل، ولكن جاء يوما ما كان هناك رجلا من بني إسرائيل يتشاجر معه رجل قبطي فدافع سيدنا موسى عليه السلام عن رجل بني إسرائيل ووكز الرجل القبطي حتي أنهي بحياته وهو لم يكن يريد أن يقتله، واستغفر الله كثيرا عن الخطأ الذي ارتكبه وغفر الله لسيدنا موسي.
فعندما علم فرعون بالحادثة وأراد قتل موسى، جاءه رجل مؤمن من آل فرعون ونصحه بالفرار ورحيله بعيد عن مصر، فوصل إلي مدين وعاش بها بضع سنوات.
زواج سيدنا موسى عليه السلام في مدين
عندما وصل إلى مدين، وجد مجموعة من الرعاة يسقون مواشيهم، ورأى فتاتين تنتظران بعيدا، ساعدهما في السقي من بئر كان ثقيلا على الآخرين، أعجب والد الفتاتين (النبي شعيب عليه السلام) بأخلاقه وقوته، وعرض عليه الزواج بإحدى بناته مقابل أن يعمل لديه عشر سنوات، وافق سيدنا موسى وتزوج من الفتاة الصغرى واستقر موسى في مدين، وتعلم الحكمة والصبر خلال هذه الفترة.
الوحي وتكليف سيدنا موسى برسالة التوحيد
جاء الوحي لسيدنا موسي وهو في طريقه للعودة م مدين لمصر وهو في الطريق رأي نار مشتعلة من بعيد اقترب منها فلما قرب لها كلمه الله عز وجل وقال له “فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِىَ يَٰمُوسَىٰٓ * إِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى”، أوحى الله إلى موسى أنه نبيه المختار، وأمره أن يذهب إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد وإخراج بني إسرائيل من الظلم، قال تعالى “ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ”.
معجزات سيدنا موسى عليه السلام
أعطي الله عزل وجل موسى بالمعجزات منهم العصا التي تتحول إلى ثعبان عظيم، وأخرى اليد البيضاء عندما يدخلها في جيبه تخرج بيضاء من غير سوء، قال الله تعالى “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ” * قَالَ هِىَ عَصَاىَ أَتَوَكَّؤُا۟ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخْرَىٰ” * قَالَ أَلْقِهَا يَٰمُوسَىٰ * فَأَلْقَىٰهَا فَإِذَا هِىَ حَيَّةٌۭ تَسْعَىٰ”.
شعر موسى بثقل المهمة التي كُلف بها، خاصة مواجهة فرعون المعروف بجبروته. دعا الله أن يشرح له صدره ويعينه في هذه المهمة “رَبِّ ٱشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَيَسِّرْ لِىٓ أَمْرِى * وَٱحْلُلْ عُقْدَةًۭ مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُوا۟ قَوْلِى”.
دعوة سيدنا موسى لفرعون وأهله
طلب موسى من الله أن يجعل أخاه هارون شريكا له في الدعوة، لما يتمتع به من فصاحة وبلاغة، قال تعالى “وَٱجْعَل لِّى وَزِيرًۭا مِّنْ أَهْلِى * هَٰرُونَ أَخِى * ٱشْدُدْ بِهِۦٓ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِىٓ أَمْرِى”، استجاب الله لدعائه وقال “قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَٰمُوسَىٰ”.
ذهب موسى وهارون إلى فرعون وأبلغاه رسالة الله، وأكدا له أن الله واحد لا شريك له، ودعواه إلى ترك ادعاء الألوهية والظلم، قال تعالى “فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَٰكَ بِـَٔايَةٍۢ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ”.
أبي واستكبر فرعون أن يؤمن بالذي جاء به سيدنا موسى عليه السلام وقال له إذا كنت نبيا من عند الله إن لنا ببرهان حتى نصدق بوجود الله عزل وجل فمد سيدنا موسى العصا وإذا خرجت بثعبان عظيم، وأدخل يديه في جبينه فإذا هي أبيضت من غير سوء، فلم يؤن أيضا فرعون بل قال هذا سحر عظيم.
دعا فرعون السحرة لمواجهة موسى في يوم الزينة، ألقى السحرة حبالهم وعصيهم لتبدو كأنها تتحرك كالثعابين، فألقى موسى عصاه فتحولت إلى ثعبان عظيم يبتلع ما ألقوه، قال تعالى “فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ”.
وقتها عندما رأى السحرة معجزة موسى، أدركوا أنه نبي مرسل وآمنوا بالله “فَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ * قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ * رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ”.
عذاب فرعون لبني إسرائيل
بعد هذا اليوم اشتد طغيان فرعون كثيرا لبني إسرائيل ولم يرضي أن يأخذهم موسي ويرحل، فكلما وجد شخص آمن بالله كان يلقيه أشد أنواع العذاب، وكان يتوعد لكل شخص أن يؤمن بالله عز وجل سيلقيه العذاب.
فغضب الله عز وجل وارسل إليهم الضفادع والقمل والحشرات، وجميع فرعون وحاشيته كانوا يتأذوا فدعا فرعون أن يدعو له ربه بأن يزيل هذا العذاب وسيقوم بالتوحيد ولكن لم يصدق فرعون بأي مرة قال فيها هذا، فتكرر الأمر عدة مرات ولم يوفي فرعون في وعوده.
موت وهلاك فرعون
نهاية فرعون كانت نتيجة لطغيانه وكفره وعصيانه لدعوة سيدنا موسى عليه السلام، بعد أن أمر الله موسى بإخراج بني إسرائيل من مصر، تبعهم فرعون وجنوده بعند وتكبر، رافضا الإيمان لأوامر الله، عندما وصل موسى وقومه إلى البحر، أوحى الله إليه أن يضرب بعصاه البحر، فانفلق إلى طريق يابس آمن لبني إسرائيل، تبعهم فرعون وجنوده في ذات الطريق، لكن الله أعاد البحر كما كان، فأُغرِقوا جميعا.
في هذه اللحظة حاول فرعون الإيمان قائلا “آمَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱلَّذِىٓ ءَامَنَتْ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسْرَـٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ”، لكن الله لم يقبل إيمانه لأنه جاء بعد فوات الأوان، هكذا انتهت قصة فرعون عبرةً للطغاة والمكذبين، وأظهر الله قدرته وعدله في نصرة الحق وهلاك الظالمين.