قصة آدم عليه السلام

قصة آدم عليه السلام من أفضل القصص التي ذكرت في القرآن وفيها عظة وعبرة عن طاعة الله وسماع أوامره، لن تُذكر سورة مخصصة لقصة سيدنا آدم عليه السلام ولكن ذُكرت آيات متفرقة في القرآن في سبع أماكن في كذا سورة منها ” البقرة، طه، الكهف، الإسراء، الحجر، الأعراف، ص”، ذكرت أحداث قصة آدم عليه السلام على درجات متفاوتة من القصر والطول في آيات الجمل ولكنها قصة واحدة متكاملة لا خلاف فيها.
خلق سيدنا آدم
سيدنا آدم يطلق عليه أبو البشر، فهو أول مخلوق في البشرية، خلقه الله من طين ونفخ فيه من روحه، خلق الله سيدنا آدم وأمر الملائكة بالسجود له تعظيم وإجلال له، خلق الله سبحانه عز وجل سيدنا آدم حتى يكون خليفة له يعبده في الأرض، ويعمر الأرض بذكر الله، هذه الحكمة من خلق سيدنا آدم عليه السلام، قال الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) سورة البقرة.
هل كان هناك مخلوقات وحياة قبل نزول سيدنا آدم الأرض؟
لا يورد في أي سنة او في الكتب عن إسناد على وجود مخلوقات أو حياة قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام هناك بعض الأقاويل من تفسير العلماء من تفسير الأحاديث والآيات القرآنية عن وجود الجن في الأرض قبل خلق سيدنا آدم، فقد قال الملائكة عند علمهم بخلق سيدنا آدم، بسم الله الرحمن الرحيم ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون).
فقد فسره بعض المفسرين حيث قال الطبري في تفسيره عن عبد الرحمن بن زيد أن الملائكة لهم تجارب أخري سابقة عن وجود مخلوقات غير سيدنا آدم وأفسدوا في الأرض وسفكوا فيها الدماء، فرد سبحانه عز وجل إني أعلم مالا تعلمون، فهما كانوا مستنكرين عن وجود بشر يسكن الأرض، ولكنهم لم يعترضو على أمر الله وحكمته في ذلك.
قصة سيدنا آدم مع الملائكة
فعندما أمر الله عزل وجل ملائكته بالسجود سجدو خاشعين لأوامر الله عزل وقال، قال الله تعالى ” وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين”.
وقال تعالى في سورة الإسراء” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا “.
قال الله تعالى في سورة الكهف ” وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه”.
كيف خلق الله سيدنا آدم عليه السلام؟
خلق الله سيدنا آدم من التراب، فأخذ الله عز وجل قبضة من التراب وهذا التراب مزيج من مختلف الألوان (أبيض وأسود وأصفر وأحمر)، حتى يكون هناك جميع الألوان من البشر، وهذا مايفسر خلقنا بالوان غير متشابه، بعد ذلك، خُلط التراب بالماء فأصبح طينا يتحول تدريجيا إلى صلصال من حمأ مسنون، قال الله تعالى في كتابه ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون).
مع مرور الوقت، تعفن هذا الطين وانبعثت منه رائحة مميزة، وفي أثناء هذه المرحلة، كان إبليس يمر على هذا الصلصال ويتأمل بحيرة ودهشة، متسائلا عن ماهية هذا الطين الذي يتغير، وعن الغرض من خلقه، دون أن يعلم الحكمة الإلهية الكامنة وراءه.
قصة سيدنا آدم مع إبليس
عندما خلق الله عز وجل سيدنا آدم من الصلصال، الذي نفخ فيه الله عز وجل من روحه ودبت فيه الحياة، فأول ماخلق سيدنا آدم وجد الملائكة كلهم ساجدين له إلا إبليس أبي واستكبر أن يرجع لهذه الروح المخلوقة من التراب وكلم الله عزل وجل بكل كبر وعدم احترام له، فذكر الله تعالى أكثر من موضع في القرآن على موقف إبليس من خلق سيدنا آدم.
قال الله تعالي ” قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)، فرد إبليس قائلا ” قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ”.
نتيجةً لذلك، أصدر الله حكمه بطرد إبليس ولعنته إلى يوم القيامة، وجاء الأمر الإلهي بطرده من رحمة الله أو ربما من الجنة، فقال تعالى ” فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين”، ولكن إبليس راهن الله عز وجل أن يعطيه من الأذن ليوم المبعوث حتى يغوي جميع البشر الا الصالحين من عباده، فقال الله تعالى عن رد إبليس ” قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو إلا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين” صدق الله العظيم.
تعلم سيدنا آدم الأسماء
منح الله عز وجل آدم عليه السلام الأسماء والتسمية ورموز كل شي، وهي القدرة على استخدام الأسماء كرموز للأشياء، مما يميز الإنسان عن الملائكة ويمكّنه من التواصل وإعمار الأرض، عندما علّم الله آدم الأسماء وأظهر عجز الملائكة عن معرفتها، أدركوا حكمة الله في جعل آدم خليفة، هذا التميّز يشمل معرفة الله الإيمان ومعرفة أسباب الحياة على الأرض، وتكاملهما يضمن نجاح الإنسان ورقيّه.
قصة سيدنا آدم وحواء قبل نزول الأرض
أراد الله أن يأنس وحدة سيدنا آدم فقلق منه حواء لتكون زوجة له واسكنهما الجنة، عاش آدم وحواء في الجنة بسعادة، وأُبيح لهما كل شيء إلا الاقتراب من شجرة واحدة، فقد حذرهم الله أن لا يلمسو شجرة قد أشار الله عليها بأن لا يأكلوا ولا يقربو منها، ولكن إبليس وسوس إلي سيدنا آدم بمن يأكل من هذه الشجرة يخلد في الجنة ويكون من الخالدين.
فاقترب منها سيدنا آدم وحواء فكلوا منها حتى لقوا أنفسهم عارين فكانوا يأخذون أوراق الشجر ليسترو عورتهم، فقال الله تعالى ( ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين).
توبة سيدنا آدم قبل نزوله الأرض
بعد أن عصى آدم وحواء أمر الله وأكلا من الشجرة، هبطا إلى الأرض، واستغفرا ربهما، فغفر لهما برحمته وعفي عنهم، أوضح الله لهما أن الأرض هي مكانهما الأصلي الذي خُلقا ليعيشا فيه، يموتان عليها، و يبعثان منها، فهو قال إني جاعل في الأرض خليفة، أي مكناهم في الأرض من البداية.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض لم يكن إهانة، بل جزءا من خطة الله وركن أساسي في إعداد الإنسان للخلافة، تجربة الجنة كانت لتعليم آدم وذريته أن الشيطان هو عدوهم الأكبر، وأن الطريق إلى الجنة يكون بطاعة الله ومقاومة وساوس الشيطان.
حال آدم بعد نزول الأرض
لم يذكر الكثير عن حياة قصة سيدنا آدم بعد نزوله الأرض القرءان الكريم ذكر أن حواء كانت تلد في بطنها اثنين توأم ولد وبنت، وكان يتزوجون من بعضهم ولد البطن الأولي من بنت البطن الثانية، فخلفوا الكثير من الأبناء ولكن لم يذكر الكثير سوى قصة قابيل وهابيل الشهيرة بأن قابيل قتل أخاه هابيل لأنه كان يريد زوجة هابيل، فقتله وكان هذا أول بشر يموت على الأرض.
فقال تعالي أن آدم عليه السلام عندما عرف بقتل الأخوة قال ( هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)، فكسب إبليس أحد من أبناءة وخسرو واحد أخر.
عاش سيدنا آدم في الأرض يزرع ويحصد ويبحث عن الطعام ويعلم أولاده وأحفاده عن وجود ربنا عز وجل وواجب طاعته وأوامره ولا يوجد إله غيره، حتى توفي سيدنا آدم وأمر الله بأخذ أمانته
ما الدروس المستفاده من قصة سيدنا آدم؟
قصة سيدنا آدم عليه السلام من أجمل القصص التي رواها لنا الله عز وجل من خلال آياته في كتابه العزيز، التعلم من هذه القصة هو التعلم من الخطأ، أن الله إذا نهانا عن فعل ذنب معين يجب أن لا نفعله لأن أوامر الله عز وجل واجبة وفرض علينا لان هذه الذنوب تنعكس علينا بعد ذلك وتوقعنا في الكثير من الأخطاء فهو يحافظ علينا ويهذب أخلاقنا من خلال أوامر وتعليمات ديننا في الإسلام.
بالإضافة إلى ذلك، كرم الله للإنسان بمنحه العلم والمعرفة التي أهلته للخلافة في الأرض، وتحذر من وساوس الشيطان الذي يستخدم الحيل لإغواء البشر، كما تعلمنا أهمية التوبة والرجوع إلى الله بعد الخطأ، حيث غفر الله لآدم بعد اعترافه بخطئه وأكل من الشجرة، القصة تبرز أيضًا أن الحياة على الأرض ليست عقوبة، بل اختبار لتحقيق الطاعة وأن نعمر في الأرض، ومن خلال تجربة آدم، نفهم خطورة الكبر والغرور الذي أبعد إبليس عن رحمة الله، مقابل التواضع والطاعة التي تقود إلى النجاح والقبول عند الله.