تدخلوا الجنة بسلام… تعرف علي فضل قيام الليل

فضل قيام الليل
قيام الليل شرف المؤمن، وأما عن فضل قيام الليل فإنه فضل جليل، يعود بالنفع علي العبد في دُنياه وآخرته، فهو حصنه، وملاذه الذي يأوي إليه، والحبل المتين الذي يصله بربه، وقد قال عنه أبو الدرداء: “صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور”
لـ قيام الليل فضائل عظيمة ويكفيهم شرفاً وتشريفاً ثناء الْمَوْلَى عَزَّ وَجَلَّ لهم في مواضع عديدة في القرآن الكريم، وايضاً ثناء رسولنا الكريم ﷺ في كثير من الأحاديث الشريفة.
- قال اللهُ جَلَّ جَلالُه في سورة السجدة: ( تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (16) ثم عقب بقوله تعالى: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(17).
- ولقد وصفهم الله ﷻ بأنهم كَابَدوا قيام الليل، فلا ينامون من الليل إلا قليلا، وأخروا الإستغفار إلي الأسحار، وذلك في قوله تعالي : ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].
- كما ووصفهم المولي سبحانه وتعالي، أنهم قومُُ إذا سخر منهم الجهال بقول سئ لم يقابلوهم بمثله بل يعفون ولا يقولون إلا خيراً، وأما عن قوله والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً أي في الطاعة والعبادة، وذلك في قوله تعالى : ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 63، 64].
- ولقد فضل الله قائمين الليل علي غيرهم بالأجر والمكانة حيث يقول سُبحانه: ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) [سورة الزمر: 8، 9]، قال شيخ الإسلام رحمه الله “القنوت دوام الطاعة، والمصلي إذا أطال قيامه أو ركوعه أو سجوده فهو قانت”.
- قال البخاري “باب فضل قيام الليل” ثم أورد بسنده عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان الرجل في حياة النبي ﷺ إذا رأي رؤيا قصها علي رسول الله ﷺ، فتمنيت أن أري رؤيا فأقصها علي رسول الله ﷺ، وكنت علاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد علي عهد رسول الله ﷺ، فرأيت في النوم : أن ملكين أخذاني فذهبا بي إلي النار، فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر، فقال لي: لم ترع، فقصصتها علي حفصة فقصصتها حفصة علي رسول الله ﷺ، فقال “نِعم الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل ” . فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً”، وشاهد الترجمة قوله ﷺ “نِعم الرجل عبدالله، لو كان يصلي من الليل ” فمقتضاه: أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه “نِعم الرجل”. وفي الحديث كذلك: أن قيام الليل يدفع العذاب.
- ولقد أثني عليهم رسولنا الكريم ﷺ فعن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن في الجنة غرفًا يُرَى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها))، فقال ابو موسى الأشعري – رضي الله عنه -: لمَن هي يا رسول الله؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: ((لمن أَلانَ الكلام، وأطعم الطعامَ، وبات لله قائمًا والناس نيام))؛ رواه أحمد.
- وقد بين رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم فضل قيام الليل وأنه سبب لدخول الجنة، فعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ. رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
- ووضح لنا النبي ﷺ أن قيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة فعنْ أَبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: أَفْضَلُ الصيَّامِ بعْدَ رمضان شَهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْل رواه مُسلِمٌ.
- وَعَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذا خِفْتَ الصُّبْح فَأَوْتِرْ بِواحِدَةِ متفقٌ عَلَيْهِ.
الأسباب التي تَكَاتَفَ علي الحرص قيام الليل
لقد ميز قيام الليل الأمة الإسلامية بشكل عام ومؤديها بشكل خاص، فـ صلاة قيام الليل يُمتحن بها إخلاص العبد المؤمن، فلا منافق يصلي قيام الليل.
وقد وصف الله القائمين بأنهم لا ينامون من الليل إلا القليل وذلك في قوله تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].
وقد حذر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من ترك صلاة قيام الليل، فقال موصياً عمراً بن العاص رضي الله عنه: ( يَا عَبْدَ اللهِ، لا تَكُنْ بمِثْلِ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ) رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 1159، صحيح.
ومن المعروف أن المداومة علي قيام الليل ليست بالأمر الهين، ولكن ربما يشجعك معرفة فوائد و فضل قيام الليل في المداومة عليها.
ومن الأسباب المُعينة علي صلاة قيام الليل:
- أن يُخلص المسلم عمله لله عز وجل وألا يكون مبتغاه من ذلك رياء أو تباهي، فـإنْ العبد أخلص في أداء الطاعة كان ذلك سبباً في أن يوفقه الله في قيام الليل.
- أن يستشعر المسلم أن الله تعالي، يدعوه لـ قيام الليل، فإن إستشعر المسلم ذلك كان ذلك سبباً في المداومة علي صلاة قيام الليل.
- معرفة فضل قيام الليل: فحينما يعرف المسلم فضل هذه العبادة كان ذلك سبباً في حرصه علي قيام الليل ومناجاة خالقه، وفي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (عَجِبَ رَبُّنا تَعالى مِن رَجُلَيْنِ، رَجُلٍ ثارَ عن وِطائِه ولِحافِه مِن بَينِ أهلِه وحِبِّه إلى صَلاتِه، فيَقولُ اللهُ جَلَّ وعَلا: انظُروا إلى عَبدي، ثارَ عن فِراشِه ووِطائِه مِن بَينِ حِبِّه وأهلِه إلى صَلاتِه؛ رَغبةً فيما عِندي؛ ورَجُلٍ غَزا في سَبيلِ اللهِ وانهَزَمَ أصحابُه، وعَلِمَ ما عليه في الانهِزامِ، وما له في الرُّجوعِ، فرَجَعَ حتى يُهريقَ دَمَه، فيَقولُ اللهُ: انظُروا إلى عَبدي، رَجَعَ رَجاءً فيما عِندي مِن شَفَقةِ مِمَّا عِندي حتى يُهريقَ دَمَه).
- نوم قيلولة بالنهار قد يكون سبباً في منحك القوة لتستطيع قيام الليل.
- مجاهدة النفس لـ قيام الليل: مجاهدة النفس الوسيلة الأقوي المعينة علي القيام، قال تعالي : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) [الحج: 77، 78]. وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)[العنكبوت: 68، 69].
- إجتناب المعاصي بقدر الإمكان: ليحذر المسلم الذنوب فإنها لا توفق لـ قيام الليل، (قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف).
فضل المواظبة علي قيام الليل
فضل المواظبة علي قيام الليل لا يقتصر فقط علي الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، بل إن له فوائد صحية وروحية حيث يشعر قائم الليل بـ لذّة الوقوف بين يدي الله ويرزقه الله بالسكينه والراحة النفسية التي لن يجدها في غير الصّلاة.
ومن فضل قيام الليل أنه يكون رادعاً لك من إقتراف المعاصي كما يجعلك قيام الليل تجتنّب الفحشاء وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالي :(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ )[العنكبوت: 44، 45].
ومن فضل قيام الليل ايضاً أنه طارد للعجز والكسل.وقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم ((إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ)) وأن دلّ ذلك فإنما يدّل علي خير و فضل قيام الليل فـ قيام الليل يجلب للمسلم الخير الذي يبتغيه في دنياه، إذ يناجي ربه بمصالح الدنيا فيستجيب الله دعاءه.
كما أن أعظم فضائل صلاة قيام الليل أنها مطردة للداء عن الجسد. وايضاً فهى تحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة وتنور القبور وتحسن الوجه.
كما أن لـ قيام الليل فضل كبير في تقوية جهاز المناعة، فلقيام الليل أو الصلاة عموماً دور أساسي في تقوية جهاز المناعة لدي المصلي، وقيام الليل يودي لسمو الروح وجلب هدوء وطمأنينة للقلوب، فبالتأكيد تلك العبادة الخفية في جـوف الليل دور فعال في تقوية جهاز المناعة لدي المسلم.
أحاديث عن فضل قيام الليل
توجد أحاديث عن فضل قيام الليل عدّة فلقد تضافرت نصوص الوحي من كتاب الله وأحاديث شريفة عن فضل قيام الليل ومن تلك الأحاديث :
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) رواه مسلم.
- وَعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ)) رواهُ الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
- وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عَنْ الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ)).
- عن عائشة -رضي الله عنها-: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ).
- وقال ﷺ: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلاً)) متفق عليه.
حكم قيام الليل
قال ابن عبد البر: “شذ بعض التابعين، فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب الشاة، والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه، ونقل الترمذي عن إسحاق بن راهوية أنه قال: إنما قيام الليل على أصحاب القرآن، وهذا يخص ما نقل علي الحسن وهو أقرب، وليس فيه التصريع بالوجوب ايضاً”
معجزات الاستجابه فى الاوقات المتاخرة فى الليل
قيام الليل له العديد من المعجزات: ولعل أشهر المعجزات ما يأتي:
- عن رسول الله ﷺ قال: (يَنْزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يَبْقَى ثُلُثُ الليلِ الآخرِ، يقولُ: من يَدعوني فأَستجيب لهُ، من يَسْأَلُنِي فأُعْطِيهِ، من يَستغفرني فأَغْفِرُ لهُ) رواه أبو هريره.
- من معجزات قيام الليل أنه يطرد الأمراض من الجسم، وذلك لأنه يؤدي إلي تقليل إفراز هورمون الكورتيزول، فهو بمثابة كورتيزول طبيعياً للجسد، وهذا يقي بشكل كبير من زيادة مستوي سكر الدم، ويقي ايضاً من إرتفاع ضغط الدم، ويقي من الأزمات القلبية، والسكتة المخية.
- ايضاً قيام الليل علاج فعّال لمرض الإجهاد الزمني لإنه يساعد في إنتظام حركة الجسم.
فضل قيام الثلث الاخير من الليل
اما عن فضل قيام الثلث الاخير من الليل ففيه خير وفضل للمسلم، وهو اعظم الأوقات وأشرفها إذ يتجلّي ربك سبحانه في هذا الوقت علي السماء الدنيا، وذلك مصداقاً لقوله ﷺ: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).
فضل قيام الليل والوتر
يتساءل العديد من المسلمين عن فضل قيام الليل والوتر، وسنوضح ذلك في السطور القادمة.
فضل قيام الليل
أما فضل قيام الليل فهو من أسباب الوقاية من عذاب جهنم ودخول الجنة، قال تعالى ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) {سورة الذاريات، 15 – 17}.
فضل صلاة الوتر
وأما عن فضل صلاة الوتر: فأجمع العلماء علي أن وقته يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي بالفجر.
وورد في فضل صلاة الوِتر:
أن رسولنا الكريم ﷺ قال: ((إن اللهَ قد أمركُم بصلاةٍ هي خيرٌ لكمْ مِنْ حمرِ النعمْ ، وهيَ لكمْ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ ، الوِترُ الوِترُ ، مرتينِ))رواه البخاري، في السنن الصغير، عن خارجة بن حذافة العدوي، الصفحة أو الرقم: 1/276، لا يُعرف لإسناده سماع بعضهم من بعض.
فضل الاستغفار فى الاسحار
فضل قيام الليل والاستغفار من السنن التي كان يحرص الرسول ﷺ عليها.
إذ إن المحافظة عليها تَحقق كل ما يرغب به المسلم في الحياة، فهي من العبادات التي تنير الوجه وتصفي قلب المسلم من الحقد والغل.
ومما ورد في فضل قيام الليل والاستغفار:
- من فضائل قيام الليل والإستغفار أن بها تقضي الحاجات، وبها تتحقق الغايات، كما أنها تريح الأبدان من الهموم والغموم.
- ومن فضل قيام الليل ايضاً أنها تقوي النفس وتجعلها صافية نقية.
- الإستغفار في جوف الليل يمنح المسلم السكينة والطمأنينة وتُفتح أمامه أبواب التوبة.
فضل قيام الليل ولو بركعتين
يتساءل بعض المسلمين عن فضل قيام الليل ولو بركعتين وهل يجوز قيام الليل بركعتين.
قال النبي صلي الله عليه وسلم: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنى مَـثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنى مثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ) الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.
ومن الحديث الشريف نستدل علي أن صلاة قيام الليل ليس لها عدد معين من الركعات فهي تبدأ بركعتين حتي قدر إستطاعة المسلم في الإكمال.
فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء
تتنوع فضائل سورة الـبقرة، ولعل الوقت الأنسب لقراءتها يكون في جوف الليل، ومن فضل قيام الليل بسورة البقرة في استجابة الدعاء:
- نصّ العلماء علي إستحباب الدعوة بعد قراءة سورة البقره لأنه مظنة إجابة، هذا والله تعالى أعلم.
- الحرص علي قراءة سورة البقره من أسباب الوقاية من الشيطان وإضلاله.
- نيل البركة.
- نيل الشفاعة يوم القيامة.
وقت قيام الليل
أما عن وقت صلاة قيام الليل فهو يبدأ بداية صلاة العشاء إلي قبل طلوع الفجر، ومن المستحب أن تكون صلاة قيام الليل في الثلث الأخير من الليل.
عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ : ( أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا ).
كما تجوز صلاة الليل في الثث الأول من الليل أو وسطه أو أخره، وهذا لان سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان يصلي في أي وقت من الليل.
وإلي هنا نختتم مقالنا هذا اليوم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
