مقالات عامة

فضل شهر شعبان وأحكامه

فضل شهر شعبان عظيم ومكانته عند الله مرتفعة، فلقد اختصه الله بأحداث جِسام كان لها عظيم الأثر على الأمة الإسلامية، وبسبب فضل شهر شعبان فإن رسول الله كان يقضي أغلب أيامه وهو صائم، لأنه الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وبالتالي فإن فضائل  شعبان وبعض أحكامه هو موضوعنا اليوم الذي نأمل أن نقدمه بشكل بسيط ومُفصل.

ما هو فضل شهر شعبان؟

احتلَّ شهر شعبان مكانة كبيرة عند العرب منذ القدم، وحمل هذا الاسم لأنهم كانوا يحرصون خلاله على التشعُّب في الغزوات والحصول على الغنائم وذلك لأن ما قبله هو واحد من الأشهر الحُرم التي مُنعوا فيها من القتال، وقيل كذلك إنهم أسموه شعبان لأنه كان يتشعب فيه الزرع والأشجار، وقيل أيضًا لتشعب العرب في هذا الوقت إلى الملوك يطلبون منهم الهبات والعطايا.

وعندما جاء الإسلام، عزّز من فضل شهر شعبان، فكان من أشهُر النبي المُفضلة التي كان دائم الصيام فيها، فعَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها – قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ».

وعَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: « كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلًا».

قد يهمك: فضائل شهر شعبان

فضائل شهر شعبان المعظم

نظرًا لفضل شهر شعبان فقد اختص الله أيامه ولياليه بالعديد من الأحداث الهامة والتي كان لها أثر كبير في تاريخ الإسلام.

على رأس هذه الأحداث تغيير القبلة، وهي الواقعة التي حدثت في ليلة النصف من شعبان، فبعدما كان المسلمون يُصلّون تجاه المسجد الأقصى، أمر الله أن تكون إلى المسجد الحرام إرضاء لرغبة رسول الله، قال الله تعالى مُخاطبًا نبيه” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”.

أيضًا، فلقد ثبت عن النبي حجم المكانة الكبيرة لليلة النصف من شعبان، فعن أم المؤمنين عَائِشَةَ –رضي الله تعالى عنها – قالت: «فَقَدْتُ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فإذا هو بِالْبَقِيعِ فقال: أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ الله عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ إني ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فقال: إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ من شَعْبَانَ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ من عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».

واتفق العلماء أيضًا على أن فريضة الصوم قد تم فرضها في الثاني من شهر شعبان.

قد يهمك: بداية شهر شعبان

فضائل شهر شعبان المعظم

فضل شعبان والاستعداد لرمضان 

هل بركة وفضل شهر شعبان الجليل من الممكن أن يكونا سبيلاً للاستعداد لشهر رمضان المُعظم؟ بالتأكيد نعم، فمن الجيد استغلال فضل شهر شعبان عند الله للإكثار من العبادات ولاسيما عبادة الصيام، فمن الممكن أن يشكل هذا الشهر فرصة استعداد جيدة للقلب والروح، عبر الإكثار من الصلاة والصيام فيكون الجسد في تأهب وتشوق لرمضان، ومن الممكن أن تشمل وسائل الاستعداد الأمور التالية:

  • الإكثار من قراءة القرآن الكريم ومحاولة ختم المصحف ولو لمرة واحدة على الأقل.
  • الصلاة على النبي العديد من المرات خلال اليوم، ومن الطيب جعل وِرد ثابت يوميًا لها.
  • بر الوالدين فهو مفتاح الجنة، وصلة الأرحام فقال النبي “من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه”.
  • الصيام بقدر المستطاع، وخاصةً الإثنين والخميس والأيام القمرية الثلاثة 13،14،15.
  • لحرص على عدم الصيام في النصف الثاني من الشهر، وذلك لأن النبي كره هذا الأمر إلا لمن واظب طوال العام على صيام أيام بعينها كالاثنين والخميس ووافقت النصف الثاني من الشهر.

فضل شهر شعبان ابن باز 

لم يختلف تناول فضل شهر شعبان بواسطة ابن باز  كثيرًا عما ذكرنا في السالف، ولكنه أنكر في ما ذكر عن هذا الأمر على بعض الناس قيامهم بصلاة مُحددة في ليلة النصف يُطلقون عليها صلاة الرغائب حيث يقومون بصلاة مائة ركعة، وهذا كله لم يرد كما قال عن النبي، وكذلك اعتقادهم أنها بمثابة ليلة القدر وذكر أن ذلك لا يجوز.

وانتقض كذلك من يُخصصون هذه الليلة بالاحتفال وإقامة شعائر مُعينة لذلك، والتجمع سواء في المساجد أو في أماكن أخرى لإقامة هذه الاحتفالات.

ورأى أن كل ذلك لا يجوز ولم يقم به النبي أو أحد أصحابه، وأيضًا صيام نهارها بعينه لكونها ليلة النصف وليست يوم من الأيام القمرية، في رأيه لم يرد به نص صريح.

وذكر في فتواه أن الأحاديث الواردة عن فضلها ضعيفة وموضوعة، واستند كذلك إلى قول النبي “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”، فقال لو أن هناك ليلة تُخصص فيها الصلاة لكان الأولى بذلك ليلة الجمعة.

قد يهمك: لماذا سمي شهر شعبان بهذا الاسم

فضل شهر شعبان ابن باز 

الأسئلة الشائعة 

هناك الكثير من التساؤلات بخصوص فضل شهر شعبان على النحو التالي:

لماذا ترفع الأعمال في شهر شعبان؟

حتى يدخل المسلمون إلى شهر رمضان المعظم وقد غفر الله لهم، لذا يُستحب الإكثار من الأعمال الصالحة خلال شهر شعبان.

افضل ماقيل في شهر شعبان؟

أفضل ما تم قوله عن فضل شهر شعبان أنه شهر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

متى لا ترفع الأعمال إلى الله؟

لا يتم رفع الأعمال إلى الله عند المشاحنة، ففي حالة اثنين في خصام لا يغفر الله لهما ولا يتم رفع أعمالهما.

فضل شهر شعبان كان من الضروري معرفته بشكل مفصل لما في ذلك من عظيم الفائدة، فهو شهر مليء بالخيرات والبركات والنفحات، فعلى كل مسلم الاجتهاد في العبادة خلال أيامه ولياليه ليصيبه جزء منها.

قد يهمك:

ادعية شهر شعبان .. وفضل ليلة النصف من شعبان

فضل شهر شعبان والاستعداد لرمضان

شعبان اي شهر وفضل الدعاء فيه

أدعية شهر شعْبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى