عبادات

فضل شهر شعبان مفاتيح الجنان

فضل شهر شعبان عظيم وأجره كبير، هذا الشهر كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه الصوم، هو شهر يرفع فيه الأعمال، يغفل كثير من الناس عن هذا الشهر الذي يعتبر هو وصلة الحلق بين شهر رجب الحرم وشهر رمضان شهر الطاعات وشهر نزول القرآن.

فضل شهر شعبان

يعتبر شهر شعبان من الأشهر التي تقربك من الله عزل وجل لانه يليه شهر رمضان شهر الصيام والرحمة، لابد من الاجتهاد فيه وعمل الاعمال الصالحة حتي تتمكن من تحسين علاقتك مع الله وتستعد لدخول رمضان، يقال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان كثير الصوم في شعبان، أينعم لا تذكر أحاديث صحيحة عن الصيام في شهر شعبان ولكن كانت تقول السيدة عائشة رضي الله عنها ( ما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استكمل صيامَ شهرٍ قطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثرَ منه صيامًا في شعبانَ).

ماذا كان يفعل الرسول بشهر شعبان؟

كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير عمل الخيرات فيجب أن نقتدي به في أعماله، قال الله تعالى في كتابه العزيز ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).

كان شعبان بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم شهرا مميزا، خصّه بمزيد من الطاعات والعبادات، وعلى رأسها الصيام، فقد كان يكثر من الصيام في شعبان حتى يخيّل لمن يراه أنه يصوم الشهر بأكمله، ومع ذلك، يتفق أهل العلم على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا إلا رمضان، لكنه كان يُكثر من الصيام في شعبان لدرجة أنه لا يفطر فيه إلا قليلا.

فكان صلى الله عليه وسلم ينبة الناس من الغفلة، فهذا الشهر كان يغفل عنه الكثير من الأشخاص، فكان النبي يكثر في العبادات وقت غفلة الناس، لان وقت الغفلة لها مزايا كثيرة حيث يزيد فيه الأجر والثواب لأن الناس في لهو وغفلة عن قيام صلاتها وقيامها وصومها.

وقت الغفلة يصعب فيها الذكر وكثرة العبادات لقلة الذاكرين في هذا الوقت، فتكون العبادة شاقة على نفس صاحبها لندرة العابدين فيها، يقول صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم ( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء).

كما أن الطاعة في أوقات الغفلة تُعد وسيلة إزالة ودفع البلاء، إذ إن الله يرفع البلاء عن الناس بفضل أهل الطاعة الذين يعبدونه، وبفضل يقظتهم بين الغافلين، وقد قال بعض السلف: “ذاكر الله في الغافلين كالمجاهد الذي يحمي الفئة المنهزمة”، مما يشير إلى أن (ذكر الله في أوقات غفلة الناس يُسهم في حفظهم من الهلاك ورفع البلاء عنهم).

دائما ما تكون الأعمال الصالحة الخفية عن أعين الناس أكثرها بركة وأحبها عن الله عز وجل، فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة: “ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه).

ما هي أحب الأعمال إلى الله في شهر شعبان؟

كل الأعمال صالحة ويحبها الله ولكن كثرة الصيام والقيام من الأعمال التي ترفع مكانتك وتغفر وتمحي الذنوب في هذا الشهر، كان الرسول صلي وسلم عليه يكثر به الصيام كما قالت أم المؤمنين عائشة أن النبي كان يكثر الصيام في شعبان، قد قال أسامة بن زيد رضي الله لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة صيامه في شعبان فرد قائلا ” ذلك شهْرٌ يغْفُل الناس عنْه بيْن رجب ورمضان، وهو شهْرٌ تُرْفَع فيه الأعْمال إلى ربِّ العالمين، فأحبّ أنْ يرْفعَ عملي وأنا صائمٌ”.

هذا الشهر يرفع فيه الأعمال فمن المستحب أن ترفع الأعمال وأنت صائم حتى تُغفر زلاتك وتمحي ذنوبك وان ترفع أعمالك وأنت في أحسن حال حتى يقبل منك رب العالمين توبتك ويعفو عنك ويمحي جميع زلاتك.

هذه السنة النبوية تحمل دعوة واضحة لنا جميعًا للاجتهاد وإتقان العمل في هذا الشهر المبارك، فإذا كانت أعمالنا تُرفع إلى الله في شعبان، فمن الواجب علينا:

  • الإكثار من الطاعات والابتعاد عن المعاصي، حتى يكون ما يُرفع إلى الله مرضيًا ومحبوبًا لديه.
  • إخلاص العمل وإتقانه، وتنقيته من أي رياء أو شائبة قد تمنع قبوله، لأن الله بصير بأعمالنا ولا تخفى عليه خفاياها.
  • الدعاء والتضرع إلى الله، سائلين منه القبول والمغفرة، والتجاوز عن أخطائنا ونقائصنا.

فلنجعل هذا الشهر محطة لتجديد العهد مع الله والعمل على إصلاح أنفسنا والعمل على حصول فضل شهر شعبان، استعدادا لاستقبال شهر رمضان بروح نقية وقلب مخلص.

الأحاديث الضعيفة التي ذكرت في شعبان

هناك أحاديث ذكرت في فضل شهر شعبان وليلة النصف من شعبان كلها أحاديث ضعيفة وموضوعة، منها:

  • (خَمْسُ ‌لَيَالٍ ‌لا ‌تُرد ‌فيهن ‌الدَّعْوةُ: أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِن رجبٍ، ولَيْلَة النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ولَيلَةِ الجُمُعةِ، ولَيْلَةِ الفِطر، ولَيْلَةِ النَّحْرِ).
  • (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي).
  • ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).
  • (أن الله ينزل في ليلة النصف من شعبان).
  • (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فارزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا سائل فأعطيه؟ ألا كذا، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر).
  • يروي الدينوري عن راشد بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة”، وهذا حديث مرسل ضعيف.

كل هذه الاحاديث ضعيفة وغير مذكورة، الأصح الذي كان يقوم به النبي صلى وسلم أنه كان يكثر من الصوم في شهر شعبان.

هل ذكرت أدعية مخصصة في شهر شعبان؟

لن تذكر أدعية مخصصة للدعاء في شهر شعبان ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الدعاء في هذا الشهر مستحب وأجرة أعظم، هناك أدعية انتشرت على لسان بعض المشايخ هي أدعية ليس بها مشاكل ولكن ليست مخصصة لشهر شعبان، من ضمن هذه الأدعية أوله (اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه….)، وهو دعاء طويل يُعتقد أن بعض المشايخ قد ألّفوه من تلقاء أنفسهم دون أن يكون له أصل أو سند من الكتاب أو السنة.

بعض الناس وضعوا شروطًا لقراءة هذا الدعاء، مثل:

  • قراءة سورة يس قبله.
  • صلاة ركعتين قبل الدعاء، وهذه الشروط أيضاً لم يرد بها دليل شرعي، بل هي من البدع، لأن العبادة في الإسلام يجب أن تكون مبنية على نصوص واضحة وأدلة شرعية.

أكثر ما يصوم في شعبان؟

لن يورد لنا حديث يخص الصوم او صوم أيام معينة في الشهر، ولكن سنة عن النبي صوم اثنين وخميس وصوم الثلاث ايام من كل شهر، الصيام مستحب فهو يقربك أكثر من طاعة الله والبعد عن عمل الذنوب والمعاصي، لأن الصوم من معناه أنه صوم عن الطعام والشراب وصوم عن فعل السيئات والذنوب طوال اليوم يحميك دائما في شيطانك نفسك ويقربك من خلال صلواتك التي قيمها وانت صائم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى