فضائل سورة يس .. هل يستجاب بها الدعاء؟
فضائل سورة يس من الأمور المعروفة للبعض، لكن سنجد المُعظم من أهل الإسلام يحب هذه السورة ويقدسها لكنه لا يعرف أنها صاحبة العديد من المزايا التي ميزها بها الله سبحانه وتعالى، وأن هذه السورة تحمل العديد من الخفايا والأسرار الإلهية التي احتفظ بها الله لنفسه، وأبصر بها الخاصة من عبيده، وهم من قاموا بإبلاغ عوام المُسلمين بأسرار يس وغيرها من سور القرآن المليء بالأنوار والأسرار إلى يوم الدين.
فضائل سورة يس
القرآن الكريم في مُجمَله فيه شفاء لأمراض الصدور والقلوب ولكل نفس مُتعبة ومُثقلة بهموم الدنيا، وفيه هداية ونور لكل من احتار فكره وتشتت وسط خِضم ومُغريات الحياة.
فقال الله تعالى” وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”.
بل ذهب البعض إلى أن القرآن الكريم فيه علاج للأمراض الجسدية وكذلك الأمراض النفسية، وقد يتفق مع مثل هذا أو يختلف الكثيرون، لكن ما لا خلاف عليه هو شفاء الروح الذي يحمله بين طياته.
ومن أعظم السور التي تتجلى فيها عظمة القرآن ومعجزاته وعِبَره التي لا تنتهي هي سورة يس.
فمن المعروف عن سورة يس أنها سورة مليئة بإشارات الله، ولها فضائل خاصة بها وأسرار عديدة، بعضها تم كشفه من قِبل الله سبحانه عن طريق نبيه عليه الصلاة والسلام أو عن طريق الصالحين والأولياء، ومازالت حتى يومنا هذا تظهر يوم بعد يوم ما تحويه سورة يس من عِبَر وفوائد كثيرة ومتنوعة.
قد يهمك: فوائد سورة الإخلاص وسبب نزولها
صور فضائل سورة يس
تعددت الفضائل التي أَذِن الله بها لسورة يس، وتحدث عنها الكثير من العلماء والأولياء، ومن الممكن ذكر بعض منها على النحو التالي:-
- عُرف من فضائل سورة يس أن من قرأها بنية أن يقضي الله له حاجة مُعينة، فإنها تُقضى بإذن الله تعالى.
- من قرأها بنِية أن يغفر له الله ويعفو عن ذنوبه وسيئاته، سيحصل على مبتغاه بإذن الله تعالى، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له”.
- وورد أيضًا عن رسول الله أنها من المُستحب قراءتها على المسلم في حالة احتضاره، حتى يُهون الله عليه سكرات الموت، فعن رسول الله أنه قال “ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون اللَّه عليه”.
- ومن المعروف أيضاً من فضائل سورة يس، أنها لها فضل عظيم عند قراءتها على الميت، ومن المُستحب قراءتها على أرواح أموات المسلمين، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال” اقرءوا يس على موتاكُم”.
- وقيل أن هناك سبعة آيات تتضمنها السورة تنتهي جميعها بكلمة مبين، من قرأ السورة ثم كرر كلمة مبين هذه يتحقق له ما يريد بإذن الله.
- وتتضمن أيضًا صور واضحة عن الثواب والعقاب عند الله، مما جعلها من السور المليئة بالعظة والعبرة لكل مسلم.
- تُعادل في بعض الأقاويل سورة يس نصف القرآن فمن قرأها فكأنما قرأ القرآن المنتصف.
- ثبُت عن سورة يس، فضلها العظيم في حالات السحر والمس العاشق، لأن من فضائل سورة يس أن لها فوائد عجيبة في علاج مثل هذه الحالات، وإن كانت الشياطين تنفُر من القرآن الكريم على وجه العموم فإن لسورة يس أثر خاص بها في ذلك الأمر.
- من فضائل سورة يس العظيمة أثرها في بعث روح الأُنس لقارئها ومُستمعها في حين وجوده وحيدًا.
- وعُرف كذلك عن فضائل سورة يس أثرها الفعال في فك عقدة اللسان لمن يُعاني من التلعثم أو صعوبة في الكلام.
- في حالة الطفل الذي يُعاني من البكاء المُستمر وصعوبة النوم، فأثبتت سورة يس فاعليتها في هذا الأمر وأثرها الجيد لنوم هادئ للأطفال.
- من أكثر سور القرآن المُجلبة البركة في البيوت، حيث تبعث إحساس بالراحة والطمأنينة وتُزيد من بركة ونماء الخير في البيوت.
- من سور القرآن التي لها فضل عظيم عند الله ورسوله، لذلك فقد أطلق عليها رسول الله اسم قلب القرآن، فقال عليه الصلاة والسلام “إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات”.
- من فضائل سورة يس، أنها تحمي من الحسد بفضل الله.
معلومات عن سورة يس
بعد معرفة فضائل سورة يس، يجب التعرف عن قرب عن هذه السورة ومعرفتها جيدًا.
سورة يس من السور المكية، وهي كعادة هذه السور تركز في آياتها على العقيدة والإيمان، والترهيب والترغيب في الجنة والنار.
استعرضت هذه السورة كعادة القرآن الكريم البلاغة الشديدة للمولى جل وعلى، والتي غلبت وتحدت البلاغة والفصاحة للعرب في هذا الوقت، فبدأت بحروف مُتقطعة احتار في تفسيرها المُفسرون حتى وقتنا هذا وعلى ماذا تَدُل.
من أسمائها كما ذكر أهل العلم في مؤلفاتهم، المُعمة أي التي تعم بالخير على تاليها وسامعها وحافظها، والدافعة القاضية أي التي تدفع الشر وبها تُقضى الحوائج، والعزيزة وكذلك سورة حبيب النجار.
قد يهمك: لماذا سميت سورة الأنفال بهذا الاسم
القصص الإلهية في يس وتفسير بعض آياتها
من أسباب نزول بعض آياتها الأسباب التالية:-
- الآية الكريمة” إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبين”، كان سبب نزولها قوم في أيام رسول الله كان يُطلق عليهم بني سلمة، كانوا يسكنون في أطراف المدينة ورغبوا في الانتقال إلى جوار رسول الله، وكان النبي، يكره هذا الأمر، وورد عن أبي سعيد الخدري”أنَّ بَنِي سَلِمَةَ أرَادُوا أنْ يَتَحَوَّلُوا عن مَنَازِلِهِمْ فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: فَكَرِهَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعْرُوا المَدِينَةَ، فَقَالَ: ألَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ”.
- الآية الشريفة”وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ”، نزلت في صحابي يُدعى العاص بن وائل إذ جاء إلى رسول الله، يتعجب من تحول العظام إلى بشر مرة أُخرى يوم القيامة ومن قدرة الله على البعث من جديد، فعن العباس رضي الله عنه” جَاءَ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمِ حَائِلٍ فَفَتَّهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّم”.
- قصة قرية أنطاكية الشهيرة والتي جاءها الكثير من المُرسلين من الله سبحانه وتعالى، وكان يقابلهم أهلها بالعناد والكبر، والرفض التام لدعوتهم لعبادة الله الواحد والابتعاد عن عبادة الأصنام، حتى تصدى لهم رجل كان يعمل في صناعة الأصنام يُدعى حبيب النجار، ودافع عن رسل الله ودعا قومه إلى الاستماع إليهم وعبادة الله، وكان جزاؤه أن قتلوه فدفع حياته ثمنًا لإيمانه بالله، ووردت هذه القصة في الآية الكريمة” وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ”.
- وهذه من عظائم فضائل سورة يس، تخليد هؤلاء العظماء الذين دافعوا عن الدعوة إلى الله بكل ما يملكون حتى بذلوا في ذلك حياتهم ذاتها.
فضائل سورة يس، من الأمور التي من الضروري والمهم معرفتها عن قرب للاستفادة من هذه الفوائد الجمة لهذه السورة العظيمة، التي لها عظيم الفضل، ولها مكانة كبيرة عند الله ورسوله.
قد يهمك:
سبب نزول سورة المجادلة ومن هي المرأة التي نزلت فيها؟
حكم تناجي اثنان دون الثالث وأقسام التناجي في سورة المجادلة
فضل سورة الواقعة ومتى تقرأ لجلب الرزق؟
فضائل سورة الكهف والوقت المستحب لقراءتها
تعليق واحد