قصة عمير بن أبي وقاص أصغر شهيد في الإسلام
عمير بن أبي وقاص -رضي الله عنه وأرضاه- أحد الصحابة المكرمين الذين التقوا بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخذ عنه دينه وخلقه، فكان نعم الشاب المسلم، فعن عمير بن أبي وقاص وقصة حياته القصيرة الملهمة، وما كان منه من مواقف في محبة الله ورسوله سينصب حديثنا في هذا المقال فتابعونا.
من هو عمير بن أبي وقاص؟
هو شاب حديث السن، يبدأ أولى خطواته نحو الشباب والرجولة بثبات الناضجين وإرادة الراشدين، وحكمة المؤمنين الذين اشتروا الآخرة الباقية بالدنيا الفانية، واختاروا النعيم الدائم على النعيم الزائل.
أما نسبه واسمه فهو عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، ومن جهة الأم فهو يلتقي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من أخواله، فاسم الأم هو حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.
أخوه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص أحد المبشرين بالجنة، المعروفين بتاريخهم المشرف من العطاء والبلاء الحسن في سبيل دعوة الإسلام.
قد يهمك: قصة الصحابي عبيدة بن الحارث في الإسلام
قصة إسلام عمير بن أبي وقاص
كان عمير بن أبي وقاص أحد الصبية حديثي السن الذين شرح الله صدورهم للإسلام وأنجاهم من العذاب، وأنقذهم بفضله ومنته من ضلال الأجداد.
تذكر كتب السير أن عمير دخل الإسلام وهو لا يزال صبيا دون السادسة عشر من عمره، وقد حدث ذلك عقب دخول أخيه سعد الإسلام بأيام، اقتداء به ويقينا في سداد رأيه ورؤيته، وإيماناً منه أنه لم يكن ليؤمن إلا بالحق ولم يكن ليتمسك إلا بما يدعو إلى الهدى والنجاة.
وقد كان إسلامه استجابة لدعوة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-، فقد بين له عظمة هذا الدين وكيف أنه يدعو إلى الفضيلة والحق ومكارم الأخلاق، فلم يتردد عمير في النطق بالشهادتين والدخول تحت لواء دعوة الإسلام.
شجاعة عمير بن أبي وقاص
على الرغم من حداثة سنه إلا أنه اتسم برجاحة العقل والتمييز بين الحق والباطل، وقد أدرك منذ البداية أن إسلامه سوف يعرضه إلى غضب قومه وظلمهم واضطهادهم وأنه سينال منهم ما نال إخوته السابقين للإسلام واللاحقين به.
وبالفعل فإنه تحمل الكثير من العنت والمشقة والاضطهاد، ورأى من ألوان الظلم والاعتداء الكثير من مشركي قريش وأعداء الدعوة وذلك خلال فترة بقائه بين ظهراني مكة المكرمة، وكان في ذلك ما فيه من الدلالة على شجاعته وصموده وقوة عزيمته، في سبيل التمسك بما آمن به وصدقه من أمر هذا الدين الحنيف.
هجرة عمير بن أبي وقاص
أما هجرة عمير فقد كانت قراراً صعباً يحتاج إلى قوة إرادة ويقين، ووعي بكل الأوضاع التي تحيط بالدعوة الإسلامية وما ينتظرها داخل حدود مكة وخارجها.
ونظراً لما يتمتع به عمير من صدق الإيمان وحسن الظن بالله ورسوله، وحسن السمع والطاعة لهما، فإنه بمجرد أن تلقى دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى يثرب، حيث يكتب للإسلام مولداً جديداً فقد بادر بالاستجابة دون تسويف أو تأجيل أو حتى تردد.
وبالفعل لم يتأخر عمير، ونفذ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهاجر إلى المدينة المنورة، وبعد هجرته إليها آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين صحابي جليل وأخ كريم، وهو عمرو بن معاذ.
قد يهمك: قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام
أخلاق عمير بن أبي وقاص
ضرب عمير بن أبي وقاص أروع المثل في حسن الأخلاق والتحلي بأطيب الخصال ومن ذلك ما يلي:
- حبه الشديد لله والرسول.
- الحماس في الدفاع عن دعوة الإسلام.
- حسن الخلق ولين الجانب في تعامله مع الناس.
- التقوى والورع والحرص على طاعة الله.
- حب الجهاد في سبيل الله.
- الشجاعة والإقدام وعدم الخوف من الموت.
- الصدق والأمانة وإخلاص العبادة لله جل وعلا.
عمير بن أبي وقاص في غزوة بدر
كان لغزوة بدر مع عمير رضي اللّه عنه قصة فارقة، لا ينبغي إغفالها لما تنطوي عليه من المعاني والدروس التي نحن في حاجة إلى تعلمها وترسيخها في نفوس الشباب من أبنائنا.
كان عمير شديد الغضب والغيظ من المشركين، حانقاً عليهم بسبب ما فعلوه بالمسلمين من ألوان العذاب والاضطهاد، وكان ينتظر اللحظة المناسبة ليثأر لنفسه ولإخوانه من المسلمين الذين لقوا الأمرين على أيدي كفار قريش ومشركيها.
وحين جاء يوم بدر ظن عمير أنه يوم القصاص، ومنى نفسه بالثأر لكل مسلم ذاق على أيديهم مرارة الظلم والقسوة والاضطهاد.
وبلغ من حرصه على الجهاد في ذلك اليوم أنه كلما تفقد النبي -صلى الله عليه وسلم- صفوف المجاهدين توارى منه واختبأ بين الصفوف خشية أن يراه فيرده لحداثة سنه.
ومما ورد في وصف ذلك الموقف ما جاء عن سعد بن أبي وقاص حيث قال: (لما كان يوم بدر وقف عمير أخي في صفوف المجاهدين، وهو بعد ابن ستة عشر عاماً أو أقل، يتخفى من رسول الله، قلت له: مالك؟، قال: أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج للجهاد لعلَّ الله يرزقني الشهادة، وعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم استصغره فرده، فبكى عمير بكاءً شديداً، فرق النبي له، وأجازه مع المقاتلين)
وقد كان عمير شديد الحماسة والغيرة على الإسلام، على الرغم من أنه لم يكن يقوى على القتال أو على استخدام السيف والضرب به، حتى أن أخاه سعد بن أبي وقاص كان يربط له السيف في يده ليتمكن منه، وقال في وصف ذلك: (فكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره).
قد يهمك: قصة حياة الصحابي الحارث بن أوس بن معاذ
استشهاد عمير بن أبي وقاص
قاتل عمير بن أبي وقاص ما شاء الله له أن يقاتل حتى قتل في معركة بدر، على يد عمرو بن عبد ود العامري، وهو واحد من أشرس مقاتلي المشركين وأشدهم بطشاً، والذي لقي مصرعه على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
استشهد عمير وهو في السادسة عشر من عمره أو دونها، وقد كتب الله له ما تمناه، وحقق له مطلبه، ليكون بذلك أصغر شهيد في الإسلام، وليضرب أروع المثل في حب الله ورسوله، فقد اشترى الآخرة بالدنيا وهو لا يزال في ريعان صباه مقبلاً على الحياة.
أهم الأسئلة الشائعة
من هم أخوات عمير بن أبي وقاص؟
كان لعمير ثلاثة إخوة وهم سعد بن أبي وقاص الصحابي المعروف وعامر بن أي وقاص وعتبة بن أبي وقاص.
متى توفي عمير بن أبي وقاص؟
توفي في غزوة بدر في العام الثاني بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وفي الختام نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول أحد صحابة رسول الله المكرمين رضي الله عنهم أجمعين، وهو عمير بن أبي وقاص الشاب التقي النقي الذي لقي الله شهيدا.
قد يهمك:
من هو الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم؟
عياش بن أبي ربيعة | اسمه ونسبه وقصة إسلامه
رفاعة بن عبد المنذر | اسمه ونسبه والغزوات التي شارك فيها
أكثر الصحابة رواية للحديث بالترتيب وعددهم