علي بن ابي طالب

علي بن ابي طالب ابن عم رسول الله، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأول من آمن من الشباب،وهو من صحابة رسول الله المقربون، ومن أكثر الصحابة حكمة وحنكة رضوان الله عليه.
تعريف علي بن ابي طالب
هو الصحابي الجليل “علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان” ابن عم رسول الله صل الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم.
والد علي بن ابي طالب
والد سيدنا علي هو عم رسول الله “أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي” كافل رسول الله وحاميه من مشركي قريش، حيث كان وجاه في قريش وسلطان، له كلمة تهتز له الجبال من هيبتها، وكان من سادة قومه، وورد أنه كان به عرج.
وعلى الرغم من دفاعه عن الرسول ودعوته،وهجرته إلى الحبشة مع المسلمين، إلا أنه على الأرجح وما ذهب إليه جمهور أهل السنة والجماعة أن أبا طالب لم يسلم قبل وفاته، لكن الشيعة قالوا أنه مات موحدا بالله مؤمنا برسوله، وقد قال أبو طالب في حق رسول الله صل الله عليه وسلم.
وَاللهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِينَا
فَامْضِي لِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ أَبْشِرْ وَقِرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيونَا
وَدَعَوتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحِي فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتَ قَبْلُ أَمِينَا
وَعَرَضْتَ دِينًا قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينَا
لَوْلَا الْمَلَامَةُ أَوْ حِذَارِي سُبَّةً لَوَجَدْتَنِي سَمْحًا بِذَاكَ مُبِينَا
ام الصحابي علي بن ابي طالب
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، والتي ولدت بمكة المكرمة،وعاش فيها وتزوجت من ابى طالب،وأنجبت منه علي واخواته، أسلمت فاطمة رضي الله عنها بعد إسلام 10 من المسلمين،وكانت هي الحادي عشر،والثاني من النساء بعد خديجة بنت خويلد على الأرجح.
هاجرت مع الرسول إلى المدينة، وكانت بمثابة أم ثانية لرسولنا الكريم، وتوفيت بعد السنة الرابعة من الهجرة بعد أن كان المسلمون وقتها أشداء،ودفنت بالبقيع.
لقب على بن ابى طالب وكنيته
أطلق رسول الله لقب “أبي ترابٍ”على ابن عمه بعد أن لقاه نائم على أرضية المسجد،حتى أكل جسده التراب، بعد أن سقط الثوب عنه، فذهب رسول الله ليشد بيده وهو يقول “قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ” ويقال لها أيضا أبو الحسن،
متى ولد علي رضي الله عنه؟
هناك عدة روايات في تحديد العام الذي ولد فيه الصحابيعلي بن ابي طالب، وجاءت الروايات على النحو التالي:
- رجح ابن الحجر العسقلاني رواية ابن إسحاق،/والتي قالت أنه ولد قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، أي أن رسول الله وقتها كان ابن ثلاثين عاما، وهو ما يوافق العام 601 ميلادية.
- روى الحسن البصري، أن علي ولد قبل البعثة بخمس أو ست عشر سنة، مما يعني أنه ولد والرسول ابن أربع وعشرون وخمس وعشرون عام، وهو ما يوافق عام 596 أو 595.
وهناك روايات أخرى تقول أنه ولد قبل البعثة بخمس سنوات،وأخرى تقول أنه أول من ولد من الهاشميين،ولا يوجد ما يؤكد أحد هذه الروايات وينفيها.
اخوته
كان على بن ابى طالب أصغر إخوته، وكان لها عدة اخوه،أشهرهم ثلاث اخوات،واخوان، وكان هو أصغرهم،وفيما يأتي نبذة سريعة عن كلواحد منهم:
- طالب بن أبي طالب: كان يحب رسول الله، لكنه لم يؤمن به، وقد شارك في غزوة بدر ضد الرسول بالإكراه، لأنه كان من محبي نبي الله محمد صلوات ربي وتسليمه عليه.
- عقيل بن ابى طالب: سالم عقيل يوم فتح مكة، وكان من أيضا من محبي رسول الله، وقد شارك ضد المسلمين في غزوة بدر مكرها أيضا،وتم أسره من قبل المسلمين، لكن عمه العباس بن عبد المطلب فداه.
- جعفر بن أبي طالب: كان أحد صحابة رسول الله الكرام، وله عدة مواقف في نصرة الإسلام ونصرة رسول الله، وقد شارك في غزوة تبوك،وقطعت يداه فيها وهو حامل راية الجيش،ومع ذلك حملها بين بعضديه، حتى استشهد يومها.
- أم هانىء بنت أبى طالب: أسلمت مع اخوها عقيل عند فتح مكة، وصلى الرسول في بيتها صلاة الضحى ثماني ركعات.
- جمانة بنت ابى طالب: أسلمت أيضا مع اخواتها، وكانت قد تزوجت من أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.
زوجاته وأبناؤه
- فاطمة بنت الرسول محمدٍ، وأنجبت له:
– الحسن بن علي بن ابي طالب
– الحسين بن علي بن أبي طالب
– مُحسن بن علي بن أبي طالب
– زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب
– أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب - أم البنين بنت حزام الكلابيّة، وأنجبت له:
– العبّاس بن علي بن أبي طالب
– جعفر بن علي بن أبي طالب
– عبدالله بن علي بن أبي طالب
– عثمان بن علي بن أبي طالب - ليلى بنت مسعود التميميّة، وأنجبت له:
– عُبيدالله بن علي بن أبي طالب
– أبو بكر بن علي بن أبي طالب
- أم حبيبة بنت زمعة التغلبيّة، وأنجبت له:
– عمر بن علي بن أبي طالب
– رقية بنت علي بن أبي طالب - أم سعيد بنت عروة الثقفيّة، وأنجبت له:
– أم الحسن بنت علي بن أبي طالب
– رملة الكبرى بنت علي بن أبي طالب - أسماء بنت عُميس الخثعميّة، وأنجبت له:
– يحيى بن علي بن أبي طالب
– محمد الأصغر بن علي بن أبي طالب
– عون بن علي بن أبي طالب
- أُمامة بنت أبي العاص، وأنجبت له:
– محمد الأوسط بن علي - خولة بنت جعفر الحنفيّة، وأنجبت له:
– محمد الأكبر بن علي، المعروف بمحمد بن الحنفيّة
قصة اسلام على بن ابى طالب
كان إسلام على بن ابى طالب مطربا بعض الشئ، وهو أول من أسلم من الشباب، وقد أسلم قبل الجهر بالدعوة، أي قبل تمام ثلاث أعوام من دعوة الرسول صل الله عليه وسلم، وقد روى أبو إسحاق أن علي دخل للنبي وهو يصلي مع خديجة، فسأل علي النبي عن العبادة التي يفعلها،وماهيتها، فأخبره رسول الله أنها من شعائر الدين الذي أرسله الله تعالى به، وطلب من علي الإسلام وترك عبادة الأصنام، فتردد بن أبي طالب في القبول،وقال أنه يستشير والده أولا، لكن النبي كره أن تنتشر الدعوة قبل أن يجهر بها بنفسه÷ وخير علي بين الإسلام أو كتمان الأمر.
لكن الأمر لم يترك رأس عليا تبات ليلتها دون ضجيج، وبات ابن عم الرسول في ليلة مليئة بالتفكير فيما دعا له رسول الله، وأنزل الله السكينة على قلبه والهداية، فعاد مصبحا إلى رسول الله،وطلب منه أن يعيد عليه الدعوة، فععاد عليه الرسول الشهادتين،وأمره بترك عبادة اللات والعُزّى، وأمن على بالرسول،لكنه يكتم إيمانه خوفا من أبيه.
واختلف العلماء في العمر الذي اعتنق فيه دين الإسلام، وجاءت الروايات في هذا الأمر على النحو التالي:
- نقل عن عروة أنه أسلم حين بلغ الثامنة من عمره
- روى جرير عن المغيرة أنه اعتنق الإسلام في عمر الرابعة عشر
- قال الحسن بن زيد أنه أمن بالدعوة النبوية في عمر التاسعة.
- ثبت عن ابن عباس أنه قال ” أن علي كان أو لمن أسلم حتى قبل أبي بكر، لكنه كان يخفي ذلك خوفا من أبيه، على خلاف ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب.
مكانته ومنزلته
كلتنعلي من المقربين إلى المصطفى صلوات ربي وتسليمه عليه، فقد رباه النبي صلى الله عليه وسلم، وعامله بالحسنى،وأنه كان قريب منه أكثر من ابناء عمومته الأخرين، وورد أن النبي كان يكن له ماكنة كريمة ورفيعة، حتى أن النبي زوج علي أحب بناته إليه وهي فاطمة بنت محمد صل الله عليه وعلى آله وسلم.
هجرته إلى المدينة
من أشهر مواقف الصحابي عليه هي فداء للرسول قبل الخروج للهجرة، حيث علم المشركون أن رسول الله يود الخروج للهجرة،فاجتمعوا على ذلك،وأقر زعمائهم قتل محمد صل الله عليه وسلم،/ لأنهم يعلمون أن هجرته سوف تجعل من دين الإسلام أقوى، وعزموا أمرهم ثم تولوا عن غيره من الأفكار.
ولقد ذهبوا إلى بيت الرسول وتربصوا به طوال الليل حتى يخرج رسول الله، ولم يخرج الرسول، فقرروا الدخول له وقتله،ولما رفعوا الغطاء عنه وجدوا عليا، لكنهم لا يمكنهم قتل ابن ابي طالب الذي يهابه صغار قريش وكبارها، وكان علي قد بات في فراش النبي ليضلل المشركون عنه.
وقد كلفه الرسول بتأدية الأمانات التي كانت مع رسول الله إلى أصحابها،وقد فعل، وبعدها هاجر مع الرسول إلى المدينة،ووصل إليها بعد ثلاث ليال من وصول رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
جهاده مع رسول الله
لقد كان علي أحرص الناس جهادا في سبيل الله،ولقد شارك في كل غزوات الرسول صل الله عليه وسلم، الغزوة الوحيدة التي لم يشارك فيها كانت غزوة تبوك، حيث استخلفه الرسول على خلافة المدينة المنورة حتى عودته، وكانت الغزوات التي شارك فيها أبا الحسن هي:
- غزوة بدر: لقد حمل أبا الحسن راية المسلمين في أول زوجاتهم،وهي بدر،والتي انتصر فيها الجيش الإسلامي على الجيش المشرك بعد تغير الأحداث المفاجئ،وكان عليه لم يتجاوز العشرين من عمره.
- غزوة أحد: والتي كان يحمل رايتها مصعب بن عمير حتى استشهد، وحملها عليا بعده، كما أنه فقد رسول الله وثبت معه حتى آخر المعركة،وقد أصيب بستة عشرة ضربة، وهومن خرج وتحسس من قريش،وعهد إلى الرسول يخبره أنهم عادوا إلى مكة،
- غزوة حمراء الأسد: حمل لواء المسلمين فيها، وكان من الذين استجابوا للرسول بعد الهزيمة المدوية للمسلمين في أحد.
- غزوة بني النضير: شارك عليا في غزوة بني النضير،وتمكن من قتل عَزْوَكَ أحد زعماء قريش فيها وانتصر المسلمون.
- غزوة الخندق: وقع علي في مبارزة أحد أقوى فرسان قريش في غزوة الخندق،وكان عمرو بن عبد ودّ العامري،واندهش الجميع من تمكن قتل علي له.
- غزوة بني قريظة: تحمل علي مسؤولية راية الجيش، وكان في مقدمته في هذه الغزوة.
- غزوة خيبر: كان علي أحد المؤثرين الأساسيين في فتح خيبر،حيث قاد الجيش الإسلامي حتى فتح الله عليهم حصون خيبر.
- غزوة حنين: هزم المسلمون فيها، ولقد ثبت عليك عادتهم مع رسول الله حتى انتهت الغزوة.
- صلح الحديبية: عندما تم إبرام عقد صلح الحديبية، رفض المشركون كتابة عبارة “محمد رسول الله” وما كان من علي إلا أنه أصر على بقائها كما هي،وكانت كلمته هي العليا.
خلافته للمسلمين
عرف علي بالوقار والحكمة، وكان خلافته خلافة راشدة، فما ظنك برجل ربي على يد رسول الله، وكان منهج على ابوالحسن في الخلافة على النحو التالي:
بدأت خلافة علي للمؤمنين بعدالجماع الأمة علييه، مهاجرين وأنصار،وكانت خلافته خلافة اجماع،وقد بدأت في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة.
وعندما أخذ علي الخلافة،تطورت الأحداث وكان لزاما عليه لمواكبة ذلك نقل عاصمة الدولة الإسلامية إلى الكوفة بدلا من المدينة،ونقلت المدينة حينذاك إلى ولاية مستقلة يرأسها “سهل بن حنيف الأنصاري”
بالإضافة إلى ذلك، لم تشهد الفتوحات الإسلامية مجدا في عصر علي، وعلى الجانب الآخر، انتشر الإسلام بقوة في أذربيجان،والتي كان يتولى الأشعث خلافتها.
كما أنه قد تغير اهتمام الناس، بعد أن كانوا يهتمون بالفتوحات، اهتموا أكثر بالولايات الداخلية،وأيضا لم يتغير شئ في الحكم الشرعي في عصر علي.
وقد لوحظ أن عليا يتبع نهج عمر بن الخطاب في التشدد في منح الولاية،والتشدد على خروج قريش من الجزيرة العربية،بعد أن تشتت الناس في الأمصار المختلفة.
فضائل أبو الحسن والحسين
لقد كان بلعلي رضوان الله عليه، عدد من الفضائل والمزايا التي تميز بها عن غيره من صحابة الرسول صلوات ربي وتسليمه عليه،ومن هذه المزايا على سبيل المثال لا الحصر:
- أحد الصحابة المبشرين بالجنة على الأرض.
- تكريم الرسول له عندما استخلفه على المدينة قائلا (ألَا تَرْضَى أنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ، مِن مُوسَى إلَّا أنَّه ليسَ نَبِيٌّ بَعْدِي)
- كون علي من آل بيت نبي الله
- اشتراكه في جمع القرآن مع عدد من الصحابة المبجلين
صفات على بن ابى طالب
سنقسم صفات ابوالحسن على إلى صفات خلقية ربانية، وصفات خلقية تربوية وبشرية، ومن هذه الصفات ما يأتي:
- الصفات الخلقية الربانية: كان غابو الحسن حسن الوجه، مثل القمر في ليال البدر،وكان ضحوك السن،واسع العينين،كثيف اللحية، لم يكن طويلا ولا قصيرا،وكان ضخم البطن والساقين.
- الصفات الخلقية البشرية التربوية: كانت الشجاعة من سمات علي،وهذا ما شهدت به المعارك التي شهدها، وكان من علماء الصحابة،ولديه من الفقه بالسنة والقرآن الكثير،وكان صاحب قلب عقول ولسان طاهر نقي رزين.،كما أنه قاضيا عادلا حكيما فيتصور فلاته، وكان خطيبا تسكن القلوب عباراته من بلاغتها السحارة، كما أنه كان متواضعا مستحيل ملئ بالتقوى والإيمان.
استشهاد ابو الحسن ومكان دفنه
ورد عن رسول الله صل الله عليه وعلى أله وصحبه أنه قال (أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْقَى الناسِ رَجلينِ؟ أُحَيْمِرُ ثمودَ الذي عقَرَ الناقَةَ، والذي يضْرِبُكَ يا عَلِيُّ عَلَى هذِه، حتى يَبُلَّ مِنْهَا هذِه)، وهذا يعنى أن على رضي الله عنه كان يعلم أنه سيموت قتلا،
وعندما خرج علي في أحد الليالي ليوقظ الناس للصلاة، وهو ينادي الصلاة الصلاة،خرج له ابن ملجم فضربه بسيفه أسفل رقبته فسال دمه الشريف على لحيته ومات، وكان ابن ملجم يعلم موضع خروجه،/خطط لقتله.
واستشهد رضي الله عنه في ليلة الجمعة، الموافقة السابع عشر من رمضان، في عام أربعين من الهجرة النبوية، وروزى أنه كان ابن 63 عاما، وقيل بضع وخمسون سنة، واختلف علماء الأمة في موضع دفنه، فذهب جماعة منهم ابن تيمية إلى أنه دفن بالكوفة الغراء، وتحديثدا بقص الإمارة، وقيل أيضا دفن بالكوفة بمكان غير معروف،وروى أنه دفن بالكوفة ثم نقله الحسن بن على إلى المدينة والله تعالى أعلى وأعلم.
كانت هذه ملخص سيرة على بن أبى طالب رضي الله عنه وأرضاه، ووفاته ودفنه وحياته وصفاته الكريمة، واسلامه وأخلاقه وخلقه، ووالده ووالدته،ومكانته العريقة والغزوات التي شهدها مع الرسول وخلافته للمسلمين، ومنهجه في الخلافة.