مقالات عامة

علامات حسن الخاتمة عند الاحتضار والغسل والدفن

علامات حسن الخاتمة هي دليل على رضا الله سبحانه وتعالى على العبد، فمن وفقه الله لفعل الطاعات والعبادات، والتوبة من المعاصي قبل الموت، ومات على حاله هذا، فهذا دليل على حسن خاتمته، فدعونا من خلال هذا المقال نتعرف أكثر على هذه العلامات التي أوضحها لنا رسولنا الكريم في عدة أحاديث نبوية، ونوضح لكم أيضًا الأسباب التي تؤدي إلى حسن خاتمة العبد.

علامات حسن الخاتمة

حسن الخاتمة هي المقصود بها أن تختم حياة المسلم بعمل صالح يرضاه الله تعالى ويحبه، أما الذي يموت على معصية، فهو على خطر عظيم فقد ساءت خاتمته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا”.

والجدير أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد ذكر في كتابه “الجنائز” علامات حسن الخاتمة وهي الآتي:

  • الموت على الشهادتين، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ “.
  • أيضًا الذي يموت بعرق الجبين، فقد روي أن بُرَيْدَةَ بن الحصيب رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ بِخُرَاسَانَ، فَعَادَ أَخاً لَهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَوَجَدَهُ بِالْمَوْتِ، وَإِذَا هُوَ يَعْرَقُ جَبِينُهُ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ”.
  • كذلك الذي يموت ليلة الجمعة أو نهارها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ”.
  • كما أن الموت في سبيل رفع كلمة الله العليا، فعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ من دمه، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ”.
  • أيضًا الإنسان الذي يموت بمرض الطاعون، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ”.
  • كذلك المرأة التي تموت أثناء فترة النفاس، فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: “والمَرأةُ يَقتُلُها وَلَدُها جُمْعًا شَهادةٌ”.
  • أيضًا الذي يموت بسبب الهدم، فقال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”.
  • كما أن الذي يموت أثناء قيامه بعمل صالح كصلاة أو قراءة قرآن أو صدقة أو غير ذلك من الأعمال التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها.
  • كذلك الموت من أجل الدفاع عن ماله ونفسه وعرضه ودينه، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ”.
  • أيضًا الذي كان مرابطًا في سبيل الله وأدركه الموت، فعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ”.

قد يهمك: كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله؟

علامات حسن الخاتمة عند الاحتضار

تعد مرحلة الاحتضار من أصعب مراحل الموت، فيرى الإنسان في هذه اللحظة أشياء لا يمكن أن يبوح عنها لشدة الموقف، فيا لها من لحظات يعيشها المحتضر، فإما أن يرى مقعده في الجنة أو مقعده في النار، فمن علامات حسن الخاتمة:

  • الابتسام على وجهه.
  • رفع السبابة.
  • الفرحة والسعادة والإشراق على وجهه مما بشر به من ملك الموت.
علامات حسن الخاتمة عند الاحتضار

علامات حسن الخاتمة عند الغسل والدفن

الله عز وجل عندما يأذن بهداية عبده قبل موته فإنه يعسله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ”.

فالمحتضر إذا كان من أهل التقوى والصلاح في الدنيا، فإنه يرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه، ويحملون أكفان وحنوط من الجنة، فيأتي إليه ملك الموت عند رأسه ويقول: “يا أيتها النفس المطمئنة، أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان”، فحينئذ نرى ابتسامة رقيقة على وجه المحتضر.

ويجب أن نعلم جيدًا أن رؤية علامات حسن الخاتمة على المتوفي لا يلزم من ذلك أن نجزم بأنه سوف يدخل الجنة، ولكن يمكن أن نستبشر ونتفاءل أنه بإذن الله من أهل الجنة، كما أن عدم رؤية علامات حسن الخاتمة على المتوفي، فلا نجزم أنه غير صالح ، فكل هذا غيب يعلمه الله تعالى.

هل المرض من علامات حسن الخاتمة

قد يصاب المسلم بمرض مزمن ومؤلم، فمن مرض قبل الموت، فهذا دليل على أن الله تعالى أراد بهذا العبد أن يخفف عليه ذنوبه بهذا المرض، فقال رسولنا الكريم: “إذا أراد الله تعالى بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة”.

كما أن النصوص الشرعية قد أوضحت أن العبد الذي يصاب بآفة أو مرض أو بلاء وغير ذلك، فإن هذا يكون مغفرة لذنوبه، وإذا احتسب وصبر على هذا البلاء أو المرض، فبإذن الله يرفعه الله الدرجات ويرزقه بـ علامات حسن الخاتمة.

قد يهمك: علامات السحر في البيت

هل المرض من علامات حسن الخاتمة

أسباب حسن الخاتمة

هناك أسباب يجب أخذها بعين الاعتبار حتى ننال علامات حسن الخاتمة وهي:

  • النية والإخلاص لله سبحانه وتعالى هما شرطان لقبول أي عمل صالح، فبدونهما لا تقبل أعمال الإنسان مهما بلغ من الأعمال الصالحة.
  • المحافظة على إقامة الصلوات الخمس بخشوع وخضوع وتذلل إلى الله سبحانه وتعالى.
  • الإيمان وإصلاح النفس والغير، والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف.
  • المجاهدة والسعي في امتثال أوامر الله تعالى ونواهيه، وخشيته وتقواه في السر والعلن.
  • البعد عن كل طريق يبعدنا عن المولى عز وجل، وعدم فعل الكبائر وصغائر الذنوب.
  • اتباع رسولنا الكريم في كل ما أمرنا به ونهانا عنه، وإحياء سنته الكريمة.
  • اجتناب ظلم الآخرين والبغي والعدوان، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
  • التحلي بالخُلق الكريمة مع خَلق الله تعالى، ونبتعد عن أذاهم.
  • اجتناب البدع؛ لأن خطرها عظيم على القلب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار”.
  • الدعاء في كل وقت وسؤال الله سبحانه وتعالى بحسن الخاتمة، وندعو لبعضنا عن ظهر غيب بحسن الخاتمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلمٍ يدعو لأخيه بالغَيْب إلاَّ قال الملك: آمين، ولك بمثله”.

ختامًا قد وضحنا لكم علامات حسن الخاتمة، فلنحرص على فعل الطاعات والعبادات الصالحة، حتى تختم خاتمتنا بعمل صالح يقربنا إلى الله، ويدخلنا الفردوس الأعلى، فاعلم جيدًا أن الدنيا لحظات، فانتهز كل لحظة في ذكر الله وطاعته، لعل يكون الموت قريب.

قد يهمك:

اذا خاصم فجر .. معناه وهل هي من صفات المنافقين فقط؟

هل الميت يشعر بمن يبكي عليه؟ وهل يعذب ببكاء أهله؟

اهوال يوم القيامة ماهي بالتفصيل ومن ينجو منها؟

كل من عليها فان تفسيرها في القرآن وإعرابها في اللغة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى