مقالات عامة

عقوبات كفر النعم وأنواعها ونماذج عن شكر نعم الله

عقوبات كفر النعم كثيرة ومتعددة، لأن أقل ما يستحقه الله سبحانه وتعالى هو الثناء عليه وشكره على نعمه العديدة التي أنعم علينا بها، لذلك فإن عدم شكر الله على نعمه يترتب عليه الكثير من العقوبات أقلها زوال هذه النعم في لحظة وهو على ذلك لقدير، وفيما يلي نستعرض لكم كيف يكفر الإنسان بنعم الله والعقوبات التابعة لذلك.

عقوبات كفر النعم

أنعم الله عز وجل علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، فقد أنعم علينا بنعمة البصر والسمع والكلام والإحساس، كذلك أنعم علينا بالأولاد والعافية وغيرها.

فبمجرد تأملك لجسدك فقط سوف تصعق من هول ما أنعم الله عليك به من نعم كثيرة لن تستطيع عدها، ولا يطلب منك في المقابل سوى الشكر وحسن الاستخدام وعدم الإهمال فيها.

فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم “وَآتَاكُمْ مِن كُلِّ مَا سَأَلتُمُوه وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ”.

والله سبحانه وتعالى حذرنا من كفر النعم لأن عواقبه وخيمة، وأكد على ضرورة شكر الله والثناء عليه لأن في ذلك زيادة في النعم وبركة وخير كثير.

ونكران النعم لهو ظلم كبير في حق الله الذي يقول في سورة إبراهيم أيضًا “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لقَومِه اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أنْجَاكُم مِن آل فِرعَون يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذَابِ”.

وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأدلة على وقوع عقوبات كفر النعم على مرتكب هذا الذنب، سوف نتناولها بالتفصيل على مدار سطور المقال.

قد يهمك: قصة عبد الرحمن بن عوف .. أغنى أغنياء قريش

كم انواع كفر النعم؟

إن الكفر ينقسم إلى نوعين فقط لا غير، وهما الكفر الأكبر والكفر الأصغر، أما بالنسبة إلى الكفر الأكبر فهذا النوع يقتضي الخروج من الملة الإسلامية.

وأمثلة هذا الكفر أن العبد يجحد نعم الله عليه ويستكبر على العبادة، وله أربعة أقسام، وهما كفر نفاق، وكفر عناد، وكفر جحود، وكفر إنكار.

وكفر الإنكار هو أعظم أنواع الكفر لأن العبد يكفر بالله ولا يوحده بلسانه وقلبه، وهذا هو أمر الملحدين الذين يقول الله سبحانه وتعالى عنهم “وَمَنْ أظْلَم مِمَّنِ افْتَرى علَى اللٌَه كَذِبًا أَو كَذَّبَ بِالحَقِ لَمَّا جَاءَه أليْسَ فِي جَهَنَّم مثْوَى لِلكافِرين”.

أما كفر الجحود فهو أن يكمن العبد في قلبه الإيمان بالله دون أن يعترف بذلك بلسانه، وأكبر مثال على هذا النوع هو فرعون وكفره بسيدنا موسى عليه السلام، كذلك كفر متبعي الدين اليهودي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أما بالنسبة إلى كفر الاستكبار فهو الذي قام به إبليس عندما رفض أن يسجد إلى آدم وعصى أمر ربه الذي قال “وَإِذْ قُلْنَا لِلمَلائِكةِ اسْجُدُوا لآدَم فَسَجدُوا إلَّا إبْلِيسَ أَبَى واسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرينَ”.

وهناك أيضًا ما يسمى بكفر الشك وهذا الكفر يغلب على العبد فيه الظن والشك وتعبر عنه الآية الكريمة التالية:

“وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً، وَمَا أَظُنُّ الساعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَواكَ رَجُلاً، لَكِنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا”.

وأخيرًا كفر النفاق وهو أن يظهر العبد إيمانه بالله ويخفي الكفر به، وهذا النوع من أشد أنواع الكفر لأن الله توعد للمنافقين وقال “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً”.

كم انواع كفر النعم؟

هل كفر النعمة كفر أصغر

وبعد أن وضحنا أن الكفر الأكبر هو الكفر بالمنعم الوهاب، فإن الكفر الأصغر هو الكفر بالنعمة، وقد يقع الناس في كلا النوعين ومن يوفقه الله في النجاة منهما فقد فاز.

وكفر النعمة ذنب يمكن الاستغفار والتوبة عنه والتوسل إلى الله كي يقبل التوبة منا، ويعتبر معصية كبيرة قد يترتب عليها عقوبات كفر النعم التي ليست قليلة أبدًا.

لكن في المقابل الكفر بالمنعم يخرج من ملة الإسلام والله يغفر كل شيء إلا الكفر به وأن يشرك به، وعقاب ذلك الدرك الأسفل من النار.

كذلك لن يُقبل من العبد أي عمل مهما كان لأن الله سبحانه وتعالى يقول “وَمَا مَنَعهُم أنْ تُقْبَل مِنهُم نَفَقَاتِهِم إلَّا أَنَّهُم كَفَرُوا بِاللَّه ورَسُولهِ ولَا يأتُون الصَّلاة إلَّا وهُم كُسَالى ولا يُنفِقُون إلَّا وهُم كَارِهُون”.

ولكفر النعم أشكال، منها إن تم إسناد النعمة إلى مجهود الشخص الذاتي وسعيه، ومنها أيضًا ما يتم فيه إرجاع الفضل لغير الله عز وجل، ومنها ما يتم إشراك شخص آخر مع الله في فضل النعم.

ايه عن الكفر بالنعمه

إن هناك الكثير من الآيات التي توضع عقوبات كفر النعم منها ما يخبرنا به الله تعالى في سورة النحل “وَضَرَبَ اللَّهُ مثَلًا قَريةً كَانَت آمنَةً مُطْمَئِنَّة يَأتِيهَا رِزقُها رَغدًا مِن كُل مَكَان فَكَفرَت بِأنعُم اللَّهِ فَأذاقَها اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوفِ بمَا كَانُوا يَصْنَعُون”.

كذلك هناك آيات كثيرة أشرنا إليها في سطور هذا المقابل، وهناك أيضًا الكثير من القصص والنماذج التي قصها علينا الله ورسوله حول نكران النعمة والكفر بها، سوف نعرضها لكم بالتفصيل في فقرة من فقرات المقال القادمة.

عدم شكر النعم

إن عدم شكر النعم يترتب عليه عقوبات كفر النعم التي هي محور حديثنا اليوم، أما إذا شكرت نعم الله سبحانه وتعالى عليك سوف تنال كرم الله الشكور الذي يحب أن تشكره على عطاياه الكثيرة مقابل عملك القليل فيقول الله عز وجل في سورة الإنسان “إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيِكُم مَشْكُورًا”.

وشكر النعم يزيدها وهذا وعد الله لنا في قوله تعالى “لَئِنْ شَكَرتُم لَأزِيدنَّكُم ولَئِنْ كَفَرتُم إِنَّ عَذابِي لَشَدِيد”، وقد أمرنا الله بشكره في الشراء والضراء ويحب العبد الشكور.

والشكر مقرون بالعمل الصالح، وبالتالي لن يكن العبد شكورًا شاكرًا إلا إذا عمل عملًا صالحًا يرضاه الله سبحانه وتعالى، ويخبرنا الله في كثير من الآيات أن من يشكرونه من عباده أعدادهم قليلة للغاية حيث يقول “وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ”.

والشكر صفة الأنبياء والمرسلين وأولياء الله الصالحين، فعلى الرغم من إحساسك بأنك فقير إلى كرم الله اشكره دومًا على ما أنعم عليك حتى لا تقع في عقوبات كفر النعم دون قصد منك.

قد يهمك: تعرف على فوائد ذكر الله التي لن تتوقف بعدها أبدا

من عقوبات الكفر النعمة زوالها؟

يقول الله “سَلْ بَنِي إِسْرَائِيل كَم آتَينَاهُم مِن أَيةٍ بَينَةٍ ومَن يُبدَّل نِعْمَةَ اللَّه مِنْ بَعْد مَا جَاءتْهُ فَإنَّ اللَّه شَدِيد العِقاب”، ومن أبرز عقوبات كفر النعم أن الله سبحانه وتعالى يزيلها ويحرمك منها.

أو على الأقل لن يبارك الله لك فيها، لأن الكفر بالمنعم جحود في حق الله الرزاق الوهاب الذي يعطي بلا حساب، والرسول صلوات الله وسلامه عليه يقول “من أعطي عطاء فقدر أن يجزي به فليجز به، ومن لن يقدر فليحسن الثناء فإن لم يفعل فقد كفر النعمة”.

وشكر النعمة يكون باللسان وبالقلب معًا وبالجوارح أيضًا وبعدم استخدامها فيما يغضب الله عز وجل، كذلك فإن من عقوبات كفر النعم سخط الله على كل من يتكبر عن شكره والثناء عليه.

نماذج من شكر نعمة الله وكفرها وعاقبة ذلك

قصص عن عقوبات كفر النعم، إن قصة قارون هي أكثر قصة يمكننا أن نأخذ منها العبرة والعظة، ويصور لنا الله سبحانه وتعالى مشهد خروج قارون بكل الزينة التي لديه إلى قومه.

فينبهر به كل من يراه ويتمنون جميعًا أن يملكون ما يملك ويتمتعون بما يتمتع به من ثروة طائلة، لكن في المقابل نجد أن هناك منهم من هو على أشد اقتناع بأن كل ذلك هو عبارة عن فتنة المال ولا يجب الافتتان بها.

لكن هارون استكبر وأبى أن يشكر الله على نعمته، لكن الله هدده في آياته “قال إنما أوتيته على علمٍ عندي أولم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون”.

لكنه لم يتعظ وتمادى حينها تحقق وعيد الله من عقوبات كفر النعم والذي قال في كتابه العزيز “فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين”.

وبعدها كل من تمنى مكانه يحمدون الله منعه وعطائه، وتأكدوا من أن كل من يكفر بنعم الله التي لا تعد ولا تحصى لن يفلح وسوف يعاقبه الله عقابًا شديدًا.

نماذج من شكر نعمة الله وكفرها وعاقبة ذلك

قصة عن عاقبة كفر النعم

كذلك من بين قصص عقوبات كفر النعم قصة الأبرص والأقرع والأعمى من بني إسرائيل، أراد الله أن يختبر قوة إيمانهم به سبحانه وتعالى فأرسل إليهم ملكًا من ملائكته.

وعندما ذهب إلى الأبرص سأله عن أقصى أمنياته فأخبره أنه يريد “لَونٌ حسنٌ، جلدٌ حسنٌ، الشفاء من البرص”، وهذا بالفعل ما فعله الملك بقدرة الله تعالى وأعطاه ناقة عشراء لأنه كان يحب الإبل.

وبعدها ذهب الملك إلى الرجل الأقرع وسأله عن أي الأشياء أحب إليه فأخبره أنه يريد شعر حسن والشفاء من الصلع، وقد كان وسأله عن أحب المال إليه وقال بقرة فأعطاه بقرة عشراء.

وذهب الملك للشخص الثالث وهو الأعمى، وعندما سأله الأسئلة نفسها رد إليه بصره بإذن الله وأعطاه شاة ولدًا، وبعدها أتى الملك لكل واحد منهم في صورته.

وعندما طلب العون من الأبرص وسأله بالذي من عليه بهذا اللون والجلد والمال فأبى عن مساعدته وعندما قال له إني أعرفك ألم يشفيك الله بعد مرضك ويغنيك بعد فقرك فقال له أنه ورث هذا المال، حينها رد الملك وقال “إن كنت كاذبًا فصيرك الله إلى ما كنت”.

وهذا ما حدث أيضًا مع الأصلع، وهذه ضمن عقوبات كفر النعم وهي زوالها، لكن اختلف عنهم الأعمى في أنه شكر نعمة الله عليه وقال له أنه كان أعمى فرد الله إليه بصره وقال له خذ ما تريد واترك ما تريد، حينها رد عليه الملك وقال “أمسك مالك، فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك”.

وفي الختام نكون قد بينا عقوبات كفر النعم وكل المعلومات المتوافرة حولها، بالإضافة إلى مجموعة من القصص المعبرة عن هذه العقوبات وأشكال الكفر بالمنعم والنعم بالتفصيل، وفي النهاية نحمد الله تعالى ونشكره على ما منع وما أعطى وعلى كل شيء.

قد يهمك:

اعظم انواع الظلم ماهو؟ وما هو علاج ظلم النفس؟

دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك وآداب المجلس

صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله

سورة لجلب الرزق من قرأها لا يصيبه الفقر أبدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى