صحابى

عبد الله بن عمر بن الخطاب

عبد الله بن عمر بن الخطاب ابن أمير المؤمنين لقب بالفتي الصالح وكنيته أبا عبد الرحمن، فهو من الفتيان الصالحين الذين يقتدون بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ويمشون على نهجه، فكان له قدوة حسنة من سيدنا محمد وكان يقتدي به في جميع أفعاله، وكان أشد الناس حرصا على أداء صلاته وقيامه ومشاركة النبي صلي وسلم عليه في جميع غزواته.

ولادة ونسب عبد الله بن عمر بن الخطاب

نسبه: عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح ، بن عدي ، بن كعب بن لؤي بن غالب ، الإمام شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي.

ولد عبد الله بن عمر رضي الله عنه في مكة المكرمة في العام الثالث من البعثة دخل مع أبيه الإسلام وهو لم يبلغ الحُلم كان عمره حوالي أربع سنوات، وسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبيه من مكة إلى المدينة حتى يشارك النبي في غزواته مع فتيان المهاجرين مع النبي والأنصار.

أمه تدعي زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون الجمحي، وأخته السيدة حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.

وصف شكل عبد الله بن عمر بن الخطاب

كان عبد الله طويل القامة، وشعره طويلا بحيث يصل من مقدمة رأسه إلى منكبيه، كما كان يهتم بصبغ شعره باستخدام الصبغة ذات اللون الأصفر، وهي عادة شائعة بين الصحابة، بالإضافة إلى ذلك، كان حريص على تقليم شاربه بشكل دائم لدرجة تظهر فيها بشرة الجلد، وهي سنة نبوية تُظهر اهتمامه باتباع الهدي النبوي في العناية بالنظافة الشخصية والمظهر.

تعريف عبد الله بن عمر بن الخطاب

عبد الله بن عمر كان أشد المحبين من الفتيان للنبي صلى الله عليه وسلم فهو كان يفعل كل ما يفعله النبي فكان يقتدي به فكل ما يفعله من خيرات، فكان يصلي بكل مكان صلى فيه النبي عليه أفضل السلام وينزل في منازله، هناك مرة جلس النبي تحت شجرة فكان يهتم بها ويسقيها حتى لا تذبل.

فهو كان أكث الناس عفة وزهد فكان لا يحب أن يتظاره ويلبس ثيابا غالية من حرير حتى يخاف أن يكون مختالا فخورا، وكان أكثر الصحابة الذين روى الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

شهادت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأن عبد الله بن عمر كان الأكثر حرصا على تتبع آثار النبي تؤكد مكانته كمثال عملي على حب النبي والتمسك بسنته في جميع جوانب الحياة.

متى أسلم عبدالله بن عمر بن الخطاب

أسلم أمير المؤمنين عمر الخطاب هو وابنه عبد الله ولم يبلغ عبد الله الحُلم لما يتجاوز العشر سنوات، وهاجر إلى المدينة وعمره عشر سنوات، عندما بدأت الغزوات الكبرى، مثل بدر وأحد، لم يُشارك بسبب صغر سنه كان عمره في حدود 14 عام، كانت أولى غزواته هي الخندق وكان يبلغ من العمر 15 عاما، وبعدها شارك في العديد من المعارك الكبرى مثل فتح مكة، مؤتة، واليرموك، واليمامة، والقادسية، وفتوحات مصر وإفريقيا.

رغم شجاعته ودوره الكبير في الفتوحات، لم يشارك عبد الله في الفتن التي وقعت في عصره، متمسكا بموقف الحياد، وعُرضت عليه الخلافة في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، لكنه رفضها، كما رفض تولي منصب القضاء مفضلا التفرغ لطلب العلم والعبادة، هذه المواقف تعكس حكمته وزهده، وحرصه على الابتعاد عن المناصب التي قد تشغله عن العلم والطاعة.

حياة عبد الله بن عمر بن الخطاب

نشأ عبد الله في بيت والده عمر بن الخطاب، وتربّى على يد النبي صلى الله عليه وسلم، مما أكسبه علمًا وخلقًا عظيمًا، كان شديد الاقتداء بالنبي، حتى أنه كان يحرص على الجلوس في أماكن جلوسه والصلاة في نفس مواضعه، واعتنى بشجرة استظل بها النبي.

رغم علمه ومعايشته للنبي، كان عبد الله متحفظا في الفتوى، يهاب الله ويردد “لا أعلم” إذا سُئل عن أمر لا يعرفه، كان شديد التأثر بالقرآن الكريم، يبكي عند سماع آيات الوعيد، مما يعكس رقّة قلبه وخوفه من الله.

عُرف عبد الله بالزهد في الدنيا، حيث رفض المناصب مثل الخلافة والقضاء، وفضّل التفرغ للعبادة، كان كثير الصلاة في الليل، كريما مع الفقراء، لا يتخلف عن الغزوات، ويدعو لوحدة المسلمين، لم يشارك أبدا في الفتن والصراعات بين المسلمين، وكان مثالا للطاعة والالتزام بالجماعة، مع حرصه على أداء الزكاة وحقوق الله.

عبد الله بن عمر كان نموذجا للصلاح، جمع بين التقوى، الزهد، والالتزام بطاعة الله وسنة نبيه، مما جعله قدوة للمسلمين.

كم عدد غزوات التي شارك فيها عبد الله بن عمر؟

رغم صغر سن عبد الله بن عمر رضي الله عنه إلا أنه يعتبر شارك في جميع الغزوات مع النبي إلا غزوة بدر وأحد، فقد اعترض وقتها نبي الله على مشاركته في الغزوتين حتى يشتد عوده لانه كان صغير، وسمع له بالمشاركة وكانت أول غزواته هي غزوة الخندق.

شارك بعدها عبد الله بن عمر في كل الغزوات والمعارك مثل مؤتة، وبيعة رضوان، معركة اليرموك، معركة القادسية، يوم جلولاء، المعارك والوقائع بين القادسية وجلولاء، وشارك في فتح مصر، وغزواته في إفريقية، وصوله إلى البصرة والمدائن.

أحاديث عبدالله بن عمر

عُرف عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه من أكثر الصحابة رواية للأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن كبار الصحابة مثل أبي بكر، وأبيه عمر بن الخطاب، عثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم.

نقل عنه العلم عدد كبير من التابعين والعلماء مثل سعيد بن المسيب، وثابت البناني، وطاووس، والزهري، ومحمد بن سيرين، ومولاه نافع، وغيرهم، كان لعبد الله بن عمر مسند خاص في كتب الحديث يضم 2630 حديثًا، إضافة إلى أحاديث وردت في كتب الحديث الصحيحة، منها 81 حديثًا في صحيح البخاري، و31 حديثًا في صحيح مسلم.

عبادة عبد الله بن عمر

كان معروف عن عبد الله أنه أكثر الصحابة تقوى وإيمان، فكان شديد الحرص على إقامة صلاته وأيضا إحياء الصلاة بين الظهر والعصر وكان أكثرهم قياما للصلاة في منتصف الليل، كما كان يُحيي الليل بالكامل في العبادة والاستغفار، ويسأل خادمه نافع عن وقت السحر ليزيد في العبادة حتى الفجر.

حتى إذا فاتته أن يصلي صلاة العشاء كان يبقى مقيما طوال الليل بالصلاة تعويضا عن ما فاته من صلاة، فكان عندما يغفل وينام ويغفة غفوة كان يقوم يصلي وينام ويتكرر هذا لمدة من أربع أو خمس مرات وهو نائم خلال الليل، بالإضافة إلي ذلك، كان يُكثر الوضوء لكل صلاة ويقرأ القرآن بين الصلوات.

كيف مات عبد الله بن عمر بن الخطاب

توفي عبدالله بن عمر آخر الصحابة في مكة المكرمة وكان يناهز من العمر 85 عام، دفن في المكان الذي وُلد فيه، في منطقة “فخّ” (حي الزاهر حاليًا)، بمقبرة المهاجرين.

الفقرة تروي قصة وفاة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وتفاصيل حادثة مقتله، يُقال إن الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي كان واليا في ذلك الوقت، دسّ شخصا ليغتال عبد الله بن عمر باستخدام رمح مسموم، بينما كان عبد الله يقاتل المعتدي دفاعا عن نفسه، طُعن في قدمه، مما أدى إلى وفاته لاحقًا بسبب السم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى