Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحابى

قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام

عبد الله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنه وأرضاه- الصحابي الشهيد الذي أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وجاء خبره من فوق سبع سموات ليكون عظة لغيره، ومثلاً لأهل الإيمان والتقوى والصلاح الصادقين في وعدهم وإيمانهم، وهنا سوف نتعرف معاً على هذا الصحابي الجليل ونقتبس من سيرته ما يقربنا من الله ويعيننا على طاعته، ويعيننا على الاقتداء بالصالحين، فتابعو معنا هذا المقال.

عبد الله بن عمرو بن حرام اسمه ونسبه ووصفه

لو أردنا التعرف على هذا الصحابي الجليل من حيث نسبه واسمه وقبيلته وكنيته فعلينا متابعة السطور القليلة التالية:

  • اسمه عبدالله بن عمرو بن حرام.
  • ينتمي إلى الأنصار وتحديداً إلى الخزرج من قبيلة بني سلمة.
  • اسم أمه الرباب بنت قيس بن القريم بن أمية
  •  زوجته أم جابر أنيسة بنت عنمة بن عدي الخزرجية.
  • كني بأبي جابر نسبة إلى ولده الصحابي المعروف جابر بن عبد الله.
  • أما عن ألقابه فهي كثيرة منها الشهيد ومنها ظليل الملائكة وكليم الله وغير ذلك من الألقاب الطيبة.
  • أما عن أوصافه الجسدية فعرف عنه أنه أحمر الوجه أصلع الرأس، ولم يكن طويل القامة.
  • عرفت تلك الأوصاف مما جاء على لسان بن ابن سعد حيث قال: (كان عبدالله أول من قُتل يوم أُحد، وكان أحمر، أصلع، ليس بالطويل).

قد يهمك: قصة حياة الصحابي الحارث بن أوس بن معاذ

مناقب عبد الله بن عمرو بن حرام

عبد الله بن عمرو بن حرام نعم الصحابي المسلم الذي وجد في رفقة رسول الله وصحبته مبتغاه، فكان له العديد من المناقب والمكارم التي يذكر بها ولعل أهمها ما يلي:

شهد بيعة العقبة الثانية

خرج في تلك البيعة ما يقرب من سبعين رجلا من الأنصار، فكان عبد الله بن عمرو بن حرام أحد هؤلاء السبعين الذين بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم.

وعاهدوه على أن ينصروه في حرب الأحمر والأسود، وعلى أن يدينون له بالسمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وأن يؤثروه على أنفسهم، وعلى أن لا ينازعوا الأمر أهله، وأن يقولوا كلمة الحق أينما كانوا، وأن لا يخافوا في الله لومة لائم.

اختاره النبي نقيباً

لما حضر هؤلاء النفر من الأنصار بيعة العقبة جعل النبي من كل قبيلة اثني عشر نقيباً، وكان عبد الله بن عمرو بن حرام أحد نقباء الأنصار هو والبراء بن معروف عن قبيلة بني سلمة.

شهد غزوة بدر

كانت غزوة بدر من أهم المعارك التي خاضها المسلمون الأوائل مع مشركي قريش الذين تصدو للدعوة ووقفوا في وجهها، والتي كان لهم فيها الغلبة والنصر عليهم.

مما قوى شوكة المسلمين وعزز موقفهم، وكان عبد الله بن حرام من بين المسلمين المقاتلين فيها، الذين قاتلوا ببسالة، وأبلو فيها بلاء حسنا حتى كان لهم النصر والظفر.

دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم-

كان عبد الله ابن عمرو بن حرام مثالاً للمسلم العابد الزاهد الذي تفانى في خدمة الإسلام والمسلمين ووهب حياته للجهاد من أجل الدعوة،  وقد علم النبي -صلى الله عليه وسلم- صدق إيمانه وحسن إسلامه.

فدعا له في حديث رواه جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في آخره: (جَزَى اللَّهُ الأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا، وَلَا سِيَّمَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ)

مناقب عبد الله بن عمرو بن حرام

عبد الله بن عمرو بن حرام في غزوة أحد

كانت غزوة أحد أشهر غزوات عبد الله بن عمرو بن حرام فقد قتل فيها لتكون آخر عهده بالحياة، وكان له معها قصة مليئة بالعبر والدروس والعظات لكل من يتأمل حال هذا الصحابي الجليل ويتدبر ما كان منه وما صار إليه.

ما قبل غزوة أحد

بمجرد أن علم الصحابي الجليل بعزم النبي -صلى صلى الله عليه وسلم- على قتال المشركين في غزوة أحد وبدأ يعد العدة ويحرض المسلمين على القتال، أقبل على الغزوة واستعد لها وفي قلبه يقيناً أنه سيقتل فيها، وفرحاً غامراً بالشهادة في سبيل الله التي ينتظرها ويرجوها.

وتذكر كتب السير والأحاديث في هذا الموقف أن عبد الله استدعى ابنه جابراً -رضي الله عنهما- واوصاه وصية مودع يستقبل حتفه، وقد ورد ذلك في صحيح البخاري حيث يروي جابر بن عبد الله عن أبيه قائلاً: (لما حضر أُحد دعاني أبي من الليل، فقال: مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم، وَإِنِّي لَا أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ وَدُفِنَ مَعَهُ آخَرُ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَتْرُكَهُ مَعَ الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً غَيْرَ أُذُنِهِ)

يوم أحد حيث القتال

بدأ القتال يوم أحد وقد قدم إليه عبد الله بن عمرو بن حرام ببسالة وإقبال منقطعا النظير، ولم يطل القتال فقد كان له ما تمنى، واستشهد أول من استشهد من المسلمين على يد سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمِي، فكفن هو والصحابي الشهيد عمر بن الجموح في كفن واحد ودفنا في قبر واحد.

وقد نهى النبي عن أن يغسل شهداء أحد، ومما دل على ذلك ما أورده الإمام أحمد في مسنده من حديث جابر بن عبدالله أنه قال إن النبي -صلى صلى الله عليه وسلم- قال في قتلى أُحد: (لَا تُغَسِّلُوهُمْ، فَإِن كُل جُرْحٍ – أَوْ كُل دَمٍ يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ).

قد يهمك: من هو الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم؟

كرامة عبد الله بن عمرو بن حرام

إن الله جل وعلى إذا اطلع على قلب العبد فرأى فيه صدق الإيمان والمحبة اجتباه وقربه وكرمه، ولعل ما روي عن عبد الله بن عمرو بن حرام بعد استشهاده، مما أخبر به النبي -صلى صلى الله عليه وسلم- والتي خير دليل على ذلك.

ومن ذلك ما أورده الترمذي في سننه وابن حبان في صحيحه مما جاء عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يَا جَابِرُ مَالِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا وَعِيَالًا، فَقَالَ: (أَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، وَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ مَا شِئْتَ أُعْطِيكَ، قَالَ: تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ فِيكَ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: لَا، إِنِّي أَقْسَمْتُ بِيَمِينٍ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ) يَعْنِي الدُّنْيَا، فنزل بسبب ذلك قول الله جل وعلا في عبد الله بن عمرو خاصة والشهداء في سبيل الله عامة: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾

عبد الله بن عمرو بن حرام ظليل الملائكة

أما كيف أظلته الملائكة وما قصة هذا اللقب، فإن الإجابة عن ذلك فيما رواه  البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم – أَوْ أَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ أَوْ صَائِحَةٍ، فَقال صلى الله عليه وسلمَ: (مَنْ هَذِهِ؟)، فَقَالُوا: ابْنَةُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ: (وَلِمَ تَبْكِي؟ فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ).

قد يهمك: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟

عبد الله بن عمرو بن حرام ظليل الملائكة

أهم الأسئلة الشائعة

متى توفي عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه؟

توفي في غزوة أحد في العام الثالث بعد الهجرة.

ما مدى صحة أن الله كلم عبد الله بن عمرو بن حرام؟

يجيب الكثير من أهل العلم والحديث عن هذا التساؤل بالإثبات مبينين أن هذا الكلام كان بعد موته وليس في حياته، أما الكيفية فيعلمها الله جل وعلا.

وفي الختام نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام وسيرته العطرة ومواقفه الشاهدة على حب الله ورسوله ودينه الحق، سائلين الله أن ينفعنا بما علمنا ويرزقنا حسن التأسي.

قد يهمك:

الصحابي عبد الله بن الزبير .. مسيرة حياته ودوره فى الحروب

تعرف على الصحابي عبادة بن الصامت الذي خاف منه ملك الروم

زيد بن حارثة مولى النبي .. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن

قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن

\

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

لا تنس أن هذا الاعلانات هي الداعم الوحيد لكي نستمر