السيدة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين

السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه هي بنت عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعيد بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب، ووالدتها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أرنبة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنيم بن مالك بن كنانة، وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد لقبت بـ أم المؤمنين رضي الله عنها، نتعرف على المزيد من المعلومات الهامة حول سيرة السيدة عائشة في السطور التالية.
مولد أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ونشأتها
اختلفت الأقاويل حول عام مولد السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها فقد ذكر أنها ولدت في مكة المكرمة بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات، وفي رواية أخرى قيل أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات، وقد كانت نشأتها في بيت أبيها أبي بكر الصديق وهو أول من أسلم من الرجال وأنها أم رومان.
من الجدير بالذكر أن السيدة عائشة قد نشأت على الدين الإسلامي وتعاليمه منذ نعومة أظافرها، إلى جانب ذلك فإن أسرتها كانت من أشرف الأسر الموجودة في قبيلة قريش وأفضلهم نسبًا، وقد رضعت السيدة عائشة – رضي الله عنها – عند زوجة أبي القعيس.
خلال فترة طفولتها رضي الله عنها مرت الدعوة الإسلامية بمراحل شديدة القسوة، حيث تعرض المسلمون لأشد أنواع الأذى وقد ذكرت السيدة عائشة بنت أبي بكر أصعب المواقف التي تعرض لها والدها في سبيل الحفاظ على الدين الإسلامي وإيمانه القوي به وذلك حينما خرج من مكة المكرمة مهاجرًا إلى الحبشة وهي كانت من أصعب المراحل في حياتها وحياة والدها.
أما عن كنية أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – فقد كانت تُكنى بأن عبدالله على الرغم من أنها لم يكن لديها أولاد، وقد قبل أنها كانت تلقب بالحميراء وذلك لشدة بياض بشرتها وكان الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – في الكثير من الأوقات يناديها ببنت الصديق.
زواج السيدة عائشة من النبي صلى الله عليه وسلم
توفيت زوجة الرسول السيدة خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بثلاث سنوات وقد حزن عليها النبي حزنًا شديدًا، وفي تلك الفترة قد أتت إليه خولة بنت حكيم وعرضت عليه الزواج من بكر أو ثيب فسألها ومن البكر ومن الثيب، وقد أخبرته بأن البكر هي عائشة بنت أخيه ورفيق دربه أبو بكر الصديق، أما الثيب فهي سودة بنت زمعة وقد أخبرها النبي بأن تذهب إلى بنت أبي بكر وتخطبها.
بعد مرور عامين من وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- تزوج النبي من أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان ذلك بأمر من الله تعالى، فقد روي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد رأى السيدة عائشة في المنام مرتين ومنها مرة أنه رأى ملكًا يقدم له هدية في لفة من الحرير فسأله عنها وقد أخبره بأنها زوجتك عائشة.
تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة زواج مبكر وذلك بهدف توطيد العلاقة وتوثيقها بين الخلافة والنبوة، وقد ساعد الجو الحار الذي كانت تعيشه شبه الجزيرة العربية قديمًا على بلوغ النساء في سن مبكر، فقد تزوجها النبي وهي في سن السادسة من عمرها ولكنه دخل بها وقد بلغت تسع سنوات.
فضائل السيدة عائشة ومناقبها
كانت تمتلك زوجات النبي– صلى الله عليه وسلم- الكثير من الفضائل وذلك لكونهم زوجات خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، وهن من آل بيته طاهرات، عفيفات، بريئات من أي سوء يقع في أعراضهن ومن بينهن السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- حيث كانت تمتلك العديد من الفضائل، لعل من أبرزها ما يلي:
- هي أفضل نساء العالمين على الإطلاق من حيث الشرف والفضل وعلو المقام.
- كما أنها زوجة أفضل البشر رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- أنزلها الله عز وجل منزلة الأمومة للمؤمنين وجعلها أمًا لهم في الاحترام والتحريم.
- هي زوجة النبي في الدنيا والآخرة.
شجاعة السيدة عائشة وجهادها
تميزت أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- بالشجاعة النادرة فقد كانت ثابتة القلب تذهب إلى البقيع ليلًا دون خوف وتذهب إلى المعارك، كما كان لها موقف شجاعة في معركة أحد فحينما تسلل الخوف إلى قلوب المسلمين ذهبت لتعالج الجرحى وتسقيهم الماء، وفي غزوة الخندق نزلت من الحصن الذي وضع النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء بداخله وتقدمت إلى الصفوف الأولى.
علاوة على موقفها الشجاع في موقعة الجمل وقد جاءت بالقوات والعساكر بطريقة مثالية جدًا وهو الأمر الذي يؤكد على شجاعتها وجهادها في سبيل الدعوة إلى الله.
حادثة الإفك
كانت من عادات النبي -صلى الله عليه وسلم- عند خروجه إلى إحدى الغزوات أن يقترع بين زوجاته ليأخذ إحداهن معه في الغزوة فقد خرج سهم السيدة عائشة عائشة بنت أبي بكر وكانت صغيرة في السن، وبعد انتهاء الغزوة واستعداد الجيش للرحيل نزلت عائشة -رضي الله عنها- بعيدًا عن الجيش لتقضي حاجتها ولكن لم ينتبه أحد إلى غيابها وعندما عادت كانت القافلة قد سرت في طريقها.
تلمست عائشة موضع قلادتها وقد وجدت أنها قد فقدت العقد الموجود في رقبتها فعادت لتبحث عنه وكان الجيش قد ابتعد مسافة كبيرة جدًا عن السيدة عائشة، فجلست تنتظر أحدًا يعود للبحث عنها ولكن قد غلبها النعاس ثم جاء صفوان بن المعطل فرآها وعرفها وقد استيقظت على صوته، ثم تخمرت بحجابها وذهبت معه ولم تكلمه ولم يتحدث إليها طوال الطريق حتى وصلا للجيش وقد رآهما كبير المنافقين عبدالله بن سلول وقد بدأ بالتحدث عنهما بالسوء.
حينما وصل الجيش إلى المدينة المنورة قد أصيبت السيدة عائشة بالمرض مما جعلها لا تستطيع الخروج لمدة شهرً كاملًا من بيتها حتى برأت من مرضها وقد خرجت مسطح لقضاء حاجة ما، فتعترت أم مسطح وسبت مسطح ولكن السيدة عائشة أنكرت عليها أن تسب رجلًا قد شهد بدرًا فأخبرتها أمه بأنه يتهمها في عرضها.
فحين عرفت عائشة- رضي الله عنها- ما يُقال عنها منذ ما يقرب من شهر بكيت بكاءًا شديدًا وطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن تذهب إلى بيت والدها، وقد ذهبت وسمعت من والدتها الخبر بالكامل مما جعلها تزداد حزنًا وقد مرضت وبعد مرور يومين ذهب إليها النبي الكريم وقد أخبرها بأنها لو كانت بريئة فإن الله عز وجل سوف يبرئها ولو كانت فعلت ذلك فإنه يغفر الذنوب جميعًا.
زاد هم السيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أكثر وعلمت أنه لا ملجأ للمسلم إلا الله تعالى وقد نزل الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بآيات البراءة من الإفك الذي قد أثير حولها وقد جائتها البراءة من رب العالمين.
وفاة السيدة عائشة
توفيت عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين -رضي الله عنها- في المدينة المنورة ليلة الثلاثاء في السابع عشر من شهر رمضان الكريم وذلك في السنة الثامنة والخمسين من الهجرة، أي أنها عاشت بعد وفاة الرسول -عليه الصلاة والسلام- خمسين عامًا وقد أوصت أن تدفن في الليل، وقد صلى عليها الصحابي أبو هريرة -رضي الله عنه- ودفنت في البقيع وذلك أثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- .