طلحة بن عبيد الله أحد السابقين الأولين للإسلام
طلحة بن عبيد الله من أوائل من أسلموا واتبعوا رسول الله، وهو ممن صدقوا عهدهم مع الله ورسوله، صحابي جليل صاحب مناقب وفضائل، سيرته العطرة وفيما يلي سنحاول تغطية كل ما يخص رحلته المليئة بالتضحيات والإخلاص للدين والله ورسوله بكافة تفاصيلها خلال مقالنا هذا.
نسب طلحة بن عبيد الله
هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيم، ويشترك مع النبي في النسب في مرة بنت كعب ومع أبي بكر في تيم بن مرة، كانت كنيته أبي محمد.
والدته رضي الله عنها هي الصعبة بنت عبدالله الحضرميّة، أما عن ألقابه فكانت طلحة الجود لكرمه الشديد وطلحة الفياض وطلحة الخير، هذه الألقاب جميعها أطلقها عليه النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
تزوج طلحة من أربعة نساء كلهن أخواتهن زوجات لرسول الله، هن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله عنها، وفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش، ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة هند بنت أبي أمية.
أبنائه هم محمد، وعمران، وموسى، ويعقوب، وإسماعيل، وإسحاق، وزكريا، ويوسف، ويحيى، وعيسى، وصالح ،وأم إسحاق، وعائشة، والصعبة، ومريم.
ابنه محمد كان كثير العبادة والسجود لله حتى تم تسميته محمد السجاد ومات في معركة الجمل.
قد يهمك: قصة الصحابي عبيدة بن الحارث في الإسلام
إسلام طلحة بن عبيد الله
كان رضي الله عنه من أول ثمانية رجال يدخلون الدين الإسلامي، وكان لدخوله الإسلام قصة فيها من العجب والغرابة.
كان طلحة قبل البعثة النبوية في بلدة تُدعى بصرة وهي إحدى بلاد الشام، فحدث أن وجد راهبًا يهوديًا يخرج من صومعته.
أخذ هذا الرجل يسأل هل من الناس من أتى من بلاد الحرم فرد عليه طلحة بن عبيد الله أنه هو، فسأله الرجل هل خرج من عندكم أحمد قال ومن أحمد، قال الله أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو آخر الأنبياء.
يقول طلحة أنه شعر أن كلامه قد وقع في قلبه، فبمجرد أن عاد إلى مكة سأل عن ماذا حدث في غيابه، فقالوا له أن محمد بن عبد الله يقول أنه نبي، وأن أبي بكر قد اتبعه.
فأسرع إلى دار أبي بكر وسأله هل اتبعت هذا الرجل فقال له نعم فأخبره عما حدث في الشام، فأخذه وأسرع به إلى دار النبي فأعلن إسلامه أمام رسول الله.
فكانت قصة إسلامه خير دليل على نبوة رسول الله التي يعرفها اليهود وعلى كامل اليقين بها، وكانوا قبل البعثة يعرفون نبوته وعلاماته جميعها ولكن أصابهم الكبر من عدم بعثته بينهم فكذبوه وأنكروا نبوته، وعلى الرغم من ذلك فقد أسلم عدد كبير منهم بعد ذلك، وكأن الله قد أبى إلا أن يُتم نوره ونور نبيه.
طلحة بن عبيد الله في غزوة أحد
ما فعله بطلنا اليوم في غزوة أحد لا يصدر إلا من رجل صادق الوعد مع الله ورسوله، فما حدث يومها لم يكن مُجرد موقف بطولي سجله التاريخ بل ملحمة ستظل قدوة لأبنائنا وأحفادنا على مر العصور لكيف تكون الرجولة والإخلاص.
فحدث أن المعركة يومها اشتدت بين المسلمين والكفار، فكان أبو بكر يقول كلما نظرت إلى النبي لم أجد حوله سوى طلحة بن عبيد الله، فكانا سويًا ومجموعة من الأنصار، فإذا بـ 12 رجل من الكفار في حالة هجوم فقال النبي من لهم فقال طلحة أنا، فقال له رسول الله لا اجلس أنت فتقدم لهم أحد الأنصار فحاربهم حتى استشهد.
وتكرر هذا الموقف بنفس الطريقة عدة مرات، وفي كل مرة يتقدم طلحة بن عبيد الله ويُبقيه رسول الله، حتى استشهد عدد من الأنصار.
وظل طلحة يدافع عن النبي حتى أنه كان يصد السهام عنه بيده، حتى قُطعت يده وشُلت، وأصيب النبي وسالت الدماء من وجهه الشريف حتى ظن البعض أنه قُتل.
وصاح رسول الله لقد قضى طلحة بن عبيد الله نحبه، المقصود هنا أنه استشهد وذلك على الرغم من أنه ما زال على قيد الحياة وذلك لعظيم ما قدمه رضي الله عنه حتى أنه نال الشهادة وهو على قيد الحياة.
قد يهمك: قصة الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام
مقتل طلحة بن عبيد الله
بدأت البدايات التي أدت إلى مقتل طلحة بن عبيد الله بالفتن التي حدثت في نهاية عهد عثمان رضي الله عنه، حيث أن طلحة كان يعترض على بعض السياسات التي انتهجها عثمان رضي الله عنه.
حدث بعدها الحصار الدامي له والذي انتهى بقتله بهذه الطريقة البشعة، وعلى الرغم من أن طلحة لم يشترك في حصاره أو قتله تمامًا إلا أنه شعر بتأنيب ضميره بعد مقتله.
وعلى الرغم من أنه كان من أوائل من بايعوا عثمان ونظرًا لما انتابه بعد مقتل ذي النورين، فبعد مُبايعة علي رأى هو وبعض الصحابة ضرورة الإسراع للثأر ممن قتلوه.
لكن علي رأى أنه من الأصوب تأجيل هذا الأمر حتى لا يؤدي إلى فتن بين المسلمين، لكن هذا الرأي لم ينقل استحسان لدى فريق آخر من صحابة النبي.
فحدث أن استأذنا الزبير وطلحة في الذهاب إلى مكة لأداء العمرة، ومن هناك ذهبا إلى البصرة في العراق فانضم لهما جيش جرار وأتوا مرة أخرى لقتال علي وانضمت لهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
كان ذلك ما سُمي تاريخيًا بموقعة الجمل، خرج علي بجيشه للقاء هذا الجيش وهو يبكي بالدموع لهذه الفتنة التي سيق إليها.
وعندما رأى طلحة بن عبيد الله والزبير قام بمناداتهما وذكرهما برسول الله وأن ما يحدث فتنة كبيرة ولا بد من إيقافها، فاقتنعا بما قاله وعلى وجه الخصوص بعد إبصار عمار بن ياسر ضمن جيشه.
والذي قال عنه رسول الله أن من سيقتله الفئة الباغية، ولكن إعلان هذا الانسحاب لم يكن النهاية، فقد أصاب طلحة سهم غادر أودى بحياته، قيل أن من رماه هو مروان بن الحكم.
بكى عليه علي بن أبي طالب بكاء شديد وقال يا ليتني مت قبل هذا بعشرين عام، وصلى عليه ودفنه ودعا أن يجتمع معه هو والزبير وعثمان في الجنة.
قد يهمك: قصة حياة الصحابي الحارث بن أوس بن معاذ
الأسئلة الشائعة
توجد العديد من التساؤلات بخصوص هذا الموضوع كالتالي:
ما هي أبرز مناقب طلحة بن عبيد الله؟
من أبرزها أنه كان من أثرياء القوم وكتب الله له النماء في ماله فكان يتبرع بأموال كثيرة للفقراء.
هل شارك طلحة بن عبيد الله في غزوات النبي؟
نعم شارك فيها جميعها ما عدا غزوة بدر إلا أن النبي قبل عذره حتى أنه أعطاه نصيبه في الغنائم.
أين دُفن طلحة بن عبيد الله؟
تم دفنه في البصرة في العراق وكان سنه وقتها 62 عام وقيل 64 عام.
طلحة بن عبيد الله من الرجال الذين تنير المجالس ذكر سيرتهم العطرة، فكان من الطيب تسليط الضوء على حياته وما فعله من خير للدين والنبي حتى يعرف الجميع عظمة هذا الرجل وتاريخنا الإسلامي المُشرف.
قد يهمك:
عياش بن أبي ربيعة | اسمه ونسبه وقصة إسلامه
رفاعة بن عبد المنذر | اسمه ونسبه والغزوات التي شارك فيها
أسماء بنت سلامة التميمية | تعرف على وصية النبي لها
من هو عثمان بن مظعون؟ وما هي مناقبه؟