حديث

صلاة التراويح

إن صلاة التراويح أو صلاة القيام في شهر رمضان تؤدى بعد وقت العشاء، كما أن صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء في كل ليلة من رمضان، لذلك سنتحدث عن صلاة التراويح.

صلاة التراويح


إن صلاة التراويح هي الصلاة التي تصلى جماعة في شهر رمضان بعد العشاء، وهي جمع ترويحة، صلاة التراويح سميت بذلك لأنهم أول ما اجتمعوا على أدائها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين،  وتعرف صلاة التراويح كذلك بقيام رمضان.

حكم صلاة التراويح عند أهل السنة


صلاة التراويح أو صلاة قيام شهر رمضان هي سُنه عن النبي صلى اله عليه وسلم ولم يداوم عليها خشية أن تُفرض، عن أم المؤمنين عائشة أن الرسول خرج ليلة من جوف الليل فذهب إلى المسجد فصلى، وصلى معه رجال بصلاته، فأصبح الناس يتحدثوا عن ذلك، فاجتمع أكثر منهم، فصلى النبي فصلوا معه أيضاً، فأصبح الناس فتحدثوا عن ذلك فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج النبي فصٌلِّي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما صلى الفجر أقبل على الناس، ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف عليِّ مكانكم، ولكني خَشيت أن تفرض عليكم فعجزوا عنها، فتوفي  النبي والأمر على ذلك.

ولما مات  الرسول صلَّى الله عليه وسلّم وأٌمن فرضها أحيا سنة إقامة صلاة التراويح عمر، فقد روى البخاري عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلةً في شهر رمضان إلى المسجد فإذا الناس متفرقون في الصلاة يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرَّهط، فقال عمر رضي الله عنه: إني أرى لو جمعت هؤلاء الرجال على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم على ذلك فجمعهم على أٌبي بن كعب، ثم أكمل قائلاً خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نِعم البِدعة، والتي يناموُن عنها أفضل من التي يقومون ـ يُريد آخر الليل ـ وكان الناس يقوًمون أوله.

قلت: مأ أراد عمر رضي الله عنه بالبدعة هنا البدعة اللغوية، وإلا فهي سنة سنها  النبي وأحياها عمر الذي أٌمرنا بالتمسك بسنته: عليكُم بِسُنتي وُسنة الخُلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجِذ».

روي عن عروة بن الزبير أن عمر قد جمع الناس على قيام رمضان، الرجال على أبي بن كعب، و النساء على سليمان بن أبي حثمة. وروي أيضاً أن الذي كان يصلي بالنساء تميم الداري.

عدد ركعاتها


يتساءل الكثير عن عدد ركعات صلاة التراويح ، لم يثبت في حديث النبي شيء محدد عن عدد ركعات أدائها، إلا أنه ثبت من طريقة صلاته أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن صلاة الرسول في رمضان، فقالت: «ما كان النبي يزيد في رَمضان ولا في غيره على إِحدى عشرةِ ركعة، كان يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا، متفق عليه.

 لكن هذا الفعل من النبي  لا يدل على وجوب هذا العدد من الركعات ، فتجوز الزيادة أو النقصان، فقد قال ابن تيمية:  لهُ أن يُصلي عشرين ركعة، كما هو معروف من مذهب أحمد والشافعي، أيضا وله أن يُصلي ستاً وثلاثين، كما هو مذهب مالك، وللشخص أيضاً أن يصلي إحدى عشرة ركعة، وثلاث عشرة ركعة.

ثم استمر المسلمون، بعد ذلك يصلون صلاة التراويح  في شهر رمضان كما صلاها الرسول، وكان المصلين بعد الرسول  يصلونها كيفما شاو جمعاً، أوكل واحدِ بمفرده، حتى جمعهم عمر بن الخطاب على إمام يصلي بهم ، وكان ذلك هو أول اجتماع الناس لصلاة التراويح جماعة على قارئ واحد في شهر رمضان.

أحصى الحافظ ابن حجر في ذلك، مع ذكر الأدلة، وهي كالتالي:

  • صلاة قيام شهر رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر بثلاث ركعات.
  • ثلاث عشرة ركعة مع الوتر 3 ركعات.
  • إحدى وعشرون ركعة مع الوتر 3 ركعات.
  • ثلاث وعشرون ركعة مع الوتر 3 ركعات.
  • تسع وثلاثون ركعة مع الوتر 3 ركعات.
  • إحدى وأربعون ركعة مع الوتر 3 ركعات.
  • تسع وأربعون ركعة مع الوتر 3 ركعات.

وفي بعض الدول الإسلامية هناك تقليد عند صلاة التراويح بالمساجد في شهر رمضان المبارك، حيث توخذ  استراحة بين ركعات القيام فًتلقى موعظة وتذكرة على المصلين من باب وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين، والتراويح في رمضان  ترقى روحانيات المسلم وتغيظ حزب الشيطان .

القيام في جماعة أم في البيت


إذا أقيمت صلاة التراويح في جماعة في المساجد، فقد ذهب الفقهاء في ذلك عدة مذاهب:

  • مذهب الجمهور أن صلاة القيام مع الناس أفضل، لحرص المسلمين على مر العصور بإقامة صلاة التراويح في المساجد .
  • هناك رأي أخر ،  أنّه من الأفضل  الصلاة في البيوت، وهو رواية عن مالك وأبي يوسف وبعض الشافعية.
  • المسألة تختلف  من شخص لأخر، فمن كان ذا همة على القيام منفرداً سواء في  المسجد أو في المنزل فالأمر سواء بالنسبة له، أما إذا اختل شرط من هذه الشروط فصلاته أفضل  مع الجماعة.
  • ليس هناك عدد ركعات معين لقيام الليل في رمضان، فلِلمرء أن يقيم التراويح بما شاء، سواء كانت صلاته في بيته او جماعة، ولكن يستحب لمن يصلي  جماعة أن ينصرف مع الإمام ويوتر معه.
  • روي أبو داود: «سمعت أحمد يقول: يعُجبني أن يُصلي مع الِإمام ويُوتر معهُ، ثم قال: وكان أحمد يقوم مع الناس ويوتر معهم».
  • من فاتته صلاة العشاء ودخل المسجد ووجد الناس قد انتهوا من صلاة العشاء وشرعوا في صلاة القيام، أولاً صلى العشاء منفرداً  او جماعة وله أن يصلي مع الإمام بنية العشاء فإذا سلم الإمام قام الشخص وأتم صلاته، واختلاف لا يؤثر، لصنيع معاذ وأقره النبي حيث كان يصلي العشاء مع النبي ويأتي فيصلي بأهل قباء العشاء حيث تكون له هذه الصلاة نافلة، وليس له أن يصلي التراويح وهو لم يصل العشاء.

ماذا يقرأ في صلاة التراويح في البيت


 يمكن قراءة ما تيسر من القرآن أو القراءة من المصحف أو ختم القران عن طريق قراءة 10 آيات بعد الفاتحة في كل ركعة. إذا كان ختم القرآن أمر صعب يمكن أن قراءة السور الصغيرة التي يحفظها الشخص أو يقرأ من المصحف على قدر استطاعته عند أداء صلاة تراويح، ودعاء الله.

هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات


يجوز صلاة التراويح أقل من  ثماني ركعات، حيث الصلاة تكون على حسب المقدرة على القيام، حيث أن النبي الله لم يفرض عدداً ركعات محدداً ، فقد جعل صلاة التراويح في شهر رمضان سنة فقط، وأكد عليها، وترك عدد الركعات حسب الإجتهاد والقدرة، وقد بين النبي  كيفيتها فكان بعد صلاة العشاء يصلي عدد أحد عشر ركعة، منها ثمانية ركعات قيام يصليها مثنى مثنى، ويختم صلاته ب ثلاث ركعات.

فضل صلاة قيام الليل في شهر رمضان


عدّ العُلماءُ بضعة َفضائل في صلاة قيام اللّيل، منها:

  • عناية  رسول الله صلّى  الله عليه وسلَّم بصلاة  التراويح حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في الصلاة في شهر رمضان اجتهادًا عظيمًا.
  • صلاة قيام الليل في رمضان من أعظم أسبابِ  دخول الجنّة.
  • قيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنة.
  • المحافظونَ على قيام اللّيل   مُستحقّون لرحمة الله فهم في  جملة عباد الله  الأبرار.
  • مدح  الله أهل صلاة قيام الليل فقال – عزَّ وَجَل -: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
  • الصلاة في اللّيل أفضَلُ  الصلوات بعد الفريضة.
  • صلاة قيامُ الليل في رمضان مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
  • شرفُ المُؤمن قيام الليل.
  • صلاة قيامُ اللّيل في رمضان وغير رمضان خير للمؤمن من الدنيا وما فيها.
  • من أسباب المغفرة، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان، لذلك يجب المحافظة علىها هذا العام.

الخلاصة

أصل تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم لاستراحة القوم بعد كل أَربع ركعات، وقيل ايضاً لأَنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين. وصلاة التراويح أو صلاة القيام في رمضان هي سنة وليست فرض، ندعو الله أن يتم السماح بإقامها جماعةً هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى