صفات المنافق ذُكِرت في مواضع عدة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ودائمًا ما كنا نجد تحذير من الله من المنافقين وإظهار لصفاتهم لتجنب التعامل معهم وأخذ الحذر منهم، وذلك لما يتصف به المُنافق من الغدر والخيانة، ولكن ماهي هذه الصفات على وجه التحديد؟ وكيف يُمكن التعرف عليها؟ وماهي الطريقة الصحيحة للتعامل مع مثل هذه الشخصيات؟ هذا جزء مما سنناقشه سويًا خلال السطور التالية لهذا المقال.
صفات المنافق
المنافق له عدة صفات قد يكون بعضها ظاهرًا لمن حوله، وبعضها قد يكون خفيًا يُبطنه هو داخل جنبات نفسه الخبيثة، وقد تحدث الكتاب والسنة عن صفات الُمنافق، والتي من الممكن ذكر بعض منها على النحو التالي:-
الكذب: الغالب على أحاديثه الكذب دائمًا كلامه عكس الحقيقة، مُدعي لا يقول الحق أبدًا وهذه من أبرزصفات المنافق فقال رسول الله”آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”.
الكسل عن العبادة: في الغالب متكاسلًا عن أداء معظم العبادات، فمن صفات المُنافق أنه كسول أثناء توجهه لله لايعرف قلبه حبًا لله ولا خشوعًا، قال الله تعالى عن هذا” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا”.
خائن للأمانة: لا تجده مُحافظًا عليها بل مُبددًا للأمانات أيًا كانت.
مُخلف الوعود: مُتراجع دائمًا عن أي وعد قام به غير ملتزم بما تعهد.
عديم الشخصية: فهو في الغالب لا اتجاه ثابت له، تجده يتجه مع الفائز أو الناجح أو الحاكم ، قال الله تعالى” وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ”.
كاره للإسلام والمسلمين: فتجده لا يحب إلا بُغيته الشخصية ولا يحب إلا من قد يُقدم له خدمات وعطايا، فلا يحب في الله ولا يكره في الله، وعلى مدار التاريخ كان ألد أعداء المُسلمين هم المنافقين، فأسمى المعاني هو الحب في الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “-صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إنَّ أَوثقَ عُرى الإيمانِ أنْ تُحِبَّ في اللهِ، وتُبغِضَ في الله”.
إظهار عكس ما بداخله: وهي أكثر صفة اتفاقا مع صفات المنافق فالمنافق دائمًا ما بداخله عكس تصرفاته، فعلى الصعيد الاجتماعي يُجامل هذا وذاك ويُخبرهم عن مدى حبه لهم وكم هم أخوة وأحباب وهو ألد الخصام لهؤلاء، وأشد أنواع المُنافقين من كانوا يُنافقون رسول الله وصحابته، وهم من كانوا أساس كل الفتن التي حدثت بين المسلمين وأدت إلى حربهم لبعضهم البعض والتفرقة بينهم، فقال الله تعالى عن هؤلاء” يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ”.
قد يهمك: اذا خاصم فجر .. معناه وهل هي من صفات المنافقين فقط؟
معنى كلمة منافق
معنى كلمة مُنافق من الناحية اللغوية هو من يُظهر عكس ما يُبطن، والأصل جاء من كلمة نفق وهو ما يُشبه السرداب الذي تحفره بعض الحيوانات وتجعل له فتحتين للتمكن من الهرب عند ملاحقة أي عدو لها.
أنواع النفاق
أما بالنسبة للجانب الإسلامي فالنفاق نوعان:-
النفاق الأكبر
هذا النوع من النفاق مُخرج من ملة الإسلام كما أجمع الفقهاء على ذلك، فهو عبارة عن أن يُظهر حبه وولائه للنبي والإسلام والمُسلمين، واعترافه بأركان الإسلام والإيمان، ولكن ما بداخله وما وقر في قلبه هو العكس، فهو ألد أعداء الإسلام والنبي والمسلمين، قال الله تعالى” يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ”.
النفاق الأصغر
وهذا النوع من النفاق لا يُخرج من الملة، والتي لخصها كذلك حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال” أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ».
قصة المنافقين
هي قصة من قصص القرآن بطلها مُنافق يُدعى أبو عامر الراهب، كان يُظهر الايمان وهو أول من خطط لحرب المُسلمين وحشد الكفار لقتالهم في أُحد وكان سببًا في وقوع النبي في حُفرة قام هو بحفرها وشُج رأسه الشريف.
وكان يُخطط للحشد وحرب المسلمين فذهب إلى هرقل ملك الروم، ليخاطبه في هذا الأمر، وبعث إلى حلفائه في المدينة ليُعدوا لهذا الأمر، فقاموا ببناء مسجد مُدعين أنه لضغفاء المسلمين وعجزتهم وطلبوا من النبي أن يَحضر لمباركته، وكان متجه إلى تبوك فسألهم الإمهال حتى يعود، وهو في طريقه نزل عليه الوحي أن هذا المسجد ما هو إلا ضرار لمسجد قباء فأمر بهدمه على الفور ونزل في ذلك الآية الشريفة ” وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لكاذبون”.
قد يهمك: ثمرات التوكل على الله وقصص الأنبياء في التوكل على الله
صفات المنافقين في سورة البقرة
ذكرت سورة البقرة بعضًا من صفات المنافقين، يُمكن التعرف عليها في النقاط التالية:-
- يدعي الايمان: فهو يُمارس شعائر الدين وقلبه غير مؤمن بها ولكن مراءاة فقط أمام الناس، فقال الله” وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ”.
- المكر والدهاء: لا يتصرف أبدًا بسلامة قلب، ولكن حياته جميعها لؤم ومكر سواء مع الرسول أيام الدعوة، أو من خلال تعامله مع المؤمنين، فقال الله ” يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ”.
- أصحاب قلوب مريضة: قلوبهم مليئة بالأمراض مثل الحقد والغل والكره والحسد وتمني زوال النعمة عن الناس خصوصًا المؤمنين منهم، قال الله “فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ”.
الحذر من المنافقين
حذر الله نبيه من المنافقين وأذاهم، ودعاه لأن يأخذ احتياطيه من مكرهم ولا ينخدع في مظهرهم ولا معسول كلامهم قال تعالى” وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ”.
وفي هذا تحذير كذلك للمؤمنين جميعًا بتوخي الحذر منهم، وعند وجود صفات المنافق في إنسان التعامل معه بالحيطة.
صفات المنافقين ابن القيم
لابن القيم رسالة قيمة عن داء النفاق وصفات المنافق، ومدى الفساد الواقع على الأمة من قِبَل المنافقين، وعن انتشار النفاق بين المسلمين وكيفية التعرف على المنافق، كذلك تحدثت سورة المنافقون عن صفات المنافقين من كذب وخداع وادعاء للقوة وهم جبناء.
الأسئلة الشائعة
أبرزها ما يلي:-
ماهي صفات المنافقين في الإسلام؟
الكذب والادعاء وكره الخير والطمع والفساد.
من هو الشخص المُنافق؟
هو المُخلف الوعود كاره الوحي والشريعة.
كيف تعرف المُنافق من الصادق؟
تختلف معاملته أمام الناس عن غير ذلك، يطلب منك التحلي بخلق معين ولا يطبق ذلك على نفسه.
مع انتشار سوء الأخلاق والبعد عن دين الله وكثرة المُتحدثين باسم الله ودينه وهم لا يعلمون عنه شيئًا، وكثرة النفاق في القلوب، والمفاسد في المجتمع كل هذا سببه الأصلي هو النفاق فكان من المُجدي التعرف على صفات المُنافق، ومعرفة من هو معرفة جيدة تتيح تجنب صفاته المذمومة وعدم التعمق في العلاقات مع مثل هذه الشخصيات.
قد يهمك:
عقوبات كفر النعم وأنواعها ونماذج عن شكر نعم الله
دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك وآداب المجلس
صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله
كل ما تريد معرفته عن الصلاة على النبي فضلها وصيغتها وبركتها وفاوائدها وكيفيتها
