شعر الشافعي عن الحب

شعر الشافعي عن الحب من اروع ما قيل عن الغزل والحب من أشعار حيث تنوعت الأقاويل والأبيات الشعرية التي قالها الإمام الشافعي عن الحب من خلال العديد من القصائد والاقتباسات التي جاءت صاغها بشكل شيق وبليغ ومنمق، وقد كانت أشعار الشافعي أحد أكبر أئمة الإسلام خير دليل على ما يتصف به من بلاغة وفصاحة وحكمة وعلم.
من هو الإمام الشافعي
قبل التعرف على شعر الشافعي عن الحب يجب أولًا معرفة من هو الإمام الشافعي وذلك من خلال عدة معلومات عنه تأتي على النحو التالي:
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلب القرشي وهو من أشهر أئمة أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي وهو المذهب الثالث من المذاهب الأربعة في الشريعة الإسلامية.
ولد الإمام الشافعي رحمه الله في عام عام 150 هـ م767 في غزة وكان له الأثر البالغ في تأسيس علم أصول الفقه الإسلامي.
كان أحد أئمة علم التفسير وعلم الحديث وعرف عنه ذكائه وعدله وخاصة بعد شغله منصب قاضي.
تميز الإمام الشافعي بالفصاحة والبلاغة في الشعر وكان أكثر إمام وعالم تم الثناء عليه حيث قال عنه الإمام أحمد بن حنبل :” كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس”.
أجمل قصائد شعر الشافعي عن الحب
ورد عن الإمام الشافعي الكثير من القصائد والأبيات الشعرية التي تحدثت عن الحب، بالإضافة لمجموعة من الأشعار التي قالها في الصبر والصداقة وغيرها من الاقتباسات المبهجة والرائعة.
ومن أشهر ما قاله الشافعي من أشعار عن الحب:
يُداري هواه ويكتم سرّه.
ويخشع في كلّ الأمور ويخضع.
حيث جاءت أبيات الشافعي هذه ردًا على ما قرأه من أبيات شعرية لشاب كان قد كتبها على حجر وجاءت كالتالي:
يا معشر القوم بالله خبّروني.
إذا حلّ العشق بالفتى كيف يصنع.
فرد الشافعي بأبياته السابقة التي تعد من أشهر ما كتب في الحب وبعد كتابته لهذه الأبيات عاد مجددًا لنفس الحجر فوجد أبياتًا جديدة قد كتبت وتقول:
إذا لم يجد صبرًا لكتمان سرّه.
فليس له شيء سوى الموت ينفع.
ثم عاد الشاب ليكتب من جديد
سمعنا وأطعنا ثمّ متنا فبلّغوا.
سلامي إلى من كان للوصل يمنع.
هنيئاً لأرباب النّعيم نعيمهم.
ولشقّ المسكين ما يتجرّع.
أقوال الشافعي عن الحب والمرأة
كتب الإمام الشافعي الكثير من الأقوال التي تحدثت عن الحب والمرأة، ومن أشهر ما قاله في ذلك:
المرأة متقلبة كريشة في مهب الريح.
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري.
يقول الرجل في المرأة ما يريد لكن المرأة تفعل في الرجل ما تريد.
لم تعد مرآة الحب عمياء بعد أن تقدم طب العيون في العالم.
من يتزوج امرأة لأجل جمالها كمن يشتري بيتًا لجمال طلاء واجهته.
لا تطعن في ذوق زوجتك فقد اختارتك أولًا.
أول أغراض الحب الصادق في الرجل هو الخجل وفى المرأة الجرأة.
المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة هي الحب.
آخر ما يموت في الرجل قلبه وآخر ما يموت في المرأة لسانها.
الزواج هو الترجمة النثرية لقصيدة الحب.
شعر الشافعي في الغزل
نقل عن الإمام الشافعي عدة أبيات شعرية في الغزل العربي حيث كان الشعر العربي مادة للتباهي والتفاخر بالفصاحة والبلاغة التي وصل إليها العرب، وكان الإمام الشافعي ممن اكتملت لديهم مقومات البلاغة والفصاحة والحس ما جعله يكتب عدة أبيات في الغزل كان من بينها:
مرض الحبيب فعدته
فمرضت من حذري عليه
وأتى الحبيب يعودني
فبرئت من نظري إليه
وقال الشافعي أيضًا في الغزل:
سأترك حبكم من غير بغض
وذاك لكثرة الشركاء فيه
إذا حط الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا كان الكلاب ولغن فيه
كانت أشعار الإمام الشافعي المتنوعة تنم عن أديب بارع وشاعر فصيح وعالم نابغ، فقد مزج بين الواقع والخيال في كلمات تلمس القلب وقد تمكن من تعلم إلقاء الشعر وكتابته من قبيلة هزيل التي عرفت بين القبائل العربية بفصاحتها.
روائع الشافعي في الحب
كتب الشافعي العديد من القصائد التي تحدثت عن أمور الدنيا (راجع شعر الشافعي عن الدنيا) من صداقة وبر مناجاة للخالق وقصائده عن الحكمة وحب الله والأمل والتفائل و الغربة، بالإضافة إلى ماكتبه من ابيات شعرية في الحب.
اقرأ أيضا : شعر الشافعي عن الرضا
من روائع الإمام الشافعي في الحب قوله:
يا كاحل العين بعد النوم بالسهر
ما كان كُحلكَ بالمنعــــــــوتِ للبصر
لو أنّ عينـــــي إليكً الدّهرَ ناظرةً
جاءت وفاتي و لم أشبع من النّظر
سقيا لدهرٍ مضى ما كان أطيبَهُ!
لولا التفرُّقُ و التنغيــــصُ بالســفر
إنّ الرســـولَ الّذي يأتي بلا عِدَةٍ
مثلُ السحابِ الذي يأتي بلا مطــرِ
دَعني أُمتّعُ طرفي منك بالنظـر
فنور وجهكَ يجلو ظُلــــــــمةَ البصـرِ
أجمل ما قال الشافعي
لم تأت أشعار الشافعي في مجال واحد بل تنوعت أفكاره الشعرية مما أفرز العديد من القصائد والأقاويل والأشعار التي مست كل المجالات، فكان من أجمل ما قال الشافعي عن الصبر:
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء وطب نفساً
إذا حكم القضـاء ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقـاء
وكن رجلاً على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكـون لهـا عطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيـب
يغطيه كمـا قيـل السخاء
وفي حب الله جل وعلا قال الشافعي:
تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ العَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
شعر الشافعي عن الحب
لمن يهوى التواصل بأشعار الحب يمكن الاختيار من بين أفضل صور شعر الشافعي عن الحب والتي تعكس طابعًا راقيًا في التعبير عن الحب العفيف من خلال أبيات شعرية رائعة ذكر الحب في كلماتها الرقيقة البليغة، ومن أجمل تلك الكلمات التي جاءت على لسان الشافعي عن الحب:
ما عالج الناس مثل الحب من سقم
ولا برى مثله عضمًا ولا جسدًا
ويقول الإمام الشافعي عن الحب أيضًا:
فما كل من تهواه يهواك قلبه
ولا كل من صافيته لك قد صفا
من أرقى ما يمكن قرائته من أبيات شعرية رائعة ما قاله الشافعي في قصيدة هذه هي الدنيا والتي تقول أبياتها:
تموت الأسود في الغابات جوعًا
ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر
وذو نسب مفارشه التــراب
ويقول في أبياته الشعرية عن التنقل والترحال:
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب
من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضًـا عمن تفارقــه
وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في مكانـه
والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه
وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
ويقول الشافعي في وصف الدنيا وحب الدنيا في أبيات شعرية رائعة تقدر بالذهب:
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها
يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا
هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً
حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا
إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها
فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا
ومن أشهر ما كتبه الشافعي من شعر يوصف حياة البشر:
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
شعر الشافعي عن الحب من أروع ما يمكن قرائته من أشعار راقية كتبها الإمام والعالم الجليل الشافعي والتي تمس القلب بكلمات رزينة مبهجة حكيمة نبعت من فكر واعٍ وذهن حاضر وحكمة وحنكة وذكاء تميز بها الشافعي وبدت جلية في كلماته، يمكن استخدامها لمنشوراتك على فيسبوك