شجرة الزقوم لماذا لعنت؟ وما هو شكلها؟ ومن يأكلها؟

شجرة الزقوم هي شجرة ذُكرت في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وهي من أشجار جهنم وتُعد ضمن أساليب عقاب الله لأصحاب النار، لها شكل خاص ومذاق لا يتحمله إنسان، ويقول البعض أنها موجودة في الدنيا فهل هذا صحيح حقًا؟، لذلك سوف نتحدث عنها بشكل أكثر تفصيلًا في سطور هذا المقال لذلك تابعوا القراءة حتى النهاية.
شجرة الزقوم
جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من المعلومات حول نعيم الجنة وعذاب النار في الآخرة، فالمؤمنون يدخلون الجنة ويتمتعون بنعيمها الذي وعدهم الله به فيها وبأنهارًا لم يروها في دنياهم من قبل.
كما وضح لنا القرآن عذاب الكافرين الذي يلقونه في جهنم، ويستقبلهم لهيب النار ويأكل جلودهم وأمعائهم جزاءً لما اقترفوا من سيئات في الدنيا قبل الممات، ومن ألوان هذا العذاب شجرة الزقوم.
إن شجرة الزقوم عبارة عن شجرة أخبرنا عنها الله جل جلاله في كتابه أنها موجودة في جهنم ولا تؤثر عليها النار، وهي من أساليب عقابه سبحانه وتعالى للكفار والعصاة، ومرارة مذاقها أكثر ما تعرف به.
اشتقت كلمة الزقوم في اللغة من الفعل “تزقَّم”، ويتزقَّم الشخص الشيء أي يبتلعه بسرعة، ويتزقَّم اللبن أي يكثر من شربه، ويزقم شخص شخص آخر شيئًا أي أبلعه هذا الشيء، ويقال أيضًا أنها حلوى كانت تصنع من الزبدة والتمر في زمن الجاهلية.
استخف منها أبو جهل عندما نزلت الآية الكريمة من سورة الدخان “إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، طَعَامُ الأَثِيمِ”، وحينها قال أنه يتزقم الزبدة والتمر وأمر إحدى الجواري بإحضار هذه الحلوى وأمر أصحابه بأكلها قائلًا “تزقَّموا”، حينها نزلت الآية الكريمة في سورة الصافات “إِنَّهَا شَجَرَةَ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ”.
قد يهمك: معنى اليم فى المعجم والقرآن الكريم
لماذا لعنت شجرة الزقوم؟
قال الله تعالى في كتابه العزيز تحديدًا في سورة الإسراء: “وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا”.
وقد اجتمع جمهور الفقهاء وأهل السنة على أن الشجرة المُشار إليها في هذه الآية الكريمة هي شجرة الزقوم، ولعن الله هذه الشجرة ربما يكون لأنها مُخصصة لعذاب الكفار.
ووجودها ونموها في جهنم دليل على أن من يأكلها يذوق أشد العذاب ولا مفر منها، لأنه إذا حاول ذلك نال عذابًا أشد من ذي قبل، وهذا ما يستحق إثر عصيانه لله سبحانه وتعالى، وفي الفقرات القادمة سوف نشرح لكم صفات هذه الشجرة بالتفصيل وبم يشعر من يأكلها.

كيف يكون شكل شجرة الزقوم؟
هذه الشجرة عبارة عن شجرة خبيثة وملعونة، جذورها موجودة في قعر جهنم وتمتد فروعها في كل صوب فيها، وثمارها قبيحة المنظر شبهها الله برؤوس الشياطين حيث قال “إِنَّهَا شَجَرَةَ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ”.
وعلى الرغم من قبح شكلها إلا أن أصحاب النار عندما يصيبهم الجوع يلجؤون إليها لسد جوعهم ويقومون بملء بطونهم من ثمرها، وبمجرد أن تستقر في بطونهم تبدأ في الغليان مثل غليان الزيت ما يتسبب في شعورهم بآلام مبرحة.
وهذا ما يصفه قوله تعالى: “إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ، كَالمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ”
وبعدها يبحثون عن أي شيء يطفئ هذا الغليان فيهرولون إلى الحميم ليشربون منه كما تشرب الإبل من حيث الكمية عندما تروي مرض أصابها، لكن لا يجدون سوى تقطيع الحميم لأمعائهم ويزداد العذاب أكثر مما كان عليه.
“ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذَّبُونَ، لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُون، فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدَّينِ”.
أين توجد شجرة الزقوم؟
إن مكان شجرة الزقوم هو قلب النار، وتتميز ثمارها بأنه مرة المذاق ولها مظهرًا مرعبًا ليكون لونًا من ألوان عذاب الكفار والضالين، وذُكرت هذه الشجرة في القرآن الكريم في ثلاث سور وهي سورة الصافات وسورة الواقعة وسورة الدخان.
ولكن انتشرت بعض الأقاويل والصور التي تؤكد وجودها في الأرض، لذلك بذل العلماء قصارى جهدهم من أجل التأكد من صحة ما يردده الناس وتوصلوا في النهاية إلى أنها تنمو في النار فقط والدليل على ذلك قول الله تعالى “تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيم”.
وبالبحث في السنة النبوية الشريفة تم التوصل إلى دليل آخر على ذلك وهو حديث رواه ابن عباس رضي الله عنه يقول أن النبي صلوات الله وسلامه عليه قال:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِه، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُم مُسْلِمُون”، ثم استطرد الحديث وقال: “لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الْزَّقُّومِ قَطَرَت فِي الْأَرْضِ لَأَفْسَدَت عَلَى أَهلِ الدُنْيا مَعيشَتَهُم فَكَيفَ بِمن هُو طَعَامُه، وَلَيسَ طَعامَ غَيره”.
والصورة التي انتشرت لشجرة الزقوم ليست سوى صورة لنوع من النباتات ينتمي إلى الفصيلة السبعية وموطنه الأساسي في البحر الأبيض المتوسط، وله مسميات مختلفة منها فم السمكة وأنف الصور وحنك السبع.
وهذه الزهور تتميز بأنها جميلة للغاية وتستخدم للزينة ولها فوائد طبية عديدة، لكن بمجرد أن تسقط أوراقها وتجف تصبح قبيحة المنظر ومخيفة وتشبه في مظهرها حينها الجماجم التي تنتشر حول ساقها، وهذا ما جعل الكثير من الناس يظنون خطئًا أنها شجرة الزقوم.
قد يهمك: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
شجرة الزقوم واليهود
يختلط الأمر عند كثير من الناس بين شجرة الزقوم الملعونة وشجرة اليهود التي يزرعونها بهدف حمايتهم من المسلمين في نهاية الزمان، وهذه الشجرة التي نقصدها تُسمى شجرة الغرقد.
وشجرة الغرقد عبارة عن شجيرة مالحة تنمو في الأماكن المالحة فقط، لونها أحمر أو بنفسجي وزهورها تأخذ الشكل البيضاوي أو المستطيل، وثمارها صالحة للأكل وتشبه في مذاقها مذاق العنب المالح.
يستخدمونها في صنع المربى، وأول من أكل ثمارها الغرقد الأستراليون الأصليون، وذلك لأن أول مرة يتم اكتشافها فيها كانت في أستراليا، وبفضل طائر إيموس نُشرت ثمارها بكل سهولة وزُرعت في تربة طينية ثقيلة.
وطولها لا يزيد عن مترين أو 7 أقدام فقط لا غير، ولها مسميات أخرى مثل “عنب الديب”، “العوسج”، “اليهود”، “السحنون”، وتحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء حديثه عن علامات الساعة الكبرى عندما قال:
“لَا تَقُوم السَّاعة حَتى يُقَاتِل المُسلِمون اليَهُود فيَقتُلهم المُسلِمون، حَتَّى يَختَبئ اليَهودي من وَراء الحَجر والشَّجر فيقول الحَجر أو الشجر يا مُسلِم يا عبْد اللَّه هذا يَهُودي خلْفِي افتِله إلا الغَرقد فإنه من شَجَر اليَهُود”.
والجدير بالذكر أن ثمار شجيرة الغرقد مفيدة جداً لصحة الإنسان، حيث تُعالج حصوات الكلى، وتُفيد الشعر، وتُحسن من الدورة الشهرية عند النساء، بالإضافة إلى أنها مُقوية للعظام ومُلينة للمعدة ومُخفضة لحرارة الجسم المرتفعة.

من يأكل من شجرة الزَّقُّومِ؟
إن الله عز وجل يخبرنا أن من يأكل شجرة الزَّقُّومِ هم أهل النار من الكفار والضالين المُضلين، وكل شخص لم يؤمن بالله ورسوله وتسبب في خراب الأرض وأذية لخلق الله جل جلاله.
فيخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم “ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ”، وبالتالي فكل من كذب برسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه سيأكل من ثمارها ويذوق عذابها لا محالة.
كذلك يقول في سورة الدخان “إن شجرة الزقوم، طعام الأثيم”، فمن يأثم ويصر على المعصية ولا يتوب قبل موته سيكون من أصحاب النار وسوف يشاركهم العذاب ويأكل من ثمار الشجرة التي لعنها الله.
والآن وبعد أن عرضنا لكم كل المعلومات المتوافرة حول شجرة الزقوم أعاذنا الله وإياكم أيها القراء الكرام منها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصرف عنا عذابه ويرزقنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عقاب أجمعين آمين.
قد يهمك:
حكاية فتنة خلق القرآن وكيف انتهت، وما قصة أحمد بن حنبل معها؟
المعوذتين من افضل السور القرآنية التي امرنا بها رسولنا الكريم
صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله