سنن مهجورة التي أغفلها غالبية المسلمين على الرغم من أهميتها ومشروعيتها، حيث أن ديننا الحنيف يعتمد في أساسه إلى الامتثال إلى كل ما يأمرنا به رب العالمين، وكل ما يسنه لنا النبي الكريم، وهنا فإن في ترك سنن النبي إثم على تاركها، أما من يحييها أو يشارك في إحيائها فله عظيم الثواب، وسوف يتم التعرف على أهم السنن المهجورة عن النبي الكريم في السطور التالية والسند الشرعي لذلك من السنة النبوية الشريفة.
سنن مهجورة
تشير كلمة سنن مهجورة إلى ترك المسلمين للسنن التي شرعها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للأمة الإسلامية، حيث أنه يجب على كل مسلم إحياء تلك السنن وتذكير الغير بها، وذلك من خلال تعليمها والعمل بها والتمسك بها، وتجنب تركها.
في ذلك الصدد، تحدث النبي الكريم عن جزاء كل من يتحرى إحياء سنته والعمل بها في حديثه الشريف” مَنْ أحْيا سُنَّةً من سُنَّتِي قدْ أُمِيتَتْ بَعدِي فإنَّ لهُ من الأجرِ مِثلَ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيئٌ ومَنِ ابْتدَعَ بِدعةً ضَلالَةً لا يَرْضَاها اللهُ ورسولُهُ كان عليه مِثلُ آثامِ مَن عَمِلَ بِها لا يُنقِصُ ذلِك من أوزارِ الناسِ شيئًا”.
تتمثل أهمية اتباع سنن النبي الكريم وإحيائها في أنها قد تكون من أسباب دخول المسلم الجنة، وأنها طريقه إلى الفلاح، وأن في عصيانه السقوط في الفتن، وقد ورد ذلك في حديثه الشريف” كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى”.
قد يهمك: معنى اسباغ الوضوء وكيفية الوضوء وسننه
سنن مهجورة في الوضوء
توجد في الوضوء سنن مهجورة قد ينتج عن إحيائها طاعة الرسول والفوز بعظيم الثواب ومنها ما يلي:
- الاستنشاق والمضمضة في غَرفة يد واحدة، وذلك كما رواه عبدالله بن زيد عن النبي عليه الصلاة والسلام ” ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَها فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ واحِدَةٍ فَفَعَلَ ذلكَ ثَلاثًا”.
- قراءة نصف التشهد ودعاء ما بعد الوضوء، استناداً إلى حديث النبي الكريم” ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.
- أداء ركعتين عقب الوضوء مباشرةً، كما جاء في الحديث الشريف” مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
- الوضوء قبل الاغتسال من الجنابة، كما رُوي عن عائشة رضي الله عنها عن فعل النبي الكريم” كانَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كما يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ”.
سنن مهجورة في الصلاة
هناك سنن مهجورة في الصلاة، حرص النبي الكريم على فعلها وعلى كل مسلم إحيائها والعمل بها ومنها:
- استخدام السواك عند الذهاب إلى الصلاة حرصاً على نظافة الفم وطهارته، ودليل ذلك حديث النبي” لَولا أن أشقَّ علَى أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ عندَ كلِّ صلاةٍ”.
- وضع سترة عند الصلاة لمنع مرور أي شخص أمام من يصلي، وتنطبق تلك السنة على النساء والرجال، كما ورد في حديث النبي ” إذا صلَّى أحدُكم فلْيُصلِّ إلى سُتْرةٍ، و لْيُدنِ منها، ولا يدعْ أحدًا يمرُّ بين يديْهِ؛ فإنْ جاء أحدٌ يمرُّ فلْيُقاتِلْه فإنَّه شيطانٌ”.
- الافتراش في تشهد الصلاة الثنائية، والتورك في تشهد الصلاة الثلاثية أو الرباعية، كما جاء في الحديث” فَإِذَا جَلَسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ علَى رِجْلِهِ اليُسْرَى، ونَصَبَ اليُمْنَى، وإذَا جَلَسَ في الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ اليُسْرَى، ونَصَبَ الأُخْرَى وقَعَدَ علَى مَقْعَدَتِهِ”.
- الدعاء عقب أداء صلاة الوتر في صلاة القيام برمضان، كما رُوي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم” كانَ رسولُ اللَّهِ ، يقرأُ في الوترِ بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فإذا سلَّمَ قالَ : سُبحانَ الملِكِ القدُّوس ثَلاثَ مرَّاتٍ”.
- قراءة سورة الإخلاص والكافرون في صلاة الفجر، كما رواه أبي هريرة عن النبي ” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ في رَكْعَتَيِ الفَجْرِ: {قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هو اللَّهُ أَحَدٌ}”.
سنن مهجورة عند النوم
هناك سنن مهجورة عند النوم يستحب على المسلم اتباعها، والتي تتمثل فيما يلي:
- النوم على وضوء و الاضطجاع على الشق الأيمن وقراءة دعاء قبل النوم، كما ورد في حديث النبي” إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وجْهِي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَأَ ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ، وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ”.
- نفض الفراش قبل النوم ثلاث مرات، استناداً إلى حديث النبي” إذا جاءَ أحَدُكُمْ فِراشَهُ فَلْيَنْفُضْهُ بصَنِفَةِ ثَوْبِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ولْيَقُلْ: باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فاغْفِرْ لَها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ”.
- الدعاء عقب الاستيقاظ بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم” الحمدُ للهِ الذي عَافَانِي في جَسَدِي ، ورَدَّ عليَّ رُوحِي ، وأَذِنَ لي بِذكرِهِ”.
- غسل اليدين عقب الاستيقاظ ثلاثاً، وذلك كما ورد عن النبي” وإذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِن نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أنْ يُدْخِلَهَا في وضُوئِهِ، فإنَّ أحَدَكُمْ لا يَدْرِي أيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ”.
قد يهمك: دعاء المطر مستجاب مع ما ورد في الكتاب والسنة
سنن مهجورة في اللباس
توجد سنن مهجورة في الثياب تركها المسلمون، وفيما يلي بعض من تلك السنن:
- البدء في ارتداء الحذاء باليمين، ونزعه بالشمال كما ورد في حديث النبي” إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ باليَمِينِ، وإذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بالشِّمَالِ، لِيَكُنِ اليُمْنَى أَوَّلَهُما تُنْعَلُ وَآخِرَهُما تُنْزَعُ”.
- ارتداء الثياب البيضاء، وذلك كما قال النبي ” البَسوا مِن ثيابِكُم البياضَ ، فإنَّها من خيرِ ثيابِكُم ، وكفِنوا فيها مَوتاكُم”.
- قراءة دعاء لبس الثوب الجديد، كما جاء عن النبي الكريم” ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا، ورزَقَنِيِهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ”.
سنن مهجورة في الدعاء
إن الدعاء من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد لربه، وهناك سنن مهجورة عن النبي الكريم لابد من الاقتداء بها عند الدعاء منها:
- الدعاء عند نزول المطر فهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء.
- استقبال القبلة ورفع الكفين في الدعاء، كما رواه ابن عباس رضي الله عنه عن فعل النبي” فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي”.
- الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثاً، استناداً إلى ما رواه ابن مسعود عن النبي” وَكانَ إذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وإذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا”.
- الوضوء قبل الدعاء، كما جاء عن النبي الكريم” دَعَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ به، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أبِي عَامِرٍ ورَأَيْتُ بَيَاضَ إبْطَيْهِ”.
سنن مهجورة في السفر
شرع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد السنن عند السفر، والتي أغفلها المسلمون وأصبحت سنن مهجورة ومنها ما يلي:
- البدء بالذهاب إلى المسجد عند القدوم من السفر.
- التكبير عند الصعود إلى المرتفعات، والتسبيح عند الانحدار، وذلك كما رواه ابن عباس رضي الله عنه ” كُنَّا إِذَا صَعَدْنَا كَبَّرْنَا، وإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا”.
- الدعاء عند النزول بمنزل، وذلك استناداً لقول النبي الكريم” مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّه التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقْ، لَمْ يَضُرُّهُ شَيء حَتَّى يَرْتَحِل مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِك”.
السنن المهجورة عند النساء
هناك سنن مهجورة لابد أن تلتزم بها النساء، والتي غفلت عنها بشكل كبير ومنها:
- ستر القدمين بإطالة الثياب قيمة ذراع واحد، وذلك كما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي الكريم” مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ، فقالَت أمُّ سَلمةَ: فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟ قالَ: يُرخينَ شبرًا، فقالت: إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ، قالَ: فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ”.
- المشي على حافة الطريق للحماية من الفتن ومخالطة الرجال، كما ورد عن مالك بن ربيعة رضي الله عنه أن النبي الكريم قال” استأخِرْنَ؛ فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ، فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به”.
- الخروج إلى المساجد في الليل للتستر من أعين الرجال، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم” كانَتِ امْرَأَةٌ لِعُمَرَ تَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ والعِشاءِ في الجَماعَةِ في المَسْجِدِ، فقِيلَ لَها: لِمَ تَخْرُجِينَ وقدْ تَعْلَمِينَ أنَّ عُمَرَ يَكْرَهُ ذلكَ ويَغارُ؟ قالَتْ: وما يَمْنَعُهُ أنْ يَنْهانِي؟ قالَ: يَمْنَعُهُ قَوْلُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ”،
- خضاب الشيب بغير اللون الأسود، وخضاب اليدين والقدمين، استناداً لحديث النبي الكريم” إنَّ أحسنَ ما غيرتُم به الشيبَ الحناءُ والكتمَ”.
قد يهمك: صلاة الفجر كم ركعة سنة وفرض كما كان يصليها رسول الله ؟
الأسئلة الشائعة
تتمثل أبرز الأسئلة حول سنن مهجورة ما يلي:-
ما هي السنن المهجورة من سنن الرسول؟
السنن المهجورة هي إغفال كل ما حثنا النبي على فعله من سنن، والتي لابد من إحيائها، ومن أهمها سنن الوضوء والصلاة، وسنن النوم، واللباس، والدعاء وغيرها.
ما هي السنن المهجورة عند النوم؟
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على النوم على وضوء وطهارة، والاضطجاع على الشق الأيمن، وترديد دعاء قبل النوم، ونفض الفراش ثلاث مرات قبل النوم.
من السنن المهجورة عند نزول المطر؟
يعد الدعاء من أهم السنن المهجورة عند نزول المطر، على الرغم من أهميته نظرًا لكونه أحد الأوقات الهامة التي يستجيب فيها الله دعاء عباده.
على ذلك تم عرض سنن مهجورة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم ليقتدي بها كل مسلم ووعد كل من يحييها بالثواب العظيم، وحذر من يغفلها من العقاب، والتي لابد أن نسترشد بها في كل أمور حياتنا حرصاً على طاعة النبي الكريم.
قد يهمك:
فضل صلة الرحم في القرأن الكريم والسنة النبوية
دعاء حزب البحر ما هو؟ وفوائد دعاء حزب البحر لفك السحر
الصلاة الناريه ما هي؟ وما صيغتها وحكمها؟
المؤنسات الغاليات ما صحة هذا الحديث؟ وثواب من كان له ثلاث بنات
