سعد بن خيثمة بن الحارث يأتي ضمن أشهر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين الذين خالطت أنفاسهم أنفاس الرسول صلوات ربي وسلامه عليه، والذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم في سورة الأحزاب “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”، وفي حياة هذا الصحابي الكثير من المغامرات التي خاضها بهدف الجهاد من أجل نشر الدين الإسلامي الحنيف، ولهذا سوف نتناول كل ما أتى في سيرته الذاتية عن حياته وإسلامه ودرجة قربه من النبي صلى الله عليه وسلم خلال أسطر هذا المقال.
اسم ونسب سعد بن خيثمة بن الحارث
في بداية الأمر ينبغي أن نوضح اسم ونسب هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه، فإنه سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم.
أما عن أمه فهي هند بنت أوس بن عدي بن أمية بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك، وعن كنيته فهو “أبا عبد الله”، وقد كان هناك أخ لسعد بن خيثمة من أمه يدعى “أبو ضياح النعمان”، كما كان له ابن يدعى “عبد الله”.
قد يهمك: من هو الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم؟
إسلام سعد بن خيثمة
يحدثنا سعادة الأنصاري عن أول إسلام سعد بن خيثمة بن الحارث، فيقول إنه حينما قدم معه إلى مكة بصحبة كل من عبد الله بن جبير ومعن بن عدي طلبا منه أن يتقابلا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنهما لم يروه قط بالرغم من أنهما قد آمنا به وأسلما مع من أسلموا، وحينما سأل عن مكان النبي قيل له أنه الآن في بيت “العباس بن عبد المطلب”.
وحينما سألوا العباس بن عبد المطلب أن «متى نلتقي؟» وعدهم الرسول أن اللقاء سيكون في تلك الليلة التي في صباحها النفر الآخر.
ويجدر الإشارة إلى أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قد آخى بين أبي سلمة بن عبد الأسد مع سعد بن خيثمة.
ومن الجدير بالذكر أن أول صلاة جمعة كانت في المدينة المنورة تشرف بها منزل سعد بن خيثمة بن الحارث وقد شهدها اثنا عشر رجلاً وكان مصعب بن عمير هو الإمام حينها، كما اعتاد الرسول صلى الله عليه وسلم على مقابلة الناس والصحابة الكرام في منزل سعد والذي كان يطلق عليه “منزل العُزَّاب”.
وقد نزل في هذا المنزل عدد كبير من المهاجرين من بينهم زيد بن حارثة، وحمزة بن عبد المطلب، وصهيب، وذو الشمالين أو ذو اليدين، وسعد مولى الأسلميين، وعامر بن فهيرة، وبلال، وابن مسعود، وأبو مرثد الغنوي، وكذلك أبو كبشة “مولى النبي”.
شهادة سعد بن خيثمة
تعتبر غزوة بدر واحدة ضمن أكثر الغزوات التي قادها الرسول صلوات الله وسلامه عليه شهرة، كما أنها كانت من المعارك التي أحدثت فارقاً كبيراً في تاريخ الإسلام كاملاً، وقد أطلق عليها هذا الاسم لأن الواقعة في “بئر بدر” الواقع بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وأطلق عليها أيضاً يوم الفرقان.
وفي هذه الغزوة استشهد 14 شهيداً من المسلمين كان منهم 6 من الخرزج و6 من المهاجرين بالإضافة إلى 2 من الأوس، ومن بين هؤلاء الشهداء سعد بن خيثمة بن الحارث الذي لقى حتفه مع أبيه الذي قال له قبل خروجه “يا بني آثرني اليوم” وتحجج حينها بالنساء الذين ليس معهم رجلاً يحميهم، فكان رد ابنه سعد عليه “يا أبت لو كان غير الجنة فعلت” وأن معهن الله سبحانه وتعالى هو أجدر بذلك، وبعدها قُتل سعد في بدر ووالده في أُحد.
ما هي قصة بئر غرس؟
يعتبر بئر غَرس أو غُرس من أهم الآبار الموجودة في المدينة المنورة، ومعنى الغرس يشير إلى الشجر أو الفسيل، وتكمن مكانة هذا البئر في أنه نال شرف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم من مائه وشرب منه.
ولم يكتف بذلك بل طالب بأن يتم غسله من ماء هذا البئر حيث ورد عنه صلوات الله وسلامه عليه “يا علي إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب، من بئري بئر غرس”، كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أيضا أنه قال “ائتوني بماء من بئر غرس، فإني رأيت رسول الله يشرب منها ويتوضأ”.
أما عن موقع هذا البئر فهو في تقاطع شارع قربان مع طريق الهجرة شرق مسجد قباء، وأول من حفر هذا البئر هو جد سعد بن خيثمة بن الحارث وهو مالك بن النحاط.
قد يهمك: من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟
أسئلة شائعة
من أهم الأسئلة التي أوردت عن سعد بن خيثمة بن الحارث ما يلي:
أين ولد الصحابي سعد بن خيثمة؟
ولد في يثرب وله من الكنية اثنين منها أبو خيثمة ومنها أبو عبد الله، بايع النبي في بيعة العقبة الثانية واتخذه الأنصار واحد ضمن الـ 12 نقيبا، وله الكثير من المواقف المشرفة في نصرة الدين الإسلامي الحنيف، وفتح باب بيته على مصراعيه لاستقبال صحابته والمهاجرين بلا استثناء.
من القائل يا أبت لو كان غير الجنة لآثرتك به؟
إنه سعد بن خيثمة، وذلك كان قبل غزوة بدر سنة 2 هجريا حينما أمره والده بأن يبقى لحراسة النساء لكنه أبى وأصر على المشاركة في تلك الغزوة إلى جانب الرسول صلى الله عليه وسلم واستشهد فيها.
ما معنى كلمة خيثمة؟
ورد معنى كلمة “خيثمة” في معجم المعاني الجامع حيث وضح أن “الخَثَم” يعني غلظة الأنف وعرضها، كما أنه يطلق أيضاً على كل شخص يمتلك أذن عريضة، أما “خَثِم أو أخثم” فهي إشارة إلى السيف العريض أو الأسد.
وبعد أن تناولنا السيرة الذاتية كاملةً عن سعد بن خيثمة بن الحارث، فإننا نتعلم من مواقفه الكثيرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم مدى حبه وتعلقه به وبنصرة الإسلام، وعلى كل مسلم منا أن يقتدي به ويحارب من أجل نصر الله ورسوله والإسلام حتى ولو بالكلمة الطيبة، لأن ذلك يتبعه أجر عظيم لا محالة.
قد يهمك:
الصحابي عبد الله بن الزبير .. مسيرة حياته ودوره فى الحروب
تعرف على الصحابي عبادة بن الصامت الذي خاف منه ملك الروم
زيد بن حارثة مولى النبي .. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن
قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن
