دعاء المطر مستجاب مع ما ورد في الكتاب والسنة

دعاء المطر هو أكثر ما يحتاج كل مُسلم ومُسلمة إلى ترديده حين تُمطر السُحب ويُسمَع الرعد ويُضوي البَرق في السماء، فيتضرعون به إلى رب البرية – جل في عُلاه – آملين أن يرزقهم من خيري الدُنيا والآخرة، فهو من الأوقات المُستحب بها الدعاء وقيل أنه من الأوقات المُستجابة أيضًا، وهُنا نوضح كل ما جاء في الكِتاب والسّنَّة النبوية فيما يخص المطر والرعد والبرق، فتابعونا على موقع اذكر الله .
دعاء المطر
نستهل حديثنا عن دعاء المطر بقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا رَأى ناشِئاً في أُفُقِ السَحَاب تَرَك ما بيديه وقال “اللَهُمَ إني أَعُوذُ بك مِن شَرِّها” فإن مُطِرَ قال “اللَهُمَّ صَيبًا هَنيئًا”.
سردًا لما ذكرته سُنَتنا النبوية عن أدعية المطر نذكر باقة من أبرزها عن لسان النبيّ – صلى الله عليه وسلم – فيما يلي:
- اللهُمَّ صَيبًا نافِعًا – رواه البُخاريّ.
- روت عائشة – رضي الله عنها – أن النبي كان إذا رأى المطر قال “رَحمَةً” – رواهُ مُسلم.
- عن خالِدٍ بن يَزيد أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال “مُطِرنا بِرَحمَةِ اللهِ وبِرِزقِ اللهِ وبِفَضلِ اللهِ” – رواه البُخاريّ.
- اللَّهمَّ سُقْيَا رَحمةٍ ولا سُقْيَا عذابٍ ولا بلاءٍ، ولا هدمٍ ولا غرقٍ.
دعاء المطر المستجاب
يُستحب أن يدعو المرء بما له به حاجة عند الله – سبحانه وتعالى – فإلى جانب دعاء المطر المسنون إلا أنه يُسن للمسلم أن يردده إلى جانب دعاء المطر المستجاب الآتي:
- “اللهمّ إنّي أسألك أن تغسل ذنوبنا وقلوبنا بهذا المطر وأن تجعله بركةً لنا ونماء”.
- “اللهمّ ارحمنا واهدنا، واجعل هذا المطر خيرًا لنا ووفقّنا لأفضل الأعمال يا رحمن”.
- “اللهمّ اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين وفرّج همومنا وهمومهم، واجعل هذا المطر جلاءً لكلّ هم وكلّ مرض، إنّك على ذلك لقدير”.
- “اللهمّ ارزقنا الرزق الحلال الواسع الطيّب، وأنزل علينا المطر بما يُصلح أمرنا ويقوّم معاشنا، واصرف عنّا شرّه، واجعله منحةً لنا لا محنة، وارحمنا برحمتك يا رحمن يا كريم”.
- قد يهمك :-دعاء الليلة الأولى من شهر رجب
دعاء المطر قصير
لكل من لا يتمكن من حفظ أدعية طويلة إليكم دعاء المطر قصير والذي يتضرع به كل مؤمن لله – تبارك وتعالى – ليطلب مغفرته ورحمته، ومن أمثلته الأدعية التالية:
- “اللهمّ إنّا نسألك أن تسقينا من رحمتك ومغفرتك وجودك وإحسانك كما تسقينا من هذا المطر”.
- “اللهمّ إنّا نسألك أن تُسمعنا أخبارًا جميلة كهذا المطر، وأن ترزقنا الفرح وأن تُبعد عنّا الأحزان”.
- “اللهمّ إنّا نسألك أن تُجيب دعاءنا وألّا تخيّب رجاءنا وأن تدفع عنّا كلّ بلاء وأذى، وأن تجعل هذا المطر صيّبًا نافعًا هنيئّا يا ربّنا ويا مولانا”.
- “اللهمّ اجعل هذه الأمطار بركة وخير لنا، وارزقنا معها الرضا واجعلنا لك شاكرين، حامدين، ذاكرين، طائعين، واجعلنا يا إلهي من أوليائك الصالحين.”
دعاء المطر كامل
حين يشتد المطر وتأتي الليالِ الثقال ذات البرد القارِص والرياح الشديدة، يود المُسلم لو أن يمكث ليقرأ دعاء المطر كامل ويقيم الليل راجياً من المولى – عز وجل – أن يستجيب له، ونذكره كالآتي:
- “اللهم ارحمنا ولا تبتلينا، وارزقنا من خيراتك كثيرًا يا رب العالمين”.
- “اللهم أكثر مالي وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني، اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم”.
- “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك”.
- “اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة”.
- “اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت، أنت الغنيّ، ونحن الفقراء، لك الحمد أن أنزلت علينا الغيث، اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين”.
- “اللهم ربّ السموات السّبع، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربّنا وربّ كل شيءٍ، فالق الحَبّ، والنّوى، ومنزّل التّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرّ كل شيء أنت آخذ بناصيته”.
- “اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظّاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدَّين، واغننا من الفقر”.
- “اللّهم إنّا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دُعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت، وبأسمائك الحُسنى كلّها ما علمنا منها، وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا، وتُحقّق رغباتنا، وتقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا وتستـر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا، وتعفو عنا وتصلح أهلنا وذرّياتنا، وتُطل بعمرنا، وتحسن عاقبتنا”

دعاء المطر للرزق
إنَّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وحده من قال “ادعوني أستجب لكم” وقد أكد لنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن هُناك أوقات إجابة للدعاء من ضمنها وقت نزول المطر، ولعله من الجدير بالذكر أن دعاء المطر للرزق من أكثر ما نستجلب به رزقاً واسعاً، ومنه الأدعية التالية:
- “اللهمَّ اسقِ عبادَك وبهائمَك وانشُرْ رحمتَك وأحْيِ بلدَك الميِّتَ”.
- “اللهمَّ إنَّ بالبِلادِ والعِبادِ منَ اللأْواءِ والجهدِ والضَّنكِ ما لا نَشكو إلَّا إليكَ اللهمَّ أنبِتْ لنا الزرعَ وأدِرْ لنا الضَّرعَ واسقِنا مِن برَكاتِ السماءِ وأنبِتْ لنا مِن برَكاتِ الأرضِ”.
- “اللهم أَسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا، مَرِيعًا، نافِعًا، غيرَ ضارٍّ، عاجلًا، غيرَ آجِلٍ”.
- “اللهمّ إنّا نتوسّل إليك ونرجوك ونستغيثك وندعوك يا الله أن تنزل علينا المطر، وأن تسقنا منه وألّا تتركنا عطشى جائعين، فأنت مولانا وأنت إلهنا وأنت رازقنا وأنت معطينا وملجئنا يا ربّنا الكريم”.
- “اللهمَّ اسقِنا غَيثًا مُغيثًا هَنيئًا مَرِيًّا غَدَقًا مُجَلَّلًا سَحًّا طبَقًا دائمًا اللهمَّ اسقِنا الغيثَ ولا تَجعَلْنا منَ القانِطينَ”.
- “اللهمَّ ارفَعْ عنَّا الجَهدَ والجوعَ والعُرِيَّ واكشِفْ عنَّا منَ البَلاءِ ما لا يَكشِفُه غيرُكَ اللهمَّ إنَّا نَستَغفِرُكَ إنَّكَ كنتَ غَفَّارًا فأرسِلِ السماءَ علينا مِدرارًا”.
- “اللهمّ إنّا نسألك أن تنزل علينا المطر، وألّا تحرمنا منه وأن تمنُن علينا وترزقنا بفضلك وجودك وكرمك لا بأعمالنا يا رحمن يا رحيم يا الله”.
- “اللهم إنّا نسألك ألّا تهلكنا بما اقترفناه من ذنوب وألّا تنزّل علينا عذابك وأن تجعلنا من المرحومين، وأن تنزّل علينا الغيث وتجعله لنا قوةً يا رب العالمين”.
دعاء المطر والرعد والبرق مكتوب
كثيراً ما يُصاحب المطر رعدًا وبرقاً تتزلزل به السماوات والأراضين وتُصعَقُ به الجبال والأشجار، ويحتاج المسلم آنذاك دعاء المطر والرعد والبرق مكتوب ليقرأه متخوفاً من أن يُصيبه أذىً، ومما ورد في الأحاديث الصحيحة ما يلي:
- روى ابن عُمرٍ – رضيَ الله عنهما – أن النبيّ – صلوات الله وسلامه عليه – حين سَمع الصواعِق والرَعد قال “اللهُمَّ لا تقْتُلنا بِغَضَبِك، ولا تُهْلِكنا بِعَذَابِك، وعَافنا قَبلَ ذَلِك” – رواه البُخاريّ وأحمَد.
- أوصى النبي – صلى الله عليه وسلم – ابن الزُبير حين يسمع الرعْدَ أن يقول “سُبحانَ الذي يُسَبِّحُ الرَعدُ بحمدِه والملائِكَةُ من خِفيَته” – رواه البُخاريّ ومالِك.
- ورد في حديثِ عن أبي سَعيِدٍ الخُدري – رضي الله عنهما – أن النبيّ قال “تكْثُر الصواعِقُ عِند اقْتِراَب الساعة، حتى يأتيَ الرَجل القَومَ فيَقول: مَن صُعِقَ تِلكُم الغُداة – أي من صعقته صاعقة اليوم؟ – فيقولون: صُعِقَ فُلانٌ وفُلانٌ وفُلان” – رواه أحمَد.
تابع ايضا :- دعاء الليلة الخامسة من شهر رجب
دعاء المطر لتحقيق الامنيات
نُذكر أحبتنا المُسلمين والمُسلمات أن أحد أشراط الدعاء هو يقين الإجابة، فكيف لنا أن ندعو الله وقد ملأت قلوبنا الشك في الإجابة، فعلينا جميعاً أن نملأ قلوبنا باليقين وأن ندعو دعاء المطر لتحقيق الامنيات كالآتي:
- اللهم لمن نلجأ إلا إليك، ومَن ذا الذي نرجوه سواك، فبحق لا إله إلا الله اقض حاجتنا وحقق آمالنا وتوفنا مسلمين.
- اللهم لا تجعل لنا حاجة عندك إلا قضيتها يا رب العالمين، يا ذا الجلال والإكرام يا من بيدك الخير يا من تقول للشيء كُن فيكون نستودعك آمالنا وأحلامنا أن تُحققها لنا عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.
- اللهم كما سقيت الأرض بمطرك اسق قلوبنا بما نرجوه يا عزيز يا غفار.
- اللهم إنه لا يُعجزك شيء في الأرض ولا في السماء فتقبل دعائنا واقسم لنا من خيري الدنيا والآخرة ما يُرضينا يا فتاح يا عليم.
دعاء المطر الشديد
إذا اشتد المطر تهتز قلوب المُؤمنين خوفاً لِما يعلمونه من ضررٍ مُحتَمٍ قد يُصيبهم من قوته، وفي أحلك تلك الأوقات يتوسلون بقولهم دعاء المطر الشديد الآتي:
- “اللهُم حَوالينا لا علينا، على الآكامِ والآجامِ والظِراَبِ والأوْدِيةِ ومَنابِتَ الشَجَر” – رواه البُخاريّ عن أنسٍ رضي الله عنه.
- بحسب ما جاء في معنى الحديث أن هذا الدعاء ينشد به المُسلمون أن لا يُصيبهم ربي العالمين بعذابٍ من هطول المطر ويتضرعونه أن يُنزله على الهضاب – الآكام –ومنابِت القَصَبِ – الآجام – والجبال – الظِراَب.

دعاء المطر للميت
إن دعاء المطر غير مُقتصرٍ على الغوث الرحيم النافع، بل أنه يُستحب الدعاء بحاجة المسلم وقت هطوله لما في ذاك الوقت من استجابةٍ عظيمة للدعاء، ومن دعاء المطر للميت ما يلي:
- “اللهُمَّ اسقِ قبرَهُ بالمطر”.
- “اللهُمَّ بَلِل عطَشَ روحِهِ مِن أنهَارِ جَنَتِك”.
- “اللهُمَّ اجعل نسائِم الجَنَة تَهُب عَليهم يا أرحَم الرَاحمين”.
- “اللهُمَّ كما أمطرت علينا من خيرك أمطر على قبور من رحلوا من سحائب رحمتك”.
- “اللهُمَّ اجعل لهم في كل قطرة مطر راحة ومغفرة يا رب العالمين”.
- “اللهُمَّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا”.
- “ربي بلل تربة من فارقونا بقطرات من خيرك”.
- “اللهُمَّ اروِ قبره واجعل له في كل قطرة مطر راحة ومغفرة يارب العالمين”.
- “اللهُمَّ أروِ قبورَ مَن انقطعَت حيلَتهم مِن هَذه الدُنيا يا رَبَّ واجعَلهم مِن المُكرمين المُنَعَمين بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَاحِمين”.
- “اللهُمَّ اجعل قبره روضةً مِن رِياضِ الجنّة، ولا تجعَلهُ حفرةً مِن حُفر النّار”.
كلمة مطر في اللغة العربية
يقول ابن حَجر في “فَتح الباري” أن هُناك كلمتان في اللغة العربية يستطيع المُسلم أن يُفرق بينهما، ويستنبط دلالة الشر أو الخير من نزول المطر، وهما كالآتي:
- كلمة “أمطرت” والتي تلتصق دائماً بمعنى العذاب.
- أما كلمة “مطرت” فهي تدل على الخير.
- لذا فعند ترديد دعاء المطر يجب أن يستخدم المسلم كلمة “مطرت” وليس “أمطرت”.
كيف يتكون المطر؟
أورَدَ العُلماء هُطول المطر لظاهرةٍ طبيعية سيَّرَها الله * سبحانه وتعالى – تكامُلاً لدورة الحياة، للحفاظ على نسبة المياه على سطح الكُرة الأرضية، والتي من خلالها تتعاقب فصول السنة، ونوضح تلك الظاهرة على النحو التالي:
- تبدأ تلك الدورة بسقوط شُعاع الشمس على المُسطح المائي بالكرة الأرضية مثل “البحار، الأنهار، المُحيطات، البُحيرات”.
- تتبخر تلك المياه ويتجه حينئذٍ بُخار الماء إلى الطبقات العُليا من السماء بفعل خفة وزنه.
- يتراكم يوماً بعد يوم إلى أن تظهر السُحُب في السماء، وما إن تقترب سحابةً من الأُخرى لترتطم بها فيهطل حينئذ المطر.
- كما يصدر عن ذاك الارتطام صوت الرعد وصاعقة البرق، وهنا يحتاج المؤمن لقول دعاء المطر.
إقرا المزيد :- 30 من أدعية شهر رجب المستجابة، للدعاء بها في كل ليلة
الحكمة من نزول المطر
قد يرى البعض أن هطول المطر رزق لا محالة، ولكن هؤلاء يغفلون عن كون المطر سلاحاً ذو حدين يُصيب الله به من يشاء رزقاً، ويُرسله عذاباً لمن يشاء، ونستدل على ذلك بما يلي:
الأدلة على أن المطر عذاب
جاءت كلمة “مطر” في العديد من المواضع ككلمة تُنذر بالعذاب، حتى أنه قد ورد في صحيح البُخاريّ أن سُفيانِ بن عُيينَة قال: “ما سَمى اللهُ مطراً في القُرآنِ إلا عَذاباً”.
ثم عقَّب قائلاً: “إلا في قوله تعالى “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ” سورة النساء – ١٠٢، إذ أن كلمة “مطر” التي جاءت هُنا تُضفي معنى الخير وهو الغيث وليس العذاب.
كما يُشير إلى أن التأذّي هُنا قد وقع من ثِقَل حَمل الأسلِحة وليس من المطر كما قد يظن البعض، وهذا ما ذكره البَغَويّ – رًحِمَه الله – في تفسيره.
أما عن الأمثلة القُرآنية التي ذُكِرَت بها كلمة “مطر” كدلالة على العذاب – ونستغيث منها بتكرار دعاء المطر خوفاً من عذابه – فمنها الآيات القرآنية التالية:
- “وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ” سورة الفرقان – ٤٠.
- “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ” سورة الشعراء – ١٧٣.
- “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ” سورة الأعراف – ٨٤.
- “فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ” سورة الأنفال – ٣٢.
- “وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ” سورة هود – ٨٢.
- “فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا” سورة الأحقاف – ٢٤.
الأدلة على أن المطر خير
ذكر عُلمائنا الأجلاء أن كلمة “غيث” وردت في القرآن الكريم – ويُمكننا استعمالها ضمن الألفاظ التي ندعو بها في دعاء المطر – لتشمل معنى المطر الذي يهطل رحمة للعالمين.
هذا يرجع لكونها مُشتقةً من معنى الإغاثة والتي تُخفي معنى العون من رب البرية، وقد تبيَّن ذلك من خلال الآيات الآتية:
- قال تعالى “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ” سورة الشورى – ٢٨.
- قوله سبحانه “إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ” سورة لقمان – ٣٤.
إلى جانب كونها وردت في كلماتٍ مُنفردة مثل “يُنَزِّل، يَنْزِلُ، ماء” ، والتي تحمل جميعها في جُعبتها معنى المطر، وهذا ما اتجه إليه علماء الأُمة مثل قوله تعالى:
- “بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ” سورة البقرة – ٩٠.
- “يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا” سورة سبأ – ٢.
- “وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً” سورة الأنعام – 77.
صلاة نزول المطر
يُطلَق عليها اسم صلاة الاستسقاء ويُصاحبها دعاء المطر لطلب نزوله، والتي كان يُصليها المُسلمون حين كان يشتد الجفاف في بلادهم.
إذ كانوا يتوجهون بالتضرُّع إلى رب العالمين ليُغدِقَ عليهم من رحمته ويُنَزِّلَ الغيث، لما له من فوائد عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- المطر هو البركة التي تحل على المُسلم، فهو نعمة من رب العالمين ليُسقي بها الأرض بعد موتها.
- ليخرج منها نباتاتٍ مُختلفة يستسيغ الإنسان مذاقها.
- كما أن جميع الكائنات الحيةَّ كالإنسان والحيوان والنبات يحتاج إلى المياه ليبقى على قيد الحياة، لقوله تعالى “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” سورة الأنبياء – 30.
- هُناك الكثير من الثمار لا تنضج شتاءً إلا بهطول المطر.
كيفية صلاة الاستسقاء
وفقاً لما جاء عن الصحابة – رضي الله عنهم أجمعين – أنها تكون صلاةً جهرية – جماعة – مُماثلة تماماً لصلاة العيد، حيث تُسنَّ كالآتي:
- لا يُشتَرط لصلاتها أذان ولكن يُجمع الناسُ بقول “الصلاة جامِعة”.
- يُكبِّر فيها الإمام سَبعَ تكبيراتٍ للركعة الأولى، ثم يبدأ في قراءة سورة الفاتحة ويتبعها بسورة الأعلى.
- يستكمل الركعة بالركوع والسجود.
- ثم يُكبر للركعة الثانية خَمسَ تكبيراتٍ مع قراءة الفاتِحة ثم سورة الغاشية، ثم يركع ويسجد.
- بعدها يخطُب الإمام خطبة تضرع لله – عز وجل – ويُسن فيها أن يَحولَ عنه رداءه هو وجميع من صلى معه.
- يستقبلون القبلة رافعي أيديهم لترديد دعاء المطر مُبالِغين في التوسُّل.
- ورد ضمن أشراطها عن ابن عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم “خرج إليها مُتواضِعاً مُرتدياً ثوب عَملِه مُتخَشِّعًا مُترَسِّلاً مُتضَرِّعًا”.
- كما ورد عن عائشة – رضي الله عنها – أن الناس قد جاءوا للنبي يشكونه قُحوطِ المطر – أي احتباسه – فأمر النبي بمِنبَرٍ وجمع الناس وخرج بعد أن حَجَبَت الشمس ضوءها فكبَّر لله وحَمده.
- ثم قال “الحمدُ للهِ ربِ العالميِن الرحمنِ الرَحيم مَالِك يومِ الدِّين لا إله إلا الله، يفعَل ما يُريد، اللهم لا إله إلا أنت، أنت الغني، ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت علينا قوة وبلاغاً إلى حين”.
- ثم التفت وقَلَب رداءه ورفع يديهِ داعياً لله ثم صلى رَكعَتين.
- من أدعية طلب المطر ” اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا”.
تابع المزيد :-دعاء التعار من النوم مستجاب بأمر الله
أهم سبل نزول المطر
لا يقتصر فقط التوسل إلى الله بقول دعاء المطر أو الصلاة لكي يهطل المطر حين تجف البلاد، بل أن هُناك أمر آخر لا يجب أن نغفل عن مدى أهميته في مثل تلك الأوقات، ألا وهو التوبة النصوح.
إذ أنه قد جاء في آيات الذكر الحكيم عند لسان نبي الله نوح – عليه السلام – في قوله تعالى “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً” سورة نوح – 10: 12.
كما جاء عن لسان سيدنا هود لقومه في قوله تعالى “وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ” سورة هود – 52.
ونستدل من ذلك أن استغفار المُسلم لذنوبه وتوبته عن ما بدر منه من معاصٍ لرب العالمين، إذ أن المعاصي تحجب المطر وتحول دون البركات.
كما ذكر التاريخ الإسلامي قول العباس في عام الرمادة أنه قال “اللهم إنه لم ينـزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث، فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس”.
هل تجمع الصلوات إذا كثر المطر؟
عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهُما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “الظُهر والعَصرُ جميعاً بالمدينة مِن غَير خوفٍ ولا سَفَر – أي تُجمع الصلاتين وتُقصران دون خوفٍ أو بغير سفر.
فقال أبو الزُبير: سألتُ سَعيدٍ لِما فَعَل ذلك؟”، فقال: قد سألتُ ابن عباسٍ كما سألتَنيّ فقال: أراد النبيّ ألا يحرج أحداً مِن أُمته – بمعنى ألا يكون عليهم حرج – رواه مُسلم.
كما يُسن عن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – الصلاة في الرحال حين يهطل المطر الشديد المصحوب ببرودة قارصة لا يحتملها جسد مع وجوب التوجه إلى الله بذكر دعاء المطر.
لما رود عن ابن عُمرٍ – رضي الله عنهُما – أن النبيّ كان يأمُر المؤذِّنَ إذا كانَت لَيلَة بارِدَةً ذاتَ مطرٍ قائلاً “ألا صَلوا في رِحالِكم” – رواه مُسلم.
سنن مهجورة عند نزول المطر
تعددت الأفعال التي وردت عن النبيّ – صلوات الله وسلامه عليه – حين ينزل المطر، والتي قد اندثرت وحان الوقت الآن لإحيائها، ومن تلك السُنن التي هجرها المُسلمون ما يلي:
- حَسر الثوب – أي كشف بعضٍ من البدن، حيث جاء عن أنسٍ حين أصابَهم المطر وهم في صُحبة النبي أنه حَسَر ثوبه حتى أَصابَهُ مِن المَطر، فقُلنا: لِمَ فَعَلتَ ذلك يا رَسول الله، فقال: لأنه حَديث العَهدِ بربه تعالى” – رواه مُسلم.
- يعنى الحديث أن ذاك المطر لم يُخالِطه ما يُغسَلُ به أيدٍ ظالِمة، فهو حديث – أي جديد – النزول من عِند رب العالَمين.
- تكرار دعاء المطر “اللهُمَّ صيباً نافِعاً” ثلاث مراتٍ.
- حين تشتد الريح قبل المطر ندعو الله قائلين “اللهُمَّ إنَّا نسأَلُك خَيرها، وخَير ما اُرسِلَت به، ونَعوذُ بك من شَرها، وشر ما أُرسِلَت به”.
أسباب انقطاع نزول المطر
كثيراً ما تحل علينا أياماً تجدب فيها الأمطار ويعيث الجفاف في أراضينا، فتموت النباتات ويلحق الضرر العظيم بالإنسان والحيوان، وهذا ابتلاءٌ من رب البرية.
ورد عن قَتادة في معنى لفظ “السنون” في القرآن أنه الجُدب أي الجفاف، وهو الذي جاء في قوله تعالى “ولَقَد أَخَذنَا آلَ فِرعَون بالسِنين” سورة الأعراف – 130.
أما بالحديث عن أسباب انقطاع المطر فهي كثيرة – ويمكن التغلب عليها بالتوسل من خلال دعاء المطر – ونذكر أهمها على سبيل المثال لا الحصر فيما يلي:
- انتشار المعاصي في الأرض، واستدل بذلك من قوله تعالى “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ” سورة الروم – 41، وقال القرطبي أن لفظ “ظهر” هُنا مُستتر وراءه “ظهر الجُدب”.
- عدم الانصياع لأوامر الله ورسوله، وفقاً لقوله “إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً” سورة التوبة – 39، حيث وردت الآية في قومٍ استنفرهم النبي فتثاقَلوا، فأمسك رب العالمين عنهُم المطر ليُعذبهم.
- الكُفر بالله ورسوله، لقوله تعالى “وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” سورة الأعراف – 168، أي اختبرهم ربهم بالخصب – الحسنات – ثم اختبرهم بالافتقار والجدب الشديد – السيئات – لعلهم يؤمنون.
الأقوام الذين عذبهم الله بالمطر
بحسب ما جاء في قرآننا الكريم أن هُناك العديد من الأقوام الذين عذبهم رب العالمين بالمطر، سواءً كان مطر من ماءٍ شديدٍ أو مطر من الحجارة وغيرها، ونذكر تلك الأقوام فيما يلي:
- أولاً: قوم نوح لقوله تعالى “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِر فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ” سورة القمر – 10: 14.
- ثانياً: قوم عاد لقوله تعالى “وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ–سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ–فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ” سورة الحاقة – 6: 8.
- ثالثاً: قوم لوط في قوله – تبارك وتعالى”وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ” سورة الشعراء – 173.
- رابعاً: قوم سبأ لقوله – جل وعلا “فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ” سورة سبأ – 16.
- أما في وقتنا الحالي فتظهر ظاهرة “تسونامي” التي تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة لعلنا إلى الله نرجع.
إقرا ايضا :-دعاء الليلة السادسة من شهر رجب
فوائد دعاء المطر
إن الدعاء بشكل عام و دعاء المطر بشكل خاص يُعد من أنواع التوسُّل ةالتقرب والتضرع إلى الله – جل في عُلاه – ورجائه، وله العديد من الفوائد والخيرات التي تعم على المُسلم وحياته، والتي من أبرزها ما يلي:
- ينال به المُسلم رضا رب العالمين.
- يُكتب عند الله من العباد الصالحين.
- يكسب به الحسنات وتُحط به عنه السيئات.
- إذا أحب الله عبداً ألهمه الدعاء ليستجيب له.
- يُطفيء به العبد غضب ربه وسخطه.
- يوطد علاقة العبد برب البرية ويرفع بها إيمانه ويُعلي به درجته في الجنة.
حقائق هامة عن المطر والرعد
وردت أقاويل عدة حول أن الرعد إنما هو مَلَكٌ من عند الله – عز وجل – يُصدر ذاك الصوت تخويفاً لعباده ليتضرعوا لله بـ دعاء المطر، ومن تلك الأحاديث الصحيحة ما يلي:
- قال موسى بن عَبد العَزيز: حدَّثنيَّ الحكم أن عكرمة قال عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – كان يسمع الرعد فيقول: “سُبحانَ مَن سَبحْتَ له” ثم قال “إنَّ الرَعد مَلَكٌ يَنعِق بالغَيثِ كالراعي ينعِقُ بغنمه” حسَّنه الألباني.
- قال الترمذيّ – رحمة الله عليه – أن عبد الله بن عَبد الرحمن قال “أخبرنا أبو نُعيم عن ابن عباسٍ قال: “أقبلت يهود إلى النبيّ – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ملَكٌ من الملائكة وُكلَ بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله ـ فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زَجْرُهُ السحابَ إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر، قالوا: صدقت، فأخبرنا عمّا حرّم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرّمها، قالوا: صدقت”.
ختاماً، فلا بُدَّ وأن يُدرك المُسلم أن المطر وما يُخالطه من رعدٍ وبرق إنما هي آياتٍ من عِند الله – جل وعلا – يُرينا إياها خوفاً وطمعاً، لنخشى عواقبه ونضمع برحمته، لذا يجب علينا جميعاً أن نتضرع لرب العالمين بترديد دعاء المطر والإكثار من ذكر الله والدعاء للأحبة والمُتوفين.
فيديو عن دعاء المطر .. وكل ما ورد في الكتاب والسنة النبوية
قد يهمك ايضا :-
هل يجوز الدعاء بـ “اللهم سخر لي الارض ومن عليها”
الأسباب الـ 8 الفعالة في استجابة الدعاء أمرنا به القرآن الكريم
دعاء الليله الثانيه من شهر رجب