صحابى

حكيم بن حزام أين ولد وما هي قصة إسلامه

حكيم بن حزام أحد الأشخاص المقربون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن الواجب علينا أن نعرف قصته مع الإسلام، لأنه جزء من سيرة النبي والتفقه فيها يجعلنا نتعرف على حياة الرسول صلوات الله وسلامه عليه أكثر ومن ثم التعلق به أكثر وأكثر، والآن دعونا نسلط الضوء على حكيم بن حزام ولنعرف من هو بالتفصيل.

حكيم بن حزام

إنه حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن العزى، أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتربطه صلة قرابة مع أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فهو ابن أخيها، وكان من أكثر الأصدقاء قربًا من النبي قبل بعثته وبعدها.

كذلك كان يعمل مع الرسول صلى الله عليه وسلم في التجارة في زمن الجاهلية بسوق حباشة، وأمه هي السيدة أم حكيم بنت زهير بن الحارث بن أسد.

كانت تربطه علاقة قوية ووطيدة بالرسول صلوات الله وسلامه عليه على الرغم من أن حكيم كان أكبر سنًا بنحو 5 سنوات، إلا أنهما كانا صديقين في غاية الألفة وكل منهما يأنس بالجلوس مع الآخر.

قد يهمك: قصة عبد الرحمن بن عوف .. أغنى أغنياء قريش

أين ولد حكيم بن حزام

ولد حكيم بن حزام في عام 65 قبل الهجرة والذي يوافق 558 ميلاديًا، في مكة المكرمة وتحديدًا في جوف الكعبة، وتوفي عام 54 هجريًا ما يعادل عام 674 ميلاديًا، أي أنه مات عن عمر يناهز 116 عامًا، لكن هناك من يقول أنه عاش حوالي 120 سنة.

أين ولد حكيم بن حزام

قصة حكيم بن حزام مع الرسول

إن حكيم كان واحدًا من أشراف قريش قديمًا، وعاش في زمن الجاهلية 60 سنة ومثلها في الإسلام، وكان صديقًا حميمًا للرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها.

وعلى الرغم من ذلك تأخر في الدخول إلى الإسلام إلى عام الفتح وبعد حدوث ذلك فرح النبي به كثيرًا، وقال عنه “مَنْ دَخَلَ دَارَ حَكِيم فَهُو آمِنٌ”.

وكان حكيم في غزوة حنين وبذل فيها قصارى جهده حتى كانت العاقبة لهم بعد معاناة شديدة كادت أن تودي بهم جميعًا، ونتج عنها كثير من المغانم لم تخطر على بال أحد.

حيث بلغ عدد الإبل فيها نحو 24 ألف رأس، وعدد الغنم 40 ألف وزيادة، ووصل عدد أوقية الفضة نحو 4000 أوقية، والسبايا كانوا 6000 من بينهم نساء وأطفال.

القناعة كنز لا يفنى

عندما أراد الرسول تقسيم هذه الغنائم كانت بدايته مع المؤلفة قلوبهم ومن بينهم حكيم بن حزام، والذي فاز بعدد 100 رأس من الإبل، لكنه أراد زيادة عن ذلك، وأعطاه للرسول ما يريد وأعطاه أيضًا درسًا هامًا في القناعة والعفة والعزة والكرامة.

وقال له أن من يتكالب على الدنيا وما فيها لن يشبع أبدًا وكل من يكمن في قلبه غل وحقد لن يُروى، وقال “لَيسَ الغِنَى عَن كَثرَة العَرض، ولَكن الغِنى غنى النَفس”.

وبعد انتهاء الرسول من حديثه اكتفى بالمائة الأولى وترك ما زاد عنها وكان يريد أن يتخلى عن هذه المائة أيضًا لولا أنه رأى أن في ذلك مبالغة غير محمودة، ووعد الرسول أنه لن يأخذ شيئًا من أحد بعد الآن حتى يلقى وجه الله.

وهذا ما فعله حقًا ولم يأخذ أي شيء من أي أحد حتى الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان الصحابة يريدون إعطائه حقه دومًا لكنه يرفض، وكان بيت المال في عصره الأول في ذروة تقدمه واستفاد المسلمون كثيرًا من كثرة عطاياه.

القناعة كنز لا يفنى

حكيم بن حزام في الجاهلية

كما قلنا من قبل فإن حكيم كان من سادات قريش وكان صديقًا قريبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، وقام حكيم بشراء زيد بن حارثة ووهبه لعمته السيدة خديجة بنت خويلد، وشارك في غزوة بدر الكبرى واستطاع النجاة مع من نجوا.

كان يتمتع بمكانة رفيعة ومرموقة قبل الإسلام ولم يتخلى عن فطرته، بل كافة تصرفاته كانت من الفطرة السليمة ولم تتأثر بالأوضاع الخارجية في زمن الجاهلية.

حيث كان يصل رحمه ويفعل المعروف ويأمر به، حتى أنه سأل النبي في يوم من الأيام “أشْيَاء كِنتُ أفْعلُها في الجَاهِليةِ، أَلِي فِيها أجْر؟، فقال: أَسْلَمْتَ عَلى مَا سَلفَ لَك مِن خَيرٍ”.

قد يهمك: سبب فتح مكة ..قصة فتح مكة ونقض قريش لصلح الحديبية

قصة إسلام حكيم بن حزام

أنعم الله سبحانه وتعالى على حكيم بن حزام بالإسلام قبل فتح النبي مكة بيوم واحد، وبفضل الله وتربية رسوله له تكونت شخصية حكيم على هيئة يرضاها الله ورسوله. 

فكان حكيم بن حزام قنوعًا فاعلًا للخير، لم يفعل في زمن الجاهلية من أمور خيرية إلا وفعل مثلها وأكثر بعد دخوله للإسلام، وأكبر دليل على صلاحه هو تمتعه بهذه المنزلة الرفيعة في قلب رسولنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وأشهر المواقف الدالة على صلاحه، موقف القناعة الذي بيناه من قبل، والذي جاء عنه الحديث الشريف الذي أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد: 

“سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “يا حكيم، هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى”. فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا”.

وفاة حكيم بن حزام

تحدث البخاري في التاريخ عن وفاة حكيم وقال أنه توفي في سنة 60 وهو يناهز المائة والعشرين عامًا، ويقول عروة أنه توفي بعد عشرة أعوام من تولي معاوية رضي الله عنه الخلافة.

ويحكى أنه قد بلغ من العمر أعوام عديدة حتى أصيب بالعمى وكان يشتكي آلامًا شديدة، وعند موته كان يهمهم ويقول “لا إله إلا أنت أحبك وأخشاك”، وفي رواية أخرى “لا إله إلا الله، قد كنت أخشاك فأنا اليوم أرجوك”.

ماذا يقول حكيم بن حزام إذا اجتهد في يمينه

إن حكيم بن حزام كان يقول إذا اجتهد في يمينه “لَا وَالذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدرٍ مِن القَتْلِ”، وكما ذكرنا من قبل فإنه شهد غزوة بدر مع الكفار وتمكن من النجاة بعد الهزيمة.

وهذا ما كان يقوله أثناء اجتهاده في يمينه لأن نجاته منها كان بمثابة المعجزة، وصنع معروف في الإسلام أكثر مما كان يفعله في الجاهلية.

وكان يملك دار الندوة لكنه تركها لمعاوية بـ 100 ألف درهم، حينها لامه ابن الزبير وقال له هل تخليت عن مكرمة قريش، لكنه قال له المكارم تذهب إلا التقوى، ووهب كل ثمنها للصدقات.

ومن هنا نكون قد وصلنا إلى آخر سطور مقالنا اليوم بعد أن تعرفنا بشكل موجز عن أكثر من جانب من جوانب حياة حكيم بن حزام الصحابي الجليل، ونتمنى أن يكون المقال قد نال إعجابكم جميعًا، ونسأل الله تعالى أن يلحقنا بنبيه ورسله وأوليائه الصالحين في أعلى مراتب الجنة.

قد يهمك:

قصة حرب الفجار في الجاهلية التي شهدها النبي قبل البعثة

حكاية فتنة خلق القرآن وكيف انتهت، وما قصة أحمد بن حنبل معها؟

قصة سيدنا موسى عليه السلام

قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى