حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام من الأمور التي تُحير الكثيرون، فهل هي مُبطلة للصيام أم لا؟ وهل تُنقِص من أجر الصائم؟ وهل هناك فرق بين إن حدثت عمدًا أو عن غير عمد؟ وإذا حدثت هذه المُداعبة في حالة وجود حائل يُغطي الفرج فهل حكم الدين في هذه الحالة يختلف عن إذا كان الفرج لا يغطيه شيء؟ معظم هذه التساؤلات تجول في خاطر العديد من الناس وتحتاج إلى إجابة وتوضيح من أهل العلم.
حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام
اتفق العلماء على أن قيام المرأة أو الرجل بالمداعبة للفرج الخاص بهما دون نزول مني، لا يُفسد الصيام حتى وإن نزل منهما ما يُسمى بالمذي وهو أيضًا ماء شهوة لكن يختلف عن المني لأن المني ينزل من الفرج في حال تمام المُتعة عند الرجل أو المرأة.
وكذلك أفتى العلماء أن من حق الزوج الاستمتاع بزوجته في نهار رمضان وذلك عن طريق التقبيل والمداعبة لمناطق في جسدها، ومن المُباح له أن يُداعب فرجها طالما أنه يستطيع التحكم في نفسه ولا يقوم بالإنزال وكذلك الزوجة، وكل هذا لا يُبطل صيامه كلاهما، وبالتأكيد أنه لا يحدث إيلاج وهو أن يقوم الزوج بإدخال عضوه الذكري في عضو زوجته لأن هذا بالإجماع يُبطل الصيام، وله كفارة معروفة وهي صيام شهرين مُتتابعين.
وقد ثَبُت عن النبي صلى الله عليه وسلم قيامه بمداعبة زوجاته في نهار رمضان، وقد قيل عنه عليه الصلاة والسلام عن السيدة عائشة رضي الله عنه “كَانَ النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ، وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ».
وبعض العلماء أفتى بأن هذا السلوك كان خاص بالنبي وذلك لقوة تحكمه في نفسه، ولكن الأكثر من العلماء أفتوا بجواز ذلك اقتداء بالنبي حيث أنه عليه الصلاة والسلام كل ما كان يرد منه هو قدوة للعالمين يحتذى بها، فهو عليه الصلاة والسلام من لا ينطق عن الهوى.
قد يهمك: حكم الجماع في نهار رَمضْان
هل مداعبة الفرج توجب الغسل؟
بعد التعرف على حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام، هناك سؤال يطرح نفسه وهو هل هذه المُداعبة توجب الغسل أم فقط تُنقض الوضوء؟ تحدث العلماء باستفاضة في هذا الأمر، وذكروا أن مداعبة الفرج من الزوج لزوجته أو العكس في حالة عدم نزول مني منهما لا توجب الاغتسال.
لكن في حالة نزول المذي فإن هذا يُنقض وضوء من نزل منه، سواء الرجل أو المرأة، وفي حالة عدم نزول مذي فلا يتطلب الأمر إعادة الوضوء حتى بعد المُداعبة، وذلك إذا كان الكف لم يلمس الفرج من الباطن مع وجود حائل مثل الملابس أو ما شابه، لكن إذا لمس الكف الفرج مع عدم وجود حائل فإن ذلك يُنقض الوضوء.
ومن المستحب ذكره أنه من الأمور الحسنة مداعبة الزوجين لبعضهما البعض وإدخال روح السرور ببنهما، وهذه من السنن التي كان يقوم بها رسول الله مع زوجاته، من التقبيل والملاطفة والجلوس بجانب الزوجة.
ولكن إدخال عضو الرجل في فرج المرأة حتى وإن لم يحدث أي إنزال المني أو المذي، فإن ذلك يتطلب الاغتسال للزوجين فعن رسول الله” إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل»، وفي لفظ لمسلم: “وإن لم ينزل”.
وهذه من الأمور التي قد تختلط على البعض من الرجال والنساء، فيتملكهم الظن أنه إذا حدث جماع بين الزوجين ولم يقوما بإنزال مني فلا يجب الاغتسال على الزوجين وهذا بالطبع انطباع خاطئ باتفاق العلماء وفقًا لحديث رسول الله.
حكم مداعبة الثدي في رمضان
أصبح من الواضح حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام، ولكن ماذا عن حكم مُداعبة الثدي في نهار رمضان؟، تحدث في هذا الشأن ابن باز قائلًا أنه لم يرد نص صريح في هذا الصدد، ولكن من الجائز أن يقوم الزوج بمداعبة ثدي زوجته، وتقبيله في نهار رمضان وأن هذا الأمر ليس من مُبطلات الصيام، طالما أنه لم يحدث إنزال لسائل المني لكلًا من الزوجين.
وقد تناول بعض العلماء الأمر من زاوية أخرى، هو أن الزوجة قد تحتاج لأن يقوم الزوج بالامتصاص من حلمة الثدي لأسباب صحية، كأن تعاني المرأة من مرض ما أو عرض صحي يلزم أن يقوم لها الزوج بذلك، أو تراكم اللبن بداخل الثدي لدى بعض النساء، مما يستوجب امتصاص هذا اللبن حتى لا تُصاب الزوجة بأمراض عدة مثل الحمى وغيرها.
أفتى أهل العلم أن في هذه الحالة من الممكن أن يقوم الزوج بذلك الأمر لزوجته، ولكن عليه أن يتجنب عدم بلع هذا اللبن، كذلك أن يتجنب وجود الشهوة عندهما حتى لا يحدث إنزال، حيث أنه في هذه الحالة يبطل الصيام.
قد يهمك: هل يجب الغسل بعد المداعبة
مبطلات الصيام
تم التأكد من أن حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام هو أنه ليس من مُبطلات الصيام، لكن يجب التعرف الجيد على الأمور التي تُبطل الصيام، ويمكن حصرها في النقاط التالية:-
- إدخال الطعام أو الشراب إلى الفم بشكل مـتعمد، أيا كان نوعه.
- القيء المُتعمد من قبل الصائم، كأن يقوم بوضع إصبعه في فمه لكي يقوم بالقيء لأي سبب كان.
- الحيض والنفاس، فالمرأة التي في فترة الحيض أو النفاس لا صيام لها وإذا قامت بالصيام فهو باطل.
- قيام الزوجين بالجماع في نهار رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ” جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. قَالَ: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ: لا… الحديث رواه البخاري (1936) ومسلم (1111).
- الاستمناء وهو أن يقوم الرجل أو المرأة بمداعبة عضوهما بغرض المُتعة حتى ينزل المني.
- الحجامة وهي من السنة النبوية ويقوم بها بعض الناس وهي عبارة عن العمل على خروج دم من الجسم عن طريق الجلد لأغراض علاجية، وهي في غالب الأمر من المُفطرات.
- كشف الأسنان حيث أفتى البعض بأنه يُفطر والبعض الآخر قال بأنه لا يفطر وذلك لصعوبة عدم ابتلاع المواد المُستخدمة في الكشف، لذلك فمن الأحوط عدم الكشف في نهار رمضان.
- الغسيل العادي للأسنان لا يُفطر، طالما أن الصائم لم يبتلع عن عمد الماء أو المادة المستخدمة في التنظيف.
- أفتى البعض بأن الغسيل الكلوي في نهار رمضان يُفسد الصيام، والبعض الآخر بأنه ليس من مُفسدات الصوم.
- بالنسبة لكشف أمراض النساء، فقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تُفيد بأن الدكتور المعالج الذي يقوم بالكشف على مريضة كشف نساء فإن صومه صحيح لكن المريضة يبطل صومها وعليها قضاء هذا اليوم.
- أفتى أهل العلم أيضًا أن الحقنة الشرجية عن عمد من مُبطلات الصيام، لكن ما يدخل من المهبل كاللبوس المهبلي وكريمات المهبل لا تفطر.
حكم مداعبة الفرج أثناء الصيام، وماورد عن أهل العلم في هذا الصدد، وإذا كانت هذه المداعبة تُلزم الغسل أم لا، وماحكم مداعبة الثدي وماهي الأمور التي تُبطل الصوم، أمور كان من الواجب توضيحها بشكل مُفصل لأنها من الجوانب التي يجب أن لا يغفل عنها أي مسلم.قد يهمك:هل الترجيع يبطل الصيام؟ وما هو حكم الاستفراغ عمدًا؟الاغتسال من الدورة الشهرية كيفيته وحكم تأخيرههل صيام أول يوم في رجب بدعة؟هل ممارسة العادة سرية في ليل رمضان يفطر
