ما هو حكم سب الدين؟ وهل يختلف الحكم إذا كان الشخص غاضبًا بشدة؟ من الأسئلة الهامة التي يجب على كل مسلم الإحاطة بها، حيث رأينا مؤخرًا أن أشخاص كثيرة يدخلون الدين في المزاح ويقومون بسبه والعياذ بالله، ولم يدرون عاقبة هذا الذنب وحكمه، وسوف نقوم من خلال موضوعنا اليوم بالحديث عن كافة المعلومات الهامة التي تتعلق بالحكم الشرعي لسب الدين.
حكم سب الدين
يعتبر سب الدين من الأمور المنتشرة بين الشباب الصغار في السن، منهم من يقوم بهذا الفعل عن جهل منه ومنهم من يدري حكم سب الدين ويفعله.
وسب الدين هنا يقصد به أن يقوم الشخص بذم الدين بأي لفظ خارج أو بذيء يسيء له، مثل قول: (دين ناقص – دين جامد)، وما إلى ذلك من ألفاظ متعدية على قدسية الدين.
كما نجد أن حكم سب الدين الذي اتفق عليه الفقهاء يعد من الكبائر العظيمة التي تؤدي إلى نقض الإسلام، إذن فمن يسب الإسلام أو نبي الإسلام أو أحدٍ من الرسل يكون مرتدًا عن هذا الدين،.
يم التعامل مع الشخص الذي يقوم بهذا الفعل إما أن يتوب إلى الله –عز وجل- أو يُقتل، والدليل على ذلك قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: “من بدل دينه فاقتلوه”.
قد يهمك: الاغتسال من الدورة الشهرية كيفيته وحكم تأخيره
ماذا يفعل المسلم إذا سب الدين؟
بعد أن أوضحنا حكم سب الدين، وجب التعرف على كيفية التوبة من هذا الذنب العظيم، وفي البداية يجب أن نعلم أن الشرع لم يقم بتحديد كفارة محددة لمن يقوم بسب الدين، لذا يجب على من قام بهذا الذنب أن يتوب إلى الله –سبحانه وتعالى-، والدليل على ذلك قول الله -جل وعلا-: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
بعد التوبة إلى الله تعالى يجب على كل مسلم أن يتحرى كل ما يخرج من فمه، وذلك وفقًا لما جاء في السنة النبوية الشريفة، حيث ورد عن الشيخانِ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ”، وعن أبي موسى -رضى الله عنه- قال: “قلت: يا رسول الله! أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
كما يجب على أي مسلم اطلع على حكم سب الدين وعلم عظمة هذا الفعل وذنبه أن يصون لسانه جيدًا، وأن يحذر من الاستهزاء بالدين، وسبه في وقته غضبه أو مزحه، حتى يقبل الله تعالى توبته ويعفو عنه.
حكم تكفير من قام بسب الدين
لقد اتفق العلماء المسلمون والفقهاء أن حكم سب الدين الإسلامي هو الكفر، ولكن إذا قام الشخص بسب تدين أخاه المسلم، وليس الدين الإسلامي، فإن هذا ينفي عنه احتمال وصفه بالكفر، ولكن هذا لا ينفي أنه قام بأمر محرم وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية، وذلك تبعًا لما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ”، أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
لقد نهى أيضًا الشرع عن الكلمات المتوهمة التي تحمل في ثناياها معاني غير صالحة، فكيف بالألفاظ التي تحتمل سب الدين الإسلامي والكفر، ولقد توصل علماء الفقه أنه يجب أن يعاقب صاحب هذا الفعل ولكن يجب عدم الحكم عليه بالكُفر.
كفارة سب الدين عند الغضب
الكثير منا ينطق بأشياء لا يستطيع التحكم بها عند غضبه، لذا يكثر قول الألفاظ البذيئة وسب الدين عند الغضب، والسؤال هنا ما هو حكم سب الدين عند الغضب وكفارته؟
نجد أن سب الدين وإن كان عند الغضب فهو ذنب عظيم وأمر محرم لأبعد الحدود، ولقد أشار علماء الفقه أنه يعد مشكلة في التربية من الأصل، حيث نجد أن الأطفال الصغار في أغلب الأحيان يقومون بسب الدين عندما يتشاجرون.
لذا نجد أن الدين الإسلامي ينادي دائمًا بتربية الأبناء على الاقتداء بنبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم-، حيث جاء في كتاب الله تعالى: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”.
أما عن كفارة سب الدين عند الغضب فهي نفس كفارة سبه في الأوقات العادية أو في وقت المزاح أو إذا قام الشخص بذلك دون قصدٍ منه، فيجب عليه أن يستغفر الله –عز وجل- وأن يعزم على عدم تكرار هذا الذنب مرة أخرى.
قد يهمك: حكم الطلاق عند الغضب وكفارة الطلاق عند الغضب
هل سب الدين يوجب الغسل؟
لقد أجاب الدكتور مستشار مفتي الجمهورية على هذا السؤال، وقال إن سب الدن لا يستوجب الغسل، وذلك لأن ثقافة التكفير من الأمور المرفوضة تمامًا، حيث يفترض أن نسعى جميعنا لإصلاح حالنا مع الله تعالى.
لقد أضاف أيضًا أن الدين الإسلامي نهى بشكل عام عن السباب، وأمرنا بعفة اللسان، فما بالك إذا تعلق الأمر بسباب شريعة الله عز وجل.
حكم سب الدين للمتزوج
يأتي الكثير من التساؤلات التي تتعلق بسب الزوج الدين، ويتم التساؤل هنا عن هل من قام بسب الدين تطلق زوجته؟ أم لا، فمن المسلم به أن لعن الدين يعتبر ارتدادًا عن الإسلام، ولكن هذا الأمر لا يعني طلاق زوجته منه.
لكن يجب أن تبتعد عنه من دون وقوع الطلاق، فتصبح محرمة عليه، وذلك لأنها مسلمة وهو وقع في حكم الكفر، وتبقى كذلك؛ حتى يتوب إلى الله تعالى، وإذا تاب توبةً نصوح، فيمكنها الرجوع إليه.
حكم سب الدين في النفس
لقد قام الفقهاء بالقول إن الله –جل وعلا- لا يؤاخذ عباده فيما يصدر من أحاديث داخل أنفسهم، أو خواطر تأتي على بالهم، ولكن يحاسبهم فيما يلفظون، سواء بلفظ الكفر أو إذا عمل به.
كما يؤاخذه أيضًا إذا قام بالاعتقاد في هذه الأفكار التكفيرية، ولكن إذا كره المسلم ما يقوم به في نفسه من أفكار تكفيرية أو سبه للدين، فهنا يدل على صحة عقيدته، ولا يؤاخذه الله على ذلك، والدليل على هذا الحديث الشريف.
قيل إن عددًا من الصحابة جاؤوا إلى رسول الله فقالوا له: “إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان”.
إذن فمن شعر إنه يسب الدين في نفسه، وقلق من أن يعاقبه الله على ذلك، ولكن هذا ليس صحيح ما لم يعمل ما يدل على الكفر، وورد في حديث نبوي آخر: “إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم”.
حكم سب الدين في الشريعة الإسلامية متفق عليه من قبل علماء الفقه، حيث لا نجد خلاف على أن هذا الأمر من الكبائر والأفعال المحرمة، والتي يمكن أن تُخرج صاحبها من الملة وتُكفره، لذا يجب على من يقوم بذلك أن يرجع إلى الله تعالى ويتوب إليه.
قد يهمك:
حكم زيارة القبور في عيد الأضحى
الغسل الصحيح للرجل والمرأة في الإسلام
