مقالات عامة

حكم برد الاسنان | هل يجوز برد الأسنان بعد التقويم؟

حكم برد الاسنان من أكثر المواضيع الشائكة التي يحتار فيها الكثير من المسلمين، وذلك يرجع إلى تحذير الله سبحانه وتعالى ورسوله صلوات الله وسلامه عليه من التغيير في خلق الله في كثير من الأوضاع سواء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولذلك سوف نتناول كافة المعلومات المتاحة عن برد الأسنان باستفاضة خلال سطور هذا المقال.

ما هو حكم برد الاسنان؟

قبل البدء في تناول حكم برد الاسنان ينبغي الإشارة إلى ماهية برد الأسنان في العموم، فهو إزالة لجزء من صلب الأسنان لأغراض مختلفة ويطلق عليه Enameloplastu، وبالطبع لهذه العملية تأثير واضح على شكل ابتسامة الفرد بعدها وتجعله يبدو بشكل أفضل وجمالي أكثر مما قبل.

ومن الجدير بالذكر أن هذه العملية تعد من أسهل العمليات التي تتم في الأسنان، وهي غير مؤلمة بأي شكل من الأشكال، لأنها تهتم في المقام الأول بسطح الأسنان وليس العصب أو الجذر نفسه.

أما بالنسبة إلى حكم برد الاسنان فهو يختلف حسب السبب الذي يهدف إليه المريض، وبالتالي فإنه بمثابة سلاح ذو حدين إما أن يكون حلالاً كأن يتم علاج عيب ما كارثي في الأسنان يعوق تناول الطعام، وإما أن يكون حراماً بأن يكون بقصد تغيير شكل الأسنان لتبدو بشكل أفضل تبعاً للموضة وما إلى ذلك.

وقد ورد حديث برد الأسنان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه “لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ” (حديث صحيح).

ويوضح الرسول صلوات الله وسلامه عليه من خلال هذه الكلمات بعض الأصناف المحرمة من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، والتي يترتب عليها الطرد تماماً من رحمة الله عز وجل، فالواشمة يكون عن طريق إدخال الإبرة في عضو ما ينزل منه الدم ثم يتم إدخال مادة أخرى مكانه مثل الكحل وما إلى ذلك.

أما النمص فهو إزالة الشعر من وجه المرأة باستثناء الشارب واللحية بأن يتم ترفيع أو تحديد الحاجبين حتى يتغير شكلهما تماماً عن الشكل الذي كانا عليه من قبل.

أما بالنسبة إلى الفلج فهو استخدام مبرد لصنع فرق بين الأسنان كي تظهر بشكل أفضل وهو ما تفعله العجوز عادة كي تبدو بشكل أصغر من سنها، و حكم برد الاسنان في هذه الحالة أنه حرام شرعاً ولا يجوز.

قد يهمك: حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة

حكم برد الأسنان لتتساوى في الطول

لأ شك في اختلاف حكم برد الاسنان حسب الغاية أو العلة الموجودة في الأسنان، فإذا كان من أجل إصلاح شيء فيها على سبيل المثال أن تتساوى في الطول فلا بأس بفعل ذلك خاصةً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “يا عبادَ اللهِ تَداوَوَا، فإِنَّ اللهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ دواءً، غيرَ داءٍ واحدٍ: الهرمُ” (حديث صحيح).

وبالتالي يرفع النبي الحرج عن المسلمين في التداوي بأي وسيلة كانت طالما حلال، وبالتالي إذا كان هناك عيب في الأسنان كالطول أو التقدم أو التأخر، فإن لا حرج في إصلاح ذلك العيب بالطرق الشرعية، ولكن إذا كان التدخل الطبي أو الجراحي من أجل صنع فلج للحسن فإن هذا هو ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى ورسوله.

حكم برد الاسنان لتتساوى في الطول

حكم برد الأسنان لتركيب العدسات

إن حكم برد الاسنان يختلف عن حكم تركيب عدسات الأسنان، فقد أجاز النبي صلوات الله وسلامه عليه «اللومينر» أو عملية تركيب العدسات في الأسنان طالما لم يسبقها أو يتبعها برد لها حتى وإن كان الهدف من ذلك الزينة.

وسبب ذلك أنه لم يحدث أي تغيير في صميم الأسنان، بل تظل على هيئتها الأولى التي خلقها الله سبحانه وتعالى عليها، هذا بالإضافة إلى قابلية التخلص من تلك العدسات في أي وقت وبالتالي فهي متغيرة وغير ثابتة إلى الأبد، ولكن إذا تم برد الأسنان لتركيبها فهو ما حرمه الشرع.

هل يجوز برد الأسنان بعد التقويم؟

إن حكم برد الاسنان بعد تقويمها مرتبط ببعض الأمور الهامة التي حددها الشرع، والتي من أهمها رأي الطبيب المعالج في ذلك، لأنه قد يلجأ إلى برد الأسنان قبل أو بعد جراء التقويم لأسباب عديدة مثل المساواة بين الأسنان كي يستطيع تركيب التقويم أو من أجل تحسين مظهرها كي تظهر بشكل أفضل أثناء الابتسام.

كما أن هناك حالات معينة يحتاج الطبيب فيها إلى إزالة الطبقة السطحية التي تغلف السن لكي تتناسب مع نوع التقويم الذي سوف يتم تركيبه عليها، أو لبرد الأسنان الأمامية كي تتطابق مع الفك السفلي، لأن ذلك يمنع تناول الطعام بشكل جيد وكذلك ينتج عنه آلام شديدة في اللثة.

قد يهمك: حكم الاضحية عن الميت في المذاهب الأربعة

تجربتي مع برد الأسنان

بعد أن وضحنا حكم برد الاسنان ينبغي الآن تناول تجربتي مع برد الأسنان على لسان الكثير من المرضى، والذين اختلفوا في تحديد الآثار الجانبية التابعة لها، فهناك من مر بليالي كابوسية مفعمة بالصراع مع الألم وهناك من لم يظهر عليه أي أعراض على الإطلاق.

أما بالنسبة إلى الأعراض التي قد تتبعه فهي تأتي على فترات زمنية متباعدة وتختلف حدتها من مريض لآخر، ولكن في المجمل يعاني المصاب من آلام اللثة والحساسية من تناول الأطعمة الباردة أو الحارة، كما تظهر عليه أعراض أثناء النوم تزعجه وتقلقه وتصيبه بالأرق.

كما أنه قد يتبع ذلك تسوس الأسنان لأنها تكون قد فقدت الحماية من اللثة التي تحيط بها وتصبح معرضة أكثر لتراكم الجراثيم والبكتيريا، وبالتالي تصاب بالتسوس في أقرب وقت ممكن.

قد يهمك: حكم شراء القطط وتبنيها وتربيتها في المنزل

تجربتي مع برد الأسنان

أسئلة شائعة

من أهم الأسئلة التي وردت عن حكم برد الاسنان ما يلي:

هل نهى الرسول عن برد الاسنان؟

لقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن برد الاسنان في الكثير من الأحاديث منها ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه بأن قال: “لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشرة والمستوشرة”.

ما هي اضرار برد الاسنان؟

يتبع برد الأسنان تغيرات عليها تتمثل في أنها تصبح أكثر عرضة للتكسير، وقد يعاني المصاب من اصفرار أسنانه أو تسوسها وحدوث صرير في الأسنان والذي ينتج عنه عدم تساويها مجدداً، وبالتالي يرجى الحذر عند اتخاذ هذا القرار لعدم الندم بعده.

هل برد الاسنان حرام دار الإفتاء المصرية؟

صرحت دار الإفتاء المصرية عبر الموقع الرسمي الخاص بها أن برد الأسنان يجوز إذا كان من أجل إزالة ضرراً فيها، وقد أكدت على أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان فأحسن تصويره، وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى تجميل إلا إذا كان هناك سبب طبي علاجي واضح لفعل ذلك حينها يكون لا حرج من برد الأسنان.

هل سد الفراغات بين الأسنان حرام؟

إن التغيير في شكل الأسنان في العموم حرام شرعاً، سواء أكان ذلك بصنع فراغات بين الأسنان أو سدها طالما كان بهدف جمالي، ولكن إذا ما كان ذلك من أجل مداواة عيب ما في الأسنان يجعل من الصعب الحديث أو التنفس أو تناول الطعام فلا بأس.

وبعد أن تناولنا حكم برد الاسنان باستفاضة من كافة الجوانب، ينبغي مراعاة حدود الله سبحانه وتعالى ورسوله وعدم تجاوزها مهما كانت مغريات هذا الزمان الذي يجعلنا نرغب في مواكبة الغرب في كل شيء حتى في تغيير خلق الله وهو ما حرمه الشرع بأي طريقة كانت.

قد يهمك:

حكم تشقير الحواجب عند كبار أهل العلم

هل ازالة الشعر بالليزر حرام؟ وحكم إزالة شعر المؤخرة بالليزر

هل تركيب الرموش حرام؟ وحكم تركيب الرموش للزّوج

هل صبغ الشعر حرام باللون الأسود والأصفر والأبيض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى