مقالات عامة

حقوق الزوجه ومتى يسقط حقها عند الطلاق؟

حقوق الزوجه من الحقوق التي أكد عليها الإسلام في كثير من الجوانب، خاصةً أن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة قال عنها الله سبحانه وتعالى أنها ميثاق غليظ، والإسلام قد نصر الأم والبنت والزوجة والأخت، وجاء عن ذلك الكثير من الأدلة سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، لكن سيكون محور حديثنا عن حقوق الزوجه بشكل خاص وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بها.

حقوق الزوجه

يقول الله في كتابه العزيز حول حقوق الزوجه “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”.

فالحياة الزوجية يكون أساسها الرحمة والمودة، وسوف نبين لكم الآن حقوق الزوجة وسوف نقسمها إلى قسمين، منها حقوق مادية وحقوق نفسية، وتأتي على النحو التالي:

حقوق الزوجة المادية

تتمثل حقوق الزوجة المادية في الآتي:

المهر

إن من حقوق الزوجه على زوجها أن يدفع لها المهر والمقصود بالمهر النقود التي يدفعها الزوج عند العقد على زوجته أو في حالة أن يدخل بها وقد بين الله ذلك في قوله تعالى “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدَقَاتِهِنَّ نحلة”.

ولا يشترط دفع المهر في عقد الزواج وليس ركنًا أساسيًا عند الجمهور ويصح العقد بدونه لقوله تعالى “لَا جُنَاح عَلَيْكُم إِنْ طَلَّقُتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً”.

النفقة

اتفق جميع العلماء على أن حقوق الزوجه من بينها النفقة وهي بشرط أن تمكن الزوجة نفسها لزوجها وعند امتناعها عن ذلك ونشوزها عنه حينها يسقط عنها هذا الحق ولن يتوجب على الزوج النفقة وكفايتها.

والنفقة هي كل ما تكون المرأة بحاجة إليه سواء أكان طعام أو ملبس أو مسكن ويوجب الشرع على الزوج أن ينفق عليها حتى ولو كانت مقتدرة وغنية.

ويقول الله في كتابه العزيز “وَالوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسَوَتُهُنَّ بالمَعروفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَه بِوَلَدهِ وَعَلَى الوَارِث مِثْل ذَلكَ فَإنْ أرَادَا فِصَالًا عَن ترَاضٍ مِنْهمَا وَتَشَاورٍ فَلا جُنَاح عَليْهِما وإِن أرَدتُم أنْ تَسترضِعُوا أوْلاَدكُم فَلا جُنَاحَ عَليكُم إِذَا سَلَّمْتُم مَا آتيْتُم بِالمعْروفِ واتقُوا اللَّه واعْلَمُوا أَنَّ اللَّه بمَا تعمَلون بصِير”.

توفير السكن

من حقوق الزوجه على زوجها أن يوفر لها مسكنًا يتوافق مع ظروفه وذلك عملًا بقول الله تعالى “أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيُّقُوا عَلَيْهِنَّ”.

الكسوة والإطعام

يحب أن يحسن الزوج إلى زوجته بكسوتها ولتوفير أطيب الطعام لها قدر ما يستطيع حيث يقول الله تعالى “وَلَا تَجْعَلْ يَدكَ  مَغلُولَة إلَى عُنقِكَ وَلَا تَبسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقعُد مَلُومًا مَحْشُورًا”.

قد يهمك: الرجال قوامون على النساء أسباب نزول هذه الآية وشروطها

حقوق الزوجة النفسية

تتمثل حقوق الزوجة النفسية في الآتي:-

العدل بين زوجاته

إن من حقوق الزوجه على زوجها في الإسلام أن يطبق العدل والمساواة بين تعامله معها ومع زوجاته الأخريات في حالة إن كان متزوج عليها وذلك في أمور ثلاث الكسوة والإطعام والنفقة بقدر ما استطاع.

فلم يكلفه الشرع بتحمل ما لا يقدر وذلك يوضحه الله في قوله تعالى “لِيُنفِقْ ذُو سَعةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَن قَدِر عَليْه رزْقُه فَليُنفقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّه لَا يُكلِّفُ نفْسًا إلَّا مَا آتاهَا سَيَجْعَل اللَّه بَعْد عُسْرٍ يُسْرًا”.

حسن التعامل والعشرة

كذلك يأمر الله جل جلاله كل زوج أن يحسن التعامل مع زوجته في قوله تعالى “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ”، وكذلك يحث الرسول صلى الله عليه وسلم كل رجل على حسن معاملة المرأة بشكل عام.

وهناك أحاديث عن حقوق الزوجة منها وهو الأشهر ما قاله في حجة الوداع حيث قال “ألا واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم”.

معاشرتها وفقا للشرع

فلا يجب على الزوج أن يلحق ضررًا بزوجته مثل أن يعاشرها وفي فترة الحيض أو من الدبر، وكذلك لا يجوز له أن يتطاول عليها ويضربها بقسوة فالأصل في الزواج الاحترام المتبادل والمودة والرحمة لا القسوة والتعنيف.

حقوق الزوجه

متى تسقط حقوق الزوجه عند الطلاق؟

إن حقوق الزوجه بعد الطلاق معروفة، منها مؤخر الصداق ونفقة المتعة والتي تصل إلى نحو 24 شهرًا بحد أدنى، ونفقة العدة التي يحددها القاضي حسب مقدرة الزوج.

ونفقة الأطفال من طعام ورضاعة وبدل فرش وكسوة ومسكن في حالة الإيجار وأجر الخادم وتكاليف العلاج والتعليم وصدقة الفطر، وكذلك تحصل المرأة على أجر الإرضاع الذي يختلف باختلاف فترة الرضاعة، وحضانة الأطفال.

أما عن سقوط هذه الحقوق فيسقط حق تمكين المرأة لشقة الزوجية بعد انتهاء فترة الحضانة، وتسقط نفقا الأولاد بوصولهم إلى سن الرشد بالنسبة إلى الذكور وبالنسبة إلى الإناث فتسقط بزواجهن أو عملهن أيهما أقرب.

وكذلك يسقط جميع حقوق الزوجه المالية من مؤخر الصداق ومتعة وعدة بمجرد أن يحدث الخلع، وهو أن تلجأ الزوجة إلى المحكمة حتى تنهي علاقتها مع زوجها بإرادتها، ولن يضر الخلع بحق الزوجة في استرداد منقولاتها سواء أكانت هناك قائمة بها أم لا.

ما هي حقوق وواجبات الزوج والزوجة؟

أما عن حقوق الزوجه فقد بيناها بالتفصيل في الفقرات الأولى من المقال، لذلك فلنركز الآن حقوق الرجل في الإسلام؟

للزوج حقوق على زوجته أيضًا يجب عليها مراعاتها بل حقه عليها أفضل وأعظم وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة “وَلَهُنَّ مِثْل الذِي عَليْهنَّ بِالمَعْرُوف ولِلْرِجَالِ عَلَيهِنَّ دَرجَة”.

ومن بين هذه الحقوق والأكثر أهمية فيها هي الطاعة، فالرجل قد منحه الله القوامة على المرأة فيوجهها ويأمرها ويرعاها، حيث يقول الله “الرِّجَال قَوَّامُون علَى النِّسَاءِ بمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضَهُم علَى بَعْضٍ وَبمَا أنْفَقُوا مِن أمْوالِهم”.

أما الحق الثاني فهو أن تمكنه زوجته من الاستمتاع بها وأن تسلم نفسها إليه، والمرأة التي تمتنع عن ذلك كان عليها ذنب كبير، لكن هناك حالات فقط لا حرج في الامتناع فيها وهي صيام رمضان والمرض والحيض وما إلى ذلك.

وهناك حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح”.

ويحق له أن يأمرها بعد السماح لها بدخول أي شخص إلى بيته يكرهه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول قال “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه”.

كذلك يجب على المرأة ألا تترك بيتها إلا بعلم مسبق من زوجها حتى لو كان لزيارة والداها، لأن طاعة الزوج واجبة وتفوق طاعة الوالدين.

قد يهمك: متى يباح للزوج ان يتزوج اخت زوجته؟ وما هي مدة العدة للزوجة؟

لماذا حق الزوج أعظم من حق الزوجة؟

الإجابة على هذا السؤال تأتي من منطلق أن الإسلام فرض على الزوج أن يقضي حاجات زوجته من مأكل وملبس ومسكن وغيرها، وبالتالي أعطى له القوامة في إعطائها جميع حقوقها.

وعلى الرغم من الله سبحانه وتعالى جعل لهم حقوقًا أفضل وأعظم من حقوق الزوجه إلا أن ذلك لن يجعله يتعالى عليها ويظلمها ويهضم شيئًا من حقوقها، بل يدل على أن على الزاوج مسؤولية يجب أن يتحملها من أجل الوصول إلى استقرار الحياة الزوجية.

فالرجل بطبيعته وبفطرته قائدًا فهو من يتحمل كل شيء، وكون أن الله جعل له حقوقًا أكثر من حقوق الزوجة ذلك لأن واجباته تحتم عليه تحمل مسؤوليات أكبر تهب المهر والنفقة لها ولأولادها واللباس والعلاج والطعام والسكن.

لماذا حق الزوج أعظم من حق الزوجة؟

هل البيت من حق الزوجة؟

تكون الشقة من حق الزوجة بعد الطلاق فقط في حالة واحدة وهي أن تكون حاضنة وهذا يختلف بعمر الأطفال، وبمجرد زوال حضانة الأطفال عنها يسقط حقها في التمكين من بيت الزوجية أو نفقة إيجار المسكن.

تقصير الزوج في حقوق زوجته

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف “فإن لأهلك عليك حقًا، وإن لضيفك عليك حقًا، وإن لنفسك عليك حقًا”، ولذلك يجب على كل زوج أن يعي جيدًا أهمية أن يراعي زوجته في السراء والضراء ورعايتها وعدم التقصير في حقها.

فالزوج يجب عليه أن يدعمها عاطفيًا بعبارات تحفيزية يشكرها فيها على رعايتها لبيته ولأطفاله وعملها من أجل عنايتهم جميعًا بلا كلل أو ملل.

كذلك يجب عليه ألا يجعل مسؤولية الأطفال من واجباتها هي فقط ويهتم هو فقط بجني المال، لأن الضحية الأولى في ذلك هم الأطفال ويليهم الزوجة المسكينة التي تبدل قصارى جهدها معهم ليل نهار.

والله ورسوله قد جعل من حسن معاملة الزوجة عمل كبير يدخل الرجل الجنة، حتى أن الله جعل إعطائها اللقمة في فمها صدقة، فكيف الكلام إذن؟.

وإلى هنا نكون قد انتهينا من الحديث عن حقوق الزوجه بالتفصيل وأهم الحقوق والواجبات التي على الزوج وله وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بحقوق المرأة بعد الطلاق من تمكينها بيت الزوجية وغيرها.

قد يهمك:

حكم الطلاق عند الغضب وكفارة الطلاق عند الغضب

هل يجب الغسل بعد المداعبة

حكم الجماع في نهار رَمضْان

دعاء للمتزوج اللهم اسعد كل زوجين وتهنئة لهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى