بلال بن رباح

بلال بن رباح أحد من الشخصيات المؤثرة في الدين الإسلامي فهو من أول الموحدين بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم، يعتبر من أول سبعة أشخاص أسلموا وآمنوا بسيدنا محمد و بوجود الله عز وجل ولقُب بمؤذن الرسول، قصته عبرة وعظة لنا لأنه نال من العقاب أشده، وتحمل تعذيب أهل قريش وأبو جهل له وكان ثابتا مؤمنا موحدا بالله.
نسب بلال بن رباح رضي الله عنه
اسمه ونسبه: بلال بن رباح القرشي التيمي وأمه تسمى حمامة أَمة لبني جُمح، وهو مولي أبي بكر الصديق، يُكنى بـ”أبي عبد الله، وقيل أخر بأبي عبد الرحمن، وقيل أيضا بأي عبد الكريم، وأبي عمرو، وُلد في مكة المكرمة، وكان ينتمي إلى أصول حبشية، ورد أن له أخت تسمى غفيرة، وأخ يسمي خالد.
حيث كان والده رباح عبدا عربيا، وأمه حمامة كانت أَمة حبشية، اشتهر بلال بصفاته النبيلة وشجاعته، وكان أحد أوائل الذين دخلوا في الإسلام، ليصبح لاحقا رمزا للحرية والمساواة في المجتمع الإسلامي.
كم عدد زوجات بلال بن رباح
ذكر في كتب السير أن بلال بن رباح قد تزوج مرتين مرة من امرأة تسمى هند الخولانية ولم تنجب أبناء من بلال بن رباح، والزوج الثانية هي هالة بنت عوف، أخت عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – أحد العشرة المبشرين بالجنة، فذكر أنه لم ينجب أبناء.
اسلام بلال بن رباح
كان بلال بن رباح أول من دخلوا الإسلام فهو من أول السبعة الذين أسلمو على يد رسول الله منهم خديجة، أبو بكر، علي، عمار، أمه سمية، صهيب، بلال، المقداد، هؤلاء الأشخاص الذين آمنوا بالتوحيد وبأن الله لا اله الا هو عزل وجل وأن محمد رسول الله، كان من أشد الأشخاص تمسكا بدينه، فكان راعيا للغنم لعبد الله بن جدعان، وكان يعيش حياة بسيطة ومتواضعة.
ثم رأه النبي عندما كان مختبأ في الغار هو وأبي بكرة الصديق رضي الله عنه وطلب منه أن يسقيه من لبن الشاة التي كانت لديه وقتها، فاستجاب لطلب النبي وسُقي منها النبي حتي ارتوي وبعدها أبي بكر الصديق، وقد حدث شئ غريب للشاة التي كانت مع بلال فبدأت أن تنمو وتكون بصحة جيدة بعد أن حلبها النبي وشرب منها.
وبعدها دعا النبي صلى الله عليه وسلم الدخول في الإسلام ووافق بلال بن رباح رضي الله عنه، وكان ذلك خطوة جريئة، خاصةً أنه من العبيد الذين لم يكن لهم حقوق تُذكر في مجتمع قريش.
واستمر أن يسقي النبي ثلاث أيام متواصلة وهو في الغار وكان يتعلم من النبي الدعوة الإسلامية وأصولها، ولما لاحظ عبد الله بن جدعان أن الشاة بدات أن تنمو وتزدهر منع بلال أن يروح هذا المكان مرة أخرو فشك في أمره، بعدها كان بلال بن رباح قد آمن بالله ورسولة وكان يكره الأصنام حتى ذُكر بعدها أن أتي عند الكعبة وبصق على الأصنام وقال عبارته الشهيرة: “خاب وخسر من عبدكنّ”.
تعذيب بلال بن رباح بعد اعتناقة الإسلام
عندما عملت قريش أنه قد أسلم وعلم بما حدث في الكعبة لاحقت قريش بلال بسبب جرأته واعتناقه للإسلام، وهرب إلى دار سيده عبد الله بن جدعان بحثا عن الحماية، مع ذلك، تخلى عبد الله عنه، وسلّمه إلى قريش، حيث أصبح تحت رحمة أبي جهل وأمية بن خلف، الذين بدأوا في تعذيبه بأقسى الطرق، حيث كان يجرونة في عز الحر والشمس ويضعون على ظهر حجر ساخن ويقول له قول أن ربك هو الاتي والعزي وأكفر بدين محمد يقول لهم أحد أحد، ما في مرة من تعذيبه نطق غير أحد أحد، كانت هذه الكلمات تثير الغضب عند أبو جهل وأمية بن خلف وكان يزيدون في تعذيبه أكثر، حتى اشتراه أبي بكر وأعتقه حتى يحميه من تعذيبهم.
لماذا لقب بلال بن رباح مؤذن الرسول؟
لُقب بلال بن رباح رضي الله عنه بـمؤذن الرسول لأنه كان أول مؤذن في الإسلام، وهو الشخص الذي اختاره النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليؤذّن للصلاة بعد فرضها، كان مؤذن الرسول طول حياته ولم يؤذن غير مرة واحدة فقط في المدينة بعد وفاة الرسول.
كان صوت بلال بن رباح قوي وعذب، وأنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، توقف بلال عن الأذان لشدة حزنه، ولم يؤذّن إلا مرة واحدة بطلب من الخليفة عمر بن الخطاب، مما أبكى المسلمين عند سماع صوته لأنه ذكّرهم بالنبي، فكان صوته مرتبطا بذكرى الرسول وصلاته في المسجد.
جهاد بلال بن رباح في حياته للإسلام
شارك بلال بن رباح في جميع الغزوات مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أشد الحرص على الجهاد في سبيل الله ووصل الإسلام في كل مكان، فكان صبورا أشد الناس تمسكا بدينه، كان صوته مرتبطا بالدعوة الإسلامية فكان مؤذن النبي أثناء حياته ورفض أن يؤذن بعد مماته حتى أنه طُلب منه أن يؤذن بعدها بعد إلحاح من المؤمنين وعندما نطق أشهد أن لا اله الا الله أبكي بكاءا شديد علي سيدنا محمد ولم يكتمل الآذان.
ظل مقيما في المدينة المنورة بعد وفاة النبي في خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب وطلب منهم المشاركة في الفتوحات فلم يوافق وكذلك عمر بن الخطاب ولكن بعد إلحاح منه وافق، وذكر أنه أثناء جهاده في إحدى الغزوات وخاصة في غزو أحد اقتص من أمية بن خلف الذي أشد في تعذيبه لفترة طويلة وقتله.
حديث الرسول عن بلال بن رباح
هناك حديث ذكر عن النبي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لبلال ( يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعتُ دفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة).
فقال له بلال: ما عملتُ عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهّر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كُتب لي أن أصلي، أي أنه كان يداوم على الطهارة والصلاة، وهو ما رفع من درجته عند الله.
وفاة بلال بن رباح
هناك قصص متعددة حول مكان وفاة بلال بن رباح، أغلب الأماكن التي ذُكرت فيها تشير إلى أنه توفي في دمشق ودُفن في مقبرتها عند الباب الصغير، وهي منطقة مشهورة هناك، كما قيل إنه توفي في داريّا -إحدى قرى دمشق- ثم نُقل ودُفن في دمشق، وهناك رواية أخرى تشير إلى أنه دفن في باب كيسان، وهي قرية في الغوطة قرب دمشق.
ذكر إنه توفي في السنة الثامنة عشرة للهجرة، وقيل أيضا في السنة العشرين، كما ذكر البعض أنه توفي في السنة الحادية والعشرين للهجرة، وكان عمره يتراوح بين 63 سنة إلى 70 سنة، حسب الروايات المختلفة.
قصص وعبرة من حياة بلال بن رباح
قصة بلال بن رباح من أفضل قصص الصحابة التي ذكرت في الإسلام لشدة تعلقه بدينة بالرغم من تعذيب أهل قريش له أشد العذاب فصمد ولن يتخلى عن دينه أو يميل ويتراجع حتى يخفف عنه العذاب، فيجب في هذا الزمان الصعيب أن لا نتخلى عن ديننا ونتمسك بتعليمات الله وأوامره ونمشي على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.