مقالات عامة

اهوال يوم القيامة ماهي بالتفصيل ومن ينجو منها؟

اهوال يوم القيامة هي عبارة عن أحداث عظيمة متتالية تحدث بأمر من المولى جل وعلا، ويهتم كل مسلم بالتعرف عليها، وهذه الأحداث تهتز لها الأبدان من شدة هولها عظمتها، وتضع الحامل حملها من شدة الفزع، وسوف نروي لكم من خلال موضوعنا اليوم عن كافة المعلومات الهامة التي تتعلق بأهوال يوم القيامة، والتي تأتي مدعمة بالدلائل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ما هي اهوال يوم القيامة؟

أهوال يوم القيامة هي أهوال ما بعد البعث، حيث يبقى الناس جميعًا في أرض المحشر لمدة طويلة، يشتد بها حال الجميع، ويفزعون فزعًا شديدًا، ويعطشون كثيرًا إذا طال مقامهم بها، لذا وضع الله تعالى لنبيه حوض المورود في عرصات القيامة.

ومعنى الأهوال في المعجم هي الفزع أو الأمر المخيف بدرجة كبيرة، والهول هو الخوف الشديد بشكل مفزع جدًا.

قد يهمك: اعظم انواع الظلم ماهو؟ وما هو علاج ظلم النفس؟

ما هي اهوال يوم القيامة

اهوال يوم القيامة بالترتيب

أحداث يوم القيامة اتفق على ترتيبها الفقهاء المسلمين، حيث إنها تحدث بدايةً من البعث، بعد ذلك النشور، يليها الحشر والحساب، وفي الحساب يحدث تطاير الصحف والكتب والميزان، وبعد ذلك الصراط.

لكن حدث اختلاف بين الفقهاء على الحوض هل يأتي قبل الصراط أم بعده وفقًا للأدلة الواردة فيهما، لذا سوف نتعرف الآن على اهوال يوم القيامة كما وردت في السنة النبوية الشريفة من خلال الفقرة التالية:

النفخ في الصور 

إن الحدث الأول من أهوال يوم القيامة هو النفخ في الصور، حيث يفصل هذا الحدث ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وقد عرفنا الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن معنى النفخ في الصور، وقال إنه عبارة عن قرن ينفخ فيه، ولقد اتفق أن من يقي من النفخ في الصور هو إسرافيل، وأنه مستعدًا في أي وقت يأمره الله تعالى بفعل ذلك، ويوم النفخ في الصور هو يوم الجمعة.

طي السماء

إن الكون كله مهما عظم لن يعصى على الله تعالى وقدرته، والدليل على ذلك قوله: “يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ”، فبعد النفخ في الصور يقوم الله تعالى بطي الأرض وتنسف الجبال، ويطوي السموات ويُغلقها، مثلما تُغلق الصحف.

كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض”.

فتح أبواب السماء 

قال الله تعالى: “وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ”، فبعد طي السماء تنفتح وتتشقق، ويجد المسلمين لها أبواب، وتزداد أبوابها حتى ينزل منها الملائكة، فهنا لا يصبح شكل السماء إلا مثل الأبواب المفتوحة، وهي إحدى اهوال يوم القيامة.

انبساط الأرض وتمددها 

هنا تكون الأرض فيها منبسطة تمامًا وممهدة كمد الأيدي، وهذا يحدث بعد أن يتم هد الجبال تمامًا، بحيث لا يكون فيها أي اعوجاج، قال الله تعالى: “وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّت”.

دك الأرض 

يحدث بعد انبساط الأرض دكها، ذلك كما جاء في كتاب الله تعالى، في قوله: “يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ”، كما قال أيضًا في كتابه العزيز: “وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً”، فالله تعالى يجعل الأرض تتحرك وتهتز بقوة بعد أن كانت ساكنة لا تتحرك إطلاقًا، وتبدأ في إلقاء الموتى والأحياء الذين في بطنها، من الأولين والآخرين، فيبدأ الناس في استنكار حالها، وبعدما تنبسط الأرض وترتجف، يتم تبديلها، ولقد اختلف الفقهاء في معنى تبديل الأرض، فقيل إنه يتم تبديلها لأرض من فضة، أو أرض من نار، فلا قول مؤكد ومثبت بخصوص هذا الشأن.

نسف الجبال 

قال الله تعالى: “وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً”، فمعنى الآية الكريمة هنا أنه بعدما تُدك الأرض سوف تزلزل الجبال وتزال، وتفتت وتتساوى بالأرض، ويتم كشف الأرض كلها للجميع، حيث ينسفها الله تعالى ولا يتبقى منها شيء، ولقد تم وصف هذا الحدث بوصف آخر في قول الله تعالى: “وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ”، أي تتحول الجبال بعظمتها فتصبح مثل أكوام الصوف الملون.

تفجير البحار 

لقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية والتي تقوم بوصف ما يحدث البحار من اهوال يوم القيامة، حيث قال الله تعالى: “وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ”، وقال أيضًا: “وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ”، ولقد اختلف المفسّرون في معنى كلمة “سجرت” التي وردت في الآية الكريمة، وعلام تدل وما يترتب على هذا من تغيير في البحار، فالبعض قال بأنها تنضم إلى بعضها وتصبح بحرًا واحدًا.

أما البعض الآخر منهم قال إنها سوف تظهر باللون الأحمر الفاقع، فتكون مثل: الدم، أما عن معنى كلمة “فجّرت”، قيل إنها تعني أن البحار سوف تنفتح على بعضها البعض وتصبح بحرًا واحدًا، وبعد أن تُنسف الجبال وتفجر البحار، سوف ينتهي الحال بالأرض وهي عبارة عن قاع، حيث يذهب البرزخ الذي كان يحجز الماء من أن تفيض على الأرض.

 خروج الكنوز والدفائن 

جاء في الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عله وسلّم- أنّه قال: “تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها، أمْثالَ الأُسْطُوانِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ القاتِلُ فيَقولُ: في هذا قَتَلْتُ، ويَجِيءُ القاطِعُ فيَقولُ: في هذا قَطَعْتُ رَحِمِي، ويَجِيءُ السَّارِقُ فيَقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فلا يَأْخُذُونَ منه شيئًا”.

أي أن الكنوز المدفونة ستخرج من الأرض، ويبدأ الناس يتطلعون إلى هذه الكنوز ولا يأخذوا منها أي شيء، وذلك لأنهم يكونون مشغولون فيما يحدث من حولهم من اهوال يوم القيامة، والدليل على ذلك قول الله تعالى: “وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وتَخَلَّت”.

ارتفاع الحرارة وشدتها 

من اهوال يوم القيامة أيضًا هي تسجر البحار، أي أن البحار سوف توقد وتشتعل كأنها نارًا، والتفسير العلمي لهذا الحدث كما جاء عن الدكتور “زغلول النجّار” أن البحر سوف يوقد من أسفله حتى يصبح مسجورًا، بعد ذلك يأتي وتفجّر هذه البحار، وبسبب ذلك سوف تمتد الأرض، وتصعد الحمم البركانية من أسفلها، ويخرج ما في باطن الأرض من أثقال ومعادن وكنوز، وسوف تطفو النيران في الأرض، الأمر الذي يتسبب في الارتفاع الكبير في درجة حرارة الأرض يوم القيامة.

تكور الشمس وتناثر النجوم 

لقد ورد بشأن تكوير الشمس أنه يقصد به غياب الشمس، كما جاء عن الضّحاك، وقيل أيضًا في معنى التكور هو الانتكاس، وقيل أيضًا أنّه سوف يلقى الله تعالى بها، وبعدما يتم تكويرها أي غيابها، أنه سوف يذهب ضوئها، وبعد غياب الشمس، تبدأ النجوم في التناثر، وتسقط من السماء وتتطاير، كما ورد في قول الله تعالى: “وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ”.

قد يهمك: دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك وآداب المجلس

من ينجو من أهوال يوم القيامة

لقد اختلف العلماء فيمن ينجو من أهوال يوم القيامة ومن يتم استثنائه من الموت من النفخ في الصور، وقد قال البعض أنهم الأنبياء والبعض الآخر قال الشهداء، ولكن لم يرد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قول ثابت يوضح من هم المستثنون.

فعند النفخ في الصور يموت كل من على الأرض جميعًا إلا من شاء الله تعالى أن يستثنيه من المولى –عز وجل، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ”.

من ينجو من اهوال يوم القيامة

اهوال يوم القيامة هي عبارة أن أحداث تثير الفزع والخوف في نفس جميع الخلائق، فيهرعون، حيث تبدأ الأرض في الاهتزاز بشكل مفزع، لدرجة أن الحامل سوف تضع حملها من هول الموقف.

قد يهمك:

هل الميت يشعر بمن يزوره ويبكي عليه أو يدعو له؟

كيفية الاستيقاظ لصلاة الفجر بطرق مضمونة ومجربة

تدخلوا الجنة بسلام… تعرف علي فضل قيام الليل

أحداث صلح الحديبية وشروطه التي عقدت بين رسول الله والمشركين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى