مقالات عامة

الوصية الواجبة حكمها وطريقة حسابها

تعد الوصية الواجبة من القوانين التي تم استحداثها في السنوات الأخيرة، حيث أنها لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد الصحابة، ولكن ما هي الوصية الواجبة وما حكمها في الشرع ومن هم المستحقين لها وكيف يتم حساب قدرها هذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل في هذا المقال.

الوصية الواجبة

يمكن تعريف الوصية الواجبة بأن الجد أو الجدة  قد أوصى بجزء معين من ميراثه لأحفاده الذين توفى والدهم أو والدتهم وكان الجد أو الجدة مازالوا أحياء، ويكون مقدارها نفس مقدار نصيب الأب أو الأم الذين توفوا في حياة الجد أو الجدة بشرط أن لا يكون أكثر من ثلث الميراث.

ونستنتج من ذلك أن ذلك المقدار يكون إلزامي على بقية الورثة ويحكم بها القاضي سواء كان أوصى به الجد بالفعل في حياته أم لا.

يمكن شرح الوصية الواجبة ومن يستحقها بانها الحصة التي يأخذها الأحفاد من ميراث الجد بدلاً من امهم أو أبيهم الذين توفوا قبل الجد، حيث أنه لو كان أبيهم أو أمهم لا يزالون على قيد الحياة لأخذوا نصيبهم من التركة وبموتهم يحرم الأحفاد من أن يرثوا في الجد ومن مَن كان مسئول عنهم، على الرغم من أن أبناء عمومتهم مثلاً سوف يرثون عن أبيهم ما ورثه عن الجد.

إذ يرى من شرع قانون الوصية الواجبة بأنه تحقيق لمبدأ العدل، كما أنه استدل على ذلك ببعض آراء العلماء مثل ابن حزم.

قد يهمك: اول نصائح لقمان لابنه وكم عدد وصايا لقمان؟

الوصية الواجبة للاحفاد

سبق وذكرنا أن قانون الوصية الواجبة أن المستحقين له هم الأحفاد، ولكن توجد عدة شروط حتى يصح استحقاقهم له وهي كالتالي:

أن يكون الأحفاد سواء كانوا ذكور أو إناث من أبناء الابن وأبناء ابن الابن وإن نزلت طبقاتهم، وتكون للطبقة الأولى فقط من أبناء البنت، أي أن أبناء أولاد البنت لا تجب لهم وصية في تركة جد أمهم، وأن يأخذ الذكر مثل حظ الأنثيين.

ألا يكون مقدار حصة الأحفاد أكثر من ثلث التركة الذي يتبقى بعد تجهيز الميت وسداد ديونه.

ألا يكونوا من ورثة الجد وكان لهم نصيب محدد بالفعل من التركة، أو كان الجد قد أوصى لهم بجزء معين قبل وفاته أو منحهم ما يعادل مقدار الوصية الواجبة بدون مقابل في حياته، ففي هذه الحالة تكون وصية غير واجبة بل اختيارية، وإذا كان ما أعطاهم إياه الجد أقل مما يعادل مقدار وصية واجبة فإنها تكون واجبة في تكملة الثلث فقط.

وفي حال كانت وصايا الجد سوف تستوفي ثلث التركة فإنه يجب تقديم وصية واجبة على الوصية الاختيارية.

الوصية الواجبة للاحفاد

حكم الوصية الواجبة

اتفق جمهور العلماء والأئمة الأربعة على كون الوصية التي يوصى بها الشخص قبل مماته بشكل عام سواء كانت للأحفاد أم لغيرهم مستحبة، أما إذا كانت متعلقة بدين أو كفارة على الموصي فإنها واجبة على الشخص والتنفيذ على الورثة واجب أيضا.

وقال ابن حزم وبعض السلف مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وطاووس وعطاء والزهري بأنه يجب على كل من يملك مال أن يوصي فيما سيتركه.

ونجد أن الأرجح هو رأي الجمهور، كما أن من قالوا بوجوبها  لم يحددوا أحفاد المتوفي بل جعلوها عامة في جميع الأقارب الذين ليس لهم نصيب في التركة.

وعلى هذا نجد أن قانون الوصية الواجبة لا يتفق مع كلا من قول جمهور العلماء وقول ابن حزم ومن معه من القائلين بوجوبها في أنه حدد الأحفاد فقط.

كما أنه توجد عدة مآخذ على القانون تجعل فيه اختلال وشذوذ في بعض الحالات، وفي ذلك دليل على أن تشريع البشر فيه نقص وأن الله سبحانه وتعالى هو الأعلم بحال خلقه والأفضل لهم، قال الله تعالى “وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيرا” والصواب هو الأخذ بقول جمهور العلماء.

والقول بأن الوصية الواجبة ليست واجبة من الناحية الشرعية على الجد أو الورثة، لا يعني أن ينسى الموصي أو الورثة الأحفاد الذين حرموا من الميراث ومن المستحب أن يوصي لهم الجد قبل وفاته وفقا لشروط الوصية الصحيحة.

حساب الوصية الواجبة

يتم تقسيم ميراث الجد أو الجدة  في حال وجود وصية واجبة من خلال الخطوات التالية:

  •  في البداية يفترض أن الوالد المتوفي في حياة أبيه مازال حيا، ويتم تقسيم التركة عليه وعلى بقية الورثة بالطريقة العادية حتى يُعرف ما هو نصيبه لو كان مازال حيا.
  • ومن ثم يقسم نصيب ذلك الوالد أولاده للذكر مثل حظ الأنثيين، والجدير بالذكر أن تنفيذ الوصية يكون قبل تقسيم الميراث بشرط أن تزيد على الثلث فإن زادت ترد الزيادة إلى باقي التركة.
  • بعد أن يتم تحديد الوصية الواجبة، يتم إعادة تقسيم بقية التركة مرة أخرى بدون افتراض نصيب الابن الذي توفى، لأن الباقي من التركة هو نصيب الأحياء.

وعلى هذا نجد أن وصية واجبة تعامل معاملة الوصايا التي يوصي بها الميت، فالمقدار الذي يخرج من التركة بسببها لا يعد ضمن الميراث، ولهذا يعاد تقسيم الميراث على جميع الورثة حتى لا يتأثر بالوصيَّة الواجبة بعض الورثة بأن ينقص نصيبهم من التركة دون بقية الورثة.

قد يهمك: استوصوا بالنساء خيرا ما معناها ولماذا أوصى الرسول بالنساء؟

الفرق بين الوصية الواجبة والميراث

إن الميراث هو نصيب محدد في التركة مثل نصيب الزوج في تركة زوجته أو الأب في تركة ولده وهكذا، أما وصية واجبة فهي جزء مستحق للأحفاد من التركة ولكنها بشروط مثل أن ألا يكون الجد قد أوصى لأحفاده بالفعل أو أنه أعطاهم شيء في أثناء حياته بدون مقابل.

الفرق بين الوصية الواجبة والميراث

الأسئلة الشائعة

فيما يلي إجابة بعض الأسئلة الشائعة حول موضوعنا كالآتي:

متى تسقط الوصية الواجبة؟

تسقط الوصية الواجبة في حال اختلال شرط من شروط استحقاقها مثل أن يكون الأحفاد لهم نصيب في التركة حتى إن كان قليلاً، وذلك لكونها تعويض عن التركة الذي حرم منه الأحفاد بسبب موت والدهم.

الوصية الواجبة هل هي ميراث شرعي؟

من الناحية الشرعية لا تعد الوصية الواجبة ضمن أحكام الميراث التي فرضها الله تعالى، وإنما هي من القوانين التي تم تشريعها من أجل أن يرث الأحفاد المحرومين من الميراث في جدهم بسبب موت والدهم.

ما الفرق بين الوصية والوصية الواجبة؟

تتفق الوصية مع الوصية الواجبة في كونها لا تزيد عن ثلث التركة، وتختلف عنها في أنها ليست مقيدة بأشخاص معينين، أما الوصية الواجبة مفيدة بكونها للأحفاد غير الوارثين فقط، كما أن الوصية لا تكون إلا بإرادة الموصي.

والوصية الواجبة فتكون بإدارة الموصي أو بدون إرادته، بالإضافة إلى أنها تحدث بعد الموت بحكم القانون، على عكس الوصية التي تكون معلومة قبل الموت ويستحيل أن تحدث بعده.

وهكذا نكون قد توصلنا إلى أن الوصية الواجبة تكون للأحفاد الذين حجبوا من الميراث، وقد وضحنا طريقة حسابها، وشروط استحقاقها، وحكامها الشرعي بالتفصيل.

قد يهمك:

وفاة الرسول وصايا النبي قبل وفاته

شفاعة الرسول والصالحين ومن هم أهل الشفاعة يوم القيامة؟

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته؟

ماهو اسم الله الاعظم؟ وماذا قال الرسول عن اسم الله الأعظم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى