المؤنسات الغاليات ما صحة هذا الحديث؟ وثواب من كان له ثلاث بنات

المؤنسات الغاليات عبارة تتكرر كثيرًا من آباء البنات، أو تجدها موجهة لمن أنجب بنتًا كنوع من التهنئة له على إنجابه أُنثى، تُعبر عن مدى الفضل الكبير لإنجاب الإناث على الأبوين، ولكن هل هذه حكمة أم قول مأثور أم حديث شريف؟، وإن كانت وردت عن النبي فما مدى صحة هذا الحديث؟ وهل قوي أم ضعيف، هذا ما سنحاول أن نخوضه في مقالنا التالي.
المؤنسات الغاليات
عندما نسمع هذه العبارة الجميلة التي تُشعر بالدفء والحنان، أول تساؤل يتبادر إلى الأذهان من هن المؤنسات الغاليات؟ وهل المقصود بها أحد بعينه أو نوع مُحدد للعلاقات الإنسانية.
الإجابة هي أن المقصد هنا من المؤنسات الغاليات هن الإناث على وجه العموم سواء كانت أم أو أخت أو ابنة أو زوجة، فهن دائمًا مصدر للدعم والونس وهن الجزء المُريح في الحياة.
ونجد دور المرأة قد تجلى في حياة العديد من العظماء، وكان دورها دائمًا داعم للأمام، فعلى سبيل المثال لذلك دور أم سيدنا موسى وأخته في الحفاظ على حياته وكانتا اللبنة الأولى في بداية مشواره كنبي ورسول، وكذلك دور زوجة سيدنا أيوب وصبرها العظيم معه على الرغم من تخلي أقرب المقربين عنه، حتى مَن الله عليه بالشفاء من دائه.
وظهر دور المرأة ظهورًا مثل شمس الظُهر في الدعوة الإسلامية في دور السيدة خديجة وموقفها الداعم لرسول الله ولذا لم ينساها أبدًا حتى مماته صلوات ربي عليه، وقال في حقها كلماته الخالدة مُخاطبًا السيدة عائشة” آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء».
وكذلك دور السيدة أسماء بنت أبي بكر في الهجرة النبوية، والسيدة عائشة وما نقلته من السُنة الشريفة، والدور الخالد للسيدة مريم العذراء إحدى أربعة نساء العالمين في دعوة سيدنا عيسى.
ولا يُمكن أن ننسى السيدة فاطمة الزهراء وحبها العظيم لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وحب رسول الله لها ولذريتها المُكرمة.
قد يهمك: معنى اسباغ الوضوء وكيفية الوضوء وسننه
صحة حديث المؤنسات الغاليات
بعدما تعرفنا معًا على معنى عبارة المؤنسات الغاليات ومن هن؟، فهيا بنا لنتعرف على مدى صحة الحديث الشريف القائل (لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ، فَإِنَّهُنَّ الْـمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَات).
بداية يجب أن يكون معروف أن الأحاديث تنقسم إلى صحيحة وموضوعة، وتُحدد صحتها بُناء على رواة الحديث ومدى ثقتهم.
أما عن حديثنا اليوم فهو حديث صحيح، فهو روي عن عقبة بن عامر راوي حديث الرسول الأول المُلقب بأبي الأسد المصري ونقله عنه بن لهيعة وخمسون من الرجال المحدثين، كلهم من رجال الإسلام الثُقات، لذا فهو حديث صحيح لا تشكيك أبدًا فيه.

فضل من رزق البنات
كان العرب قديمًا أيام الجاهلية ينظرون لإنجاب البنات كنوع من أنواع العار والفضيحة وكان من أنجب بنتًا يتخفى من قومه وكأنه فعل شيئا مُشينًا.
انتشرت في هذا الوقت عادة قبيحة ألا وهى وأد البنات، أي من كان يُنجب بنتًا يدفنها في التراب وهي مازالت رضيعة خشيًة من الفضيحة قال الله تعالى “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ”.
حتى جاء الإسلام ليبدد كل هذا الظلام ويُِعلى من شأن المرأة ومكانتها، حتى أنه جعل من يرزقه الله بالبنات من أصحاب الفضل.
فعن رسول الله” من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة” رواه أبو داود
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ، رواه البخاري.
وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُصَلِّي وَقَدْ حَمَلَ عَلَى عُنُقِهِ أَوْ عَاتِقِهِ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا
فمن الواضح من السنة الشريفة قدر الأنثى في الإسلام والفضل العظيم لإكرام البنات ورعايتهن وحُسن تربيتهن.
قد يهمك: المنزه عن كل نقص ومعنى اسم الله القدوس وفضل الدعاء به
ثواب من كان له ثلاث بنات
إذا كانت تربية البنات والإحسان لهن لها عظيم الفضل، فقد اختص الله من ربى وأحسن تأديب ومُعاشرة ثلاثة بنات على وجه الخصوص بعظيم الثواب.
فعن رسول الله” عن رواية جابر بن عبد الله -رضي الله عنه – أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة».
وليس فقط من أحسن لمن أنجب هو المُبشر بالجنة، ولكن حتى إن كانت هؤلاء الإناث إخوته فكان بارًا بهن فقد نال الثواب العظيم.
فعن رسول الله” مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا حتَّى يَبِنَّ أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ – وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها».
وكذلك ورد عن رسول الله”روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يَكُونُ لأَحَدِكُمْ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ”.
وقال كذلك” مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ”.
لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات english
قام مُتخصصون باللغة الإنجليزية بترجمة جميع النصوص سواء أحاديث أو آيات، وذلك للتسهيل على المُسلمين الغير ناطقين باللغة العربية لفهم نصوص ديننا الحنيف فهمًا عميقًا.
بالنسبة لنصنا المؤنسات الغاليات وهو من الأحاديث فترجمته إلى اللغة الإنجليزية، تكون على النحو التالي:-
Uqbah ibn ‘Amir reported: The Messenger of Allah, peace and blessings be upon him, said, “Do not hate your daughters, for they are your precious companions.”
Source: Musnad Aḥmad 16922
Grade: Hasan (fair) according to Al-Haythami.
قد يهمك: ارحنا بها يابلال شرح هذا الحديث وكيف تم فرض الأذان

الأسئلة الشائعة
ترددت العديد من الأسئلة في هذا الموضوع على النحو التالي:-
اجمل ما قيل في المؤنسات الغاليات؟
هي كنز أبويها وأخيها وزوجها، هي الأُنس والرأفة والرحمة في حياة عائلتها جميعها.
من روي حديث لا تكرهوا البنات؟
روى حديث المؤنسات الغاليات في مسند أحمد والطبراني.
المؤنسات الغاليات كثيرًا ما سمعناها وكان الكثيرون في حيرة، إن كانت نصًا أم قول مأثور، فمعرفة أصلها وأنها حديث شريف والتعرف على مدى صحته، وكيف عَظم الإسلام المرأة وكان لها خير حليف ونصير، وتبشره من كان له من الإناث يتولى أمرهم كأب أو أخ كل ذلك كان من الأمور التي من الجيد التعرف عليها عن قُرب.
قد يهمك:
صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله
من شروط قبول الحديث عند البخاري أن يكون الراوي
صحة حديث من تعار من الليل وما الذي نقوله عند الإستيقاظ من النوم فجأة
شرح حديث: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك