معنى كلمة الصديقين

مرتبة الصديقين و الشهداء من أفضل المراتب التي قد يحصل الإنسان عليها، والتي يحصل عليها من خلال عمله الصالح طوال حياته، واتباعه لأوامر المولى عز وجل ورسوله، والعمل الصالح والصلاة والصيام بأفضل ما يمكن، فجميع تلك الأمور هي من تصل بالشخص إلى أفضل المراتب عند الله تعالى ويكون جزاؤه مكانة كبيرة في الجنة بإذن الله، ولكي يتم التعرف على معنى الصديقين، والمرتبة الخاصة بهم، والفرق بينهم وبين الصالحين، تابعوا معنا هذا المقال.
من هم الصديقين
كلمة الصديق في اللغة تم اشتقاقها من كلمة الصدق، والتي تعني الشخص الذي يتمتع بالتصديق الدائم لجميع أوامر المولى عز وجل والرسول، كما أن الصديقين هم أولياء المولى عز وجل، فكل شخص تقي فهو ولي لله، وهناك اختلاف في الولاية وفقاً لدرجة إيمان العبد، حيث أن أعلى درجة في الصديقين تلي مرتبة النبوة عند الله تعالى.
آية مع النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
قال الله تعالى : (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) النساء
ما الفرق بين الصديقين وَالصَّالِحِينَ
- الصديقين يملكون مرتبة كبيرة وقوية عند الله عز وجل قد تكون واصلة لدرجة النبوة، فقد وصل إليها العديد من أتباع النبي مثل سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه والكثيرين.
- اما الصالحين فهو لفظ يطلق على المؤمنين جميعاً سواء كانوا أنبياء أو غير ذلك.
مرتبة الصديقية
تعني لفظ الصديقية يعني الإيمان الكامل بالله تعالى وكل ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك قول لابن القيم عن الصديقية أنها مفتاح السعادة، في حين أن السعدني يقول عن الصديقين هن هؤلاء الأشخاص الذين يصدقون بشكل كامل ما قاله الرسول، وقاموا به، ودعوا الناس إلى اتباع دين الله الحق.
الصديقية مرتبة متميزة تتواجد في المرتبة التي تلي مرتبة النبوة، فهي أعلى مرتبة قد يصل إليها الإنسان، وتلك المرتبة لا تكون مخصصة الصحابة دون غيرهم، بل من الممكن أن يصل إليها الصالحون في أي زمن.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ” يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما”
من مات على هذا كان من الصديقين وَالشُّهَدَاءِ
أوضح النبي في إحدى أحاديثه الشريفة عن افضل الاعمال التي يمكن بها الإنسان أن يدخل الجنة، فقد روي عن عمرو بن مرة رضي الله عنه أنه قد جاء النبي أحد الرجال فقال له: يَا رَسُولَ اللهِ، شَهِدتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَصَلَّيتُ الخَمْسَ، وأدَّيتُ زكاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا، كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ، هَكَذَا – ونَصَبَ إِصْبَعَيْهِ – مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ»
وهذا يوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح أن من يشهد بأنه لا اله الا الله وان سيدنا محمد عبده ورسوله، ويقيم الصلاة ويؤتى الذكاة ويصلي ويصوم فإنه يوم القيامة يصل إلى مرتبة الصديقين و الشهداء كما يقول الله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً
من أفضل الأدعية التي يتم دعاؤها للميت في صلوات الجنازة، ويتم تكرارها بشكل كبير للميت خلال وفاته، كما أن هذا الدعاء يمكن أن يتم دعاءه لأي شخص يحبه، لأنه من أفضل الأدعية التي يمكن للإنسان أن يدعيها.
من هم الصديقون الثلاثة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصديقون ثلاثة: حبيب النجار، مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم”
ولكن يقال إن هذا الحديث هو حديث مكذوب وهذا لأن مرتبة الصديقين ليست مقتصرة على هؤلاء فقط، فقد تمكن أبي بكر من الوصول إلى تلك المرتبة كذلك، كما أنه يمكن لأي شخص صالح ومؤمن أن يصل لتلك المرتبة.
الصلاح مرتبة رفيعة لا ينالها الا اهل
الصلاح مرتبة أولى في الإيمان، حيث أن الإصلاح يبدأ يظهر على الشخص المؤمن ويتم ملاحظة هذا الأمر من قبل من حوله من الأهل، بحيث يتم إصلاح جميع أعمال الشخص والتوجه إلى الله تعالى بالعمل الصالح، كما أن الصلاح هو ترجمة واقعية للإيمان، حيث أن الإيمان ليس فقط يتم الوصول إليه من خلال الإحساس والشعور، بل يجب تواجد الفعل بجانب ذلك، كما أن الاصلاح أساسه القلب، لأن القلب يقود الإنسان نحو فعل كل ما هو خير.
نكون بذلك وصلنا الى ختام مقالنا ووضحنا لكم مرتبة الصديقين، والفرق بين الصديقين و الصالحين، بالإضافة إلى التعرف على الصديقين الثلاثة وفقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، نتمنى لكم الصلاح والتقوى والتقرب من الله عز وجل.