ما هي الشريعة الإسلامية وهل يتم تطبيقها في القانون المصري ؟!
الشريعة الإسلامية هي المنهج الإلهي الذي يتبعه المسلم، وذلك من أجل الفوز بصلاح الدنيا والآخرة، والشريعة الإسلامية تستمد من مصادر أساسية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، واجتهاد العلماء في دراسة النوازل ووضع التشريعات الفقهية التي تتبع القواعد الربانية الثابتة، وفيما يلي سوف نتناولها بالتفصيل.
تعريف الشريعة الإسلامية:
التعريف اللغوي للشريعة: هي المصدر للمنهج الشرعي، وتنقسم إلى معنيين، وهما:
- الطريق المستقيم، أي أن الشرع هو الطريق المستقيم السهل إتباعه.
- مصدر الماء، والذي تلجأ الحيوانات إليه للحصول على الماء.
و ذالك التعريف الاصطلاحي : هي شرع الله الذي أوحى به إلى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، وهي القواعد والاحكام العقائدية التي يتبعها المؤمنون، والدين عند الله الإسلام ولكن الشرائع هي التي تختلف مسمياتها، اما عن المسيحية واليهودية والإسلامية.
أما ارتباط كلمة الشريعة الإسلامية فهي تحديدها على دين الإسلام ورسالة أشرف الخلق سيدنا محمدًا –صلى الله عليه وسلم- ومن يتبع شريعته فقد فاز بالدنيا والآخرة، حيث إنها هي الأحكام العقائدية والعلمية والأخلاقية التي يتبعها المسلمين.
أقسام الشريعة الإسلامية
أقسام الشريعة هي المصدر الذي تعتمد عليه مصادر ثابتة وأساسية، وهي:
القرآن الكريم: وهو المصدر الأول والمعصوم من التحريف والتلاعب بكلماته، ويحتوي القرآن على الأحكام الشرعية جميعها حيث يبين الحلال من الحرام من المكروه والغير مستحب، والموعظة الحسنة من الله –عز وجل-، وبه إجابة لكل سؤال يحتار به المسلمون.
السنة النبوية المشرفة: وهي كل ما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو أخلاقه وصفاته، وما ورد عنه من تفسير لآيات القرآن الكريم.
إجماع الأراء: وهو الرأي الذي يجتمع عليه أهل العلم، من العلماء والفقهاء، وهذا الرأي يكون مبني على علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
قياس الرأي: اما عن قياس أقوال العلماء ما هو راجح منها وما هو متفق عليه، فنصوص العلماء غير منزلة من عند الله –عز وجل- فيرد فيها النقص والخلل، لذلك يجب دراسة الآراء الفقهية والاتفاق على صحتها.
أحكام الشريعة
وهي ثلاث أقسام، وهي كالتالي:
- أ وهي المتعلقة بالذات الإلهية، من أسماء الله الحسنى، وصفاته، وأحكام التصديق والإيمان بالأنبياء جميعهم –عليهم الصلاة والسلام-، ومن أحكام العقيدة الإيمان بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر، والحساب والعقاب والبعث، وجميع المعتقدات الغيبية التي يؤمن بها الشخص من داخله دون عامل مادي ملموس.
أحكام أخلاقية: وهي تهذيب النفس، وتقويمها، وتعليمها الصدق والأمانة والوفاء بالعهود، وتعلم العفو عند المقدرة، والصبر على الابتلاءات، والبعد عن الكذب والخيانة والغدر والتكبر وغيرها من الصفات.
أحكام عملية (فقهية): وهي كذالك العلاقة بين الإنسان والله –عز وجل- بوجه عام، من عبادة وعلاقات اجتماعية، وعلاقات بالدولة والأوضاع الأمنية غيرها، ولذلك يجب التفرقة بين الشريعة الإسلامية عامة و الفقهية، ولكن في الشريعة الإسلامية هي العلاقة العامة من اول الإعتقاد بالله والإيمان به وحتى أفعال الشخص أما الفقة فيقوم على الآراء المستجدة المرتبطة بالنوازل الحديثة، أي أن هناك بعض المحرمات نصًا بالقرآن الكريم كتحريم الزواج بالأم والأخت أما الأوضاع الحالية والمستجدات في العلاقات، تستوجب ان يدخل أهل العلم والبحث في تلك العلاقات سواء الخاصة أو العامة التي تخص الدولة، ولهذا فإن حجم الفقه يسري على الفرد والجماعة في نطاق النوازل الحديثة، أما الشريعة
فهي القاعدة الثابتة للدين الإسلامي.
القانون المصري والشريعة الإسلامية
يعتمد القانون المصري على نص المادة الثاني والذي صدر عام 2014م، على أن المصدر للتشريع القانوني المصري هو الشريعة الإسلامية، ويطبق على كلاً من الزواج وخلافات الطلاق والمواريث، كما أن شهادة المرأة تُعادل نصف رجل، ولكن هناك بعض القوانين التي تختلط بالقوانين الفرنسية الوضعية والتي تطبق منذ القرن الثامن عشر، ويحدث بسببها بعض الخلط بين رأي الفقه ورأي القانون، حيث القوانين الوضعية يتم تشريعها من قبل البرلمان والأعضاء المنتخبين، لذلك يجب ان يستمر البحث عن القوانين التي تتناسب مع الأوضاع وخاصة التجارية.
نطاق الشريعة الإسلامية
يتم تطبيقها فى نطاقين، وهما:
القوانين والقواعد المقدسة الربانية والثابتة.
والقوانين الوضعية الاجتهادية، وهي القوانين المتغيرة مع النوازل المستحدثة التي تحتاج إلى رأي فقهي يتماشى مع القوانين الربانية الثابتة.
أهمية الشريعة
- الحكم في الشريعة الإسلامية هو حكم رباني ثابت لا تناقض أو تعرض فيه.
- وهى معصومة من الله –عز وجل- إلى قيام الساعة.
- الشريعة مستقلة لا تخضع لقوانين بشرية أو أهواء النفس البشرية.
- لها قدسيتها لدى البشر فلا جدال فيها.
- عالمية يمكن أن تتماشى مع جميع القوانين الدولية.
- الشريعة الإسلامية تخاطب العقل والقلب، لذلك وأحكامها سهلة ميسر فهمها للجميع.
- تعمل على تهذيب النفس و عصمته من الوقوع في الخطايا، إلى جانب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف والحدود القاطعة في القصاص.
- تتناسب مع مختلف النوازل الحديثة والأوضاع الحديثة.
- ترفع الحرج في قواعدها وأحكامها.
- تحفظ حقوق الإنسان التي يسعى لها العديد من الدول حاليًا.
- تتميز بالعدل ومراعاة المصالح والحقوق.
موضوعات الشريعة الإسلامية
من أهم الموضوعات التي تتناولها الشريعة الإسلامية، هي العقيدة، والتي تتضمن مفهوم التوحيد بمعنيين توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، ومادة الفقه والتي تتناول الآراء الفقهية الثابتة والمستحدثة، كما تتناول السيرة النبوية الشريفة ودراسة الحديث الشريف، والتربية الدينية ومضمون مقومات النفس البشرية، كما يهتم بدراسة اللغة العربية لمعرفة القواعد اللغوية التي تساعد على فهم النحو وما تنحو إليه المصطلحات في اللغة العربية والتي يعتمد عليه القرآن الكريم.
تطبيق الشريعة الإسلامية
تطبق الشريعة بالعديد من الطرق ومنها:
- نشر علوم الشريعة، والعمل بها، دون الشقاق على الأنفس، فكلاً يعمل قدر طاقته.
- التوعية الدائمة بالعلوم الشرعية، من خلال المناهج والدوريات التي يصدرها أهل العلم.
- تطبيق القوانين الوضعية تحت إشراف الشريعة الإسلامية، حتى لا تُقيض تلك الأحكام الشرعية.
- تعامل كافة المسلمين بأحكام الشريعة، من سلوكيات أخلاقية والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف يحمي المجتمع من شر الفتن.