مقالات عامة

الرفق بالحيوان في الإسلام| اهميته وكيفيته

الرفق بالحيوان من أسمى المشاعر التي يمكن للإنسان الكريم أن يتصف بها، حيث أن الحيوانات كائنات ضعيفة خلقها الله سبحانه وتعالى إما لنأكلها أو نتخذها وسيلة مواصلات أو نصنع منها أجمل الملابس والمفروشات، ومهما اختلفت أنواعها فقد أوصانا ديننا بالرفق بهم وعنايتهم بشكل جيد؛ لأنها مخلوقات تشعر وتحس مثلنا تمامًا.

طرق الرفق بالحيوان

يلزم على الإنسان العناية بالحيوانات الأليفة التي توجد حوله، وإن لم يستطع ذلك فعلى الأقل يحرص على عدم إيذائها أو قتلها، فقد انتشرت هوايات كثيرة في الكثير من البلدان خاصًة الوطن العربي التي يؤذون فيها الحيوانات بشكل غير لائق إنسانيًا مثل حفلات السباق المختلفة واللهو بالحيوان، وهذا ما نهى عنه رسول الله عليه وسلم حيث روى البخاري ومسلم أن رسول الله قال” لعنَ مَن اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا”.

وهناك من يصطادون الحيوانات باستمرار، ومن الجدير بالذكر أن مشكلة الصيد من أكثر المشاكل التي يمكن أن تؤدي إلى انقراض أنواع كثيرة من الحيوانات، لذا يلزم على الجهات المختصة منع ذلك، فقد أحل الله سبحانه وتعالى صيد بعض الحيوانات وذبحها حتى يتم تناولها، فلا حرج من ذلك ولكن الخطأ يأتي في بعض الأشخاص الذين يتخذون الصيد هواية وهدف للتسلية ليس بهدف الطعام.

هناك بعض الحيوانات الضعيفة التي لا يوجد لها مأوى ومن أبرزها القطط والكلاب في الشوارع وما أكثرهم، فلا مانع من وضع الطعام لهم، وفي مقابل ذلك سوف ينال الإنسان أجرًا عظيمًا.

علاوة على ذلك يتمثل الرفق بالحيوان في إطعامه وعدم حبسه وتجويعه، ولا ننسى الحديث الشريف الذي تحدث عن امرأة قامت بحبس قطة ولم تطعمها أو تتركها تذهب إلى حيث أتت حتى تبحث عن الطعام في مكان آخر.

فما كان جزاؤها إلا النار حيث روى البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”.

إلى جانب ذلك يلزم الرفق بالحيوان من خلال تقديم الشراب له والعناية به بشكل جيد فقد روى الرسول الكريم من قبل قصة رجلًا قد سقى كلبًا بعدما شرب هو من البئر وعلى الرغم من أنه قتل أكثر من نفس إلا أن الله سبحانه وتعالى قد غفر له ذنبه.

قد أمر الرسول الكريم أصحابه بالعناية بالحيوانات جميعها ما عدا الخنزير لأنه مضر بحياة البشر، فهو من الحيوانات الحلال قتلها فلا يلزم إطعامها أو الاهتمام بها حتى لا تصبح أقوى مما كانت عليه من قبل وتؤذي الإنسان.

نجد بعض الأشخاص الذين يستخدمون الحيوانات في حمل البضائع ويثقلون الحمل عليها مما يتسببون في إرهاقها بشكل مبالغ فيه، وقد نهى الرسول الكريم عن ذلك في قوله “إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض”، رواه مسلم.

بالإضافة إلى ذلك من الأمور الواجب اتباعها في الرفق بتلك المخلوقات الضعيفة هي الإحسان إليهم عند الذبح، حيث يلزم أن تكون أداة الذبح حادة بشكل قوي حتى لا تؤلم الحيوان وذلك مثلما حدث مع الرسول الكريم عندما مر بأحد الأشخاص ووجده يحد شفرته فقال له “أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتَات، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل أن تُضْجِعْهَا”؟ أي بمعنى أنه لابد أن يحد شفرته قبل أن ينوّم الحيوان في مكانه استعدادًا للذبح.

علاوة على ذلك يلزم إبعاد أي حيوان سيتم ذبحه عن باقي الحيوانات، حتى لا يراه ويفجع لموته، وذلك مثلما حدث مع الرسول الكريم عندما مر على أشخاص قد أخذوا ولد شاة للذبح، فأمرهم بأن يردوه لأمه حتى لا تفجع بموته أمامها، وهذه من أسمى مظاهر الرفق الحيوان التي أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم. 

قد يهمك: ما هي مراتب الإيمان وما الفرق بين كل منها

الرفق بالحيوان في الإسلام

جاء الإسلام وجاءت معه الكثير من المعاني والأخلاق الطيبة، حيث شدد بضرورة الرفق بالحيوان والعناية به ومنعه من التعرض لأي أذى، فقد اتصف الرسول صلى الله عليه وسلم بطيبته وشدة رحمته، فلم تقتصر تلك الأخلاق على البشر فقط بل شملت الحيوانات أيضًا.

 فكان الرسول الكريم يدعو دائمًا بضرورة التحلي بالرحمة، حيث كان يردد دائمًا كما رواه بخاري ومسلم” مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَم”، وكذلك ورد عن الترمذي قول الرسول الكريم “لا تُنْزَع الرَّحْمَة إلا من شَقِيٍّ”.

ولا يقتصر الرفق بالحيوان على الحيوانات التي نأكلها فقط، أو التي تساعدنا في العمل بل أنها شملت باقي الحيوانات لأنها مخلوقات تشعر وتحس بأي وجع مثل الإنسان تمامًا، فإن لم يستطع الإنسان إطعامها والعناية بها فما عليه إلا تركها وحسب دون ضرر أو أذية.

الرفق بالحيوان في الإسلام

الرفق بالحيوان حديث

كان الرسول الكريم يحث أصحابه على الرفق بالحيوان واجب، وقد ذُكرت الكثير من الأحاديث عنه التي تدل على ذلك ومنها حديث أبي هريرة حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به، والمقصود بالركية هنا هو البئر.

وكذلك حديث عن مسلم حيث قال” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما مِن مُسلم يَغْرِس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”.

قد يهمك: نباش القبور وما هي قصته مع الرسول؟

الرفق بالحيوان حديث

الأسئلة الشائعة

جاءت أهم الأسئلة الشائعة عن الرفق بالحيوان في الآتي:

هل لي اجر في تربية القطط؟

نعم تربية القطط والعناية بهم من طعام وشراب له أجر ويعتبر من الصدقات، حيث أن الرفق بالحيوان له ثواب عظيم وهذا كما ورد في الحديث الشريف “قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ”.

هل امرنا الله الرفق بالحيوان؟

أرسل الله سبحانه وتعالى الرسول الكريم إلى العالم أجمع حتى يحثهم ويدلهم على الحلال والحرام، وقد جعل في قلبه رحمة لكل شيء على الأرض ومنهم الحيوان، وذلك كما قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الآية 107 سورة الأنبياء، ومن هنا نجد أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالرفق بالحيوان على لسان نبيه الكريم.

ماذا قال الرسول عن ضرب الحيوان؟

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الحيوانات وقد لعن من يفعل ذلك وذلك مثلما ذكر في الحديث الشريف الذي رواه أبو داوود حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها، أو ضربها في وجهها”.

وبهذا نكون وضحنا لكم فوائد الرفق بالحيوان من أجرٍ عظيم يناله الإنسان إذا ما اهتم بالحيوان ورعاه ولم يسيء إليه، فالحيوانات مخلوقات ضعيفة يلزم علينا العناية بهم وعدم تعذيبهم حتى لا ننال عقاب الله فهم يشعرون ويتألمون لذا واجب علينا رحمتهم.

قد يهمك:

متى يكون القرض حلال؟ ومتى يكون ربا؟

من هو مسيلمة الكذاب االذي ادعى النبوة

عقوق الاباء للأبناء وآيات قرآنية عن حقوق الأبناء على الآباء 

الهداية نوعان فما هما؟ وما أسباب الهداية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى