من هى الخنساء و لماذ هى مميزة

الخنساء من أفضل السيدات العرب الذين لديهم خبرة كبيرة في الشعر والبلاغة، فقد كانت تقول من الشعر ما كان يعجب به النبي عليه الصلاة والسلام، فقد قالت أفضل أنواع شعر الرثاء في أبيها وأخواتها خلال فترة ما قبل دخول الإسلام، وحينما دخل الإسلام الجزيرة العربية، اعتنقت الخنساء الإسلام وكانت خير من أسلم، لكونها كانت تتميز بالقلب الكبير المليء بالصبر والتدين، وخلال مقالنا اليوم سنعرف كل ما يخص حياة الخنساء ودخولها الإسلام، وقصة استشهاد أبناؤها الأربعة، لذا تابعونا.
الخنساء والرسول
دخلت الخنساء الإسلام خلال عام ٦٣٠ من الميلاد والذي يوافق سنة ٨ من الهجرة.
توجهت الخنساء إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم برفقة قوم بني سليم، وكان يرافقها كذلك أبناؤها وكذلك أبناء العم، وكانت تبلغ في هذا الوقت ما بين العام الخمسين والستين، كما أن الرسول كان يفضل شعرها ويحبه كثيراً، كنا أنها حينما توجهت إلى النبي برفقة قومها، وأخذت تلقي الشعر أعجب به الرسول مثيرا وقال لها ” هيه يا خنساء”
قال التاريخ الإسلامي عن الخنساء أنها كانت مثال قوي في الصبر على البلاء، حيث أنها توفى أبناؤها الأربعة في ساحة القتال، ولم يظهر عليها سوى الصبر والقوة، فعندما تلقت خبر وفاة أبناؤها لم تبكي، وهذا يوضح مدى حبها الكبير للدين الإسلامي.
من أقوال الخنساء
قالت الخنساء لأبنائها وهم يذهبون إلى معركة القادسية المقامة ضد الفرس في عام ١٦ من الهجرة:
“يا بنيّ: إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا الله إلا هو، إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم أبناء امرأة واحدة ما هجنت حسبكم، ولا غيرت نسبكم، واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغنم والكرامة، في دار الخلد والمقامة”.
قصه أفضل السيدات العرب
الخنساء من أفضل سيدات العرب التي كانت لها شهرة كبيرة في الشعر، كما أنها كانت متميزة في البلاغة والبيان، وكان الشعر المتميز الذي قالته كان في رثاء أخيها معاوية وصخر حينما تم قتلهم خلال عصر الجاهلية قبل دخول الدين الإسلامي، كما أنها تزوجت مرداس بن أبي عامر، والذي كان ابن عمها، وأنجبت أربعة أطفال جميعهم أولاد، وقد عملت على تربيتهم بأفضل شكل، كنا أنها أنشأتهم على حب المولى عز وجل والايمان به، وكذلك رغبتهم على الخلق الطيب والتضحية الكاملة من أجل الله ورسوله.
هاجرت إلى المدينة برفقة قومها، وعملت على مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقامت بالدخول في الاسلام واعلنت هذا الأمر، كما أن الرسول الكريم معجب بشعرها بشدة، كما أنها كانت معروفة بقوة إيمانها بالله وحبها لرسوله وحبها للجهاد، فقد كانت تحث أبناؤها على الجهاد، ففي إحدى المعارك تقدم أبناؤها الأربعة في مقدمة الصفوف للجيش الإسلامي من أجل تنفيذ وصية امهم، ولما اشتدت المعركة وهم بها وتم قتلهم جميعاً، وحينما علمت بخبر وفاتهم لم تظهر مظاهر الحزن والأسى عليهم، حيث أنها لم تبكي، واحتسبته لدى المولى عز وجل، لهذا فهي كانت مثال للأم الصابرة .
مقدمة بحث عن الخنساء
الخنساء هي تماضر بنت عمرو السليمة، فهي واحدة من أفضل شعراء العرب التي تنتمي إلى أهل نجد، عاشت في عصر الجاهلية، وكذلك عاشت في العصر الإسلامي، وفي الوقت الذي أدركت فيه مدى عظمة الدين الإسلامي أسلمت لله، وكان شعرها الشهير في الرثاء، وتم إطلاق اسم الخنساء عليها بسبب قصر أنفها، وفي الوقت ذاته ارتفاع أرنبتيه، كما أنها كانت واحدة ممن يملكون النسب والجاه، بالإضافة إلى كونها جميلة ولهذا كانت تلقي أيضاً بالبقرة الوحشية.
تماضر بنت عمرو السليمة وموت أولادها
من أكثر الأوقات التي تم فيها مدى صبر تلك السيدة في الوقت الذي فقدت فيها أبناؤها جميعا خلال معركة، حيث أن هذا الأمر عظيم للغاية، ولا يمكن لأي أم أن تحتمل ذلك، ولهذا تم تسجيل اسمها داخل قائمة أكثر الأمهات صبراً، فقد فقدتهم خلال معركة القادسية، كما أن الخنساء سعت إلى حث أبناؤها قبل القتال في المعركة إلى الدفاع عن الدين بكل ما يملكونه من قوة، وفي وقت الاستماع لخبر وفاتهم جميعا صبرت واستعانت بالله، بل قامت بترديد الكثير من الكلمات التي تعبر عن مدى إيمانها بالله تعالى فكل ما تلفظت به هو ” الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم وأرجوا من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”
لم تتمكن الخنساء من الجهاد بنفسها في سبيل الله الدخول الى ساحات القتل لكونها سيدة، ولكن تمكنت من الحصول على احر كبير يتخطى احر الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الدين والوطن، بسبب قيامها بحث أبناؤها على القتال والجهاد في سبيل الله حتى تم استشهادهم في واحدة من أعظم المعارك التي قام بها الجيش الإسلامي في تاريخ الدولة الإسلامية.
شعر الخنساء في رثاء أبنائها
كانت الخنساء مثال قوي ومميز في صبر الأم على المصائب التي تحل على الأبناء، فقد كان أربعة أبناء وهم ( عمرة وعمرو، ويزيد ومعاوية) والذين قتلوا جميعاً خلال معركة القادسية الشهيرة، وصبرت واحتسبت، فقد كانت الدافع الكبير لهم في الجهاد في سبيل الله، وهذا لما قالته لهم من كلمات محفزة قبل البدء في المعركة، وحينما عرفت بأمر القتل اكتفت بحمد الله، ولم تقل اشعار رثاء في أبناءها كما فعلت مع اخوها وأبيها من قبل خلال فترة العصر الجاهلي، وهذا لمون الخنساء التي كانت تعيش في فترة العصر الجاهلي تختلف بشكل كامل عن الخنساء المرأة المسلمة المحبة لله تعالى ورسوله والمؤمنين بقضاء المولى عز وجل وقدره، ولهذا لم تقدم الخنساء أي أشعار في رثاء الأبناء وكل ما دعت به أن تلقاهم في جنة الخلد بإذن الله.
وبهذا نختتم المقال الذي تحدثنا فيه عن شخصية عظيمة للغاية وهي شخصية الخنساء الأم المثالية التي تملك من قوة العزيمة والصبر ما لا يوجد عند غيرها، وقوة الإيمان الذي نسعى إلى الوصول إليها جميعنا، نتمنى من الله عز وجل أن تكونوا استمتعتم، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق.
تعليق واحد