قصة حياة الصحابي الحارث بن أوس بن معاذ
الحارث بن أوس بن معاذ اسم يلمع في قائمة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، عاش مع الرسول وكوّن العديد من المغامرات معه حتى مات مسلماً في إحدى الغزوات، وهذا الصحابي الجليل رضي الله عنه سنتناول حياته وسيرته الذاتية من بيانات شخصية وحروب خاضها وغيرها من الأمور المثيرة التي نتناولها بصورة مفصلة خلال أسطر هذا المقال.
من هو الحارث بن أوس بن معاذ؟
قبل الشروع في تناول حياة الصحابي الجليل الحارث بن أوس بن معاذ فإننا بحاجة إلى معرفة ما هو مفهوم الصحابة في العموم، فهم الذين قضوا حياتهم في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم مؤمنون بالله وبرسالة رسوله وانتهت على ذلك حياتهم.
ومنهم من كانت فترة حياته مع الرسول طويلة ومنهم من كانت قصيرة، إلا أن الأصوليين يرون أن لفظ “الصحابي” ينبغي أن يطلق فقط على كل من قضى زمناً طويلاً بصحبته صلوات الله وسلامه عليه، أما المحدثين فلا يهتمون بالمدة بل الأهم الحياة على الإسلام والموت عليه.
ومن بين هؤلاء الحارث بن أوس الذي ولد عام 25 قبل الهجرة في يثرب، وهو الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخرزج بن عمرو.
أما عن كنيته فهو “أبا أوس”، وأمه هند بنت سماك بن عتيك الأشهلية التي تربطها صلة قرابة مع أسيد بن الحضير بن سماك فهي عمته، ومن ضمن أقاربه الحارث بن معاذ وكذلك سعد بن معاذ، وعن نسبه فهو الأشهلي الأوسي، وخاض من المعارك غزوة أحد وغزوة بدر.
قد يهمك: من هو الصحابي الذي اشتهر بحُسن صوته بالقرآن الكريم؟
قتل كعب بن الأشرف
يُذكر أنه كان من ضمن المشاركين في قتل كعب بن الأشرف الذي عادى الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من طريقة، فهو كان شاعراً وكان يسب النبي ويحرض قريش على خوض حرباً معه بعد غزوة بدر بالرغم من الوثيقة التي تم عقدها بينهم وبين النبي والتي تنص على السلام والتآخي بينهم، كما قال في نساء الصحابة ما لا يرضي الله ويخدش الحياء.
ولهذا تم تكليف بعض من الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمين بقتل هذا اليهودي والذين من بينهم الحارث بن أوس بن معاذ الذي أُصيب خطأً ونزف دماً حتى أتى به أصحابه إلى النبي، وبعدها خاض غزوة أحد شهر شوال سنة 3 هجرياً.
قد يهمك: من هو خادم الرسول؟ وما هي قصته؟ وكيف كان يعامله النبي؟
وفاة الحارث بن أوس بن معاذ
هناك خلاف بين الفقهاء على وقت وفاة الحارس بن أوس، حيث أنه قد قيل أنه قُتل في غزوة أحد عن عمر يناهز ال 28 عاماً، إلا إن هناك دليل قوي على لسان السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ورد في السنة النبوية الشريفة يؤكد أنه عاش بعدها وعاصر غزوة الخندق.
وهذا الدليل هو ما يلي: روى علقمة بن وقاص: عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس، فوالله إني لأمشي إذ سمعت وئيد الأرض من خلفي، فالتفت، فإذا أنا بسعد بن معاذ، فجلست إلى الأرض ومعه ابن أخيه الخارق بن أوس”.
ومع نهاية هذا المقال، وبعد أن تعرفنا على الكثير عن الحارث بن أوس بن معاذ، ينبغي أن نشير إلى مدى أهمية التعلم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ومدى حبهم وتعلقهم به حتى أنهم فنوا حياتهم في الدفاع عنه وعن رسالته كي تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، ولهذا فلتكن واحداً منهم وتنصر دينك بالكلمة الطيبة والأخلاق الحميدة التي توصلك للجنة لا محالة.
قد يهمك:
من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟
الصحابي عبد الله بن الزبير .. مسيرة حياته ودوره فى الحروب
زيد بن حارثة مولى النبي .. الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن
قصة الصحابي ثعلبة بن عبدالرحمن