كل ما تريد معرفته عن ليلة الإسراء والمعراج، وحقيقة صعود الرسول إلى السماء
الإسراء والمعراج هي واقعة مثبتة في القرآن والسنة النبوية، ويعني الإسراء المشي ليلا،والمعراج الصعود لأعلى، لكن الخلاف يقع في هل رأى النبي الله تعالي في هذه الليلة أم لا، هذا ما سنتحدث عنه بشكل تفصيلي في يومنا هذا.
عندما حكة النبي عن قصة الإسراء والمعراج أصررت القصة جدلا كبيرا بين مشركي قريش،حتى أنهم ذهبوا إلى ابو بكر الصديقوقالوا له إن صاحبك يقول كذا وكذا، فقال إن قالها فقد صدق، وهنا عرف عن ابو بكر اسم الصديق لكونه يصدق رسول الله فيما يقول.
قصة الإسراء والمعراج
تجهيز النبي للرحلة
في البداية كان رسول الله مستلقيا في بيت أم هانئ، فحضر لهم لكان على هيئة البشر من سقف المنزل،وانفرج السقف لهما، وإذا النبي صلى الله عليه وسلم عند ماء زمزم، وشق صدر النبي وأخرج قلبه وغسله بالماء الطهور من زمزم، وأعاده للرسول صل الله عليه وسلم، وكان هذا تجهيزا لرسول الله ولما سوف يراه، فغسله عنه رجز الدنيا،ونقيا قلبه و مهداه إلى رحلة الإسراء والمعراج،وقد أخرج البخاري هذه القصة، ومصدر الرواية (كتاب الأساس في السنة وفقهها).
وقال الحافظ ابن حجر “وجميع ما ورد من شق الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته، لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك” وقد وردت هذه المقولة في كتاب دروس الهجرة للعلامة عطية بن محمد سالم.
ركوب البراق
بعد ذلك جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، ومعه دابة البراق، وهي دابة متوسطة الحجم بين الفرس والحمار، تضع خطواتها عند نهاية مدى بصرها، أ] أنها يمكنها الوصول إلى أقصى مدى بصرها في خطوة واحدة، فلم يثبت الرسول عليها، حتى قال له جبريل عليه السلام اثبتن يا محمد فلم يركبها أحد خير منك،وثبت الرسول وهو يتصبب عرقا منها،وانطلقت بهم إلى القدس، روي القصة في (كتاب الأساس في السنة وفقهها).
المعراج إلى السماء العليا
روى العلامة صفي الدين في كتاب الرحيق المختوم، أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج إلى السماء الدنيا،وعرج بمعنى صعد إليها، والسماء الدنيا هي السماء التي نراها أمام أعيننا،لما عرج النبي إلى السماء الدنيا،وجدفيها سيدنا أدم عليه السلام أبو البشر،ورحب به سيدنا أدم،وتلقاه حسن لقاء، ورأي النبي ارواح الشهداء على يمين آدم عليه السلام، وأرواح الأشقياء عن يساره.
بعد ذلك عرج إلى السماء الثانية فرأى فيها سيدنا عيسى وسيدنا يحيى عليهما السلام، فسلم عليهما،وقد قال الله تعالى في حق نبيه يحي (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا).
وبعدها اخذ يصعد إلى السماء الثالث ليلقي فيها نبي الله يوسف بن يعقوب عليهما السلام، ثم أكمل إلى السماء الرابعة ليلقى فيها إدريس النبي الذي جاء بعد شيث بن آدم والذي قيل أنه هو أول من بنى مصر، ثم أكمل مسيرته إلى السماء الخامسة ليجد نبي الله هارون أخو موسى عليه السلام، وصعد إلى السادسة، فوجد فيها موسى عليه السلام، كليم الله،وكان جميع من شاهدهم يسلمون عليه ويقرون بنبوته وبعثته من الله تعالى إلى الناس أجمع.
قصة فرض الصلوات الخمس والصعود إلى سدرة المنتهى
بعد ذلك كان هناك السماء السابعة، وصعد لها النبي صلى الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم، وصعد إلى سدرة المنتهى، ثم أكمل طريقه نحو ذا الجلال والإكرام،ومر من السماء السابعة وهناك كلم الله تعالى،وهناك فرضت على المسلمين خمسون صلاة في اليوم والليلة، فسأل النبي الله التخفيف حتى جعلها خمس بأجر خمسين،والله يضاعف لمن يشاء.
وقد عرض على النبي أن يشرب اللبن أو الخمر، فشرب اللبن، وقيل له أنك رأيت أنهار الجنة اثنان ظاهران اثنان باطنان، ورأيت خازن النار مالك، ورأيت أكلت الربا، ورأيت الزناة، وأكل مال اليتامى ظلما،ورأي العديد من المشاهد التي يقشعر لها الأبدان.
الدليل الشرعي على وقوع قصة الإسراء والمعراج
لقد وردت قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم عدة مرات، ومن الآيات القطعية الدلالة فيها قول الله تعالى في أول سورة الإسراء ﴿ … سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا … ﴾
الظهار من الآية والإسراء فقط،وكما سبق فإن الإسراء هو المشي ليلا، لكن في الواقع فإن الإسراء هو المشي ليلا سواء كان هذا المشي رأسيا أو أفقيا، الآية الكريمة توضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سار في جزء من الليل إلى القدس،ومن هناك إلى السماء،وكانت رحلة القدس وحدها وقتها تأخذ ثلاث ليال كاملة، لكن هذا هو بالضبط تعريف المعجزة،وهو أن تكون خارقة للعادة البشرية.
الحكمة من الإسراء والمعراج
كان لرحلة الإسراء والمعراج عدة أسباب، سنأخذ 5 منها:
- عندما هاجر الرسول إلى الطائف، تلقي من الأذى ما تلقي، وجاءت رحلة الإسراء والمعراج لتثبت قلبه على الإيمان، والتخفيف عنه ما تلقاه من قومه حين ذاك.
- تكريما لرسول الله صل الله عليه وسلم،وإعلاء لشأنه.
- تكذيب للمشتركين عن أن النبي مجرد بشر،فلا يمكن لبشري عادي فعل هذا.
- يقينى قلب النبي بربه بما رأه من الآيات، فقد قال تعالى عن رحلة الإسراء “لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا”، وقد قال سبحانه أيضا “لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”
- كانت بمثابة ونس لنبي ليشعر أن الله معه أينما كان،وأن الله تعالى قادر على تغيير كل ما كان،وكل ما سيكون.
متى كانت رحلة الإسراء والمعراج
تعددت الأقوال واختلفت الروايات في موعد ليلة الإسراء والمعراج، لكن لعل أشهرها هو أن ليلة الإسراء كانت في اليوم السابع والعشرون من رجب من العام الثاني عشر بعد البعثة، وهو الرأي الغالب،
الخلاصة
يمكن تلخيص قصة الإسراء والمعراج في أسطر:
- الإسراء هو المشي ليلا إلى بيت المقدس،والمعراج هو الصعود إلى السماء
- قابل الرسول أدم عليه السلام،وبعض من أنبياء الله الأخرين، الذين اعترفوا بنبوته، ومنهم موسى وعيسى.
- قامت الملائكة بتطهير قلب النبي قبل الرحلة
- صعد النبي أعلى السماء السابعة
- فرضت الصلوات الخمس بدعاء النبي أن يخفف الله عن عباده، فخففت من خمسين إلى خمس بأجر خمسين
- رأي النبي من المشاهد والعجائب في الرحلة ما يقشعر له الأبدان
- ركب النبي دابة البراق في الرحلة
- رحلة الإسراء والمعراج أحد معجزات الرسول محمد صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم