حديث

افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي عنهما قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) حديث صحيح بإسناد صحيح..
من افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة، الانقياد لأحكام الشريعة وتعاليمها، بحيث تصبح أقوال وأفعاله الإنسان صادرة عن الدين، مرتبطة باوامره، وعندها تتكامل جوانب الإيمان في قلبه، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في قوله الذي معنا : ( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ).

من افضل المباديء التي حث الإسلام


 

افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة
افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة

ولهذا النص مدلوله في توضيح ضرورة الالتزام بمنهج الله تعالى، والانقياد لأحكامه وشرائعه، فإن المسلم إذا رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صل الله عليه وسلم نبيا، انقاد بذلك على أن يحكّم امر الله في حياته، فيحل حلاله، ويحرم حرامه، ويحب ما امره به، ويبغض ما نهاه عنه، ولا يجد في ذلك ضيق أو حرج.

بل لابد ان نقول : لا يكون إيمان العبد صادقا حتى يكون على هذه الحالة من الاتباع ظاهرا وباطنا ، والتسليم التام لما امر الله ورسوله
كما في قوله تعالى : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } ( النساء : 56 ) .
وهذا يقتضي من العبد أن يحب الله ورسوله افضل من اي شيء، ويقدّم أمرهما على كل أمر،
كما قال تعالى : { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } ( التوبة : 24 ) .

ولا نريد بهذه المحبة مجرد كليمات تقال، أو شعارات ترفع، لا تنتج عملا ولا انقيادا، فإن لكل محبة دليل، ودليل صدقها اتباع المحبوب في مراده، وعدم إتيان ما يكرهه و يبغضه، وإلا فهي دعاوى ليس لها حقيقة. وقد قال العلماء : ” كل من ادّعى محبتة لله ولم يتبع الله في أمره فدعواه باطلة “.
وإننا لنقرأ في سير الصحابة ومن تبعهم، فتصيبك الدهشة حين تجد منهم الامتثال الفوري لله رب العالمين ، دون تاجيل أو إبطاء، واستمع إلى أنس رضي الله عنه وهو يصف لنا مشهد من مشاهد غزوة خيبر .

هل الرسول نهى عن لحوم الحمر


اقرأ ايضا: شرح حديث:يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك

فيقول : ” أصبنا حمرا فطبخناها ، فنادى منادي للنبي صل الله عليه وسلم يقول : إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر (الحمار)، فإنها رجس ، فأكفئت القدور بما فيها ، وإنها لتفور باللحم “.

وقريبٌ منه ما ذكر في يوم تحريم الخمر، إذ امتلأت شوارع المدينة بالخمور المراقة على الأرض ، وذلك مع شدة حبهم لها، وتعلقهم بها منذ الجاهلية، ولكنهم رضي الله عنهم قدموا رضا الله ورسوله فوق كل رضا انفسهم، ولم يتاخروا عن طاعة ربهم طرفة عين.

وكفى بهذا الاتباع ثمرة أن يجد المرء في قلبه حلاوة الإيمان ولذته بالله تعالي، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صل الله عليه وسلم قال :
( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وذكر أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) البخاري ومسلم .

وإذا رجعنا إلى قوله صل الله عليه وسلم ::( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) حديث صحيح بإسناد صحيح.. لعلمنا أن الغاية المطلوبة هي إخضاع لذات النفس ومرادها لأمر الشرع، وليس المراد أن يتم التوافق بين رغبات النفس وبين مراد الشارع.

افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة
افضل المباديء التي حث الإسلام على توطينها في النفوس المسلمة

فإن ذلك في حقيقتة لأمر عسير، إذ النفس فطرت على اتباع الهوى والأمر بالسوء، فجاء الحديث ليوضح أن اكتمال الإيمان مرهون بالاتباع لاوامر الشرع، ولم يعلّق اكتمال الإيمان على تغيير طبيعة النفس، المفطورة على حب المعاصي والشهوات إلا من رحم الله.

ومن هنا نتعلم أن مخالفة النفس تتطلّب همّة عالية، وعزيمة صادقة، ولا عجب أن نري جهاد النفس من أفضل الجهاد عند الله، كما قال النبي صل الله عليه وسلم : ( أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه ) صحّحه الألباني . ونشير إلى أن هذا الحديث قد اختلف العلماء في صحته. فالإمام النووي يصحّح الحديث، الحافظ أبو نعيم وغيرهما، كما وثّق الحافظ ابن حجر العسقلاني رجال السند، في حين أن الحافظ ابن رجب قد حكم على الحديث بالضعف ، وذلك لضعف أحد رواته .

بيد أن المعنى الذي جاء به هذا الحديث له أصل في الشريعة، وقد أشارت نصوص القران والسنة إليها – كما وضحنا ذلك من خلال المقال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي عنهما قال :قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:( لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ) حديث صحيح بإسناد صحيح..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى