اعظم انواع الظلم ماهو؟ وما هو علاج ظلم النفس؟

اعظم انواع الظلم التي يبحث عنها كثير من الأشخاص، حيث يظن البعض أن الظلم يتضمن فقط ظلم الآخرين، لكنه أشمل وأكبر من ذلك، فتابعونا في السطور التالية لمعرفة مزيد من التفاصيل.
اعظم انواع الظلم
يعتبر الشرك بالله هو اعظم انواع الظلم على الإطلاق، حيث إنه يقرر أن يخلد في النار بسبب نكران وجود الخالق سبحانه وتعالى، لذا لا يوجد ظلم أكبر من ذلك، لذا جاءت الأديان السماوية لتعريف البشر بوجود الخالق عز وجل وإرساء قواعد الحق والمحبة والسلام.
تعريف الظلم
يمكننا تعريف الظلم في أنه تخطي الحدود أو التعدي على حقوق الآخرين بحيث يتم طمث الحق واستبداله بالباطل، كما يشير في بعض المعاجم العربية إلى وضع الشيء في غير محله سواء كان ذلك بزيادة أو نقصان، بحيث يحيد عن الأصول؛ مما يسبب انتهاك حقوق الآخرين وانتشار الظلم وعدم المساواة.
قد يهمك: استوصوا بالنساء خيرا ما معناها ولماذا أوصى الرسول بالنساء؟
مفهوم الظلم في القرآن
لقد وردت كلمة الظلم في القرآن الكريم بعدة مواضع مختلفة بلغت حوالي 289 موضع بحيث تضمنت لفظ الظلم سواء فعل أو اسم أو صفة والكثير من مشتقاتها، فنجد مثلًا ( العدوان، البغي، البُهتان، الطُغيان، الظالمين، الشرك،…..) وغيرها الكثير من المرادفات الأخرى التي ذكرت في أكثر من حالة.
فلقد نزه الخالق عز وجل عن نفسه الظلم، حيث أن الإنسان هو من يظلم نفسه عند اقتراف الذنوب التي تسبب هلاكه، كما وردت الكثير من القصص في القرآن الكريم التي تشير إلى هلاك القرى بسبب ما اقترفوه من ذنوب ومعاصي.
فنجد على سبيل المثال في الآية 59 من سورة الكهف “وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا” وفي سورة هود الآية 117 نجد قوله تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” صدق الله العظيم.
ففي تلك الآيات وغيرها الكثير تأكيد من الخالق عز وجل أن الظلم يقع على القرى نتيجة انتشار الفساد والطغيان بعد أن منحهم الكثير من الفرص، لذا جاءت العواقب غير محمودة، وهو اعظم انواع الظلم.
أنواع الظلم في القرآن
اختلفت أنواع الظلم في القرآن الكريم فنجد مثلاً:
الشرك بالله
يعتبر الشرك بالله أحد أكبر أنواع الظلم التي قد يقترفها الإنسان في حق نفسه، فنجد تعريف الشرك الاصطلاحي هو اتخاذ نِدّ مع الخالق عز وجل، سواء من الأشخاص أو الجماد أو الكائنات الحية الأخرى كما ورد في القرآن الكريم “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”.
حيث ينقسم الشرك إلى قسمين، أحدهما الشرك الأكبر وهو نكران وجود الخالق وعبادة الأصنام والشمس والقمر وهكذا… وهو اعظم انواع الظلم، بالإضافة إلى الشرك الأصغر الذي يتمثل في إدخال شركاء لعبادة الخالق مثل التوسل إلى الأنبياء أو الصالحين من أجل تحقيق هدف ما أو الحصول على مصلحة ما.
ففي تلك الحالة يجب على الإنسان التكفير عن ذلك الظلم بالعودة إلى الخالق عز وجل واستشعار نعمته علينا والتقرب منه بالعبادات؛ حتى يتوب عليه ويغفر له ذلك الذنب.
ظلم الإنسان لغيره
يتمثل ظلم الإنسان لغيره في سلب أمواله أو التعدي على حقوقه أو افتضاح أمره بالغيبة أو النميمة، وقد يصل الأمر إلى إهدار دمه بسبب الحصول على منفعة ما أو ممتلكات لا تمت له بصلة، مثل اغتصاب الأراضي أو سرقة الأموال.
وبالطبع يجب على الإنسان العودة إلى صوابه والتكفير عن ذلك الذنب من خلال ردّ تلك المظالم سواء كانت أموال أو ممتلكات أو حقوق.
ظلم الإنسان لنفسه
يظلم الإنسان نفسه من خلال الانغماس في عالم الشهوات أو مطاوعة النفس في جلب الشقاء أو العذاب في الدنيا بسبب ارتكاب الكثير من الذنوب مثل الزنا أو تعدى حدود الله فنجد الآية الكريمة “وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ”.
كما نجد أشد أنواع ظلم النفس هو الانتحار، حيث يمكن الاستغفار عن تلك الذنوب والتوقف عن ظلم النفس، فنجد الآية الكريمة تشير إلى لسان حال التائبين في قوله تعالى”رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ” صدق الله العظيم.
تعريف الظلم الاجتماعي
لا يختلف كثيرًا تعريف الظلم الاجتماعي عن المفاهيم السابق ذكرها، حيث يعتبر الظلم الاجتماعي هو قيام أحد الأشخاص ذوي النفوذ والسلطة بالتحكم في مصائر الآخرين، كما يشير أيضًا إلى ظلم الإنسان نفسه عند التواجد في بيئة أو مجتمع لا يناسبه؛ وبالتالي يؤثر على رسالته في الحياة أو يسبب تراجع مستواه الفكري أو الثقافي وهو يستطيع رفع ذلك الظلم عن نفسه.
حيث تعتمد كافة المجتمعات على عدد من القوانين والأعراف الدولية التي تضمن تمتع المواطن بكافة حقوقه وتحفظ له العيش بكرامة وحرية وأمان، دون أن يتعرض للظلم من قبل أحد الأشخاص أو الحُكام، وتوفر الكثير من الآليات التي تمكنها من تطبيق تلك القوانين.
قد يهمك: صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله
حديث عن ظلم النفس
هنالك الكثير من الأحاديث التي تشير إلى عاقبة الظلم، فنجد مثلًا في رواية أنس بن مالك عنه “اتَّقوا دعوةَ المظلومِ، و إن كان كافرًا، فإنه ليس دونها حجابٌ” حيث تشير إلى العقوبة التي تقع على الظالم مهما كانت صفة المظلوم سواء مسلم أو كافر، فإنه وجب عليه وقوع العذاب إلى أن يتوب أو يتعظ.
وفي حديث آخر رواه أبو هريرة أنَّ النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام قال “أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه” أي أن الشخص الظالم سوف تنفذ حسناته وأعماله الطيبة سريعاً إذا كان يظلم الآخرين أو يسلب حقوقهم.
علاج ظلم النفس
توجد الكثير من الخطوات العملية التي يمكن تنفيذها من أجل معالجة ظلم النفس والتي تعتمد على الآيات القرآنية، فنجد مثلًا الآية 35 من سورة عمران “وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ”، هنا إجابة واضحة وصريحة عن علاج ظلم النفس من خلال الاستغفار.
أي يعترف الإنسان بخطئه ويتوب إلى الخالق عز وجل ويقوم بردّ ذلك الظالم بالتوقف عن الخطأ، كما يجب عليه أيضًا التيقن أن الله سبحانه وتعالى سوف يغفر ذنبه، حيث تشير أغلب الدراسات الحديثة أن علاج المشكلة يكمن في اعتراف الشخص بها.
خلاصة القول، فإن اعظم انواع الظلم هو الشرك بالله يليه ظلم الآخرين الذي يتمثل في التعدي على حقوقهم أما ظلم النفس يقع في المرتبة الثالثة، حيث تختلف عواقب الظلم بحسب نوعه، لذا يجب على المسلم توخي الحذر واتباع أوامر الخالق عز وجل.
قد يهمك:
صحة حديث من تعار من الليل وما الذي نقوله عند الإستيقاظ من النوم فجأة
دعاء قبل النوم إذا دعوت به غفرت لك ذنوبك ولو كانت بمثل جبل أحد
هل العاده السريه من الكبائر؟ وتأثيرها على الفتاة